-سلامٌ من الله الرحمان الرحيم عليكم أيها الأطائب
-أطيب تحية نهديها لكم مباركة ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج العقائدي
-وفيها نستنطق مناري الهدى الإلهي، كتاب الله وأهل بيت حبيبه المصطفى –صلى الله عليه وآله-
-ساعين للحصول على إجابة السؤال التالي:
-ما هو دور الإستعانة بمحمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم أجمعين- في تحقق الإستعانة بالله وحده لا شريك له؟
-تابعونا مشكورين.
-أيها الأكارم، يندبنا الله الى توحيده في باب الإستعانة، بمعنى أن لا نطلب العون إلا منه عزوجل كما تشير لذلك الآية التي نتلوها في كل صلاة "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"
-والدعاء هو أهم وسائل الإستعانة بالله تبارك وتعالى كما عرفنا في الحلقات السابقة.
-فبماذا أمرنا الله عزوجل أن ندعوه؟ نرجع الى قرآنه الكريم للحصول على جواب هذا السؤال، فنقرأ في الآية ۱۸۰ من سورة الأعراف قوله تبارك وتعالى:
"وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{۱۸۰}"
-وقد ثبت في البحوث التفسيرية أن الأسماء الحسنى الإلهية قسمان اللفظية كلفظ الجلالة (الله) أو الرحمان، وهذا القسم هو المشار إليه في الآية ۱۱۰ من سورة الإسراء حيث يقول جل جلاله
"قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء"
-أما القسم الثاني فهو الاسماء التكوينية، أي أكمل الوجودات المعصومة وأفضلها التي تدل الخلق بالكامل على الله عزوجل وهم محمدٌ وآله الطاهرون صلوات الله عليهم أجمعين.
-وهذا ما صرحت به الأحاديث الشريفة، منها ما روي في أصول الكافي مسنداً عن إمامنا الصادق (عليه السلام) في تفسير آية سورة الأعراف المتقدمة حيث قال –صلوات الله عليه-: "نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلا بمعرفتنا".
-من هنا نفهم مستمعينا الأفاضل أن التوسل الى الله عزوجل بمحمد وآله الطاهرين هو مفتاح إستجابة الدعاء لأنه عملٌ بأمر الله عزوجل بدعوته بأسمائه الحسنى.
-روى الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص بسنده الى الصحابي الجليل جابربن عبدالله الأنصاري قال: قلت لرسول الله –صلى الله عليه وآله-: ما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقال: ذاك نفسي، قلت:فما تقول في الحسن والحسين؟ قال:هما روحي وفاطمة أمهما ابنتي يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها أشهد الله أني حربٌ لمن حاربهم، سلم لمن سالمهم.
-ثم قال –صلى الله عليه وآله-: وهو محل الشاهد: يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك، فادعه بأسمائهم، فإنها أحب الأسماء الى الله عزوجل.
-وروى العلامة محمد بن مسعود العياشي في تفسيره عن مولانا الإمام الرضا –عليه السلام- أنه قال:
-"إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله عزوجل وهو قوله عزوجل "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"".
-وقد تظافرت الأحاديث الشريفة الكثيرة ومنها المروي من طرق الفريقين بأن الأنبياء والأوصياء أستعانوا بالله ودعوه بأسماء محمد وآله الطاهرين –عليهم السلام- قبل مولدهم حيث عرفهم الله بهم وهم أنوارٌ بعرشه محدقين.
-من هذه الروايات نكتفي بما ورد في تفسير الآية (۳۷) من سورة البقرة وهي قوله عزوجل "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ".
-فقد نقل السيوطي في تفسير الدر المنثور الرواية التي تناقلها كثيرٌ من علماء أهل السنة عن النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- أنه قال في تفسير هذه الآية:
-"لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه الى السماء فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فأوحى الله إليه: ومن محمد؟ قال: تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي الى عرشك فاذا فيه مكتوب لا إله الا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه ليس أحدٌ عند أعظم قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك".
-أما من طرق أهل بيت النبوة عليهم السلام فالأحاديث متواترة بأن آدم سأل ربه التوبة بحق محمد –وآله الطاهرين- صلوات الله عليهم أجمعين.
-إذن فخلاصة ما تقدم هو أن نصوص مناري الهداية الإلهية القرآن والعترة المحمدية تصرح بأن مفتاح الإستعانة بالله عزوجل هو التوسل إليه بصفوته المنتجيبين محمد وآله الطيبين –صلوات الله وتحياته عليهم أجمعين-.
-وبهذه النتيجة نختم لقاء اليوم من برنامجكم (أسئلتنا وأجوبة الثقلين) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
-تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.