موضوع البرنامج:
الاطمئنان الى حكمة الله وتوفيقه
محددات شرعية لمعرفة المهدي الحقيقي
فتح عينيه وابتسم

يا عظمة الله العظمى وناصرها

وانت مهديها الهادي الى القمم

يا وارث العلم يرويه ويسنده

الى جدود تعالوا في علوهم

مآثر الفخر فيكم غير خافيةٍ

والشمي اكبر أن تخفى على الامم

اوضحتم للورى طرق الوصول كما

صيرتم العلم بين الناس كالعلَم

مولاتي طال المدى والله وإندرست

كعالم العلم والايمان والكرم

فأسحب سحابين خيلاً فوقها اسد

تسطو ونيلاً عميماً ساكب الديم

يفديك كل خبير من علاك وهم

كل البرية من عُرب ومن عجم ِ

*******

بسم الله وله المجد والحمد جميل الصنع حسن التدبير لا اله الا هو تَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ.
والصلاة والسلام على صفوة أصفيائه وأهدى هداته السادات المطهرين محمد الامين وآله الطيبين
السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله، تحية مباركة طيبة وأهلاً بكم في لقاء آخر يسرنا ان نصطحبكم فيه مع فقرات نسعى فيها الى مزيد من المعرفة الصحيحة بإمام زماننا ومزيد من صدق التمسك بولايته. نعرفكم أولاً احباءنا بعناوين فقرات هذه الحلقة وهي:
- وصية مهدوية بالاطمئنان الى حكمة الله وتوفيقه
- ومحددات شرعية لمعرفة المهدي الحقيقي
- وحكاية عنوانها فتح عينيه وابتسم
والابيات التي افتتحنا بها هذا اللقاء هي من قصيدة طويلة في مدح محمد وآله (عليه وعليهم السلام) للعالم الزاهد الفقيه الحسين بن عبد الصمد الحارثي والد الشيخ البهائي.

*******

أعزاءنا نتابع معاً التعرف على وصايا إمام زماننا عليه السلام من خلال التدبر بما روته المصادر المعتبرة من كلامه، عنوان فقرة هذه الحلقة هو:

الاطمئنان الى حكمة الله وتوفيقه

قال مولانا الامام الحجة المهدي (أرواحنا فداه(: «أما تعلمون ان الارض لا تخلو من حجة ٍ إما ظاهراً وإما مغموراً او لم يعلموا انتظام ائمتهم بعد نبيهم (صلى الله عليه وآله) واحداً بعد واحد الى ان افضى الامر بأمر الله عزوجل الى الماضي (يعني اباه الحسن العسكري صلوات الله عليه) فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدي الى الحق والى طريق مستقيم.
كان نوراً ساطعاً وقمراً زاهراً إختار الله عزوجل له ما عنده فمضى على منهاج ابيه (عليه السلام)، على عهد عهده ووصية اوصى بها الى وصي ستره الله بأمره الى غاية، واخفى مكانه بمشيئته، للقضاء السابق والقدر النافذ، وفينا موضعه ولنا فضله ولو قد أذن الله عزوجل فيما قد منعه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهراً بأحسن حليه وأبين دلالة وأوضح علامة ولأبان عن نفسه وقام بحجته ولكن أقدار الله عزوجل لا تغالب وإرادته لا تُرد وتوفيقه لا يُسبق».
العبارات التي استمعتم اليها آنفاً هي مقطع من رسالة الامام المهدي (أرواحنا فداه) رواها الشيخ الصدوق في كتابي كمال الدين وموانئ الاخبار وقد بعثها الامام رداً على رسالة بعثها اليه سفيراه في الغيبة الصغرى عثمان بن سعيد ومحمد بن عثمان رضوان الله عليهما وموضوعهما يرتبط بنشاطات بعض الذين أنكروا إمامته بعد استشهاد والده الامام العسكري (عليهما السلام(.
فان مولانا الحجة المهدي يشير في هذا المقطع من رسالته الساطعة التي يستند اليها الايمان الصادق بإمامته في غيبته (عجل الله فرجه).
فالاحاديث الشريفة قد صدرت من آبائه وقبل ولادته مخبرة المؤمنين عن استمرار الامامة في آل محمد وعبر إثني عشر إماماً آخرهم تقع له الغيبة.
كما ان الواقع التاريخي قد صدق هذه الاحاديث الشريفة فلم تنقطع سيرة الامامة في العترة المحمدية رغم كل الاوضاع المضادة واثبتت تصدي الامامين الجواد والهادي (عليهما السلام) لمهام الامامة وهما في سن دون العاشرة؛ أثبت أن أمر هذه الامامة هو من الله عزوجل وبيده والله غالب على امره وكذلك الحال بشأن غيبته (عليه السلام) وستر أمره وإخفاء مكانه، فكلها خاضعة لحكمة الله في تدبير شؤون عباده وهدايتهم الى الحق وابلائهم بما يوصلهم الى معارج الكمال.
ويشتمل التذكير بهذه الحقيقة، على عدة وصايا للمؤمنين منها أن يرسخوا في قلوبهم روح السكينة والطمأنينة بفرج الله ونصره مهما بلغت شدة جهود الاعداء ضد الامامة الحقة ومهما إشتدت الفتن والنشاطات المضادة.
وفي المقطع المتقدم ينبه امام العصر (سلام الله عليه) أيضاً الى أن أمد غيبته محدد في علم الله بغايةٍ معينة تشتمل على توفيق رباني خاص، حيث قال (عليه السلام: (وصي ستره الله بأمره الى غاية وأخفى مكانه بمشيئته للقضاء السابق والقدر النافذ، وفينا موضعه ولنا فضله ولو قد أذن الله عزوجل فيما قد منعه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهراً بأحسن حلية وأبين دلالة وأوضح علامة ولأبان عن نفسه وقام بحجته ولكن أقدار الله لا تغالب وإرادته لا ترد وتوفيقه لا يسبق».
إذن فالله على كل شيء قدير ولا يصعب عليه أن يظهر وليه بأوضح دلالة، ولكنه علم أن صلاح عباده هو في أن يروا بهذا الابتلاء لكي يتحقق في قلوبهم الايمان الصادق بالغيب من هنا تتضح الوصية المهدوية الثانية في هذا المقطع وهي أن يسعى المؤمنون الى ان يجعلوا صعوبات عصر الغيبة عاملاً لتقوية إيمانهم بإمامهم (عجل الله فرجه) ولا يسمحوا لهذه الصعوبات بأضعاف هذا الايمان.
وبذلك يبلغوا المراتب السامية التي بشر بها النبي لاكرم (صلى الله عليه وآله) الثابتين على التمسك بولاية سليله المهدي في عصر غيبته (عجل الله فرجه).

*******

أحباءنا في الفقرة التالية من برنامج شمس خلف السحاب نستضيف سماحة السيد محمد الشوكي، فلنستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا.

ومحددات شرعية لمعرفة المهدي الحقيقي

المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد من الاسئلة التي تثار وتصلنا بصيغ مختلفة اسئلة ترتبط بقضية المحددات التي على ضوئها نتبين صدق او زيف اصحاب الشعارات المهدوية ما هي اهم هذه المحددات ولو على نحو الاجمال سماحة السيد؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد، الحقيقة ان هذه المحددات او هذه الاسيجة التي سيجت فيها الائمة سلام الله عليهم هذا المنصب الشريف منصب الامام المهدي سلام الله عليه تلعب دورين يعني هي:
اولاً: تشخص المصداق الحقيقي للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وثانياًَ: يتم في المصاديق الزائفة فهي قرائن على الاثبات وقرائن على النفي تلعب هذين الدورين في آن واحد، هذه المحددات كثيرة جداً انا سوف الخصها على شكل نقاط وسوف لن ادخل في بيان الروايات والنصوص الشريفة الدالة عليها:
المحدد الاول: الذي يمكن ان نلمسه ونلمحه في الروايات الشريفة هو التحديد النسبي وقد اكد على ذلك اهل البيت سلام الله عليهم كما روى المفضل عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: على اننا نصفنا ودللنا عليه ونسبناه وسميناه وكنيناه أي الامام المهدي (عليه السلام) لان لا يقول الناس ما عرفنا اسمه ولا كناه ولا نسبه، اذن اهل البيت سلام الله عليهم حددوا نسبه الشريف وهذا من اهم المحددات فهو اولاً رجل عربي وهذا امر قطعي في الروايات الشريفة في كتب الفريقين، وبالتالي فلا تقبل دعوة مدعي المهدوية اذا كان اعجمياً فارسياً او هندياً اوربياً او افريقياً او غير ذلك، وهو رجل قرشي ايضاً وهذا امر قطعي في الروايات الشريفة، فلا يقبل دعوة المهدوية من رجل ازدي او خزاعي او ثقفي او تميمي او قيسي او غير ذلك، وهو رجل هاشمي وهذا امر ايضاً قطعي في الروايات فلا يقبل دعوة المزومي او الزهري او الاموي او التيمي او العدوي او الجمحي او غير ذلك، وهو رجل من بني عبد المطلب فلا يقبل من ينتسب الى غير عبد المطلب وان كان من بني هاشم كما ايضاً ورد في الروايات الشريفة، ولما كان ولد عبد المطلب كثيرون جاءت الروايات لتحدد انه من ولد ابي طالب، ولما كان ولد ابي طالب اربعة جاءت الروايات لتحدد انه علوي من ولد علي (عليه السلام)، ولما كان ولد علي (عليه السلام) كثيرون جاءت الروايات لتحدد انه من ولد فاطمة (عليها السلام)، ولما كان لفاطمة (عليها السلام) ولدان الحسن والحسين (عليهما السلام) جاءت الروايات لتؤكد انه من ولد الحسين (عليه السلام) فلا تقبل دعاوى الحسنيين في هذا الاتجاه، ثم تستمر السلسلة الى ان تصل الى الامام الحسن العسكري (سلام الله عليه) الذي اتفق الشيعة الامامية ان المهدي من صلبه ووافقهم في ذلك الكثير من علماء السنة، اذن هذا المحدد النسبي وهو محدد مهم يثبت لنا المصداق الحقيقي للامام المهدي اذا انطبقت عليه هذه السلسلة النسبية المباركة وينفي لنا هذا العنوان من لا تنطبق عليه هذه السلسلة، والكثير منهم ينتمون الى عشائر وطوائف الحقيقة خارج هذه الدائرة هذا المحدد الاول.
المحدد الثاني: الذي يمكن ان نشير اليه على عجالة هو التحديد الشخصي، وانا ابدأ من المحددات الاقل اهمية وهذا ليس اقل اهمية ولكن ربما ادعاء النسب يأتي احد ويدعي النسب مثلاً، فانا ابدأ وانتهي بالاهم المحددات في النهاية، التحديد الشخصي هذا التحديد الثاني من خلال الصفات الشخصية التي وردت في الروايات الشريفة والتي تذكر لنا تفاصيل جسده وصورته، فعن طريق السنة مثلاً روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من اهل بيتي اجلى اقنى يملأ الارض عدلاً كما ملأت قبله ظلماً، فهو اجلى الجبين يعني الشعر منحصر عن جسده ويخف على جانبيه واقنى يعني طويل الانف مع دقة ارنبته وتحديدات في وسطه، كذلك ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): المهدي رجل من ولدي وجهه كالقمر الدري، الصدوق ايضاً روى في كمال الدين عن امير المؤمنين (عليه السلام): انه ابيض اللون مشرب بحمرة مبرح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين في ظهره شامتين شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وايضاً الامام الصادق (عليه السلام):ان الشامة تحت كتفه الايسر على شكل ورقة الآس، الامام الباقر (عليه السلام) يقول: في وصف ذك المشرب حمرة الغائر العينين المشرف الحاجبين العريض ما بين المنكبين برأسه حزاز وبوجهه اثر، وغير ذلك من الصفات التي وردت في الامام المهدي (عليه السلام)، فمن يدعي المهدوية ايضاً نطبق عليه هذا التحديد الثاني لنرى هل هذه الصفات منطبقة عليه ام لا.
المحاور: السيد محمد الشوكي شكراً لكم، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.

*******

حان الآن اعزاءنا موعدكم مع حكاية هذه الحلقة من حكايات الفائزين بالالطاف الالهية الخاصة ببركة التوسل الى الله عزوجل بصاحب الزمان (عليه السلام) عنوان الحكاية هو:

فتح عينيه وهو يبتسم

في رسالة موقعة بتأريخ (۲٤ /۸/۱۳۷۳) حسب التقويم الهجري الشمسي كتب السيد جعفر الابراهيمي حكاية شفاء ولده لصديقه الشيخ احمد القاضي الزاهدي الذي نشرها بدوره في الجزء الثاني من كتابه عشاق المهدي (عجل الله فرجه).
وملخص القصة هو ان ابنه إحسان الابراهيمي يُصاب بحادث وهو في طريقه الى مدرسته في الصباح وبسبب هذا الحادث يفقد وعيه، ولم يستطع الاطباء في مستشفى (نكوئي) في قسم من اعادته الى الوعي رغم الجهود التي بذلوها.
استمرت حالة الغيبوبة بالغلام خمسة وعشرين يوماً كان الامل فيها بشفائه يضعف بإستمرار، الى ان جاء الفرج من الله تبارك وتعالى.
يقول الحاج جعفر الابراهيمي في بيان ما جرى: في تلك الايام كنت أذهب مع زوجتي ليالي الاربعاء الى مسجد جمكران بهدف التوسل الى الله بوليه صاحب الزمان (عليه السلام).
وفي احدى تلك الليالي بلغ بيّ التوسل ذروته وأن أطلب لطفاً خفياً يسفر عن شفاء ولدي العزيز أو يخرج من حالة الغيبوبة الحظيرة تلك.
وكانت لتلك الحالة من الانقطاع الى الله عزوجل وحسن الظن به والثقة بعظيم رأفته آثارها في استجابة دعاء الحاج جعفر الابراهيمي، ولكن كيف؟ نستمع لما كتبه في رسالته وهو يروي تتمة ما جرى؟
قال: وبعد ان رجعنا من مسجد جمكران رأيت في عالم المنام في تلك الليلة نفسها شخصاً يقول لي: إذا اردت ان يخرج ولدك من حالة الغيبوبة، فاذهب اليه وقف عند سريره وقل ثلاث مرات، يا صاحب الزمان وعندها سيفتح عينيه.
لم يستطع الحاج جعفر الابراهيمي للشك ان يداخله، فلقد إطمئن أن رؤياه صادقة تشتمل على لطف الهي رحيم، ولذلك فقد سارع في الصباح للعمل بمقتضاها.
قال الحاج جعفر وهو يتابع نقل حكاية شفاء ولده: في الصباح الباكر من يوم الاربعاء ذهبت الى المستشفى ووقفت عند سرير ولدي، رأيته على حاله لا يزال في غيبوبة مطبقة، فنطقت بالاسم القدسي لإمام العصر (روحي فداه) ثلاث مرات: وإثر المرة الثالثة مباشرة فتح ولدي عينيه وهو يبتسم!!
لقد تحسن حاله بسرعة غريبة وإستطاع التعرف علينا جميعاً في عصر ذلك اليوم ثم أجازوا خروجه من المستشفى في اليوم التالي، فعدنا به الى المنزل معافىً وأنا على يقين من ان شفاءه كان ببركة التوسل الى الله بوليه صاحب الزمان (عليه السلام.(

*******