موضوع البرنامج:
إعرفوا امام الحق
حوار مع السيد محمد الشوكي حول سر تسمية دعاء العهد
وبعث سلامه السكينة
وإستجر بالقائم الذائد عن
حوزة الاسلام وحامي حماها
قطب آل الله بل قطب رحى
سائر الاكوان بل قطب سماها
ذو النهى رب الحجى كهف الورى
بدر أففلاك العلى شمس هداها
منقذ الفرقة من أيدي العدى
مطلق الامة من أسر عناهــا
يا ولي الله هل من رجعة
تشرق الارض بأنوار سناها
ويعود الدين ديناً واحداً
لا يُرى فيه التباساً وإشتباها
*******
بسم الله وله الحمد والمجد وأزكى الصلاة والسلام على الهداة الى جنان الخلد محمد وآله لا سيما خاتمهم مجير اللاحين إمام العصر (عجل الله فرجه).
السلام عليكم أحباءنا ورحمة الله أهلاً بكم في الحلقة من حلقات برنامج شمس خلف السحاب وقد أفتتحناها بأبيات في الاستجارة ببقية الله المهدي للاديب الولائي السيد أحمد العطار.
- وصايا مهدوية عقائدية وإجابات عن اسئلتكم وحكاية عنوانها هي: إعرفوا امام الحق
- اجابة عن سر تسمية دعاء العهد
- وحكاية عنوانها: وبعث سلامه السكينة
*******
الفقرة التالية أعزاءنا المستمعين هي عن وصايا إمام العصر (أرواحنا فداه) للمؤمنين وقد إخترنا لها في لقاء اليوم العنوان التالي:
إعرفوا الامام الحق
قال مولانا إمام اللعصر (عجل الله فرجه): «... وإن الماضي [يعني والده العسكري] (عليه السلام) مضى سعيداً فقيدا على منهاج آبائه عليهم السلام... وفينا وصيته وعلمه، ومنه خلفه ومن يسدد مسده ولا ينازعنا موضعه الا ظالم آثم ولا يدعيه دوننا الا كافر جاحد ولو لا ان أمر الله لا يغلب وسره لا يظهر ولا يبُعلن لظهر لكم من حقنا ما تبهر منه عقولكم ويزيل شكوكم، ولكن ماشاء الله كان ولكل اجل كتاب، فاتقوا الله وسلموا لنا وردوا الامر الينا فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين ولا تعدلوا الى اليسار وإجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة».
جاءت العبارات المتقدمة الافاضل ضمن رسالة كتبها مولانا الامام المهدي (أرواحنا فداه) جواباً على رسالة من بعض اصحاب والده الامام العسكري (عليه السلام) بشأن انكار بعضهم لامامة خلفه المهدي وقد نقلنا الاعزاء مقاطع من هذه الرسالة المروية في كتاب غيبة الطوسي والاحتجاج وغيرهما، وإستفدنا منها عدة من الوصايا المهدوية للمؤمنين في مختلف العصور: وهذا ما نتابعه هنا بعون الله تبارك وتعالى.
الفقرة الاولى من المقطع المتقدم تشتمل على بيان ثلاث حقائق عقائدية مهمة:
الاولى: هي ان أئمة العترة المحمدية الطاهرة (عليهم السلام) يمثلون منهاجاً واحداً هو المنهاج المحمدي الاصيل.
وهذا معيار أساسي لتمييز صدق إدعاء أي منتمي لهم ومرتبط بهم عليهم السلام أو مدعي نصرة امام العصر (عجل الله فرجه)، بمعنى انه صدق الالتزام بهذا المنهاج المحمدي النقي هو علامة صدق الانتماء لهم (عليهم السلام) والعمل بهذا المعيار لتمييز جبهة الحق عن غيرها خاصة في عصر الفتن يمثل الوصية المهدوية الاولى التي يشتمل عليها المقطع المتقدم من رسالة إمام العصر (أرواحنا فداه).
الحقيقة العقائدية الثانية: التي تشتمل عليها الفقرة الاولى من المقطع المتقدم هي التأكيد على ان الامام الحق هو الذي يكون وارثاً للوصية الالهية والعلم الالهي والذي تتوفر فيه سائر مواصفات أئمة العترة النبوية عليهم السلام.
والوصية الذي يشتمل عليها بيان هذه الحقيقة هو تنبيه المؤمنين الى ضرورة معرفة مواصفات الامام الحق لكي لا يسقطوا في مكائد أئمة الضلال وفتنتهم المذهبة بدنيا الانسان وآخرته.
وكذلك لكي لا يسقطوا في مكائد أدعياء الارتباط بالامام الحق عليه السلام إذا أن المرتبط حقا ً به عليه السلام لا بد أن تتوفر فيه مراتب ولو دانية من أخلاقياته وعلمه.
أما الحقيقة العقائدية الثالثة: التي تشتمل عليها الفقرة المباركة المتقدمة فهي أعزاءنا تأكيد الامام المهدي (أرواحنا فداه) على حقيقة أن من يدعي مقام الامامة الالهية دون حق وينازع الامام الحق ويحاربه بصورة صريحة أو ضمنية هو ظالم آثم وكافر بنعمة الله ووجاجه ومعرفة هذه الحقيقة تشتمل ايها الاخوة والاخوات على وصية مهدوية للمؤمنين بالباءة من هؤلاء الادعياء واجتنابهم سواء كان ادعائهم للامامة صريحاً ام مبطناً.
أما الفقرة الثانية من المقطع المتقدم فهي تشتمل على مجموعة من أهم الوصايا العملية للمؤمنين في جميع العصور خاصة عصر غيبة خاتم الاوصياء بقية الله المهدي (ارواحنا فداه).
*******
أما الان فقد حان موعدكم مع الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج من قبل خبيره سماحة السيد محمد الشوكي. إذن فلنستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي الذي أجراه زميلنا:
سر تسمية دعاء العهد
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا وشكراً لكم على طيب المتابعة لفقرات هذا البرنامج ومنها هذه الفقرة التي يجاب فيها عن اسئلتكم الكريمة للبرنامج، ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد عبر البريد الالكتروني وصلنا سؤال من الاخ تائب يسأل فيها سؤالين عن دعاء العهد المبارك، اولاً عن سر تسمية هذا الدعاء بدعاء العهد؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الذي يبدو والله العالم ان تسمية هذا الدعاء المروي عن مولانا الامام ابي عبد الله الصادق سلام الله عليه، تسميته بدعاء العهد انما بمناسبة تجديد العهد والبيعة للامام سلام الله عليه الواردة في دعائه سلام الله عليه "اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهده وعقده وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابداً"، فالظاهر ان تسمية الدعاء مستلة ومقتبسة من كلمة العهد وتجديد العهد الذي ورد في الدعاء والذي هو الحقيقة لب الدعاء في هذا الدعاء، وفي دعاء آخر ايضاً الذي يسميه البعض بدعاء العهد الصغير: اللهم اني اجدد، وردت هذه الفقرة ايضاً بعد صلاة الفجر في كل يوم اللهم اني اجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة له في رقبتي، وكذلك في دعاء العهد المعروف ايضاً، الذي يسئل عنه الاخ لب الدعاء هو هذا تجديد العهد والبيعة للامام سلام الله عليه، فاننا مأمورون في ان نجدد بيعتنا للامام سلام الله عليه في كل يوم وبعد صلاة الصبح الوارد انه يقرأ هذا الدعاء او الزيارة المعروفة بعد صلاة الصبح في كل يوم، وكذلك ورد بعد كل صلاة وورد في يوم الجمعة ايضاً تجديد البيعة وتجديد العهد للامام سلام الله عليه، وهذا يعبر عن ولائنا للامام سلام الله عليه، يعبر عن صدق انتظارنا للامام سلام الله عليه، يعبر في الحقيقة انتمائنا للامام وعن مشروع الامام سلام الله عليه وجاهزيتنا للدفاع عن هذا المشروع الالهي الكبير، سواء ان ظهر الان ام لم يظهر، المهم هو توطين النفس وعقد القلب على بيعة الامام وطاعة الامام وموالاة الامام، فان ظهر الامام سلام الله عليه وفينا ببيعتنا وان لم يظهر الامام سلام الله عليه ولم يكتبنا الله تبارك وتعالى فنسأله ان يحشرنا على نيتنا، نحن نوينا العهد ونوينا البيعة له، طبعاً من بركات هذا الدعاء يرجى لمن داوم عليه ان يجعله الله عز وجل من انصار القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف، فالمهم لب الدعاء هو تجديد البيعة للامام سلام الله عليه وتجديد العهد وسمي بدعاء العهد في هذه المناسبة وبمناسبة الفقرة التي يقول الامام الصادق سلام الله عليه فيها اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهداً وعقداً وبيعة والله العالم.
المحاور: سماحة السيد التأكيد على تجديد البيعة، يعني هذه عبارة اجدد له عهدنا هذا التأكيد ايضاً فيه اشارة الى تنبيه المؤمنين الى ضرورة ان تستمر هذه الحالة عندهم؟
السيد محمد الشوكي: لا شك لانه قد في سنة من السنين انا اكون على استعداد وعلى جاهزية لبيعة الامام وللعهد للامام سلام الله عليه لكن تذوى هذه العقيدة في نفسي او اغير وكم من اناس عاهدوا الله ورسوله وثم غيروا وبدلوا، وكم اناس عاهدوا رسول الله ثم غيروا وبدلوا، لاننا اولاً لا نعرف متى يظهر سلام الله عليه فعلينا ان نكون جاهزين يعني هذه الجهوزية المستمرة، لانه لا نعلم متى يظهر الامام سلام الله عليه وظهوره هو يوم الوفاء بالبيعة فعلينا دائماً بما اننا نترقب الامام ولا نعلم متى يأتي ربما يباغتنا ظهوره المبارك، علينا دائماً ان نكون جاهزين ومستعدين ومبايعين وموالين للامام سلام الله عليه وسائرين على نهجه، ثم انه كما اشرنا ان هذه الحالة قد تذوى في نفس الانسان فقد يعاهد الانسان يوماً وينكث يوماً او قد يعاهد وينسى عهده، فمحاولة التجديد تجديد العهد وتجديد البيعة هو في الحقيقة محاولة توطين النفس المستمرة وعقد العزم على نصرة الامام وطاعة الامام وموالاة الامام، هذه الحالة لابد ان تبقى في النفس، كل هذا يجدد كما قلنا في بعض الادعية بعد كل صلاة وفي بعض النصوص بعد صلاة الصبح من كل يوم بعض النصوص في كل جمعة، اذن هي حالة مستمرة من التذكير حتى لا ننسى الامام سلام الله عليه، نبقى بارتباط عقائدي وايماني ووجداني بالامام سلام الله عليه ثم الحفاظ على جهوزية الانسان ربما يأتي الامام سلام الله عليه فلابد ان نحافظ على جهوزيتنا وحتى لا يذوى عهدنا وننسى عهدنا لابد من التجديد المستمر للعهد معه سلام الله عليه.
المحاور: رزقنا الله واياكم ذلك سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.
*******
نتابع الاكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل حكاية أخرى من حكايات الفائزين بلقاء الامام (أرواحنا فداه).
وحكاية هذه الحلقة هي الحكاية الثالثة والاخيرة التي كتبها بقلمه المرجع الديني الورع السيد شهاب الدين المرعشي النجفي وتكتم عليها في حياته ولم تعرف نسبتها اليه الا بعد وفاته (رضوان الله عليه) وهذه سنة الاخيار الذين يوفقهم الله لرؤية الطلعة المهدوية الرشيدة؛ بل نلاحظ فيما كتبه السيد شهاب الدين إجتنابه التصريح بهوية من التقاه وإن كان قد عرفه وضعنا لحكاية هذا اللقاء العنوان التالي:
بعث سلامه السكينة
كتب آية الله المرجع الورع السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بقلمه يقول: عند إقامتي في سر من رأى (سامراء) بت ليال من ليلي الشتاء في السرداب، ويعني بالسرداب هو المعروف بسرداب الغيبة الذي يُنسب الى مولانا صاحب الزمان المهدي (عجل الله فرجه) وانه كان يتردد عليه وشوهد فيه مراراً، وقد ورد استحباب التعبد لله عزوجل فيه واستحباب زيارته (عليه السلام) فيه لنسبته اليه كأهم المقامات المنسوبة اليه في مناطق متعددة؛ نعود لما كتبه آية الله السيد المرعشي النجفي في تتمة حديثه حيث قال: وفي آخر الليل سمعت صوت أقدام مع أنا باب السرداب كان مغلقاً فإضطربت إذ ربما كان من المخالفين من أعداء أهل البيت عليهم السلام يقصد قتلي وقد ذابت الشمعة التي كانت معي، وإذا بصوت جميل يقول: السلام عليكم يا سيد شهاب الدين!!
لقد أزاح الاضطراب والقلق صوت السلام الذي سمعه السيد شهاب الدين المرعشي وبعث السكينة في قلبه ... إستغرب من معرفة المسلم بهويته كسيد من الذرية النبوية وكذلك بأسمه وكذلك بدخوله السرداب والباب مغلق.
نبقى مع هذا السيد الزاهد وهو يتابع نقل ما جرى له حيث قال: أجبت [السلام]، وقلت: من أنتم؟
قال: نفر من بني أعمامك.
فقلت: لقد كان الباب مغلقاً فمن اين أتيتم؟
فقال: الله على كل شيء قدير.
فقلت: من أي بلد أنتم؟
فقال: من الحجاز.
ثم يسأل السيد الحجازي السيد المرعشي النجفي عن سبب مجيئه للسرداب في هذا الوقت فأخبره السيد المرعشي أنه لديه حوائج يطلب من الله قضاؤها:
فقال السيد الحجازي: انها تقضى!
ثم أوصاه بوصايا يحدثنا عنها السيد شهاب الدين ملخصة فيقول: أكد على صلاة الجماعة والمطالعة في الفقه والحديث وحفظ نهج البلاغة وحفظ أدعية الصحيفة السجادية، فسألته أن يدعو لي، فرفع يده ودعا لي قائلاً: إلهي بحق النبي وآله وفق هذا السيد لخدمة الشرع، اذقه حلاوة مناجاتك، وأجعل حبّه في قلوب الناس وإحفظه من شر وكيد الشيطان لا سيما الحسد.
وفي ختام ما كتبه بقلمه ذكر المرجع الورع السيد شهاب الدين المرعشي ذكر بعض عطايا هذا السيد الذي وصفه بالسيد الحجازي ومنها تربة الشفاء الحسينية، قال (قدس سره):
في أثناء الحديث والكلام قال: معي تربة سيد الشهداء عليه السلام وهي أصيلة من دون خليط، فأكرمني ببعض المثاقيل منها ولا زال معي بعضها كما أعطاني خاتم عقيق لا زال معي وشوهدت آثار عظيمة له، ثم غاب بعد ذلك!
*******