البث المباشر

الشيخ محمد حسن المظفر

الأربعاء 27 فبراير 2019 - 10:08 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 568

ومن الصادقين المخلصين المجدين في خدمة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام في مختلف المجالات هو سماحة الامام المجاهد والفذ القليل النظير هو المرحوم الشيخ محمد حسن المظفر طيب الله ثراه.
الامام الشيخ محمد حسن المظفر هو فرع من شجرة علمية كبيرة واسرة قدمت للمجتمع الاسلامي العشرات من فطاحل العلماء والمجتهدين العظام.
هو من مواليد النجف الاشرف عام 1301 هجري من اب فقيه معظم و هو الشيخ محمد المظفر رحمه الله وقد بدأ الشيخ محمد حسن المظفر حياته العلمية يدرس عند الكتاتيب، كان يسموه الشيخ يعلم الاطفال القراءة والكتابة. بعد ان حفظ القرآن الكريم وترعرع شرع في دراسة المقدمات على ايدي اساتذة اكفاء حتى رقى الى السطوح ثم دراسة علم الكلام والحديث والاصول واصبح من المبرزين في حلقات درس الاخوند الخراساني صاحب الكفاية وهكذا عند السيد كاظم اليزدي صاحب العروة اضافة الى المرحوم شيخ الشريعة الاصفهاني ثم الشيخ باقر آل الجواهر او الجواهري وبعد رحيل المرحوم السيد كاظم اليزدي استقل الشيخ محمد حسن المظفر اعلا الله مقامه بالتدريس واصبح مرجعاً يشار اليه وصار مستشاراً خاصاً للسيد ابو الحسن الاصفهاني، اختاره السيد الاصفهاني في الانابة عند في الصلاة في مسجد الهندي، في ذلك اليوم اكبر مساجد النجف الاشرف وآثر ان يبقى اماماً في مسجد يعرف بمسجد المسابك لأن ابوه واخوه كانا هناك يؤمان المصلين قبله فلموقعه العلمي ولتقواه واستقامته الح عليه المرحوم الاصفهاني ان ينوب عنه في الصلاة والح عليه ان يتولى القضاء وحل المنازعات بين الناس لكنه تمانع والذي منعه شدة حذره وشعوره بالمسؤولية وهذا المعنى كان مشهوداً و واضحاً في النجف الاشرف ان السيد الاصفهاني لن يحاول بعد ذلك تكليف اي شخص في هذه المهمة مما يكشف تقديره واهتمامه للسيد محمد حسن المظفر رحمه الله.
احد تلاميذ المرحوم الشيخ محمد حسن المظفر هو الشيخ محمد طاهر آل راضي من علماء النجف الاشرف وكنت اسمع منه يقول: تشرفت بالتلمذ على يده يعني على يد الشيخ محمد حسن المظفر وكان معي جملة من اعلام الافاضل مثل المرحوم الشيخ باقر الشخص، الشيخ عبد الهادي آل راضي، الشيخ محمد طه الحويزي الكرمي، الشيخ عبد الكاظم الغبان وكذلك الشيخ محمد شيخ الشريعة وكذلك الشيخ محمد رضا المظفر اخ الشيخ محمد حسن المظفر ويقول والكلام للشيخ محمد طاهر آل راضي كنا نشعر وندرك غزارة علمه وعلو شأنه وشدة تقواه وعدالته والتزامه الحق في احلك الظروف حتى اني- الشيخ محمد طاهر آل راضي يقول- حتى اني كنت اتصوره معصوماً غير واجب العصمة يعني لشدة التزامه واستقامته ويقول وكنت اراه في صلاته ولا سيما في قنوته وله نغمة خاصة ترفعنا الى نور معرفة الله تعالى حتى كأننا نرى الجنة والنار ماثلتين امام اعيننا بايحاء من ثأثير صوته الخاشع وعذوبة لهجته ومعراجية نفسه، ويقول الشيخ محمد طاهر آل راضي كان رحمه الله حليماً وما شوهد يوماً وقد غضب لنفسه او لأي امر من امور الدنيا لكنه كان يتأجج ناراً ويتوقد غضباً اذا هتكت عصمة من عصم الدين.
احد تلاميذ الشيخ محمد حسن المظفر الاخرين هو الشيخ محمد بن شيخ الشريعة الاصفهاني يقول ان استاذنا الشيخ محمد حسن المظفر كان قدوة في التقوى بعيداً عن الرياء يشارك الفقراء في مآكلهم البسيطة وكان رحمه الله يبتسم للفقير متواضع معه ولا يخضع لذوي الجاه والسلطان بل قوي في مخاصمته وكان عظيماً في اعين الناس اكثر من عظمته عند نفسه على حد قول الامام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية لما يقول الامام في الدعاء "اللهم لا ترفعي في الناس درجة الا حططتني عند نفسي مثلها" انا اذكر هذه التراجم عن هؤلاء العلماء، رجالات النجف وبودي ان يشعر طالب العلم في النجف الاشرف وفي كل مكان انه يسير بنفس ذلك المشروع الذي بناه هؤلاء الفطاحل فعلى كل من يريد ان يكون فخوراً بأنتسابه الى الحوزات العلمية ان يلم بحياة وخصائص وفضائل هؤلاء العلماء الاعلام.
الشيخ محمد حسن المظفر الحديث عنه طويل لكن بموجب ما يقتضيه الوقت، آثاره خالدة رغم ان له ثمان مؤلفات قد تبدو من حيث الكم قليلة اما من حيث الكيف، من حيث المحتوى مضامين تعادل مئات الكتب ومن اشهرها كتاب شرح القواعد، قواعد العلامة الحلي، الدستور الذي كتبه العلامة الحلي رحمه الله والذي على ضوءه اقام الدولة، دولة اهل البيت، كتابه هذا الشيخ محمد حسن المظفر شرح القواعد يشتمل على خمس مجلدات وله كتب ولكن انا بودي ان اركز وبدقة والفت نظر السامع والسامعة وبالخصوص اهل العلم وطلاب العلم ورواد طلب العلم بأن من اهم مؤلفاته هو كتابه التاريخي المعروف دلائل الصدق، هذا الكتاب في اعتقادي انه جدير ان يكون في طليعة الكتب التي تدرس في الحوزات العلمية سواء في النجف الاشرف او في قم المقدسة كي يتسلح رجل العلم بمستوى عالي من فهم العقائد الاسلامية بالشكل الفلسفي المعاصر، هذا الكتاب دلائل الصدق طبع عدة طبعات في ايران وفي مصر ولبنان والعراق، موضوعه مناقشة علمية موضوعية هادئة مع الكاتب ابن روزبهان، ابن روزبهان تطاول بتطرف على العلامة الحلي وعلى كتابه نهج الحق في مسائل خلافية في المذاهب الاسلامية فهذا ابن روزبهان تخرص تخرصاته فألف المرحوم الشيخ محمد حسن المظفر كتابه القيم هذا دلائل الصدق، موجود في النجف في المكتبات و هو يشتمل على ثلاثة مجلدات الاول في مناقشة وتوضيح العدل والنبوة والمجلد الثاني في موضوع الامامة والمجلد الثالث في المطاعن، انا اوكد ان هذا الكتاب لو قرأه رجل العلم او الخطيب اغناه عن الكثير من الموسوعات والمصادر، انا اطلب طلب اخوي من الخطباء ومن الطلبة في النجف الاشرف او مكان آخر ان يكون هذا الكتاب بين اعينهم دائماً.
له نشاطات اخرى الشيخ محمد حسن المظفر في تأسيس جمعية منتدى النشر، في تهذيب رجال العلم واخيراً ترك مسؤولياته واموره الى اخيه الشيخ محمد رضا المظفر.
توفي هذا العالم الجليل والرقم المخلد والجندي الوفي للامام الصادق عليه الصلاة والسلام في بغداد في ربيع الاول عام 1375 هجرية ونقل جثمانه الى النجف الاشرف وكنت ضمن المشاهدين للموكب الحزين الذي شيعه و دفن في مقبرتهم في المدخل العام لمدينة النجف الاشرف. رثاه احد تلاميذه بقوله: 

كم للهدى بعد ابي احمد

من امل خاب ونجم خبى

فشرعة الحق بتاريخها تنعى

رجاها الحسن المجتبى

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة