موضوع البرنامج:
خذوا ما تبت وردوا إلينا ما شككتم فيه
حوار مع السيد محمد الشوكي حول النار المشرقية وعلائم الظهور
سمعاً وطاعة لله ولك يا مولاي
ايا بن الهدى عجل الينا فاننا
سقينا الردى من ظلم اعدائكم جهرا
اغثنا رعاك الله انك لم تزل
غياثاً لنا يا خير من وطأ الغبرا
فنقسم بالهادي عليك وصهره
وسبطيه والغر الميامين والزهرا
تحنن علينا وارفع الجور فالهدى
شتات ووجه العدل اصبح مغبرا
اتهضمنا الاعداء وانت امامنا
وطوعك ما في هذه الدار والاخرى
بنفسي واهلي من يرانا ولا نرى
محياه باد غيب الانجم الزهرا
اقول اذا مراسمه في مسامعي
خليلي ذا قصدي قفا نبك من ذكرى
فاندبه والدمع يسبق منطقي
ايا ابن الهداة الغر من قد سموا قدرا
*******
الحمد لله الحنان المنان والصلاة والسّلام على امناء الرحمان القادة الى الجنان محمد وآله لا سيما امامنا ومقتدانا بقية الله المهدي ارواحنا فداه، السّلام عليكم احباءنا ورحمة الله، تحية مباركة، ها نحن نلتقيكم على بركة الله في لقاء آخر من هذا البرنامج ساعين الى المزيد من معرفة إمام زماننا طلباً للنجاة من ميتة الجاهلية.
هذه الحلقة من البرنامج وهي السابعة والستون بعد الاربعمائة افتتحناها بابيات في تعجيل الفرج المهدوي للاديب الولائي المبدع الحاج عبد الحسين شكر (رضوان الله عليه(.
ونصحبكم لاحقاً في فقرات ثلاث تحمل العناوين التالية:
- خذوا ما تبت وردوا الينا ما شككتم فيه
- النار المشرقية وعلائم الظهور
- وحكاية (سمعاً وطاعة لله ولك يا مولاي(
بمعونة الله عز ّوجلّ نبدأ بتقديم الفقرة اللاحقة وهي تعنى باهم مصاديق التمسك بولاية امام زماننا (ارواحنا فداه). نعني العمل بوصاياه التي نسعى الى استلهامها من خلال التدبر في كلامه.
*******
اخترنا الى فقرة هذه الحلقة العنوان التالي:
خذوا ما ثبت وردوا الينا ما شككتم فيه
ومن كلام مولانا الامام صاحب العصر (ارواحنا فداه) الذي روته مصادرنا المعتبرة، ما جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي (رضوان الله عليه)، وهو عبارة عن جواب سؤال ارسله جماعة من المؤمنين من اهل قم الى الامام عن طريق سفيره الثالث ابي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه).
والسؤال يتعلق بحكم ما رواه بعض اصحاب الامام عنه (عليه السّلام) ولكنهم انحرفوا فيما بعد عن الدين الحق، فكان جواب مولانا المهدي (عجّل الله فرجه) هو: إلا من استثبت (اي تيقنت من صحة صدوره عن الامام) فانه لا ضرر في خروج ما خرج على ايديهم وان ذلك صحيح ثم قال (عليه السّلام): وروي قديماً عن بعض العلماء عليهم السّلام والصلاة (يعني آبائه الائمة) انه سئل عن مثل هذا بعينه في بعض من غضب الله عليه (يعني ما يرتبط بعض الاصحاب وما رووه قبل انحرافهم عن الدين الحق) وقال (عليه السّلام): العلم علمنا ولا شيء عليكم من كفر من كفر، فما صح لكم مما خرج على يده (يعني من انحرف لاحقا) برواية غيره من الثقات رحمهم الله، فاحمدوا الله واقبلوه، وما شككتم فيه او لم يخرج اليكم في ذلك الا على يده (يعني برواية المنحرف فقط) فردوه الينا لنصححه او نبطله، والله تقدست اسماؤه وجلّ ثناؤه ولي توفيقكم وحسيبنا في امورنا كلها ونعم الوكيل.
الوصية المحورية التي يشتمل عليها هذا النص المهم، هو التأكيد على لزوم ان يحصل المؤمنون على الاطمئنان بشأن ما ينسب الى الامام (سلام الله عليه) فلا يقبلون كل شيء من اي كان.
هذا اولاً، اما الوصية الثانية ففيها تحذير لطيف من الامام (ارواحنا فداه) من التسرع في رد ما ينسب اليه (عليه السّلام)، لكي لا يقعون في الرد على الامام الذي هو بمثابة الرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبالتالي الرد على الله عزّ وجلّ وهذا بحد الشرك كما ورد في النصوص الشريفة.
وفي طي هاتين الوصيتين، يبين الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه) معايير قبول الرواية وهي:
اولاً: التثبت من صحة صدورها عن المعصوم (عليه السّلام) حتى لو كان راويها قد انحرف فيما بعد، اي انه رواها ايام استقامته.
ثانياً: اذا شك المؤمن فليسع الى التثبت من خلال ملاحظة رواية الثقاة لها اضافة الى رواية المنحرف لها فيما بعد.
ثالثاً: واذا لم يجدها في رواية الثقاة، فلا ينبغي ان يردها بل يرجعها الى الامام (عليه السّلام) لمعرفة الحق بشأنها وقد عرفتنا الاحاديث الشريفة بوسائل الاتصال بالامام (عليه السّلام) حتى في غيبته للحصول على اجابته مثل وسيلة التوسل به الى الله او ارسال الرقاع اليه بكتابة ما يريده المؤمن والقائه في ماء جاد او بعض الاماكن المقدسة او في بئر كما ورد في الاحاديث الشريفة وبه عمل العلماء والفقهاء. وقد ثبت في تجاربهم حصولهم على الجواب منه (عليه السّلام) بطرق متعددة تناسب خصوصيات عصر غيبته عجلّ الله فرجه وجعلنا الله واياكم من خيار انصاره.
*******
أعزاءنا نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب والى الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج مع ضيفنا الكريم في هذه الحلقة سماحة السيد محمد الشوكي:
النار المشرقية وعلائم الظهور
المحاور: السلام عليكم احبائنا، شكراً لكم على جميل متابعتكم لفقرات هذا البرنامج ومنها هذه الفقرة التي يجيب فيها سماحة السيد محمد الشوكي عن الاسئلة التي تصلنا منكم بشأن موضوعات برنامج شمس خلف السحاب المرتبطة بقضية مولانا الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، سماحة السيد من الاخ احمد سعيد من الكويت وصل هذا السؤال عن النار المشرقية التي ورد ذكرها في الاحاديث الشريفة كاحدى علامات الظهور هل من العلامات الحتمية وما المقصود بهذه النار واين تظهر؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين، الحقيقة ورد في بعض الاخبار من علامات ظهور الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف نار تظهر في المشرق، وايضاً ورد هناك حمرة في المشرق وايضاً نجم يخرج ويطلع من المشرق ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وهو نجم مثير يعني بحيث يبدو كالقمر هذه كلها واردة، والحقيقة ان هذه الاخبار وهذه العلامات التي ذكرت في هذه الاخبار من الواضح انها ليست من العلامات الحتمية لان العلامات الحتمية معروفة لدينا العلامات الخمسة وليس من ضمنها ظهور نار في المشرق، وايضاً ليس من المؤكد انها قد تكون قريبة جداً من ظهور الامام سلام الله عليه، اما هذه النار التي تظهر في المشرق قد يرى البعض انها نتيجة حرائق معينة كما رأينا ان البعض حاول ان يطبقها على احتراق آبار النفط في منطقة الكويت ابان الغزو الصدامي للكويت وقالوا ان هذه هي النار التي تظهر من المشرق، لكن اعتقد ان امكننا ان نعتبر هذه من العلامات الاكيدة ومن علامات الظهور لا اعتقد انها تكون نتيجة لحدث طبيعي كاحتراق بئراً او غابة لانها سوف تفقد دلالتها، وكونها علامة على ظهور الامام سلام الله عليه يمكن ان تكون علامة ولكن ليست بتلك العلامة القوية، اذا كانت ناتجة عن امر طبيعي لانه ما اكثر الحرائق التي تقع نتيجة لامور كثيرة، واما الشرق، الشرق اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار موضع صدور النص وصدور النص المدينة المنورة موطن اهل البيت سلام الله عليهم فهو مشرق المدينة يطلق على العراق وحتى يطلق على ايران وما بعد خراسان، هذا كله يسمى بالمشرق، فمشرق المدينة مشرق الموضع الذي صدر فيه النص، الامام كان يتحدث عن مشرقه المشرق الذي يفهمه الناس في زمانه، فنار تظهر من جهة المشرق هذا وارد في الروايات الشريفة، لكن هل هو من العلامات الحتمية؟ لا ليس من العلامات الحتمية.
المحاور: التفكير الرمزي لهذه العلامة ايضاً ممكنة ام لا؟
السيد محمد الشوكي: نعم هناك بعضهم ان الذي يظهر من المشرق ليس النار الحقيقية وانما ربما يكون هناك فكر يشع من المشرق الاسلامي يغطي الافق والمشرق الاسلامي واضح في العراق وايران وما شابه ذلك، قبل الظهور بحيث تكون ناراً ظاهرة للعيان هنا اشعاع، اشعاع فكري وليس اشعاع مادي، يمكن ان تفسر على هذا الامر ولا بأس بذلك، والبعض فسره ان هناك نار في المغرب وان الاخوة هناك الذين يمهدون للامام في غرب الكرة الارضية وفي ديار الغرب هذه كلها امور يمكن لكن لا يمكن ان نجزم بها، نحن وظاهر النص ان قبلنا النص نحن وظاهره الا ان يكون هناك مانع قبول ظاهر النص حينئذ نتجه الى تفسيره تفسيراً رمزياً، اما اذا كان النص من الممكن قبوله ان تظهر ناراً في المشرق في الاوفق او حمرة في المشرق في الاوفق فلا داعي لحمله على الرمزية الا ان تكون هناك قرينة توضح ذلك او لا يمكن حمله على المعنى الظاهر فنحمله على المعنى الرمزي والمجازي.
المحاور: سماحة السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
ايها الاخوات والاخوات شكراً لكم على جميل متابعتكم لما تقدم من فقرات البرنامج وكذلك للفقرة التالية وهي من روايات الفائزين برؤية الشمس المهدوية اخترنا لحكاية هذه الحلقة العنوان التالي:
سمعاً وطاعة لله ولك يا مولاي
حكاية هذه الحلقة ننقلها لكم احباءنا من موسوعة بحار الانوار للعلامة المجلسي رحمه الله والذي نقلها بدوره عن كتاب (السلطان المفرج عن اهل الايمان في احوال صاحب الزمان).
وهذا الكتاب من مصنفات العالم الجليل السيد علي بن عبد الحميد من اساتذة الفقيه الزاهد الشيخ ابن فهد الحلي.
قال (رضوان الله عليه) في الفصل الخاص بمن رأى المهدي (عليه السّلام) في غيبته الكبرى، قال:
ومن ذلك ما اخبرني من اثق به وهو خبر مشهور عند اكثر اهل المشهد الشريف الغروي سلم الله على مشرفه ما صورته، ان الدار الذي هي الان اي سنة سبعمائة وتسع وثمانين انا ساكنها كانت لرجل من اهل الخير والصلاح يدعى حسين المدلل، وبه يعرف (ساباط المدلل) الملاصق لجدران الحضرة الشريفة... وتوضيحاً لهذا المقطع من رواية السيد علي بن عبد الحميد نقول، ان الساباط المذكور وهو ممر له باب كان معروفاً في النجف الاشرف في القرن الهجري الثامن والتاسع ثم الحق بالحرم العلوي خلال التوسعة.
يتابع السيد العابد علي بن عبد الحميد نقل روايته قائلاً: وكان الرجل (اي حسين المدلل الذي سمي الساباط المذكور باسمه) له عيال واطفال، فاصابه فالج (يعني الشلل) فمكث مدة لا يقدر على القيام وانما يرفعه عياله عند حاجته وضروراته، ومكث على ذلك مدة مديدة، فدخل على عياله واهله بذلك شدة شديدة واحتاجوا الى الناس واشتد عليهم الناس (اي اصبحوا يتضايقون من مساعدة عائلة هذا الرجل).
ويضيف صاحب كتاب السلطان المفرج عن اهل الايمان قائلاً في بيان نزول اللطف الالهي على هذه العائلة الصابرة فيقول: فلما كان سنة عشرين وسبعمائة هجرية، في ليلة من لياليها بعد ربع الليل انبه (حسين المدلل) عياله، فانتبهو فاذا الدار والسطح قد امتلا نوراً، فقالوا: ما الخبر.
قال: ان الامام (روحي فداه) جاءني وقال لي: قم يا حسين.
قلت: يا سيدي اتراني اقدر على القيام؟
فاخذ بيدي واقامني فذهب ما بيّ (من الفلج)، وها انا صحيح على اتم ما ينبغي، ثم قال: هذا الساباط دربي الى زيارة جدي (عليه السّلام) فاغلقه في كل ليلة، فقلت: سمعاً وطاعة لله ولك يا مولاي.
ويختم السيد الزاهد علي بن عبد الحميد هذه الرواية قائلاً: فقام الرجل وخرج الى الحضرة الشريفة الغروية وزار الامام (المرتضى) عليه السّلام وحمد الله تعالى على ما حصل له من الانعام وصار هذا الساباط المذكور الى الآن ينذر (لله) فيه عند الضرورات فلا يكاد يخيب ناذره من المراد ببركات الامام القائم (عليه السّلام).
وها نحن نصل معاً الاعزاء الى ختام هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب كونوا معنا في الحلقة المقبلة، نستودعكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******