من اعمدة الصادقين في الجهاد والتضحية في خط اهل البيت، في الدفاع عن اهل البيت هو العالم الجليل والراوية والاديب الحسين بن الحجاج النيلي البغدادي.
هناك منطقة في العراق بين الحصوة وبين المحاويل تسمى بمشروع المسيب، هذا العالم الجليل من هذه المنطقة، الحسين بن الحجاج النيلي البغدادي هذا الرجل الذي عشرين سنة لا يعرف اهله اين هو واين كان مختفياً، طيب هذا اين اختفاءه؟ لأن كانت السلطة تعطي جوائز امن كان يخبر عن مكان اختفاءه، يريدون قتله، لماذا؟ لماذا يطارد؟ لماذا يعلنون الجوائز لمن يخبر عن مكان اختفاءه؟ سارق؟ قاتل؟ متآمر؟ اذن ما هي جريمته ليختفي عشرين عاماً؟ جرمه لأنه يدافع عن اهل البيت، مصر وثابت القدم على ولاءه لأهل البيت ويدافع عنهم وهذا لايروق للسلطة مثلاً عدداً من العلماء، علماء النجف الاشرف، مايقارب عن الف وتسعمئة عالم وخطيب في النجف الاشرف قتلهم صدام، اعدمهم، دفنهم احياء وهو يعلم تماماً بأن هؤلاء لم يكونوا عنصراً مهدداً للنظام لكن جرمهم الوحيد انهم لم يكونوا بعثيين، لم يكونوا في المخابرات، اراد ان يجعلهم شرطة مخبرين في هذا الحزب الهدام الكافر رفضوا وثبتوا على مبادئهم فأعتبرها جريمة تستحق ابادتهم، خلق لهم من التهم الخ، هذا المشروع مشروع قاده معاوية بن ابي سفيان وقاده العباسيون ثم بعد ذلك التتر، السلاجقة، العثمانيين، ذيول العثمانيين انتهاءاً الى صدام حسين وامثاله، هؤلاء الذين امسكوا بالسيف لقطع كل الرقاب التي اصرت وثبتت على خط الدفاع عن اهل البيت، هذا جرمه الحسين بن الحجاج النيلي، هذه جنايته، عشرين عاماً لايعرف اهله اين هو، طيب لنتعرف من هو هذا الرجل؟
قلت هو من منطقة مشروع المسيب وهو شاعر قدير، السلطة كانت متأثرة لأنها لماذا لاتسفيد من شعره في خدمة البلاط، في خدمة الطغاة.
سأذكر نماذج من شعره يفرح بها زوار امير المؤمنين (سلام الله عليه) لكن جاءني قبل ان اقرأ هذا النموذج او هذه النماذج من شعره انه هناك كتاب اسمه الانوار المضيئة يروي يقول محمد بن قارون من علماء الامامية هو معاصر للحسين بن الحجاج النيلي لكنه لايحبه ثم لاحظ الناس بعد فترة طويلة ان محمد بن قارون ليس فقط يحب الحسين بن الحجاج بل يتفانى بحب الحسين بن الحجاج. في يوم هناك مأدبة او مجلساً رأوا محمد بن قارون قالوا له انت هذا تتشرد منه ولا تحب رؤيته ماالذي حصل الان وصار الحسين بن الحجاج اعز اليك من سمعك ومن بصرك؟ احمرت عيناه وكادت ان تدمع وقال لهم الحقيقة هناك سبباً انا في المنام رأيت كأني في حرم الحسين (عليه السلام) وكأني ارى امرأة جليلة القدر جالسة امام الضريح وامامها رجل عظيم القدر انواره تتطاير جالس امامها جلسة متواضعة، سألت من هذه المرأة؟
قالوا لي: هذه فاطمة الزهراء، من هذا الرجل الذي امامها؟
قالوا لي: هذا ولدها الامام الصادق اقبلوا لزيارة الحسين والان هم امام زاوية علي الاكبر، سبحان الله كلما ادخل حرم الحسين اول ما ادخل من زاوية علي الاكبر ومن هناك اتشفع به لوالده، لأبيه الحسين (سلام الله عليه). يقول محمد بن قارون فجأة واذا بي رأيت الحسين بن الحجاج النيلي جاء فلما نظرت اليه فأذا الزهراء نظرت اليه صاحت احبوا هذا واشارت الى الحسين بن الحجاج فأنه من لم يحبه ليس من شيعتنا فيقول من ذلك اليوم صار الحسين بن الحجاج اعز الي من سمعي ومن بصري واوكد واكرر هذا الرجل عشرين سنة محروم من اولاده وعائلته وزوجته لا لذنب الا لدفاعه عن اهل البيت، له ديوان جمعه الشريف الرضي اسمه الحسن من شعر الحسين بن الحجاج النيلي، هذه قصيدته نظمها ارتجالاً يوم جاء الى النجف الاشرف وكان في ذلك اليوم داوود العباسي الخليفة بنى على قبر الامام علي قبة بيضاء، ربما يسأل احداً كيف بني العباس يبنون القبة؟ هناك بعدد اصابع اليد الواحدة من خلفاء بني العباس لهم مواقف مشرفة وانا كتبت عنهم وقرأت عنهم وليس هناك وقت لأتكلم عن هذا وكانت اسباب لهذه احدهم داود العباسي، هذا ارسل جيشاً لتخريب قبر امير المؤمنين وهناك حدثت معجزة كبيرة فأرتد الرجل واصبح موالياً وبنى بناءاً ضخماً على قبر امير المؤمنين وبنى قبة عالية بيضاء فكان الزائر لما يزور النجف من بعد كيلومترات كان يرى هذه القبة يبتهج فلما جاء الحسين بن الحجاج يزور مولى الموالي امير المؤمنين رأى القبة البيضاء فأرتجل وقال:
يا صاحب القبة البيضا على النجف
من زار قبرك واستشفى لديك شفي
زوروا ابا الحسن الهادي
"اللهم ارزقنا زيارة امير المؤمنين"
يا صاحب القبة البيضا على النجف
من زار قبرك واستشفى لديك شفي
زوروا ابا الحسن الهادي فأنكم
تحظون بالاجر والاقبال والشرف
زوروا لمن يسمع النجوى لديه
فمن يزره بالقبر ملهوفاً لديه كفي
وقل سلام من الله السلام على
اهل السلام واهل العلم والشرف
اني اتيتك يامولاي من بلدي
مستمسكاً بحبال الحق بالطرف
راج بأنك يامولاي تشفع لي
وتسقني من رحيق شافي اللهف
لأنك العروة الوثقى فمن علقت
بها يداه فلن يشقى ولم يخف
وانك الاية الكبرى التي ظهرت
للعارفين بأنواع من الطرف
وهذه وانك الاية الكبرى في دعاء الافتتاح انظر ماذا يقول الامام المهدي وصلي على علي امير المؤمنين الى ان يقول وآيتك الكبرى والنبأ العظيم، النبي (صلى الله عليه وآله) له كلمة جزء من تحذيراته "ايها الناس ستأتي عليكم بعدي الفتن وسيأتي اناس يحدثون البدعة يميتون السنة يجعلون الحق باطلاً والباطل حقاً"، الى ان يقول: "فعليكم بالاية الكبرى والعروة الوثقى" من هو؟
امير المؤمنين فيقول له وانك الاية الكبرى، هذا الرجل الحسين بن الحجاج النيلي توفي وهو في الاختفاء، وجدوا في وصيته ان يدفن عند رجلي الامام الكاظم وتكتب على قبره هذه الاية «وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ» يعني انا مثل كلب اهل الكهف كيف نجا بحب اهل الكهف انا انجو بحبهم، سنة 391 هجرية.
******