موضوع البرنامج:
وصية مهدوية بالثبات ومجاهدة الشكوك
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول ادعاء رؤية الامام المهدي (عليه السلام)
وصار من اأنى الناس
متى نرى الطلعة الغراء نيرةً
لو قابلت بسناها البدر لأفتضحها
متى تقرّ عيون فيك ساهرة
شوقاً ويدمل قلب بالنوى جرحاً
ساد الفساد وقد عم البلا فمتى
نرى بسيفك هذا الكون قد صلحا
اضحى الكتاب كتاب الله منتبذاً
خلف الظهور ودين الحق مطرحا
متى يرف لواء العدل منتشراً
والنصر ينحوه في الآفاق أين نحى
متى تعود ظنون الشرك خائبة
متى نرى امل التوحيد قد نجحا
نهضاً فقد بلغ السيل الزبى وذوى
عود الرجا واناء الظلم قد طفحا
*******
بسم الله نور السماوات والارضين وله الحمد والشكر والثناء اله العالمين، والصلاة والسلام على نوره المبين محمد المختار وآله الاطهار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في الحلقة اخرى من هذا البرنامج وقد اخترنا لمطلعها ابيات من قصيدة جميلة في مقامات المهدي الموعود وهي من انشاء العالم الاديب البارع الشيخ محمد علي اليعقوبي (رضوان الله عليه). وها نحن نعرفكم بالفقرات الاخرى في هذا اللقاء وهي:
- وصية مهدوية بالثبات ومجاهدة الشكوك
- واجابة لخبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن ادعاء رؤية الامام المهدي (عليه السلام(
- وحكاية مؤثرة عنوانه: وصار من أغنى الناس
*******
نتابع التعرف على وصايا امام زماننا (ارواحنا فداه) وذلك من خلال التبدر في المروي من كلامه (عليه السلام) فكونوا معنا وفقرة عنوانها:
الثبات على الحق ومجاهدة الشكوك
نقلنا لكم في الحلقة السابقة من البرنامج كلام مولانا امام العصر (عليه السلام) مع عيسى الجوهري في رواية تشرفه بلقائه المروية في كتاب الهداية الكبرى للحسين بن حمدان.
وفي نهاية هذا اللقاء طلب عيسى الجوهري من الامام ان يدعو له بالثبات على الدين الحق والايمان الصادق والكامل فأجابه سلام الله عليه قائلاً: «لو لم يثبتك الله ما رأيتني، امض بنجمك راشداً».
نجد في هذه الكلمة النيرة وصية مهدوية على درجة كبيرة من الاهمية موحهة للمؤمنين من جميع اجيال عصر غيبته (عجل الله فرجه) تتلخص في الدعوة الى الثبات على الايمان وعلى ما عرفوه من الحق والاعتقاد بأمامة خاتم الاوصياء الحجة بن الحسن في غيبته وظهوره (سلام الله عليه).
فهذا الثبات هو الذي يوفق المؤمن للفوز برؤية امام زمانه (ارواحنا فداه)، وهو الذي يجعل حركته التكاملية على اساس الرشد الايماني.
والثبات على هذا الايمان يستلزم مكافحة الشكوك والشبهات وعد السماح لها بالنفوذ الى القلب، وهذا ما تتضمنه الوصية المهدوية الثانية التي اخترناها لكم في هذه الحلقة.
روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة نص رسالة بعثها مولانا بقية الله المهدي (ارواحنا فداه) للعبد الصالح محمد بن ابراهيم بن المهزيار رداً على رسالة بشأن تشكيكات بعض شيعة ابيه للامام العسكري (سلام الله عليه) بامامته بسبب غيبته (عجل الله فرجه). وجاء في هذه الرسالة قوله (عليه السلام): قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم، فقل لهم: اما سمعتم الله عزوجل يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ»، هل امر [عزوجل] الا بما هو كائن الى يوم القيامة؟! الم تروا ان الله عزوجل جعل لهم معاقل يأوون اليها وأعلاماً يهتدون بها من لدن آدم الى ان ظهر الماضي [يعني اباه الحسن العسكري] صلوات الله عليه، كلما غاب علم بدا علم واذا افل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله تعالى وعزوجل اليه ظننتم ان الله قد قطع السبب بينه وبين خلقه؟! كلا ماكان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر امر الله وهم كارهون يا محمد بن ابراهيم؛ لا يدخلك الشك فيما قدمت له فإن الله لا يخلي الارض من الحجة.
ثم اظهر (عليه السلام) في ختام رسالته آية تدل على امامته إذ اخبر محمد بن ابراهيم بحديث جرى له مع ابيه قبيل وفاته لم يحضره غيرهما ووصية أوصاه بها بشأن تسليم حقوق شرعية للامام (عليه السلام).
وكما تلاحظون فإن في كلام الامام صاحب الزمان لمحمد بن ابراهيم وصية صريحة بعدم السماح للشك بأن يتطرق الى قلبه ويزعزع ايمانه، فإن الشكوك هي لواقح الفتن التي توقع الانسان في مختلف اشكال الفتن والانحرافات الفكرية والعملية.
وقد قرن الامام (ارواحنا فداه) هذه الوصية باشارات الى الآيات الكريمة وصحاح الاحاديث الشريفة الدالة على الايمان الصحيح بأمامة المهدي المنتظر وغيبته (عجل الله فرجه).
ونجد في هذه الاشارات وصية ضمنية للؤمنين بأن يرجعوا الى القرآن الكريم وأحاديث اهل بيت النبوة (عليهم السلام) ليبدوا بنورهما ظلمات الشبهات والشكوك، ففيهما بيان لكل شيء وبهما كمل الدين وتمت النعمة والحجة على العالمين.
*******
عن ادعاء رؤية الامام المهدي (ارواحنا فداه) يدور سؤال احد المستمعين في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب يجيب عنه سماحة الشيخ علي الكوراني في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا:
شأن ادعاء رؤية الامام المهدي (عليه السلام)
المحاور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً لكم مستمعينا الافاضل ومعنا على خط الهاتف خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ الاخ هشام احمد من قطر لديه سؤال حول قضية ذكرتموها في اجابة سابقة عن بعض الاسئلة يقول ما رأيكم في من يدعي رؤية صاحب الزمان سلام الله عليه في المنام، هل يختلف هذا الادعاء عن ادعاء من يقول انه شاهد الامام صاحب الامر في اليقظة، اذا نقل عن ولي او فقيه او عالم كبير لقائه بالامام وهو ثقة وصدوق هل يصدق هذا الخبر ام يكذب؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، اخذ السؤال عن نقل عن عالم او فقيه او مؤمن ثقة انه التقى بالامام سلام الله عليه، التقى ليس في المنام بل في اليقظة اذا نقل هذا ولم يكن هذا الذي التقى بالامام سلام الله عليه يدعي من انه اعطاه منصباً او كلفه بنقل رسالة عنه او سفارة عنه، ان هذا قابل للتصديق، لان الرؤية المنفية في الغيبة الكبرى بمعنى السفارة، سفارة عن الامام سلام الله عليه هذه غير مقبولة، واما اللقاء والرؤية، نعم هذا يمكن ان يصح وواقع، وكما ان هناك قصص حقيقية وصادقة في هذا المجال، واما الذي يقول رأيت الامام في المنام سلام الله عليه، رؤية الامام في المنام تكون رؤية صادقة بشرط ان يكون رأى صورته وتكون ملامحه هي الملامح الثابتة بشكل قطعي للامام سلام الله عليه حتى ينطبق عليه من رآنا فقد رآنا فان الشيطان لا يتمثل بنا، الشيطان لا يمكن ان يتمثل بنفس ملامح النبي صلى الله عليه وآله معروفة بنصوص قطعية، وكذلك في ملامح الامام سلام الله عليه المعروفة ايضاً عند المسلمين شيعة وسنة بنصوص قطعية، فاذن الذي رأى يقول رأيت الامام سلام الله عليه في المنام نقول: هل رأيت وجهه؟
يقول: نعم.
نقول له: صفه لنا؟ اذا وصفه أجلى الجبهة، أقنى الأنف، درّي المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، مدمج البطن، مقرون الحاجبين مسترخهما، بهذه الاوصاف الموجودة عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقول له: نعم، اذا يقول لا اذكر وجهه او لا لم يكن هكذا.
نقول له: اذن يمكن ان الشيطان يتمثل بصورة ويقول لك هذا الامام ليست وهي ليست صورة الامام، فلا يطمئن الانسان، او يكون شخصاً آخر هو تخيل انه الامام، اذن المنام يحتاج الى ان الرائي يرى صورة الامام وتكون منطبقة الصفات على الامام، حينئذن نقول رؤية صادقة.
المحاور: سماحة الشيخ فيما يرتبط ببعض ما روي في قصص تناقلتها الكتب الموثقة المعتبرة عن ليس رؤية شخص في المنام وانما سماع صوت يقع في قلب الرائي انه صوت الامام، ما هو الحكم فيما يرتبط بهذه الحالات والقصص ايضاً وهي ليست بقليلة حدثت لجملة من كبار العلماء؟
الشيخ علي الكوراني: لا يمكن ان نحكم من الصوت انه صوت الامام سلام الله عليه، الا اذا كانت معه قرائن كافية للاطمئنان بذلك، من القرائن نعرفه ولكن من نفس الصوت لا يمكن ان نعرفه.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني اسئلة اخرى نوكلها الى لقاء مقبل باذن الله تبارك وتعالى لكم جزيل الشكر، وكذلك شكراً لكم احبائنا الكرام وانتم تتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من البرنامج.
*******
نجدد ترحيبنا بكم احباءنا ونحن نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب الفقرة اللاحقة اعزاءنا هي الخاصة بقصص الفائزين بلقاء الشمس المهدوية المباركة، والقصة التي انتخبناها لهذا اللقاء تحمل العنوان التالي:
صارا أغنى الناس
حكى القصة التالية المرجع العارف اية الله الشيخ محمد تقي بهجت كما ورد في الجزء الثالث من كتاب (في محضر اية الله بهجت) المطبوع بالفارسية والجامع لمجموعة من احاديثه حفظه الله.
وملخص الحكاية ان احد الاخيار وكان يعمل نجاراً فمرّ بضائقة مالية شديدة تذكر فيها ما قرأه في كتاب الميرزا النوري (جنة المأوى) من قصص المستغيثين الى الله بالتوسل اليه عزوجل بوليه المهدي (ارواحنا فداه)، فقام في السحر وصلى ركعتين قربة الى الله ودعاه مستشفعاً ومتوسلاً بمولانا امام العصر (عجل الله فرجه الشريف)، وفي الصباح خرج الى دكانه ولم يكن له من المال ما يكفي لطعام ذلك اليوم، فذهبت زوجته الى اختها واستقرضت منها ما اعدت به طعاماً بسيطاً للظهيرة، وعندما عاد من دكانه الى بيته وجلس على المائدة دقت الباب ولما فتحها وجد رسولاً من احد معارفه من الاخيار يخبره بأن صديقه يدعوه لتناول طعام الغداء في منزله.
ولما دخل النجار منزل صديقه وجد جمعاً من اصدقائه عنده وقد حضر ايضاً احد العرفاء الاتقياء هو الشيخ الجليل علي الزاهد رضوان الله عليه فحدثه هذا الشيخ الزاهد، بواقعة كان فيها فرجه.
بعد ان تناول الجمع غدائهم، توجه الشيخ علي الزاهد الى الرجل وقال له دون مقدمة: كان في النجف الاشرف استاذ عالم اسمه السيد حسن بن السيد حسين لم يكن قادراً على توفير طعام له ولعائلته سوى بضعة ارغفة من الخبز وذلك لشدة فقره، فقرر ان يتوسل الى الله بوليه صاحب الزمان (عجل الله فرجه) على مدى اربعين يوماً لكي ينجيه من هذه الضائقة، وكان يكتب كل يوم رقعة الاستغاثة الواردة في الاحاديث الشريفة وفي اليوم الاربعين ـ وكان السيد قد غفل انه اليوم الاربعون ـ كان جالساً في البيت وحده وقد ذهبت عائلته للزيارة، فسمع هاتفاً يناديه بأسمه، فظن انه يتوهم، لذلك لم يعبأ بالامر اولاً، لكن النداء تكرر، وهو يخاطبه قائلاً: يا سيد حسن ابن سيد حسين أتظن أننا غير مطلعين على احوالكم؟!
قال السيد حسن: توجهت فوراً الى مصدر الصوت، فلم ار احداً لكن هذا الصوت أطفأ نار اضطرابي بالكامل وشعرت بأنني في منتهى الغنى رغم انني لم استلم اي مال.
لم يعقب الشيخ الزاهد بشيء على هذه الواقعة أما النجار فقد تذكر صلاة الاستغاثة الى الله بوليه امام العصر (ارواحنا فداه) والتي صلاها الليلة الفائتة فوجد ان هذه الواقعة تقول له: أتحسب أننا غير مطلعون على احوالكم؟
قال الرجل: قلت لنفسي: لعل ما طلبته البارحة ليس في صلاحي أستجابته الآن، وعلى اي حال فقد شعرت بأرتياح كبير عند سماعي لتلك الواقعة وذهب عني ما كنت اقاسيه من هم وغم واتضح لي ان حالي يما طلبت حال الطفل المريض الذي يطلب طعاماً يضره في مرضه، فمن المحال ان يلبي والداه الرحيمان به مطلبه حتى يشفى.
وختم آية الله المرجع العارف الشيخ نقله هذه الحكاية بتعليقها عليها بالقول: اذن يتضح ان الغنى حالة قلبية لا يوجدها المال والثروة.
*******