من منارات الصادقين المخلصين لأهل البيت عالم دهره وفريد عصره علي بن حماد، هو من علماء البصرة في بدايات القرن الرابع الهجري، هو عالم وابن عالم يعني ابوه حماد عالم متفاني في اهل البيت وسبحان الله، و والد وما ولد فترك في وصاياه لولده علي ان ينتهج خطاه، ان يسير على مشربه، على منهجه، نحن نلاحظ هذا المعنى في شعر علي بن حماد يخاطب اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم: وان العبد عبدكم علياً، طبعاً عبدكم هذا المعنى المجاز لا ان هؤلاء المتخلفين عقلياً والمفلسين علمياً لما يقرأون اسم عبد الحسين يقولون هذا شرك وما ارخص الشرك عند هؤلاء، لا هذا من باب واني لعبد الضيف كما يقول المقنع الكندي، ولاشيمة لي بعدها تشبه العبدا، فلما الزائر يخاطب اهل البيت عبدكم او مخلصكم هذا بمعنى امتثل اوامركم او ان الامام اميرالمؤمنين عنده في كلماته يقول: كن عبداً للاخيار ولاتكن ولداً للفجار لأن مقام العبد شيء ومقام الولد شيء عند العرب فهذه هي العبودية المجازية لا العبودية الحقيقية التي هي لله سبحانه وتعالى، يقول علي بن حماد يخاطب اهل البيت:
وان العبد عبدكم علياً
تلى حماد عبدكم الاديب
يعني ابوه.
رثاكم والدي بالشعر قبلي
واوصاني به ان لا اغيب
يعني يقول وصية والدي التي انارت لي الطريق وسلكتني هذا المشرب، هو طبعاً علي بن حماد كان معاصراً للصدوق الثاني، الابن، كان يحفظ الحديث عنه، ابن شهر آشوب يذكر يقول علي بن حماد من المجاهدين في فضائل اهل البيت ومن الذين اكثروا في نظم الشعر في آل الرسول وقد حصر له بعض المؤرخين، الكلام لأبن شهر آشوب، وقد حصر له بعض المؤرخين 2200 بيت من الشعر في آل رسول الله وطبعاً انا من خلال هذه الدقائق القصيرة اروي بعض المقاطع من قصائده:
ارضي الاله واسخط الشيطانا
تعطي الرضى في الحشر والرضوانا
وامحض ولاءك للذين ولاءهم
فرض على من يقرأ القرآنا
طبعاً الذي يقرأه بتفهم وبتمعن والا كم قارئ للقرأن ولايفهم من القرآن شيئاً، علي بن حماد يقول:
وامحض ولاءك للذين ولاءهم
فرض على من يقرأ القرآنا
آل النبي محمد خير الورى
واجلهم عند الاله مكانا
قوم قوام الدين والدنيا بهم
اذ اصبحوا لهما معاً اركانا
وهم الصراط المستقيم وحب
هم يوم المعاد يثقل الميزانا
وتوالت الاخبار ان محمداً
بولاءهم وبحفظهم اوصانا
طبعاً هذا يأخذه من قول الله عزوجل للنبي: «قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» سورة الشورى آية 23، لذلك صاروا يشهرون بهذا العالم الجليل انه هذا مغالي وسفاسف لا استطيل ذكرها، وقلت ان شعره منحصر في آل الرسول مثلاً يخاطب الزائر الذي يزور الحسين صلوات الله وسلامه عليه:
حي قبراً بكربلا مستنيرا
ضم كنز التقى وعلماً منيرا
فيك ياقبر كل حلم وعلم
وحقيق بأن تكون فخورا
فيك ريحانة النبي ومن
حل من المصطفى محلاً اثيرا
فيك من هد قتله عمد الدين
وقد كان بالهدى معمورا
ته على سائر القبور فقد
اصبحت بالتيه والفخار جديرا
ومن شعره في امير المؤمنين وطبعاً انا الان الذي في الاستوديو وفي الاذاعة اتحدث، انا الان في محل عبادة خصوصاً لما اروي فضائل اهل البيت وبالخصوص اروي فضيلة لمولى الموالي امير المؤمنين كذلك اذا يستمعون لي بحالة اصغاء هم ايضاً في حالة عبادة لأن الاصغاء الى فضائل اهل البيت وفضائل امير المؤمنين عبادة وعبادة رائعة، هنا انقل لعلي بن حماد هذه الابيات:
حدثنا الشيخ الثقة محمد عن صدقة
رواية متسقة عن انس عن النبي
انس بن مالك، بواب النبي.
رأيته على حرا مع علي ذي النهى
يقطف قطفاً في الهوا شيئاً كمثل العنب
ما هي القضية التي ينظمها في هذا الشعر؟
الواقع الكلام عن انس وطبعاً هذه يرويها الطبري ويسندها ايضاً عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وآله ركب يوماً الى جبل كداء فقال لي: يا انس تعال، خذ هذه البغلة، اذهب حتى تصل الى موضع كذا فستجد علياً، صلوات الله وسلامه عليه، فستجد علياً هناك جالساً يسبح بالحصى فأقرأه عني السلام واحمله على البغلة واتني به، يقول انس ذهب الى نفس المكان واذا بعلي كما وصفه لي رسول الله، جالس ويسبح بالحصى، سلمت عليه وقلت النبي اوفدني اليك يدعوك فركب واتيت به الى النبي فلما رآه النبي قال: يا علي اجلس فأن هذا موضع جلس فيه سبعون نبياً مرسلاً، ما جلس فيه من الانبياء احداً الا وانا خير منه، يا علي وقد جلس مع كل نبي اخ له فما جلس من اخوة الانبياء احداً الا وانت خير منه، قال انس والحديث كما يرويه الطبري، قال انس رأيت غمامة كأنها تظللهما وكانا يأكلان من عنقود عنب، يعني ماذا نفعل في الذين قلوبهم ميتة، هذا انس وهذا ما يرويه الطبري، نعود مرة اخرى الى الحديث عن هذا الشاعر وهذا الرجل المجاهد وهو علي بن حماد البصري، طبعاً هو من رجال الحديث لأن الذي يعاصر الصدوق ويتصل به كل عمره افناه في فضائل آل الرسول وبثها ولذلك هذا سبب له جرم كبير وجرم لا يغتفر، اصبحوا حاقدين عليه ويلاحقوه ويريدون تصفيته في كل الحالات، وهو لما كان ينظم في فضائل امير المؤمنين او يتكلم ما كان يتكلم اعتباطياً، كان ينشرها بأسناد عن هذا وعن ذاك وبالخصوص هذه الفضيلة الاخيرة لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وطبعاً انس بن مالك من النزر اليسير الذين بقوا من صحابة الرسول وهو صاحب القضية المعروفة التي يقول: انا بواب واتوا للنبي بطير مشوي والنبي لا يأكل، ثلاث مرات ويصيح ويقول: اللهم اتني بأحب خلقك عندك يأكل معي.
يقول: يأتي الامام علي وارجعه والنبي يدعو ثانياً وللمرة الثالثة دخل علي النبي قال: الحمد لله الذي استجاب فيك دعوتي وجعلك بعدي خير امتي، ابطأت علي لقد دعوت ثلاثاً، قال: وانا جئت ثلاث مرات يا رسول الله.
قال: ولم لا تدخل؟
قال: منعي انس.
على اي حال هذا علي بن حماد وهذا شعره وهذا جهاده، أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******