سلام من الله عليكم أيها الأخوات والإخوة..
أطيب تحية مفعمة من الله بالبركات والرحمة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق جل جلاله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
السؤال الذي نتناوله فيه هو: أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال إن الله وعده بأن يظهره على الدين كله، فهل يمكن أن يتحقق ذلك في الرجعة؟
وهل ستكون لرسول الله – صلى الله عليه وآله – رجعة في آخر الزمان؟
أيها الأطائب، نشير أولاً إلى أن القول المتقدم رواه عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – سليله الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – كما جاء في تفسير العياشي أنه قال: "لما إنهزم الناس عن النبي – صلى الله عليه وآله – يوم أحد نادى رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إن الله قد وعدني أن يظهرني على الدين كله، فقال له بعض المنافقين.. لقد هزمنا ويسخر بنا".
وظاهر هذا الحديث الشريف أن ضمير "ليظهره على الدين كله" في الآيات الثلاث التي ذكرت هذا الوعد الإلهي في سور التوبة والفتح والصف، هذا الضمير يعود على شخص رسول الله – صلى الله عليه وآله -.
وعلى ضوء هذا التفسير تكون هذه الآيات بحد ذاتها قرآنياً على حتمية رجعة رسول الله – صلى الله عليه وآله – وإحياء الله في آخر الزمان لكي يتحقق الوعد الإلهي بإظهاره – صلى الله عليه وآله – على الدين كله.
وهذا المعنى يؤيده ما رواه العياشي رضوان الله عليه عن مولانا الإمام الباقر – عليه السلام – في تفسير آية الوعد الإلهي حيث قال: "ليظهره في الرجعة".
وهنا نسأل هل توجد في الأحاديث الشريفة ما يؤيد هذا التفسير من خلال التصريح برجعة النبي الخاتم – صلى الله عليه وآله – كنزول عيسى (عليه السلام) عند ظهور المهدي عجل الله فرجه؟
أيها الإخوة والأخوات، المتابعون لهذا البرنامج يتذكرون أننا وفي الحلقات الخاصة بالأنبياء السابقين – عليهم السلام – نقلنا عدة أحاديث شريفة تبين أن آيات أخذ الله الميثاق من الأنبياء لخاتمهم – صلى الله عليه وآله – ونصرتهم في الحياة الدنيا لا تتحقق مضامينها إلا في عالم الرجعة قبل عالم القيامة.
وإضافة إليها فقد رويت في المصادر المعتبرة عدة أحاديث شريفة عن ينابيع الوحي الإلهي تصرح برجعة الأنبياء والأوصياء في آخر الزمان وعند إقامة دولة العدل الإلهي العالمية.
وقد جمع كثيراً من هذه الأحاديث الشريفة المحدث الخبير الشيخ الحر العاملي في كتابه (الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة" مستدلاً عليها وعلى إمكانية وقوعها بل حتمية حصولها بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
ونحن هنا ننقل لكم بعض هذه الأحاديث الشريفة المصرحة بإحياء الله نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – عند قيام الدولة المهدوية.
فمنها ما روي في كتاب مختصر بصائر الدرجات مسنداً عن الإمام محمد الباقر – عليه السلام – في قول الله عزوجل: "يا أيها المدثر قم فأنذر" قال: وقوله "إنها لإحدى الكبر"، يعني محمداً – صلى الله عليه وآله – "نذيراً للبشر"، في الرجعة وقوله "وما أرسلناك إلا كافة للناس" [يعني] في الرجعة.
وواضح من هذا الحديث الشريف، أن تحقق المصداق الأكمل لهذه الآيات الكريمة وتحقق المصداق الأكمل للإنذار المحمدي للبشر كافة إنما يكون برجعة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – وإحياء الله عزوجل له في آخر الزمان.
وروي في المصدر المتقدم عن مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – في قول الله تعالى "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد"، قال: نبيكم – صلى الله عليه وآله – راجع إليكم.
وفي حديث آخر ذكر الصادق – عليه السلام – ضمن بيانه لمجريات عصر ظهور المهدي الموعود – عجل الله فرجه – أن قتل إبليس يكون في الرجعة وهو يوم الوقت المعلوم يكون على يد رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثم قال "فعند ذلك يعبد الله عزوجل ولا يشرك به شيئاً".
وفي حديث آخر للصادق – عليه السلام – أيضاً كما في تفسير البرهان للعلامة البحراني ذكر فيه رجعة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في آخر الزمان ثم قال: "يعطي الله نبيه صلى الله عليه وآله ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلى يوم يفنيها حتى ينجز له موعده في كتابه كما قال: ويظهره على الدين كله ولو كره المشركون".
مستمعينا الأفاضل، وخلاصة ما تقدم هي أن النصوص الشريفة تفيدنا بأن الله عزوجل شاءت حكمته أن يحي نبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – في عالم الرجعة في آخر الزمان.
وعلى يديه – صلى الله عليه وآله – يحقق أهداف رسالته العادلة للبشر كافة وينهي ويزيل بؤر الصد عن سبيل الله بقتله لإبليس اللعين وبهذه الخلاصة ننهي أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.