من اعلام الصادقين ومصاديقهم الواضحة هذا الشيخ الجليل الشيخ حسين العاملي طبعاً معروف بالشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد العاملي من جبل عامل من جنوب لبنان وطبعاً هو والد الشيخ البهائي، الشيخ البهائي شخصية يعرفها الكل، صحن امير المؤمنين هو الذي خططه وهندس بناءه هذا والده، والد الشيخ البهائي الشيخ عز الدين بن عبد الصمد العاملي وهو من علماء القرن العاشر الهجري ومن اسرة اصيلة بالعلم والعلماء وهؤلاء من سلالة الحارث الهمداني صاحب الامام امير المؤمنين الذي يقول له الامام امير المؤمنين "يا حار همدان من يمت يرني". هذا الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي قضى قسطاً كبيراً من حياته في ايران، السؤال هنا، انه هو من لبنان ولبناني من جبل عامل كيف جاء الى ايران؟ هنا النكتة، كانت آنذاك ايران تخضع الى سلسلة من السلاطين اوائل الصفويين في عام 968 من الهجرة النبوية كتب السلطان الصفوي تهماسب رسالة الى كبير علماء الامامية في جبل عامل وهو الشيخ حسين العاملي والد البهائي، كتب يطلب التوجه منه الى ايران لأنقاذ الناس، انقاذ ممن؟ طبيب يأتي ينقذ الناس من المرض، خبير يأتي ينقذ الناس من الحيرة ويشغل جهاز، عالم يطلب السلطان منه ان يتوجه الى ايران للانقاذ، انقاذ ممن؟ انقاذ من اخطر شيء، اخطر من الحريق، اخطر من الغرق، اخطر من الاوبئة، اخطر من كل شيء وهو والعياذ بالله خطر الضياع، حينما تنتاب الناس حالة من الجهل والناس تضيع في متاهات الشبهات وبالتالي يرتدون عن دينهم، يرتدون عن توحيدهم لله فهنا من الذي ينقذهم؟ النبي، بعد النبي الوصي امير المؤمنين، بعد الوصي الائمة الى الامام المهدي، بعد الامام المهدي من الذي ينقذهم؟ الذي ينقذهم هو العالم العامل المتقي العادل والعامل بما يأمر به هذا هو الذي يقوم بدور النبي، بدور الامام، بدور المعصوم فكتب هذا السلطان تهماسب سنة 968 كتب رسالة الى هذا العالم الجليل الشيخ حسين الهمداني يقول له تعال انقذنا، انقذ الناس من الضياع. في ذلك اليوم المراجع الكبار ينتظرون الفرص يذهبون الى المجتمعات والى الشعوب يحملون اليهم العلم ولواء الانقاذ فتحرك المرحوم الشيخ حسين العاملي البهائي وطبعاً الشيخ حسين هو من خيرة ومن كبار علماء جبل عامل فوفد الى ايران، عظمه السلطان والسلطان لما يقوم بعملية احترام العلم والعلماء الناس تتبعه لأن الناس على دين ملوكهم، عظمه السلطان واوعز الى الولاة يعني المحافظين ان يتعاونوا معه فأقام مبدئياً في مشهد، خراسان ثمان سنوات هو في خراسان يعيش في سكن من ابسط المساكن على ان السلطان عرض عليه ان يقيم في قصر الوالي فرفض وكان يدرس ويكتب ويؤلف، يوعظ، يخطب وبعد ذلك وصلت الاخبار للسلطة ان مدينة هرات الناس صبو عن دينهم يعني صارت حالة انفلات، تمزق وصاروا لايعرفون شيئاً عن اسلامهم ولاعن اهل البيت يعني اهل البيت الاسلام الاصلي الاصيل فهنا تشاور السلطان تهماسب مع الشيخ حسين العاملي فقرر السفر الى هرات، في ذلك اليوم هرات كانت تابعة للعرش الايراني وهي مدينة نستطيع ان نسميها عاصمة تجارية كبيرة ومزدحمة بالسكان ليست هرات اليوم، في الحرب العالمية الاولى صار تخطيطاً جديداً وصارت جزءاً من افغانستان. على كل حال جاء هذا العالم الشيخ حسين عز الدين العاملي وصل الى هرات واخذ هناك يقيم الصلاة ويخطب ويعظ الناس وامر السلطان تهماسب الوالي ان تذهب وتحضر الصلاة في الصف الاول لأن اذا ذهب الوالي كل الحكومة المحلية تتبعه، كيف الان امام الجمعة في طهران لما يخطب المحافظ، الوزير، رئيس الجمهورية، الوزراء، رئيس المجلس الكل حاضرين. السلطان تهماسب كتب للوالي قال انت وكل الطواقم تحضر فبقي ايضاً الشيخ حسين عبد الصمد والد الشيخ البهائي ثمان سنوات في هرات يعني صارت ستة عشر سنة ووحد الناس كلها على خط الاسلام الاصيل وهو خط اهل البيت، خط الامامة. بعد ذلك ذهب الى قزوين، قزوين ايضاً كانت تعج بالفتن المذهبية والانقسامات والناس محتارة، واقعاً انظر خط اهل البيت هو الموحد وهو المنقذ وهو المخلص، ذهب الى قزوين الشيخ حسين عز الدين وهناك ايضاً ادى المهمة كما اداها في مشهد وفي هرات ثم بعد ذلك سافر الى الحج ورجع واقام في البحرين وتوطن في البحرين وايضاً كان هناك له دوراً كبيراً في اعادة الناس الى الخط الاسلامي الصحيح وبقي الى ان وافاه الاجل والان في البحرين مشهد من المشاهد المهمة في منطقة قرية المصلى هو مشهد والد الشيخ البهائي. على اي حال في هذه الدقيقة الباقية من الوقت، هذا الشيخ هو عالم ومجاهد وشاعر من شعراء اهل البيت، له قصائد عديدة وله قصيدة في الموعظة والحكمة ويعرج على اهل البيت، يقول فيها:
ونحن في سفر نمشي الى حفر
فكل آن لنا قرب من العدم
من لم يكن بقسيم النار معتصماً
من هو قسيم النار؟ ابو الحسين، امير المؤمنين، زوج البتول وابن عم الرسول وابو الحسن والحسين، ابو الريحانتين، نعم.
من لم يكن بقسيم النار معتصماً
فماله من عذاب النار من عصم
من لم يكن ببني الزهراء مقتدياً
فلا نصيب له في دين جدهم
هم الولاة وهم سفن النجاة وهم
لنا الهداة الى الجنات والنعم
آثاره سبعة وعشرون مؤلفاً، ديوان في مختلف العلوم والفنون كما ذكر الشيخ الاميني رضوان الله تعالى عليه.
******