البث المباشر

ولكم في الصديقة الزهراء أسوة حسنة/ حوار مع السيد محمد الشوكي حول الادعياء قبل ظهور المهدي (عليه السّلام)/أنت وسيلتي للشّفاء

السبت 2 مارس 2019 - 14:54 بتوقيت طهران

(الحلقة: 198)

موضوع البرنامج:
ولكم في الصديقة الزهراء أسوة حسنة
حوار مع السيد محمد الشوكي حول الادعياء قبل ظهور المهدي (عليه السّلام)
أنت وسيلتي للشّفاء

ولن يجبه الرحمان بالردّ سائلاً

مؤيده ابن العسكريّ وشافعه

له المعجزات المستنيرة لم تزل

ترى العين منها فوق ما الوهم واسعه

إليه أحاديث المفاخر تنتهي

إذا جمعت أهل الكمال مجامعه

مليك ترى الاقدار ملقية له

أزمّتها يقتادها فتطاوعه

خبير بما تخفي الصدور كأنه

يطالع أسرار الورى وتطالعه

دنا وعده طوبى لمن نال عنده

مقاماً به يحوي السعادة طالعه

*******

وله الحمد ذو القوة المتين والصلاة والسّلام على صفوته من العالمين محمد وآله الطاهرين.
السّلام عليكم ورحمة الله أحباءنا بتوفيق الله ولطفه نلتقيكم في حلقة أخرى من برنامج شمس خلف السّحاب كان مطلعها أحباءنا أبياتاً في مدح حجة الله الامام المنتظر (عجّل الله فرجه) من قصيدة للأديب الولائي المخلص الشيخ عبدالحسين الأعسم (رحمه الله). أما الفقرات الاخرى في هذه الحلقة فهي:
- من وصايا الامام وعنوانها (ولكم في الصديقة الزهراء أسوة حسنة(
- وإجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن الادعياء قبل ظهور المهدي (عليه السّلام).
- وحكاية عنوانها (أنت وسيلتي للشّفاء(

*******

وعلى بركة الله أيها الاخوة والاخوات نقدم لكم الفقرة التالية التي نستنير فيها بوصايا إمامنا المهدي عنوانها في هذه الحلقة هو:

ولكم في الصديقة الزهراء أسوة حسنة

قال بقية الله إمام العصر (أرواحنا فداه): «فقد نصحت لكم، والله شاهد عليّ وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صاحبكم ورحمتكم والإشفاق عليكم، لكنّا عن مخاطبتكم في شغل ممّا قد أمتحنّا به من منازعة الظالم العتلّ الضّال، المتتابع في غيّه المضادّ لربّه المدّعي ما ليس له الجاحد حقّ من افترض الله طاعته الظالم الغاصب، وفي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليها أسوة حسنة، وسيتردّى الجاهل رداء عمله وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
عصمنا الله وإياكم من المهالك والأسواء، والآفات والعاهات كلّها برحمته فإنه وليّ ذلك والقادر على ما يشاء وكان لنا ولكم وليّاً وحافظاً والسّلام على جميع الاوصياء والاولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته وصلّى الله على النبي محمد وآله وسلّم تسليماً...».
هذا هو المقطع الأخير من رسالة إمام زماننا المهدي (سلام الله عليه) المروية في غيبة الطوسي والاحتجاج والتي كتبها رداً على رسالة من جماعة من وجوه الشيعة بشأن الاختلاف في أمر إمامته بعد وفاة والده العسكري (عليه السّلام) وذلك بسبب إخفاه أمره (عجّل الله فرجه) نتيجة لشدة مطاردة العباسيين له يومذاك وقد لاحظ المتابعون للبرنامج في حلقاته السابقة كثرة الوصايا المهمة التي إشتملت عليها هذه الرسالة وقد لخّصنا أبرزها في الحلقات السابقة.
وفي هذا المقطع (وهو ختام الرسالة) ينّبه الامام المهدي (أرواحنا فداه) الى ان ما قاله فيها هو نصيحة عامة للمؤمنين تهديهم الى سبل النجاة من الفتن، ولذلك ينبغي أن ينصحوا لإمام زمانهم بالجدية في العمل بها.
هذا أولاً، ثم يذّكرهم (عليه السّلام) بأن الله شاهد عليه وعليهم، وفي ذلك وصية ضمنية بلزوم أن نراقب حضوره جلّ جلاله في كلّ حركاتنا وأقوالنا وأفعالنا وسكناتنا... وهذه هي الوصية الثانية المستفادة من هذا المقطع.
والوصية الثالثة نتلمسها أعزاءنا في قوله (عليه السّلام): (ولولا ما عندنا من محبة صاحبكم ورحمتكم والإشفاق عليكم لكنّا عن مخاطبتكم في شغل ممّا قد امتحنّا به من منازعة الظالم العتلّ الضّال...).
في هذه الفقرة يبين مولانا بقية الله (أرواحنا فداه) أن دافعه لكتابة الرسالة وتقديم النصيحة رغم شدّة الابتلاءات التي تحيط به، هو ما يكنّه للمؤمنين من محبة ورحمة وشفقة، وفي التنبيه لذلك وصية ضمنية للمؤمنين بأن يقابلوا هذه المحبة والرحمة والشفقة المهدوية الخالصة بترسيخ محبته أرواحنا فداه في القلوب والاهتمام والجدّ في العمل بوصاياه.
وهذه هي الوصية الثالثة، أما الوصية الرابعة فهي دعوة المؤمنين الى تقوية روح التأسّي بالصديقة الزهراء (عليها السّلام) في قلوبهم فهو (عجّل الله فرجه) يقول: (وفي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) والتأسّي هنا وإن كان عاماً إلا أن المورد الخاصّ المشار اليه في هذه الرسالة المهدوية هو تحمّلها أذى الظالمين من أجل الدفاع عن الولاية الحقّة.
والوصية الخامسة والاخيرة أعزاءنا هي التي يتضّمنها دعاء الامام في ختام الرسالة، فينبغي للمؤمنين بأستمرار أن يتوجّهوا دوماً الى الله (عزّ وجل) طلباً للعصمة والنجاة والحفظ من مهالك الفتن وأسوائها ومن مختلف الآفات والعاهات المادية والمعنوية، والله على كلّ شيء قدير!

*******

أعاننا الله وإياكم أعزاءنا على صدق العمل بوصايا مولانا المهدي (عليه السّلام) ففيها خير الدارين ورضا ربّ العالمين. أما الآن فننتقل الى بعض أسئلتكم التي اجاب عليها خبير البرنامج.

الادعياء قبل ظهور المهدي (عليه السّلام)

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد من الاخ الكريم احمد من قطر وردنا السؤال التالي يقول قرأت في حديث ان ثمة ستين نبياً او يدعون النبوة ويدعون المهدوية يظهرون قبل الامام المهدي سلام الله عليه، مضمون الحديث سماحة السيد يسأل هل ان هذه الظاهرة ظاهرة ظهور الادعياء تشكل علامة بارزة من علامات ظهور الامام المهدي سلام الله عليه؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلي على محمد وآل محمد، الحقيقة ان ظاهرة ادعاء النبوة او ادعاء المهدوية هي ليست ظاهرة جديدة، وعندما نطالع التأريخ نجد ان ظاهرة دعاوى المهدوية ظهرت حتى في القرن الاول الهجري، واستمرت في جميع القرون والاعصار، نجد هناك من يستغل هذا اللقب المبارك ويدعي المهدوية لاغراض شتى لا مجال لبيانها هنا، نعم كلما اقترب الناس من عصر الظهور كلما ازدادت هذه الدعاوى، كما ورد في الرواية عن الامام الصادق (سلام الله عليه) انه قبل قيام المهدي وقبل راية الحق هناك اثنى عشر راية ترفع لا يعرف أي من أي، فكلما اقترب الناس من عصر الظهور ازدادت هذه الظاهرة الباطلة اتساعاً وانتشاراً، وهي ظاهرة ادعاء المهدوية ليست كثرة او ادعاء ليست بحد ذاتها هي علامة وانما هي مرتبطة بطبيعة الظروف التي يعيشها الناس والتي تظهر فيها هذه الدعاوى ذلك الواقع العالمي هو الذي يعتبر علامة من علامات الظهور، يعني كلما ازداد الفساد كلما ازداد الظلم ملئت الارض ظلماً وجوراً، كلما ازداد الظنك على الناس تظهر هذه الدعاوى وتكثر هذه الدعاوى مستغلة طموح الناس وترقب الناس وشوق الناس الى أي مخلص واي أمل يمكن ان يخلصهم من واقعهم المريض، اذن هناك اقتران بين كثرة هذه الدعاوى وانتشارها وبين الظرف الموضوعي والواقع العالمي في ذلك العصر، نحن نعرف انه قبل الظهور وعصر ما قبل الظهور سوف يكون عصراً مليئاً بالفتن عصراً مليئاً بالظلم مليء بالجور وبالتالي سوف يكون مليئاً بالذين يدعون هذه الدعاوى مستغلين الظروف القاسية التي يعاني منها الناس وتطلعهم الى كل امل يلوح في الاوفق، في الجملة يمكن اعتبار ذلك من العلامات.
المحاور: سماحة السيد بالنسبة لطرق مواجهة هذه الفتنة ما هي اهم سبل مواجهة فتنة ادعاء المهدوية او امثال هؤلاء؟
السيد محمد الشوكي: الحقيقة هذا البحث من اهم المواضيع ولا يمكن اختزاله في دقيقة او دقيتين وارجو ان تخصصوا له حلقة او حلقتين او اكثر لمناقشته لانه مهم، لكن عموماً الخطوة المهمة والرئيسية هي معرفة مشخصات ومحددات الامام المهدي (سلام الله عليه)، هذه المشخصات وهذه المحددات لها بعدان البعد الاول بعد اثباتي والبعد الثاني بعد نفي وسلب، يعني هذه المشخصات التي هي كثيرة في الروايات الشريفة من جهة تحدد وتثبت المصداق الحقيقي للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لمن توفرت فيه، ومن جهة اخرى تنفي كل ادعاء من يدعي هذا المنصب المبارك اذا لم توفر فيه تلك المشخصات، هذه المشخصات والمحددات كثيرة بعضها مهم وبعضها اهم ينبغي ان نتعرف عليها وللاسف لا يوجد لدينا كتاب او كتيب يغطي هذه المسألة بتمركز شديد بالنسبة الناس، ارجو ان تخصصوا له حلقة كاملة لمعرفة مشخصات المصداق الحقيقي للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ربما تبلغ عشرة مشخصات، من اهمها القضية الاعجازية التي تحتاج الى بحث طويل.
المحاور: ان شاء الله نعدكم والاخوة والاخوات باننا ان شاء الله سنتناول هذا الموضوع في حلقات مستقلة سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً الافاضل وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

مع شكرنا الجزيل لطيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ننتقل الى اجواء التوسّل الى الله ببقيته المهدي (عليه السّلام) وحكاية وضعنا لها العنوان التالي:

أنت وسيلتي للشّفاء

نقل الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في كتابه (عشاق المهدي) الحكاية التالية عما كتبه له صديقه العالم السيد الخادمي من متولّي الخدمة في مسجد صاحب الزمان (عليه السّلام) في منطقة جمكران قرب مدينة قم المقدسة.
والحكاية وقعت بتأريخ الثلاثين من الشهر السابع من سنة ۱۳٦۸ حسب التوقيت الهجري الشمسي المعمول به في ايران الموافق للحادي والعشرين من شهر اكتوبر تشرين الاول سنة ۱۹۸۹ ميلادية.
قال السيد الخادمي ما ملخّصه: كنت في أغلب الليالي أبقى ساهراً للصباح بحكم عملي في العلاقات العامة لمسجد جمكران، وقرب جناح الرجال في المسجد قال لي أحد الزائرين: لقد منّ الله على إحدى الزائرات بالشفاء في الجناح النسائي للمسجد، فرجعت الى مكتب العلاقات العامة واتصلت بمسؤولة الجناح النسائي في المسجد مستعلم عن الخبر فأيّدت صحّته، فطلبت منها إصطحاب هذه السيدة الى المكتب للتثّبت من الواقعة وتسجيلها.
وبعد دقائق جاءت السيدة واسمها طاهرة عبد الحسين جعفريان وتسكن في شارع (الخاجة ربيع) في مدينة مشهد المقدسة، وكانت قد أصيبت بشلل في أصابع يدها والتصاقها بدرجة لم تكن قادرة على إمساك شيء بها.
قالت السيدة طاهرة عن سبب إصابتها بهذا المرض: كان ذلك قبل خمسة عشر عاماً عندما أخبروني بنبأ وفاة أخي حسين جعفريان المفاجئة، وقعت مغشية عليّ وعندما أفقت وجدت يدي بهذه الحالة من الشّلل.
بعد مدة من إصابتي بهذه الحالة نزلت بي أزمة روحية شديدة زادت من آلامي، إذ أن زوجي (وهو من أصحاب المزارع الكبيرة في مشهد) قد تزوّج أمرأة أخرى وأخذ منّي أولادي وهجرني.
وتتابع السيدة طاهرة جعفريان نقل ما جرى لها طبق ما سجّله السيد خادمي المذكور في سجّل كرامات مسجد جمكران، قالت: لقد راجعت خلال هذه الأعوام الخمسة عشر كثيراً من الاطباء طلباً للعلاج والشفاء ولكن دون جدوى.
وبعد أن ذكرت هذه السيدة أسماء الاطباء الذين راجعتهم في مشهد وطهران وقم وإضطرارها الى الإكثار من إستخدام الاقراص المسكنة للتخفيف من آلامها قالت: قبل أيام، جئت من مدينة مشهد بمعيّة السيدات: كلبائي، وجاويد، وكياني، من مدينة مشهد، بهدف زيارة مرقد السيد عبدالعظيم الحسني في طهران ثم زيارة حرم السيدة المعصومة في قم وبالتّالي مسجد جمكران.
وعندما وصلت الى قم نزلت في دار صهري السيد الشهرستاني ثم جئنا الى مسجد جمكران وشاركت في مراسم إحتفال بمناسبة فرحة الزهراء (عليها السّلام) وذكرى بدء إمامة مولانا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه).
لقد شعرت بحالة معنوية خاصة في هذه المراسم، ثم أحسست بتغيّر روحي ومعنوي شديد في داخلي بعد إنتهاء مراسم قراءة دعاء التوسّل المبارك.
فوجدت نفسي مندفعة (دون اختيار منّي) الى أن اخاطب مولاي بقية الله روحي فداه قائلة: يا مولاي يا إمام العصر، أطلب منك أن تكون أنت وسيلتي للشّفاء!
عندها شعرت بحالة عجيبة لقد أخذت فجأة أشاهد أنواراً غير مألوفة من قريب ومن بعيد، ثم شعرت وكأنّ قوة مّا تشدّ أصابعي ويدي فأيقنت أنني فزت بالشّفاء!
ونقل السيد الخادمي ما سجّله من مشاهدات السيدات التي كنّ مع السيدة طاهريان، قال:
قالت إحدى هؤلاء السيدات: كنت حينها واقفة الى جانبها وسمعتها تصرخ ثلاث مرات منادية: يا صاحب الزمان، وهي تحرّك يديها وترفعهما وقد أشرقت ملامح وجهها بالكامل مستبشرة بالشّفاء.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة