البث المباشر

بريدة الاسلمي السهمي

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 14:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 583

وممن يفخر به قاموس الصادقين هو حبيب الامام علي (سلام الله عليه) بريدة الاسلمي السهمي. 
في الواقع هذا بريدة الاسلمي هو ممن يفتخر به تاريخ احباب اهل البيت، هو من اجلاء الصحابة، اشراف الصحابة واسلم يوم بدر، لم يحضر بدر ولكن شهد الحديبية واحد الذين بايعوا بيعة الرضوان لكن هذا كيف اسلم؟ 
هنا وقفة جميلة جداً، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثناء هجرته من مكة الى المدينة وهذا يسموه طريق الهجرة الان، النبي (صلى الله عليه وآله) في الطريق رأى جماعة، ركب يتألف من ثمانين رجلاً معهم شاباً والتقوا النبي بالصدفة يعني واحدة من معطيات الطرق او السفر هذه الحالات انه الانسان يتعرف على جماعات، على شعوب، على افراد، واحد وثمانين رجلاً كانوا مع بريدة الاسلمي، النبي (صلى الله عليه وآله) كان دائماً متفائلاً بالخير ولا يتطير شراً، من احدى حالات العرب التطير يعني التشاؤم اما النبي بالعكس كان دائماً يتفائل خصوصاً اذا خرج النبي في سفر خارج مكة وخارج المدينة وصادف غنماً، النبي يرتاح ويستأنس، كان يتفائل بالخير لكن اذا صادفه قرد او ثعلب كان يتعوذ بالله سبحانه وتعالى، النبي (صلى الله عليه وآله) رأى هؤلاء ثمانين رجلاً وصادفهم ويتقدمهم شاب فهذا الشاب لما رأى النبي وشمائل النبي ومظهر النبي وابتسامة النبي (صلى الله عليه وآله) اقترب من النبي وهو لا يدري من هو فسأل النبي (صلى الله عليه وآله)؟ 
فقال النبي: انا اسمي هذا ثم سأله النبي ما اسمك؟ 
قال: انا بريدة.
فقال النبي: برد امرنا وصلح يعني تفائل خيراً فالرجل انفتح اكثر.
سأله النبي مثلاً: من اي قوم انت؟ 
قال: من اسلم؟
فقال النبي: سلمنا يا بني.
ثم سأله النبي: ما اسم قبيلتك او مثلاً الفخذ؟ 
فقال بريدة مبتسماً: انا من بني سهم.
فقال النبي: خرج سهمك، هذا صادف ان يتعشق النبي. 
فأخذ يساير النبي الى ان وصل الى المدينة قال له النبي: الى أين انت ذاهب؟ 
قال: مقصدنا المدينة.
قال له النبي: تعال عندي فمكث عند رسول الله واسلم وتأثر اصحابه به واسلموا جميعاً وصاروا يؤدون الصلاة جميعاً خلف النبي ثم اخذ يحفظ ما كان ينزل من القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذه قضية اسلام بريدة، طبعاً انا انوه الى هذه النكتة بريدة الاسلمي واحد من الاشخاص الذين اشتركوا في مراسم تشييع جثمان الزهراء فاطمة وهذا يعني له دلالة واكثر من دلالة، الامام امير المؤمنين الذي لم يدعو العباس عمه الى ان يشترك في تشييع جثمان الزهراء لكن يدعو او يسمح لبريدة الاسلمي ان يحضر مراسيم مواراة الزهراء (سلام الله عليها) ليلاً. 
في كتاب روضة الصفا يروي ان بريدة الاسلمي السهمي حينما توفي رسول الله كان عند قومه يعني فأخذ رأية ونصبها عند بيت الامام امير المؤمنين فمر عليه الخليفة الفلاني فقال له: يا بريدة ان الناس قد اجمعوا على بيعة فلان انت لماذا تشق العصا او عصا الطاعة وتخالف؟ 
فصاح بريدة: انا لا ابايع الا صاحب هذا البيت وقد بايعته يوم خم واشار الى بيت علي صلوات الله وسلامه عليه. 
اما الطبرسي رحمة الله عليه في كتابه الاحتجاج يروي عن الامام الصادق ان بريدة الاسلمي واحداً من اثني عشر نفراً هم الذين انكروا موضوع السقيفة وعارضوا ولم يكن في المدينة وكان عائداً من الشام و واجه هذا الوضع فجاء امام الخليفة الذي بويع وقال له: وجهاً لوجه «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ماذا لقي الحق من الباطل يا فلان نسيت ام تناسيت ام خدعتك نفسك وسولت لك الاباطيل او لم تذكر ما امرنا به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تسمية علي بأمرة المؤمنين والنبي بين اظهرنا وقوله عدة مرات في علي هذا اميرالمؤمنين وقاتل القاسطين فأتقي الله وتدارك نفسك قلل ان لا تدركها وانقذها مما يهلكها واردد الامر الى من هو احق به منك ولا تتمادى في اغتصابه وراجع وانت تستطيع ان تراجع فقد محضتك النصح ودللتك على طريق النجاة فلا تكونن ظهيراً لغير اهل الحق، يا فلان انسيت تسليمنا على علي بأمرت المؤمنين واجبة من الله ورسوله؟ 
طبعاً كل هذا يشير به الى يوم الغدير، هذا بريدة الاسلمي بعد وفاة الرسول قلت اصبح حبيباً للامام علي وناصراً ومدافعاً وكما يروي المؤرخون كان بريدة ثالث ثلاثة ارسلهم النبي مع الامام علي الى اليمن كأنه تعلقه بالامام علي من ذلك اليوم وطبعاً هم ارسلوا متفرقين والتحقوا بالامام علي وقرر النبي انه اول من يصل الى اليمن يكون قائدهم وعلى البقية طاعته ففعلاً سبقهم الامام علي بالوصول والشخصين هما خالد بن الوليد وعمران بن حصين الا ان خالداً دبر اشياء وتهم في توزيع الفيء والخمس وعمران بن حصين اراد ان يخبر النبي بتلك التهم فحضر الثلاثة ومعهم بريدة الى رسول الله فغضب النبي وصاح: ماذا تريدون من علي؟ 
ثم قال: يا بريدة لا تبغض علياً واحبه فأن علياً بعدي ولي كل مؤمن ومؤمنة، يا بريدة ان علياً وليكم من بعدي. 
هذه الكلمة بنت عند بريدة حباً خاصاً وتعلقاً خاصاُ بالامام امير المؤمنين (سلام الله عليه) فظل بريدة مع الامام علي ملاصقاً خصوصاً بعد وفاة رسول الله، قلت وضع رأية عند بيت امير المؤمنين وتوطن كمعارض ناشط يدافع عن الامام صلوات الله وسلامه عليه لكن الامام بعد ذلك اراد ترميم الاوضاع وكان يخشى على مصلحة الاسلام فجاء الامام علي وقال له: يا بريدة ارفع الرأية فأني قررت ان ادخل فيما دخل فيه الناس فأن اجتماعهم احب الي من اختلافهم، وكان يردد الامام: (لأسلمن ما سلمت امور المسلمين خاصة ولم يكن الا علي جور خاصة).
هذا الرجل توفي عام 63 من الهجرة، هذا العنصر الشريف بريدة الاسلمي ودفن في مدينة شمال خراسان، الفضل بن شاذان كان لما يذكر خيرة اصحاب الامام علي يعد منهم بريدة الاسلمي تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة