البث المباشر

السيد هاشم الحطاب الموسوي

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 550

ومن مصاديق الصادقين ورجالاتهم هو العالم الكبير والفقيه الزاهد والمقدس العابد نادرة الزمان السيد هاشم الحطاب الموسوي رحمه الله.
السيد هاشم الحطاب هو من مواليد النجف الاشرف وهو جد الاسرة العلوية النجفية المعروفة بآل السيد سلمان، السادة آل السيد سلمان في النجف الاشرف هؤلاء ذرية السيد هاشم الحطاب، طبعاً لقبه لم يكن الحطاب من قبل، السيد هاشم الجبيلي لكن جاء هذا اللقب نتيجة قضية سأذكرها وستمر علينا ان شاء الله.
السيد هاشم الحطاب من كبار علماء النجف الاشرف وهو اوحدي عصره فقاهة وفضلاً وزهداً وعبادة يعني كان يقر كل جماعته وتلاميذه واقرانه ان لم يكن له نظيراً، يسموه اوحدي العصر، في الفقه، في الزهادة، في الفضل، في العلم، في العبادة.
لقبه هذا الحطاب لصق به من قضية معروفة، تأتي الالقاب بهذه الاسباب، مرة بالهجرة ومرة بسبب قضية، لقب الحطاب من أين جاء لهذا السيد، السيد هاشم الجبيلي رضوان الله تعالى عليه؟ 
كأنه ايام الحكم العثماني، ايام السلطة العثمانية والمناوشات والعداوات والقتل يعني قتل الشيعة، جاء وفد من استانبول ايام نادر شاه القاجاري فجاء هذا الوفد بشخصياتهم من الاستانة يعني من اسطنبول، جاءوا لمقابلة ومناظرة علماء النجف الاشرف، وفد الاتراك او العثمانيين يضم قاضي القضاة ومفتي الديار التركية الذي يسموه هم شيخ الاسلام ومعهم جماعة من العلماء فجاءوا الى العراق وانتشر الخبر في النجف الاشرف ووصلوا الى بغداد وخرجوا منها وهم يركبون عربات تجرها الخيل وجاءوا الى النجف فصممت الحوزة العلمية وصمم علماء النجف الاشرف على تشكيل وفد من خيرة علماء النجف الاشرف ومن اكثرهم شجاعة وفصاحة لمقابلة ومناظرة الوفد العثماني التركي فوقع الاختيار على ثلاثة اشخاص، من هم هؤلاء؟ هؤلاء من اعيان علماء الحوزة، الاول الشيخ محمد مهدي الفتوني، الثاني الشيخ محمد الدورقي والثالث السيد هاشم الموسوي الجبيلي وعزز الوفد بعدد من الافاضل والعلماء لكن ترتبت القضية بهذا الشكل ان يخرج هذا الوفد من النجف الاشرف، لا يلبس هؤلاء لباس اهل العلم لأنه خطر عليهم ربما يهاجمون او يقتلون فخرجوا من النجف وهم يلبسون لباس المزارعين او الحطابة حتى اولاً يعرفون ان يقيم هذا الوفد التركي ثم يعرفون اعضاءهم وما هو السبب الاساسي لمهمة هذا الوفد فأذا ثبت انهم جاءوا لمناظرة علماء النجف الاشرف يكون الامر سهلاً، على اي حال تحركوا هؤلاء العلماء ورأوا ان الوفد التركي على مشارف النجف الاشرف وضربوا خيامهم في منطقة تسمى خان المصلى، اقاموا خيامهم ليرتاحوا يومين، هؤلاء الذين لباسهم مزارعين وفلاحين وحطابة جاءوا واقاموا خيامهم بجوارهم ونزلوا هناك واخذوا يتباحثون فيما بينهم بمسائل فقهية واصولية وكلامية لكن يتحدثون بنقاش عالي والمواضيع مختلفة وخصوصاً موضوع الامامة طبعاً موضوع الامامة اهم ما يختلف عليه المسلمون فأخذ يتحدث السيد هاشم الجبيلي عن الامام والامامة والوفد التركي يسمع، يسترق السمع من مكانه وكانت محاضرة السيد انه لابد للامة من امام عادل، عالم، شجاع، امام حق، في كل عصر من العصور الامة تحتاج الى قيادة من هذا النوع، كان كل واحد منهم مدهوش، يأتون وينظرون ان هؤلاء ملابسهم عادية وفلاحين وحطابين، ثم تحدث آخر بما لديه من ادلة وقرائن والوفد التركي كان يتنصت ويستمع بأعجاب، ماهذه الفصاحة وما هذه البلاغة؟ جاء الوفد التركي ودخلوا على هؤلاء العلماء الذين يلبسون ملابس عادية، سلموا عليهم وسألوهم عن هذا العلم الذي لديهم وسألوهم عن اعمالهم فقالوا: نحن حطابون. 
قالوا: من أين تأتون؟ 
قالوا: من النجف الاشرف. 
قالوا: اذا النجف الاشرف هؤلاء حطابتهم لنجمع متاعنا لأن هذه فضيحة لنا، سألهم مفتي الديار من انتم؟ 
قالوا: نحن من النجف الاشرف وحطابين جئنا نجمع الحطب من الصحراء ونرجع الى بلدنا النجف الاشرف فصمم الوفد التركي على العزوف عن زيارة النجف الاشرف وبات الامر لهم حتماً انهم يفشلون لو قابلوا علماء النجف فأخذتهم الرهبة والغوا كل خططهم والله عزوجل يقول في كتابه: «وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا» فأشتهر السيد هاشم الجبيلي الموسوي بعدها بالسيد هاشم الحطاب وظل هذا اللقب ولازماً له ثم حفيده الثاني عرف بالسيد سلمان ايضاً كانوا يسموه ابو شارة.
هذا العالم السيد هاشم الحطاب كان مربياً وزاهداً ومهذباً للنفوس، يقولون في يوم من الايام، في اليوم التي جاء فيها نادر شاه الى النجف ليبني عتبات امير المؤمنين واهل البيت وكان يخرج يتمشى فرأى السيد هاشم الحطاب راكباً حماراً له فسأل من هذا؟
قالوا: هذا من كبار علماء النجف الاشرف، فسلم عليه نادر شاه ثم اعطاه ظرفاً فيه اموال يقال الف دينار عملة ذلك الوقت، السيد هاشم الحطاب نظر اليها وسأل الشاه ما هذا؟ هذه الاموال لي ام لحماري؟ اذا كانت للحمار الحمار مستغني واما اذا كان المال لي فأنا غني عنه وعندي ما يكفيني وهذه المزارع والخير موجود وانا ايضاً مكتفي وارجع المال، هذه كبرت في عين نادر شاه وكبرت لما رأى هذا العالم ومركبه هذا، قال من هذا؟ 
قالوا: هذا السيد هاشم الحطاب من كبار علماء النجف الاشرف واقعاً هؤلاء لو كانوا يعملون للمال لم يكونوا بهذه العظمة وبهذا المقام.
هذا العالم السيد هاشم الحطاب كان يقوم بمهام عديدة مثلاً كانت موعظته بطريقته الخاصة، يطوف في الاسواق اذا رأى عراك شخصين جاءهم وحل مشكلتهم، اذا رأى احداً جاء بزوجته الى القاضي يريد طلاقها يقف ويتحدث اليهم ويحل الامر ويرجعهم، كان يطوف في الاسواق ويمشي خطوات ويصيح ايها الكسبة اتقوا الله، اتقوا لقمة الحرام، خافوا الله، اتقوا الله في الميزان، واقعاً هؤلاء ناس بسببهم نظفت جيوب وطهرت بطون من الحرام، ملئوا قلوب الناس بخشية الله، هذا كان دأبه في حياته ومسكنه يقولون كانت زاوية في صوب الدرعية يسكن هناك، وعلى اي حال، واسرتان تنتمي اليه آل السيد سلمان وآل عوادي. توفي هذا العالم 1160 هجرية ودفن في النجف الاشرف بجوار امير المؤمنين.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة