البث المباشر

كيف نكون موحدين لله عزوجل في أخلاقياتنا؟

السبت 9 مارس 2019 - 10:01 بتوقيت طهران

الحلقة 65

سلامٌ من الله عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله
تحية مباركة طيبة نهديكم لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج
نستنطق فيه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة للحصول على إجابة سؤال أخر من الأسئلة التي تعيننا أجوبتها على بلوغ كمال التوحيد العملي لله تبارك وتعالى.
وسؤال حلقة اليوم هو: كيف نكون موحدين لله عزوجل في أخلاقياتنا؟
نتوجه الى النصوص الشريفة بحثاً عن الإجابة فكونوا معنا:
نرجع أولاً مستمعينا الأفاضل الى كتاب الله المجيد فنقرأ في الآيتين السادسه والسابعة والعشرين من سورة الروم المباركة قوله تبارك وتعالى:
وله من في السموات والأرض كل له قانتون وهو الذي يبدؤه الخلق ثم يعيده وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.
وقال عزّ من قائل في الآية الستين من سورة النحل "لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
قال الراغب الإصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن: يعني أن للذين لا يؤمنون بالآخرة الصفات الذميمة ولله تبارك وتعالى الصفات العليا.
ومن صفاته العليا تبارك وتعالى أخلاقه السامية التي لا نظير ولا مثيل لها في جمالها وكمالها وسموها وشموليتها.
روى الشيخ الفقيه العاملي الشهيد الثاني في كتاب (مسكن الفؤاد) أن الله تبارك وتعالى أوحى الى نبيه داود يملى نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام مسلياً له عند فقد ولدله:
"يا داود، تخلّق بأخلاقي، وإن من أخلاقي الصبر".
وقد روي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله أنه قال: "تخلقوا بأخلاق الله عزوجل".
وفي هذا الحديث الشريف يأمرنا رسول الله –صلى الله عليه وآله بالتخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى بما يناسب الإنسان وبه يتحقق المظهر الأكمل للعبودية الحقة لله عزوجل.
ونجد في حديث لمولانا الإمام الحسين –صلوات الله عليه تطبيقاً جميلاً للتخلق بأخلاق تبارك وتعالى؛ من خلال الإستفادة من خلق الله عزوجل في بسط رزقه على جميع الخلق.
ففي كتاب (تحف العقول) لأبي محمد الحسن بن شعبه الحراني أن رجلاً قال في حضور الإمام الحسين: إن المعروف إذا أسدي الى غير أهله ضاع.
فأجابه –صلوات الله عليه قائلاً: "ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البرّ والفاجر".
وفي ذلك إشارة الى كثير من الآيات الكريمة المصرحة بشموليه الرزق الإلهي للجميع نظير قوله تبارك وتعالى في الآية العشرين من سورة الإسراء:
"كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً" 
إذن مستمعينا الأفاضل يتضح من النصوص الشريفة المتقدمة أن توحيد الله في أخلاقياتنا يتحقق بالتخلق بأخلاقه تبارك وتعالى.
في حين أن من أهم أخطر مصاديق الشرك بالله هو التخلق بأخلاق أعدائه، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
أما التخلق بأخلاق أوليائه المعصومين –عليهم السلام فهو تخلق بأخلاقه جل جلاله.
وهذا ما يشير إليه وصفه عزوجل لنبيه الأكرم –صلى الله عليه وآله بصفاته، فمثلاً يصف تبارك وتعالى في كثير من الآيات بالرأفة والرحمة، ثم يقول في الآية ۱۲۸ من سورة التوبة:
"لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"
ثم يصفه –صلى الله عليه وآله في الآية الرابعة من سورة القلم بقوله {وإنك لعلى خلق عظيم".
ثم يأمر بالتأسي به –صلى الله عليه وآله على نحو الإطلاق فيقول في الآية الحادية والعشرين من سورة الأحزاب:
"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراًً"
فمثلما أن ذكر الله عزوجل يتحقق بذكر رسوله –صلى الله عليه وآله، كذلك يتحقق التخلق بأخلاقه تبارك وتعالى من خلال التأسي والتخلق بأخلاق رسوله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وخلاصة الجواب عن سؤال هذه الحلقة هو: أن توحيد الله عملياً في أخلاقياتنا يتحقق بنبذ أخلاق أعدائه والتخلق بأخلاقه عزوجل من خلال التأسي بأخلاق صفوته المنتجبين وخلفائه الكاملين محمد وآله الأطيبين صلوات الله عليهم أجمعين
وبهذه الخلاصة ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين)
نجدد لكم خالص التحيات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ... ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة