البث المباشر

الشيخ علي فريد البيهقي المشهور بفريد خراسان

الثلاثاء 26 فبراير 2019 - 11:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 533

من رجالات الصادقين والكتاب في علوم اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم هو العالم الكبير الشيخ علي المشهور بفريد خراسان البيهقي، اسمه هكذا المتداول على الالسن علي فريد البيهقي، طبعاً هذا العالم الجليل هو استاذ ابن شهرآشوب، ابن شهرآشوب من علماء الاثر الكبار صاحب المناقب المعروفة من الكتب المحترمة الشريفة، كتب مناقب ابن شهرآشوب، هذا استاذ ابن شهرآشوب وهو من مشاهير علماء المنطقة في القرن السادس الهجري لأن ولادته رحمه الله في سبزوار عام 499 هجرية يعني سنة قبل القرن السادس الهجري، وهو يعتبر من نوابغ زمانه وهذا العالم الكبير علي فريد البيهقي هو اول من شرح نهج البلاغة للشريف الرضي وهي مجموعة خطب الامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
في القرن السادس الهجري كان يعد من كبار العلماء في منطقة سبزوار وحواليها ومدينة سبزوار من المدن الاثرية المعروفة والحافلة بمشاهد ومراقد لكثير من العلماء والكتاب، هذا العالم الجليل يعرف ان امه رحمها الله كانت حافظة للقرآن يعني هي مشهورة هناك من حفاظ القرآن ولها ايضاً خدمات جهادية كبيرة قدمتها في سبيل اهل البيت ولما تكون الام بهذه الصفة وبهذه الحالة كما يقول الاديب الام مدرسة فلا غرو بان يكون ولدها بهذا المستوى وبهذا النبوغ فهذا من طفولته علي فريد البيهقي شب على تحصيل العلم وكان يتدرج بسرعة واصبح عالماً لغوياً وفقهي واديب وناظر ومناقش وفي نفس الوقت كان طبيباً حاذقاً متسلطاً، انا ادركت هذا المعنى في النجف الاشرف في الخمسينيات كان احد العلماء في الحوزة وهو عالم جليل اسمه السيد ابو الحسن وهذا كان عالماً وفي نفس الوقت له عيادة وطبيب ويراجعه المرضى من داخل النجف ومن خارجها يعلرف بصانع المسيح، نبينا صلى الله عليه وآله انى للاطباء ان يدركوا جانباً من جوانب علوم رسول الله في الطب.
اذن علي فريد البيهقي هو عالم، هو اديب، هو مفسر وهو طبيب وكان متسلطاً في النقاش والبحث العلمي ويكتب عنه من مترجموه بأنه حسد حتى من اقرب الناس اليه على مواهبه ونبوغاته حتى تمنى بعضهم موته لكن كان الله من وراءه فمده بالتوفيق، احد الشعراء يقول:

اني حسدت فزاد الله في حسدي

لا عاش من عاش غير محسود

لا يحسد المرء الا من فضائله

بالعلم والحلم والاحسان والجود

هذا العالم علي فريد البيهقي عالم مخضرم استطاع ان يقدم العطاء العلمي للعلماء وللتلاميذ وغادر حياته عن ثمانية وسبعين كتاباً في الفقه والادب والتفسير وعلم الطب وحتى العلوم الرياضية والجغرافية وطبعاً كلها كانت باللغة العربية يعني هذا يدلل بوضوح على انتشار اللغة العربية والعلوم العربية الاسلامية في هذه المنطقة من ايران وكذلك توجد العلماء فيها انذاك.
هذا العالم الجليل اشتهر بتجرده عن زخارف الدنيا وملذاتها مثلاً دعي مراراً الى تولي منصب كبير القضاة يعني القاضي الاول او رئيس المجلس القضائي الاعلى فكان يرفض طبعاً القضاء حق شرعي من حقوق الفقهاء الكبار، كان هو من شدة احتياطه وابتعاده عن الدنيا او الشهرة والسمعة والا في الواقع القضاء لابد وان يسد هذا الفراغ عالم او مجتهد يخاف الله والا يسقط القضاء بيد غير اهله، رفض ذلك رغبة منه في ان يحصر حياته ووجوده على الدرس وتدريس التلاميذ ووعظ الناس وكان من بين تلاميذه كما اشرت عالم من علماء اهل البيت وناشر علوم اهل البيت ابن شهر آشوب صاحب المؤلفات التي قلت عنها، الشيخ علي فريد البيهقي من خدماته الاخرى الجليلة والكبيرة صار في زمنه اضطراب فكري للبعض، كأنه كان كاتب يهودي عراقي اسمه وهذا كان عجيب له قلم وبيان على مستوى الكتابة، كان عمله ينشر الشبهات ويثير الشكوك بطريقة خبيثة مخادعة وكان ربما يؤثر في بعض البسطاء فتصدى للرد عليه والوقوف بوجهه الشيخ علي فريد البيهقي وفعلاً افشله طرح شبهاته ونواياه وطبعاً هذه الردود يذكرها تلميذه ابن شهرآشوب في كتابه المعالم لكن اريد في هذا الوقت المتبقي ان اذكر عن شرحه، من اشهر مؤلفاته، ثمانية وسبعين مؤلفاً هي لكن المؤلف الذي مشهور جداً هو شرحه لنهج البلاغة طبعاً له كتاب ضخم عن تاريخ بيهق وهذا يعتبر من اهم الموسوعات التاريخية والاثرية لأيران، هذا نقل، نهب وظهر في مكتبة باريس الوطنية في قسم المخطوطات لكن حكومة القاجار في وقتها وسطت والحت وانفقت الاموال الطائلة استرجعت هذه الموسوعة، موسوعة بيهق او تاريخ بيهق للشيخ علي فريد البيهقي لكن سرق الكتاب مرة اخرى في العهد البهلوي الاب وعثر عليه بعد مدة في اثاث بعض الوزراء ويبدو انه سرق هذا الوزير ليبيعه في الخارج بثمن كبير، هذا كله يدل على قيمة الكتاب واهميته اما شرحه لنهج البلاغة فللعلم انا افيد المستمعين ان نهج البلاغة شرح اكثر من خمسة وثلاثين شرحاً اضافة الى شروح هي بمثابة تعليق او شروح لبعض تلاميذ الشريف الرضي يعني في زمانه كانوا يكتبون تعليقات، اول من شرح بعد الشريف الرضي اعلا الله مقامه نهج البلاغة هو المرحوم علي فريد البيهقي وقلت ان علي بن الناصر تلميذ الشريف الرضي كان معاصراً له كتب تعليقات بوقتها سماها اعلام نهج البلاغة وليس شرح لكن كشرح بعد عصر الشريف الرضي هو لهذا العالم الكبير ابي الحسن علي فريد البيهقي وطبعاً ثاني شرح من حيث الاهمية يأتي بعده للقطب الراوندي اعلا الله مقامه والشرح الثامن لأبن ابي الحديد المعتزلي، هذه نظرة عابرة عن الشروح فهو اول شرح له لعلي بن فريد البيهقي.
اما في مجال الادب، كثير من شهره تعرض الى التدمير والتلف ولم نقف الا على نذر يسير من شواهده الادبية، رحمه الله من ابياته في انقلاب المقاييس يقول:

تراجعت الامور على قفاها

كما يتراجع البغل الرموح

وتستبق الحوادث مقدمات

كما يتقدم الكبش النطوح

ثم في هذا السياق يقول:

الى كم ارجي من زماني حسرة

وقد شاب من رأس الزمان قذال

وبال على الطاووس الوان ريشه

وعلم الفتى حقاً عليه وبال

توفي هذا العالم الكبير علي بن فريد البيهقي عام 565 هجرية في سبزوار ولم تذكر المصادر اين دفن، يبدو ان غارات النواصب غيبت قبره كما غيبت اثاره.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة