البث المباشر

الملا عباس الصفار الزيوري البغدادي

الإثنين 4 مارس 2019 - 09:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 638

السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 
ومن اعيان الصادقين الاوفياء لآل الرسول هو العالم والخطيب والشاعر المعروف بالصفار، الملا عباس الصفار الزيوري البغدادي 
طبعاً هو كندي من سلالة المقداد بن الاسود الكندي رحمه الله، الرجل ولد ببغداد ولكن توطن عدة اوطان لماذا؟ السبب معروف، السبب واضح، لأن جرمه جرم كبير، ماهو جرمه؟ ولاءه للامام امير المؤمنين، يا سبحان الله! ما اشبه اليوم بالبارحة فترى بعض الشخصيات لهم عدة اوطان، احدهم هذا، هذا عاش في بغداد، عاش في الحلة، عاش في سامراء، عاش بمكة، عاش في مدينة عدن، انظر في مضيق المندب هناك ثم عاد الى سامراء ثم ذهب الى جنوب بلاد الصين، سبحان الله! 
ماهو الشبح الذي كان يطارده؟ كان يطارده شبح العداء لأهل البيت، هؤلاء النواصب الوهابية البغيضة، هذه بلاء وهؤلاء عقدتهم وعداءهم لعلي وانا اقول لك هم عداءهم لرسول الله وعداءهم للقرآن لأن من يعادي علياً، علي هو نفس الرسول، القرآن يقول "وانفسنا وانفسكم" علي القرآن الناطق فمن يعادي علياً يعادي رسول الله ويعادي القرآن.
الملا عباس الزيوري نشأ يتيماً، امه اسمها جمانة رحمها الله، رأت هذا الطفل موهوباً فأخذته الى مدينة الحلة، في ذلك اليوم كانت اسر علمية كبيرة بالحلة فجاءت به الى الحلة ليدرس هناك وكان هذا عام 1285 فدرس ثم انتقل الى كربلاء المقدسة واذا في بدايات شبابه كان هو ينظم الشعر الممتاز في اهل البيت ثم تعرضت كربلاء الى غارة وهجمة من النواصب الوهابيين فأضطر ان يهرب فعثرت عليه قافلة تجار يأخذون بضاعة الى عدن او يأتون ببضاعة من عدن فأخذوه معهم الى شبه الجزيرة العربية فبقي في عدن مدة ثم جاء الى مكة وبقي مدة وهناك كان ينظم الشعر ويخمس ما تسمى بعلويات ابن ابي الحديد، ابن ابي الحديد المعتزلي له خمس او سبع قصائد تعرف بالعلويات، هناك المعلقات السبع هذا كلام قبل الاسلام في الجاهلية، سبعة قصائد علقت على الكعبة، هناك علويات سبع، من العلويات السبع يقال خمسة لأبن ابي الحديد والاثنين لعبد الباقي افندي العمري والبعض يقول العكس، على كل.
فخمس الملا عباس الزيوري قصائد ابن ابي الحديد في الامام امير المؤمنين، في عام 1299 انتقل الى العراق وسكن سامراء وهناك رأى كرامات من الامام الهادي ومن الامام العسكري صلوات الله وسلامه عليهما، كرامات حدثت له في بيت الامام وهو مايعرف بسرداب الغيبة ورأى بعينه عائلة جاءت من جنوب الصين ولهم طفل ابكم يعني ولد لايتكلم ولكن لسانه انطلق هناك في حرم العسكريين سلام الله عليهما وكان في ذلك اليوم الميرزا حسن الشيرازي هناك في سامراء فأحتفلوا فالملا عباس رأى هذه الكرامة فنظم:

في عامها خبت والزائرين

الى بلدة سر من قد رآها

رأيت من الصين فيها فتى

وكان سمي امام هداها

يبدو اسم الصبي مهدي او كذا

 

رأيت من الصين فيها فتى

وكان سمي امام هداها

وقد قيد السقم منه الكلام

واطلق من مقلتيه دماها


في ذلك الاحتفال طبعاً اشترك حتى بعض الشعراء، السيد حيدر الحلي القى قصيدة في هذا الامر او في هذه المعجزة: 

كذا يظهر المعجز الباهر

ويشهده البر والفاجر


الملا عباس شاهد ايضاً كرامة كبرى في النجف الاشرف، شاهد يوم اغلقت ابواب الصحن الحيدري بوجه مواكب العزاء وبالتالي جاءت المواكب وانفتحت الابواب فأنشأ يقول الملا عباس: 

مناقب حيدرة لاتضاهى

وفي العد والحصر لاتتناهى

ففي مئتين والف وتسع

وتسعين من عام هجرة طه

لقد فتح الباب للزائرين

ليلاً فأنكرها من رآها


طيب الملا عباس الصفار الزيوري الشاعر المعروف كان في يوم من الايام في كربلاء وصارت ندوة، ندوة فيها علماء وشعراء وكانت تجري في هذه الندوة مطارحات في الادب فألقى الشيخ عبد الحسين الحويزي قصيدة والقى السيد جعفر الحلي قصيدة ومن جملة من القى من الشعراء في هذه الندوة، القى الملا عباس ايضاً قصيدة وكان هو من الحضار الذي هو يحكم او نستطيع ان نقول هو الذي يميز، كان المرحوم السيد ابراهيم الطباطبائي فلما القى الشيخ عبد الحسين الحويزي قصيدة كأن السيد جعفر الحلي شكك بأن هذه من نظم الحويزي لكن الحويزي اصر وقال لا هذا شعري وهذه قصيدتي فهنا اختير الملا عباس الصفار الزيوري حكماً ليمتحن الشيخ عبد الحسين الحويزي بشاعريته، فماذا قال له؟ قال الملا عباس ان انظم صدر البيت بأرتجال وانت اكمل البيت ايضاً بأرتجال يعني العجز عليك فوافق الشيخ عبد الحسين الحويزي فصاح الملا عباس لكن استغل الموقف لينظم في امير المؤمنين، ماذا قال؟ 
يا قطب دائرة الوجود ومن هو ال
الحويزي اكمل قال: النبأ العظيم ومن اليه المفزع 
الامام امير المؤمنين يعرف بالنبأ العظيم، فلما اكمل البيت فوراً بلا اي تأخير صفق الحضار واستانسوا، رد الملا عباس الصفار الزيوري وقال: 
انت بن عم المصطفى ووصيه، سكت
اكمل الحويزي وقال: وابو بنيه وسره المستودع 
فصاح الملا عباس الصفار الزيوري: وجبت ولايته على اهل السما
فأكمل الحويزي البيت قائلاً: والارض وان سمعوا وان لم يسمعوا 
فهنا تقول الروايات انه حدثت امثال هذه، كانت تحدث في الندوات وفي الجلسات.
اعود الى هذا الشاعر وهو الملا عباس الصفار الزيوري، هذا له قصائد عديدة والذي يريد يعني الخطباء وغير الخطباء يستفيدون من شعره لأنه خطيب وله ذوق في نظم الشعر، في الرثاء وغيره، من يريد المزيد من شعره يرجع الى موسوعة البابليات للعالم والخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي فترى قصائد من جملة قصائده في رثاء امير المؤمنين: 
أيا عين جودي في دم الدمع واحمدي ويا نار قلبي كيف لم تتوقدي 
ثم يرثي الامام امير المؤمنين يقول: 

فمن لليتامى والايامى ومن به

بنو مضر تعلو بمجد وسؤدد

وصيك ياخير النبيين راسه لقد

شج في المحراب في سيف معتد


ويستمر بهذه الابيات الرائعة، هذا الشاعر الذي قلت كان في التهجير من مدينة الى مدينة شاء القدر وهو ابن بغداد، تربية النجف، تربية كربلاء، عاش في عدن، عاش بمكة، عاش في سامراء، عاش بالحلة عاد الى النجف، راح يزور الامام الرضا عام 1320 وعندما عاد من زيارة الامام الرضا اعتراه مرض بطهران فبقي هناك ضجيع الفراش لشهرين وتوفي هناك ودفن بجوار السيد عبد العظيم الحسني في مدينة ري بطهران. تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة