موضوع البرنامج:
طهارة الاموال والقلوب والاصدقاء
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول المسجد ذي الالف باب
قم فقد جاء خالك من السفر
أيا ابن الهدى عجل الينا فإننا
سقينا الردى من ظلم أعدائكم جهرا
أغثنا رعاك الله أنك لم تزل
غياثا ً لنا يا خير من وطأ الغبرا
فنفسم بالهادي عليك وصهره
وسبطيه والغر الميامين والزهرا
تحنن علينا وارفع الجور فالهدى
شتات ووجه العدل أصبح مغبرا
أتهضمنا الاعداء وأنت إمامنا
وطوعك ما في هذه الدار والاخرى
بنفسي وأهلي من يرانا ولا نرى
محياه باد ٍغيب الانجم الزهرا
*******
بسم الله كلمة المعتصمين، وله المجد والحمد غوث المستغيثين وأسمى الصلاة وأتم التسليم على سفينة نجاته وكهفه الحصين المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا وأهلاً بكم في الحلقة اخرى من حلقات هذا البرنامج. مطلع هذه الحلقة أحباءنا كان ابياتاً مؤثرة في التشوق للفرج المهدوي المبارك من قصيدة غراء للاديب الولائي الحاج عبد الحسين شكر (رحمه الله). أما الفقرات الاخرى في هذا اللقاء فهي:
- قبسة من الوصايا المهدوية عنوانها: طهارة الاموال والقلوب والاصدقاء
- وإجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن المسجد ذي الالف باب
- وحكاية من حكايات المتوسلين الى الله ببقيته المهدي عنوانها: قم فقد جاء خالك من السفر
*******
فان الفقرة الاةلى خاصة بوصايا امام زماننا (أرواحنا فداه)، وقد اخترنا لها في هذه الحلقة العنوان التالي:
طهارة الاموال والقلوب والاصدقاء
روى الشيخ ابو منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج والصدوق في كتاب كمال الدين وغيرهما رواية لقاء الشيخين الجليلين سعد بن عبد الله الاشعري وأحمد بن اسحاق الوكيل بمولانا إمام العصر المهدي (عجل الله فرجه الشريف).
وفي هذا اللقاء احمد بن اسحاق الوكيل مجموعة من الصرر اشتملت على حقوق شرعية ارسلها عدد من الشيعة لامام، فأبى (عليه السلام) ان يستلمها الا بعد أن ميز الطيب منها عن غيره وبيّن ضمن ذلك ملاحظات شرعية دقيقة لم يرعاها أصحاب تلك الاموال في معاملاتهم المالية الامر الذي أدى الى اختلاط أموالهم بالحرام.
وفي هذا الموقف وصية ضمنية من امام زماننا (ارواحنا فداه) بتحري أقصى مراتب الدقة في رعاية الموازين الشرعية في المعاملات المالية خاصة لكي تكون أموالنا طاهرة من خبث الحرام، وبالتالي لكي لا يدخل بطوننا شيء من المال الحرام، فلذلك أثر بالغ في قسوة القلوب وحبس الدعاء أجارنا الله واياكم منه.
وروى الشيخ الطوسي (رحمه الله) في كتاب الغيبة قصة لقاء علي بن ابراهيم بن مهزيار بصاحب الزمان المهدي (سلام الله عليه)، وفي هذا اللقاء ورد قول الامام (عليه السلام): أبي عهد إلي أن لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب اليم.
وفي هذا القول اعزاءنا وصية مشددة للمؤمنين بأعتزال الذين يرتبكون ما يستجبون به غضب الله عزوجل عليهم والمراد الكبائر التي تستوجب اللعن والخزي في الدنيا والاخرة.
وفي اللقاء نفسه، سأل علي بن ابراهيم بقية الله الموعود (عجل الله فرجه) عن موعد ظهوره، فكان جوابه (عليه السلام) أن ذكر مجموعة من علامات الظهور والوقائع التي تحدث قبل ظهوره (عجل الله فرجه).
وفي ذلك الافاضل وصية للمؤمنين بمعرفة هذه العلامات وبصورة دقيقة اولاً، ثم مراقبة ما يجري حولهم ومعرفة ما يتحقق منها لكي يستعدوا لظهوره وثالثاً لكي لا ينخدعوا بدعوات أدعياء المهدوية قبل تحقق هذه العلامات.
*******
أعزاءنا مع تقديم جزيل شكرنا لكم على حسن الاصغاء لفقرات البرنامج ننقل الميكرفون الى زميلنا وهذا الاتصال الهاتفي بخبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني.
المسجد ذي الالف باب
المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته وسلام على ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ الاخت منى من قطر وفي رسالتها بعثت لنا بسؤالين، السؤال الاول هو عن حديث قرأته عن وضع مسجد الكوفة عند ظهور الامام المهدي سلام الله عليه يكون له الف باب، تقول كيف يمكن هذا من الناحية الهندسية يعني ما هو حجم هذا المسجد حتى يكون في تلك الحالة، والسؤال الثاني هو ماذا اعمل كي يرضى امام العصر عني؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، لم يرد عندنا ان مسجد الكوفة يوسع الى هذا الحد، ورد ان الامام سلام الله عليه يبني مسجداً بين الكوفة وكربلاء له الف باب، غير مسجد الكوفة، مسجد الكوفة ورد في الاحاديث الصحيحة انه مصلى ابينا آدم ونوح وان النبي صلى الله عليه وآله في اسراءه ومعراجه نزل وصلى فيه، فمسجد الكوفة يعاد بناءه نعم هذا ورد، يقول الحديث عن امير المؤمنين (عليه السلام): ويل لهادمك وطوبى لمن يبنيك مع ابرار الامة مع الامام المهدي سلام الله عليه يجدد بناءه الامام، فمسجد الكوفة اذن الامام يجدد بناءه ويمكن توسيعه ولكنه هو هذا، المسجد الاخر الذي يبنيه له الف باب هذا المتصور انه مسجد الجمعة العالمي وله الف باب يعني مع مطاراته ومع مواقف سياراته او الوسائل التي تكون في ذلك العصر، مسجد الجمعة العالمي يكون بين الكوفة وكربلاء والى جانبه يكون مسجد الكوفة.
المحاور: سماحة الشيخ السؤال الثاني للاخت هو ماذا اعمل لكي يرضى امام العصر عليه السلام عني؟
الشيخ علي الكوراني: ما احد من فقهائنا افتى بوجود واجبات معينة لعصر الغيبة للاعداد للامام سلام الله عليه او لتحقيق رضاه، عندما يلتزم الانسان باحكام دينه يؤدي الواجبات التي عليه ويترك المحرمات ويتعرف على ربه ونبيه وائمته عليهم السلام ويعرفهم للناس ويربي اولاده على هذا يكون نموذجاً للمؤمن الملتزم المستقيم، هذا يؤمل ان يكون مرضياً عند الله عز وجل ورسوله والامام المهدي سلام الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.
*******
فمع حكاية موثقة أخرى من حكايات الفائزين بالشفاء ببركة التوسل الى الله بوليد المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، عنوان الحكاية هو:
قم فقد جاء خالك من السفر
يرجع تاريخ الحكاية التي ننقلها لكم في هذه الحلقة الى سنة الف ومائتين وخمس وثمانين للهجرة، وهي منقولة عن العالم الورع الميرزا محمد حسين النائيني (رضوان الله عليه)، وجاء فيها، ان الما مفاجئا ظهر في قدم اخيه الميرزا محمد سعيد ايام انشغاله بدراسة العلوم الدينية، واثر ذلك ظهر ورم في قدمه عجز معه عن المشي، فعالجه احد الاطباء المرموقين فذهب الورم وتحسن حاله ولكن لايام قليلة اذ ظهر الورم ثانية بين اسفل الركبة ثم على الفخذ وهكذا استمر المرض وانتشرت في جسمه القروح ومعها الالام الشديدة واشتد الضعف والهزال بالفتى دون ان ينفع في علاجه اي دواء.
ثم كان ان ابلغ جراح حاذق اسمه السيد يوسف خال الميرزا محمد سعيد بان لا امل في شفاء الفتى.
ومع اليأس من العلاج الطبي توجهت قلوب عائلة الفتى الى الله عز وجل واوليائه، فطلبت والدته من خاله الميرزا ابي طالب وكان من اهل التقوى والصلاح، ان يكتب لولدها رقعة الاستغاثة بامام العصر (ارواحنا فداه) المروية عن ائمة الهدى في كتب العبادات. فاستجاب الميرزا ابو طالب الرقعة في يوم جمعة، وطبقا لما رواه في كتب العبادات رمى اخي محمد سعيد بيده بالرقعة في بئر قرب القرية التي كانت تقطنها العائلة، وكان ذلك في اخر ساعة من يوم الجمعة وهي من الساعات التي يستجاب فيها الدعاء حسبما ورد في الاحديث الشريفة؛ وقد انتابت الوالدة وابنها المريض عندئذ حالة من رقة القلب اجهشا معها ببكاء طويل.
وفي تتمة الحكاية يقول الميرزا محمد حسين النائييني رضوان الله عليه: بعد مضي عدة ايام رايت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة اسماعيل الهرقلي (الذي نقل علي بن عيسى في كتاب كشف الغمة قصة شفائه على يد صاحب الزمان (عليه السلام)).
رأيتهم قادمين باتجاه بيتنا، فحضرت في ذهني ـ وانا في المنام ـ قصة اسماعيل في ذهني، وكنت قد قرات تفصيلاتها في تلك الايام، فعرفت ان الفارس المتقدم هو الامام الحجة عليه السلام جاء لشفاء اخي المريض.
وكان اخي المريض نائما على في ساحة البيت كما هو حاله في اغلب الايام، فقرب منه الامام الحجة روحي فداه وقال له: قم فقد جاء خالك من السفر.
فهمت حينها ان مقصوده عليه السلام بشارة بعودة خالنا الحاج علي اكبر الذي كان قد سافر للتجارة وطال سفره حتى خشينا عليه لما انتشر يومذاك من القحط.
ثم رأيت اخي يقوم ويسرع الى باب الدار لاستقبال خالنا المذكور وعندها استيقظت من النوم.
فاسرعت الى اخي وايقضته وانا اقول له: انهض يا اخي، فان الامام الحجة قد شافاك!
ثم اخذت بيده واقمته على رجليه، فاستيقظت امي وعاتبتني على ايقاظه لانه لم يكن يقدر على النوم الا بصعوبة بسبب شدة جراحاته والامه فقلت له: لقد شافاه الحجة يا اماه.
فاخذت اخي يمشي في ساحة الغرفة بعد انقضت عليه سنة واكثر وهو عاجز بالكامل عن المشي، وكنا نحمله من مكان الى آخر.
ويختم الميرزا محمد حسين النائييني (قدس سره) حكاية شفاء اخيه قائلاً: انتشرت الحكاية في القرية واجتمع الاقرباء والاصدقاء ليروا اخي بحالة اخرى غير التي كان عليها، نقلت لهم رؤياي الصادقة وكنت مسروراً جداً لانني بادرت ببشارة شفائه عندما كان نائماً. لقد التامت القروح والجروح منذ ذلك اليوم وبعد ايام وصل خالي سالماً غانماً، وكان اخي محمد سعيد هو الذي فتح له باب الدار.
*******