البث المباشر

عبد الله بن خباب بن الأرت

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 12:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 573

ومن الصادقين والشهداء المخلصين في صدقهم في حب النبي وعلي (عليه السلام) هو الشهيد المظلوم عبد الله بن خباب بن الارت رحمه الله واعلا درجاته.
هذا الشهيد العزيز والمجاهد الشريف عبد الله بن خباب هو من خلص اصحاب الامام امير المؤمنين، ابوه خباب بن الارت من المعذبين في الله ورسوله ومن خيرة صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) الذين استمروا على خطهم ولم يحدثوا بعد غياب النبي حدثاً، خباب بن الارت احد الافراد القلائل من اصحاب رسول الله الذين عذبهم المشركون بمكة شر تعذيب، هذا الرجل هو والد عبد الله الذي اتحدث عنه الان وهو عبد الله بن خباب الذي هو من خيرة تلاميذ واصحاب الامام امير المؤمنين (سلام الله عليه).
هذا المجاهد العظيم اصطدم مع الخوارج والخوارج قضيتهم معروفة، هؤلاء راحوا يعدون العدة ويتدربون ويجمعون صفوفهم لشن الحرب على امير المؤمنين وكلهم كانوا ضمن جيش الامام علي (سلام الله عليه) لكن بعد ما حدث في دومة الجندل او ما يسمى بالتحكيم هؤلاء صاروا احرص على الاسلام من الامام علي، صاروا اشفق على مصلحة القرآن من الامام علي (سلام الله عليه) فمرقوا وتمردوا واستكبروا وكلما الامام حاول ان يرجعهم الى الطريق الصحيح عاندوا واستكبروا استكباراً، في طريقهم الى النهروان رأوا بستاناً وارفة الظلال وهناك ناس في حركة، توقفوا في البستان واثناء توقفهم عبر النهر عبد الله بن خباب (رضوان الله عليه)، عبد الله بن خباب ومعه زوجته حامل وفي الشهر التاسع ومقربة للولادة ومعه صاحبه ولا يذكر المؤرخون اسمه ومعه ايضاً ثلاث نساء وكان قد علق القرآن على صدره فسدوا الجسر ووقفوا بوجهه وسألوه من انت؟ 
قال: انا رجل مؤمن. 
قالوا: ما تقول في علي بن ابي طالب بعد قبوله التحكيم؟ 
قال: انه امير المؤمنين واول المسلمين ايماناً برسول الله واشد منكم توقياً لدينه وانفذ بصيرة على امره، مشكلة هؤلاء الجهلاء هذا الاستبداد المركب، الجهل المركب فيهم ان هؤلاء على جهلهم يرون انفسهم كل واحد قيم على الاسلام وقيم على العقيدة هذه واحدة من فتن المسلمين بدينهم لما يبتلون بهكذا عناصر. 
قالوا: ما رأيك بعلي ابن ابي طالب بعدما قبل التحكيم؟ 
قال: بايعه الناس اميراً للمؤمنين ثانياً هو اول المسلمين ثالثاً هو اشفق منكم واشد منكم توقياً لدينه وانفذ بصيرة.
فقالوا: لقد اطلت علينا، ما اسمك؟ 
قال: انا عبد الله بن خباب بن الارت صاحب رسول الله. 
فقالوا: عجيب انت ابوك صاحب رسول الله ولا تحدثنا بحديث سمعته من ابيك عن رسول الله مباشرة، هذا الرجل عبد الله بن خباب كأنه بفن دقيق اختار لهم حديث عن رسول الله يرتبط بهذه الحالة او هذه المستجدات، قال: سمعت ابي قال وقد سمع ذلك مباشرة من النبي، انا اقرأ هذا الحديث وبودي ان المستمعين والمستمعات يدونونه لأن ما ممكن ان يحفظ بهذه السهولة ولو هو حديث صغير لكن كأن هذا الحديث الان يعنينا، يعني المسلمين انفسهم في جميع بلاد العالم خصوصاً ايران، العراق، لبنان هذه الدول، هذه المجتمعات الاسلامية، هذا الحديث اليوم نحن بحاجة الى ان نقرأه صباحاً ومساءاً ونتدبر به. 
سمع رسول الله قال: ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، الله اكبر، لهذا احد التابعين الكبار سعيد بن جبير سألوه، هذا خبير في القرآن قالوا ما هي هذه الاية؟ ما هو اولها وما هو آخرها؟ «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ» اذا هو مؤمن في بداية الاية، الله يخاطبه كمؤمن وبعد ذلك يقول لا تموت الا وانت مسلم؟ 
اجاب سعيد بن جبير بهذا الحديث، قال: النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ستكون هناك فتن يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمناً ويصبح كافراً هذا الحديث واضح ان الفتن الامواج تلعب بالانسان ولذلك انت ترى الزبير صحابي ممتاز خالص، احد الذين شيعوا الزهراء، اكثر من هذا العباس لم يشترك في تشييع الزهراء التي دفنت سراً لكن الزبير اشترك واذا بالحب والبغض والعلائق العائلية والعلائق المادية كان مصير الزبير هذا، لما رفع السيف امير المؤمنين، اخذ سيفه ينظر اليه وهو يقول سيف طالما جلى الكرب عن وجه رسول الله. نحن يجب ايضاً ان ندعو ليل نهار ان الله يجعل خواتيم اعمالنا خيراً لذلك قال لا تعجبوا من الاية لما تخاطب الانسان يا مؤمن احذر ان بعد ما تشيب يلعب بعقلك شيطان او يلعب بعقلك شحاذ ويجولك من علي الى عدو علي كما حدث لهؤلاء.
عبد الله بن خباب اختار هذا الحديث لضربة فنية فقالوا عجيب، اذن ما هذا القرآن على صدره؟ 
قال: هذا قرآني اقرأ فيه فقالوا سنقتلك شر قتلة ما قتل احد بمثلها. 
قال: لماذا؟ 
قالوا: ان الذي في عنقك يأمرنا بقتلك فجاء هؤلاء الارهابيين التكفيريين اوثقوه كتافاً واوثقوا زوجته الحامل وقطعوهما ومزقوا ابدانهما ومزقوا الجنين ولم يكتفوا بذلك وقتلوا النساء الثلاثة وابقوا الرجل والغريب انه في اثناء تقطيعهم وتمزيقهم لجسد هذا المؤمن سقطت تمرة من النخلة اكلها احدهم فعاركوه وقالوا أين ستلاقي صاحبها لتراضيه عن هذه التمرة واحدهم سقط سيفه على خنزير فتدمى فذهب الى صاحب الخنزير ليرضيه واراقوا دم رجل مع زوجته الحامل مع النساء الثلاثة ولم يقتلوا ذلك الرجل، لماذا؟ 
قالوا: نريد ان نلحقك بصاحبك لكن ابقيناك لتذهب الى علي، ابلغ صاحبك علي انه ان سقط بأيدينا لنفعلن به اشد مما فعلنا بصاحبه واخذوا الاجساد المقطعة والقوها في النهر واحدهم يبارك للآخر طبعاً اروي هذا من انساب الاشراف وليس من مصادرنا هذا، الكامل في التاريخ، انساب الاشراف وغيره يرون هذه المآسي. ولما بلغ ذلك الامام علي فجع وصدم، الان نرى هذه المآسي مستمرة.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة