البث المباشر

محمد بن احمد بن شاذان القمي

الإثنين 25 فبراير 2019 - 09:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 507

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ومن اوائل ورموز الصادقين المخلصين في خط اهل البيت وناشري علومهم والمجاهدين في الدفاع عنهم المرحوم ابن شاذان القمي، طبعاً اسمه محمد بن احمد بن شاذان القمي تغمده الله بواسع رحمته.
هو من اجلاء وكبار علماء الشيعة وعرفه صاحب الكنى والالقاب بأنه شيخ الشيعة، الكلام عن شخصية كهذه يحتاج الى مصادر لكن في ذلك الزمن، هذا الكلام اوائل القرن الرابع الجري وكانت الدنيا تعج بها الفتن وكانت الامور كلها بيد اعداء اهل البيت.
ابن شاذان رحمه الله هو زعيم الروحي للشيعة يعني الزعامة الروحية في الغيبة الكبرى لا الصغرى، الغيبة الصغرى كانت زعامات الشيعة بأيدي او هؤلاء الاربعة لكن منابع الترجمة او المعلومات قليلة ونادرة فلم يسجل في التاريخ الا القليل عن هذا العالم وراجعت اكثر من مصدر للترجمة ما وجدت الا شيئاً ضئيلاً لأن قلت افتقار تلك الحقبة من الزمن الى مؤرخين هذا اولاً وثانياً ربما كان هناك من كتب عن هذا العالم لكن هذه المدونات اتلفت في سياق ما دمر من تراث اهل البيت اذن ما بأيدينا الا اليسير عن هذا المقدس الشهير الذي هو ابرز علماء الامامية في اواخر القرن الرابع والقرن الخامس الهجري، طبعاً ابن شاذان هو زعيم الطائفة وفقيهها وشيخها الروحي بعد الغيبة الكبرى وانتهاء دور النواب الاربعة وكانت رئاسته للشيعة في فترة معقدة جداً وصعبة، احال الامور اليه، لا اليه بالاسم لكن الائمة اوصوا في الغيبة لما لا يوجد اي ملجأ فأرجعوا الى رواة حديثنا او فأرجعوا الى من يعرف حلالنا وحرامنا فقد جعلته قاضياً ولذلك اصبح ابن شاذان الذي هو عالم متمرس وفقيه كبير اصبح رئيساً روحياً واباً روحياً للطائفة في تلك الفترة المعقدة الى ان جاءت ايام الصدوقين وبعد ذلك الشيخ المفيد والخ.
المرحوم ابن شاذان سد الفراغات الفقهية وفي نفس الوقت كان يساعده ابن الجنيد الاسكافي وابن عقيل العماني وكان الى درجة عالم في الامور الفقهية لا بالامور الفقهية للامامية فقط وانما لمذاهب اخرى لأنه كان يتكتم في امره لأنجاح مهمته حتى ان البعض شككوا وقالوا هذا حنفي واخر قال هذا شافعي لا هو كان يتقن الاراء الفقهية وكان يتجنب ان يسلط الضوء عليه كزعيم للشيعة ويذكر المؤرخون انه قام بسفرات منتظمة الى الديار المقدسة، بقي مثلاً فترة طويلة في الكوفة، فترة طويلة في البيت الحرام في مكة ويكتبون مثلاً عام 312 في مسجد الكوفة كانت له حلقة كبيرة من التلاميذ ويجتمعون حوله ويجتمع حوله العلماء والفقهاء ويكتبون عنه، في مكة ايضاً فترة طويلة كان هو في البيت الحرام وكانت تتوافد مجموعات من العلماء ومن الفقهاء ويأخذون منه العلم والمعرفة.
كل واحد من المصادر يعطيه صفة او يعطيه لقباً فصاحب روضات الجنات لما يتكلم عنه يقول الشيخ الفقيه والركن الوجيه ابن شاذان، صاحب امل الآمل لما يتكلم عنه يقول الفاضل الجليل اما السيد محسن الامين العاملي رضوان الله عليه في كتابه اعيان الشيعة يقول، لما يأتي الى اساتذة الشيخ الطوسي اعلا الله مقامه يقول من اساتذة الشيخ الطوسي وهذه ينفرد بها السيد محسن الامين العاملي يقول من اساتذة الشيخ الطوسي هو ابن شاذان رضوان الله تعالى عليه ويقول السيد محسن الامين بأن ابن شاذان احد الرواة للصحيفة السجادية الكاملة كما ذكر ذلك اغا بزرك الطهراني نقلاً عن المرحوم المجلسي صاحب البحار انه عثر على نسخة قديمة من الصحيفة السجادية ولاحظ في اولها هذه الجملة "قال الفقيه محمد بن احمد ابن شاذان" وبعد ذلك يذكر اسماء المتوارثين للصحيفة السجادية الى ان يصل الى عهد الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه.
ابن شاذان رضوان الله تعالى عليه له مؤلفات عديدة وان كانت مختصرة ولكن مؤلفات في ذلك الزمن خصوصاً كان لها دور، مثلاً له كتاب ايضاح لدوافن النواصب يذكر في هذا الكتاب قبح مقالاتهم وشنائع معتقداتهم، على كل هذا جهاد ان تفضح اعداء اهل البيت وفي نفس الوقت تذكر فضائل اهل البيت ومحبييهم حتى تنجلي الحقيقة وتنكشف الامور لهذا الانسان العادي.
من اهم مؤلفات ابن شاذان وهذا المؤلف واقعاً جهد ان لم تكن للمرحوم ابن شاذان اي حسنة يكفيه هذا الكتاب، ما هو هذا الكتاب، مئة منقبة للامام امير المؤمنين، هذه المناقب تعب الرجل في ذلك اليوم لم يكن مثل اليوم عصر تبادل المعلومات وكل شيء ميسر من مصادر وغير مصادر لا، كم تعب هؤلاء من سفرات، من صرف لاموال، وسهروا الليالي لتحصيل مصادر ليكتب المنقبة من مصادر خصوم اهل البيت، مئة منقبة استخرجها من كتب العامة، دونها وطبع عدة مرات واخيراً طبع بتحرير جميل.
له ايضاً كتاب الاستنصار وهو ايضاً من المؤلفات النافعة جداً، درس قديماً في النجف الاشرف، من مؤلفاته كنز الفوائد، ايضاح المماثلة وله كتاب جميل بستان الكرام.
اعود مرة اخرى واقول قلة المعلومات وندرة المصادر يعني لم يذكر المؤرخون سنة وفاته، مكان وفاته، مكان دفنه لكن ربما يحصل مستقبلاً بعض المحققين على معلومات اكثر.
انا اوكد على حالة ان هذا الشيخ المعظم لم يسلم من المواجهات وكيد الحساد والتشنيع عليه بتهم وشبهات حتى نسب اليه وبعض اقرانه بما نسب وهذا ليس عجيباً علينا وهكذا من كان بعده، على سبيل المثال ابن جنيد الاسكافي او ابن عقيل العماني لما افتوا بطهارة الكتاب كان لهذه الفتوى صداها لأن المذهب الامامي يتحرك بعقلية اجتهادية فأفتيا فشب عليهما من شب وهوجموا وللاسف من عدد لايستهان به، من علماء جماعتهم من اقرانهم حتى اتهما بالانحراف وهوجموا واحرقت كتبهم واتلف كل تراثهم، طبعاً هذا مدعاة للاسف.
ابن شاذان رضوان الله تعالى عليه ايضاً في اواخر حياته واجه امراً من هذا القبيل لكن هذا الرجل يعيش وجوداً علمياً مقدساً في عقلية كل قارئ وفاهم لتاريخ الاسلام وبالاخص اعود واوكد على هذه الحسنة الكبرى له وهو كتابه مئة منقبة للامام امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
رحم الله ابن شاذان بواسع رحمته وجزاه على ما قدم للاسلام ولحاضرة العلم خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة