موضوع البرنامج:
وصايا مهدوية بأجتناب الأدعياء
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول من هم رواة حديث أهل البيت (عليه السّلام)
وحكاية الزائر الكاشاني في المقام المهدوي
فهل درت هاشمٌ أن العدى أسرت
في الطف أيّ زواك من حرائرها
تبكي الدهور ولا تنسى رزيّتها
على تعاقب ماضيها وغابرها
فسوف ينتقم الله العظيم لها
بالقائم المرتجى القمقام ثائرها
أزكى البرايا نجاراً وابن بجدتها
مليكها العدل ناهيها وآمرها
مشيد الحق هادي الخلق منتظرٌ
محجّب بسناه عن نواظرها
فرع الائمة بل نفس النبي ومن
زاكي عناصره والى عناصرها
متى نلاقيك يابن العسكري على
كتائب أنبياها من عساكرها
فتملأ الارض عدلاً بعدما ملئت
بالجور من ظلم باغيها وجائرها
صلى عليك اله العرش ما طلعت
شمس النهار وغابت في دياجرها
*******
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على سيد النبيين محمد وآله الطاهرين.
أهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامج (شمس خلف السحاب) نرجو من الله أن تقضوا مع فقراتها وقتاً طيباً إفتتحنا هذه الحلقة أحباءنا بأبيات مهدوية من قصيدة حسينية للعالم الأديب مهدي الطالقاني مؤلف كتاب منهاج الصالحين في مواعظ الأنبياء والاولياء والحكماء، وهو من علماء القرن الهجري الرابع عشر وقد توفّي رضوان الله عليه سنة ۱۳٤۳، أمّا الفقرات الأخرى في البرنامج فهي تحمل العناوين التالية:
- وصايا مهدوية بأجتناب الأدعياء
- من هم رواة حديث أهل البيت (عليه السّلام(
- وحكاية الزائر الكاشاني في المقام المهدوي
*******
ننقلكم الآن أعزاءنا الافاضل الى رحاب الوصايا المستنبطة من كلام مولانا إمام زماننا المهدي (عليه السّلام) إخترنا لفقرة هذه الحلقة العنوان التالي:
وصايا مهدوية باجتناب الأدعياء
قال إمام زماننا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه): وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله، وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر، وأمّا أبو الخطاب... فانه ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم برىء وآبائي عليهم السّلام منهم براء.
أيها الأخوة والأخوات الكلمات النورانية المتقدمة جاءت ضمن رسالة الحجة المهدي (عجّل الله فرجه) التي أجاب فيها على أسئلة الشيخ إسحاق بن يعقوب من علماء الامامية في الغيبة الصغرى وقد بعث أسئلته وحصل على أجوبتها من الامام (عليه السّلام) عن طريق ثاني سفرائه الأربعة في الغيبة الصغرى الثقة الجليل ابي جعفر محمد بن عثمان رضوان الله عليه.
وقد نقل نص هذه الرسالة الجوابية الشيخ الثقة ابو منصور أحمد بن علي الطبرسي قدس سره في كتابه القيم (الاحتجاج).
في الفقرة الأولى: ايها الأكارم وصية مهدوية بالرجوع الى رواة حديث اهل بيت النبوة (عليهم السّلام) في الحوادث الواقعة، والمراد هو أن يرجع في الحوادث المستجدة التي لا يعرف ما هو تكليفه الشرعي تجاهها الى الذين خبروا كلام أهل بيت النبوة وعرفوا رموزه ومعاريضه حسبما ورد في حديث الامام الباقر (عليه السّلام)، فهؤلاء هم القادرون على معرفة ما يريده اهل بيت النبوة (عليهم السّلام) من المؤمنين وطبيعة مواقفهم من وقائع الحياة، ولذلك فهم حجة الله على المؤمنين فيما يرتبط بدائرة تخصّصهم وما عرفوه من كلام أهل بيت العصمة عليهم السّلام.
أمّا الامام المهدي أرواحنا فداه فهو حجة الله المطلقة وفي مختلف الدوائر وعلى رواة حديثهم عليهم السّلام وسائر المؤمنين.
أمّا الوصية الثانية: أعزاءنا الافاضل، فهي الواردة في قوله (عليه السّلام) مخاطباً الشيخ إسحق بن يعقوب: وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر فهذه العبارة تشتمل على وصية ضمنية للمؤمنين بأمرين:
الأول: بأن يتحرّوا الدّقة الشرعية المطلوبة في كسبهم فيلتزموا بمعايير الحلال والحرام وأداء ما بذمتهم من حقوق شرعية لله وللناس لكي تكون أموالهم طيّبة طاهرة من المال الحرام بمختلف أشكاله.
أمّا الأمر الثاني: ايها الأكارم فهو الاهتمام بأمر الانفاق في سبيل الله بالخصوص من طيب وطاهر أموالهم.
والفقرة الثالثة: ايها الأفاضل من كلام مولانا إمام العصر (أرواحنا فداه) هي قوله: وأمّا ابو الخطاب فإنه ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم بريٌ وآبائي عليهم السّلام منهم براء.
هذه الفقرة أعزاءنا ترتبط بأبي الخطاب الأجدع وهو أحد الذين إدّعوا كذباً النيابة عن مولانا المهدي في تلك الايام، فأعلن عجّل الله فرجه البراءة منه ومن أصحابه ونهى عن مجالستهم.
وهذا الأمر يشتمل على وصية ضمنية مهمة تجاه الحالات المشابهة فتوصي المؤمنين بحزم بأجتناب أدعياء السفارة والنيابة عن صاحب العصر سلام الله عليه، وعدم مجالستهم وإجتناب إنحرافاتهم.
ولا يخفى ايها الأكارم أن العمل بهذه الوصية يستلزم تحّري الدقة في التعامل مع الحركات التي تحمل شعارات مهدوية، والتحقيق بعمق في حقيقة أفكارها وعرضها على الأحاديث الشريفة الصحيحة المبينّة لعقيدة أهل بيت النبوة عليهم السّلام الصحيحة في الامام المهدي وغيبته وظهوره (عجّل الله فرجه).
ونتيجة هذا التحقيق هو عدم الانخداع بالشعارات وعدم القبول إلاّ بما ينسجم مع العقيدة المهدوية الصحيحة التي تعرضها مدرسة أهل البيت (عليهم السّلام).
*******
امّا الآن فقد حان موعدكم مع خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيب عن أسئلتكم للبرنامج.
من هم رواة حديث أهل البيت (عليه السّلام)
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الافاضل ورحمة الله وبركاته، شكراً لكم على طيب المتابعة لفقرات برنامج شمس خلف السحاب ومنها هذه الفقرة التي نستضيف فيها خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ قاسم الحائري من كربلاء المقدسة بعث لنا بهذا السؤال يقول ما هو سر امر الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف بالرجوع الى رواة حديثنا كما وصفهم في رسالته المشهورة ثم ان الاخ يسأل ايضاً لماذا خصص الرجوع الى هؤلاء في الحوادث الواقعة فقط وليس في عموم شؤون الدين؟
الشيخ علي الكوراني: الذي افهم من سؤال الاخ انه يقول اولاً لما الامام سلام الله عليه امر الناس في غيبته بالرجوع الى الفقهاء لماذا قال رواة حديث، رواة حديثنا معناه الذين خبروا وخابروا وعايشوا ورووا حديثنا عن الدراية واستنبطوا منه ورواة الحديث يطلق على الفقهاء ليس مجرد الرواة بفهمنا الان، ان هؤلاء كبار تلاميذ الائمة عليهم السلام هم رواة حديثهم فأذن مصطلح رواة الحديث هذا مقام ومكانة ومن شروط الفقيه طبيعي من يمكنه ان يستنبط الاحكام الشرعية الا ان يطلع على الكتاب والسنة والسنة قول النبي صلى الله عليه واله هو قول العترة، هذا امر طبيعي تسمية الفقهاء بالرواة واما لماذا ارجع اليهم في الحوادث الواقعة، الحوادث الواقعة يعني الاحداث المتجددة لمعرفة احكامها او الموضوعات المتجددة، هذا الارجاع لايعني انه في الاحكام او في التفاصيل والعقائد لترجعوا اليهم، اثبات الشيء لا ينفي ما عداه فهو يقول حين يرجعهم في هذه الامور، الاشياء التي تعرض عليكم وتحتاجوها والتي تحتاجوا الى حكم الله فيها الى الموضوعات المتجددة ترجعوا فيها الى الفقهاء وهناك بحث الفقهاء بين الموضوعات المجردة والموضوعات الحكمية والخ، اذن الارجاع في الحوادث الواقعة لاينفي الارجاع اليهم في الاحكام وفيما عداه.
*******
نجدد ترحيبنا بكم ايها الكرام ونحن نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب فننقل لكم في الفقرة التالية إحدى حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة إخترنا لحكاية هذه الحلقة العنوان التالي:
الزائر الكاشاني يشفى في المقام المهدوي
نقل الحكاية التالية ايها الأعزاء العلامة المجلسي رضوان الله عليه في موسوعة البحار في الجزء الثاني والخمسين من الطبعة الجديدة في الباب الذي خصّصه لذكر من رأى الحجة المهدي في الغيبة الكبرى وفي زمن قريب من زمان العلامة المجلسي أي في القرن الهجري الحادي عشر وقد نقل الحكاية عن جماعة من أهل الغري أي النجف الأشرف وجاء فيها أن قافلة من حجاج بيت الله الحرام وصلت الى النجف الاشرف قادمة من ايران وهي في طريقها الى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكان أن أصيب أحد أفرادها وكان من أهل مدينة كاشان الايرانية أصيب بمرض شديد يبست بسببه رجلاه وفقد القدرة على المشي بالكامل.
ولذلك لم يستطع مواصلة السير الى الحجاز فتركه رفاق سفره عند أحد الصالحين يسكن في حجرة في مدرسة دينية بجوار حرم أمير المؤمنين الامام علي (عليه السّلام) وتوجّهت القافلة لأداء فريضة الحج.
وفي أحد الأيام طلب الزائر الكاشاني من مضيّفه أن ينقله الى مكان آخر بسبب ضيق شديد أصابه... فإستجاب الرجل لطلبه فحمله الى مقام الامام المهدي سلام الله عليه في وادي السّلام، وتركه فيه يستريح بعد أن غسل له ملابسه ونشرها عند المقام لكي تجف ثم ذهب عنه الى عمله.
بقي الزائر الكاشاني في المقام المهدوي وحيداً يتفكّر في حاله وهو مهمومٌ مغموم... فإذا شاب صبيح الوجه وعليه سمرة مليحة قد دخل المقام.
سلّم الشاب على الزائر ثم توجّه الى محراب المقام وصلى ركعات وصفها الزائر بأنه لم ير نظيراً لها في خشوعها.
ولمّا فرغ الشاب من صلاته سأل الزائر الكاشاني عن حاله فأجابه بضجر: أبتليت ببليّة ضقت بها ذرعاً، لا يشفيني الله فأسلم منها ولا يميتني ويذهب بي فأستريح منها.
عندها قال له الشاب: لا تحزن سيعطيك الله كليهما.
ثم ذهب الشاب، وإثر ذلك مباشرة رأى الزائر الكاشاني قميصه يسقط على الأرض فقام وأخذ القميص وغسله ونشره على شجرة هناك ثم تفكّر في أمره وقال في نفسه: أنا كنت لا أقدر على الحركة فكيف قمت الآن.
يقول هذا الزائر: فنظرت الى نفسي فلم أجد لمرضي العضال أثراً فعلمت أن هذا الشابّ هو مولاي القائم صلوات الله عليه فهرولت في أطراف المحل أبحث عنه فلم أجد له أثراً فندمت أشدّ الندم!
ولمّا عاد مضيّف هذا الزائر الكاشاني ورآه قائماً إستغرب فسأله عمّا جرى فأخبره فتحسّر هو الآخر لعدم بقائه مع الزائر. ثم عادا معاً الى الحجرة التي كانا يقطنان فيها، وبقي الزائر الكاشاني في أتم الصحة والعافية حتى عاد رفاق قافلته من أداء فريضة الحج، فلمّا رآهم بقي معهم قليلاً ثم مرض وتوفي بعد أن أوصاهم بما ينبغي أن يوصلوه لأهله ثم دفن في الصحن العلوي الشريف... وتحقق كلا الأمرين اللذين أخبره بهما ذلك الشاب ذو الطلعة البهية.
والى هنا ينتهي أحباءنا لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، والى لقاء مقبل بأذن الله نستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله.
*******