السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ومن ركب الصادقين واخلاء الصادقين وسادات الصادقين هو الشهيد العزيز سعيد بن عبد الله الحنفي احد الشخصيات المؤثرة بين انصار ابي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
سعيد بن عبد الله الحنفي، ثلاثة من اصحاب الحسين يحملون، اثنين منهم يشتركون حتى في اسم الاب، سعيد بن عبد الله الحنفي رجل من اهل الكوفة، من وجوه المؤمنين والشيعة ومعروف بشجاعته، بعبادته، هو احد من هؤلاء الذين حملوا الكتب من اهل الكوفة الى الحسين وعليه السلام، كان هو وواحداً معه اسمه هاني، ليس هاني بن عروة، هاني بن هاني السبيعي، هؤلاء كانوا يأخذون الكتب ويجمعوها بأكياس ويحملوها الى ابي عبد الله الحسين عليه السلام فهو متمرس في قضية التعاون مع اهل البيت والعمل في خط اهل البيت.
سبحان الله من نعم الله على الانسان اذا اقترن اسمه بمحتواه وبمضمونه يعني مثلاً تسمع ان احداً يسمى موفق لكن تراه غير موفق ومحتواه غير موفق، واحداً اسمه كريم لكن هو بخيل، الله اكبر هذه مأساة، واحداً اسمه مغوار لكنه يفر من الذبابة، لا! حينما الجمال والكمال يقترن بالمضمون لذلك سعيد بن عبد الله الحنفي ماهي اخر كلمة سمعتها اذناه "سعيد في الدنيا" من من؟ من سيد شباب اهل الجنة، ماذا قال له؟ قال "سعيد في الدنيا وسعيد في الاخرة" فهذا سعيد، سعيد اسماً، سعيد عاقبة وسعيد خلوداً، واي سعادة افضل من التفاني والتضحية بين يدي ابي عبد الله الحسين.
هناك شاعر من الشعراء اسمه عبيد الله الكندي له قصيدة مطولة في سعيد بن عبد الله الحنفي من جملتها:
سعيد بن عبد الله لاتنسينه ولا الحر
كأنه يذكر بعض اصحاب من قبيل الحر ومن قبيل زهير بن القين
سعيد بن عبد الله لا تنسينه
لاالحراذ واسى زهير على قسر
فلو وقفت صم الجبال مكانهم
لمارت على سهل ودكت على وعر
فمن قائم يستعرض النبل وجهه
ومن مقبل يستقبل الاسنة بالصدر
زيارة الامام الصادق، هذه مروية في المقاتل، طبعاً الامام افرد زيارة خاصة وهي موجودة في كتب الزيارات التي طاغية العراق اخرجها من العتبات ، قال هذه فيها اساءة للامة العربية لأن احداً يقرأ لعن الله امة قتلتك هذه اساءة للامة العربية فأخرجها كلها ايام الطاغية، على كل موجودة هذه كتب الزيارة. صفوان الجمال يقول انا مع الامام الصادق فدار وجهه قليلاً صوب اليمين وهو واقف عند ابي عبد الله الحسين "اللهم ارزقنا زيارة الحسين بحق فاطمة الزهراء" يقول مال الامام الصادق قليلاً وفي ذلك اليوم صحراء ولكن الامام يعطي رسالة لصفوان وغير صفوان ان يعرفوا انه في هذه البقعة ماذا جرى فيها، ماهي القضايا هنا، فيقول ادخل من الباب الشرقي، تعال من الباب الغربي يعني مسقف كان فيه مدخل شرق ومدخل غرب، اذا دخلت من هنا قل كذا، اذا دخلت من هنا مل قليلاً، مال، يقول صفوان صاح الامام السلام عليكم يا انصار الله فعلمت انه يزور الشهداء لكن الان نحن نقرأ اسماء الشهداء فوق الضريح، الشباك الخاص بالمقبرة، في الزيارة الامام اقتصر لأن اعداء كانوا يحيطون بالمنطقة ولم يذكر الامام الصادق الا اسماء عدد قليل، عدد اصابع اليد، اسم من الاسماء التي ذكرها الامام الصادق بالزيارة سعيد بن عبد الله الحنفي، نستفيد من هذا انه ليس شخصاً عادياً، شخص ان الحسين يقف ويأبنه ثم يأتي الامام الصادق سلام الله عليه بالزيارة ينص على اسمه.
سعيد بن عبد الله الحنفي رضوان الله تعالى عليه يوم عاشوراء امره وامر زهيراً وقال لهم قفوا امامي لأصلي والحسين عليه السلام كان يعلم خساسة بني امية وانهم يستغلون فرصة صلاة الحسين ويضربوه وهو يصلي فالحسين عليه السلام اراد ان يوجه رسالة تعكس اهمية الصلاة واداءها في اوقاتها فرغم الوقت الحرج اراد الحسين ان يصلي لكن اصلي صلاة سريعة فصاح لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي وقال قفا امامي، هذا يسمى الدرع البشري وصلى الحسين بنصف اصحابه والنصف الثاني كانوا يقفون للاسناد والمواجهة، في الفقه تسمى صلاة الخوف، الحسين لم يكن خائفاً ولو كان خائفاً ماصلى، حاشاه.
فأقام الحسين الصلاة وامامه من اليسار زهير بن القين ومن اليمين سعيد بن عبد الله الحنفي سلام الله عليه فكان سعيد خفيف الحركة لأن هؤلاء الجبناء اخذوا يصطادون الوقت ويرون الحسين مشغول بالعبادة فصاروا يسددون النبال وحدث الذي كان متوقعاً، سبحان الله، فوجهوا اسراب النبال صوب ابي عبد الله الحسين وهو يصلي، من الذي كان يتلقاها؟ زهير وسعيد لكن سعيد كان بحركة عجولة وبتصرف مدروس فأذا ما ركع الحسين غير موقفه، اذا ماسجد الحسين انحنى حتى يكون درعاً واقياً للحسين. تقول المقاتل تكاثر الرمي على الحسين (الله يلعنهم) قاوم سعيد وقاوم حتى اكمل الحسين صلاته فسقط سعيد لشدة جراحاته ونزف دماءه فكان يصيح وهو مطروح على الارض "اللهم العنهم لعن عاد وثمود" "اللهم ابلغ نبيك عني السلام وابلغه ما لقيت من آلام الجراح فأني اردت ثوابك في نصرة ذرية نبيك" هؤلاء عرفوا معنى النبي وعرفوا موقع الحسين من النبي وعرفوا قيمة اهل البيت لذلك ما اهون الموت عندهم.
هنا يجب ان نهنئ هذا الرجل على استشهاده وقد مضت الف واربعمئة عام او اقل بقليل، جاء الحسين ووقف عند سعيد فرأى في صدره فقط ثلاثة عشر سهماً فصاح الحسين بصوت عال "سعيد انت سعيد في الدنيا وسعيد في الاخرة، ياسعيد انت امامي في الجنة فأبلغ جدي رسول الله وابي علياً وامي فاطمة سلامي وقل لهم انه على الاثر" تقول المصادر فكان ينظر الى الحسين في آخر انفاسه ثم صاح مخاطباً الحسين "أوفيت يا ابا عبد الله؟" فهنا قبله ابو عبد الله الحسين وغادر الحياة.
جادوا بأنفسهم عن نفس سيدهم
والجود بالنفس اقصى غاية الجود
هذا نمط من ابطال كربلاء، شهداء كربلاء، اسأل الله له المزيد من الرحمة والغفران وزاد الله قدره في الجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.