موضوع البرنامج:
وصايا مهدوية لمن يريد ان يكون مهدوياً
رواية في روايات اللقاء بشمس الله المهدوية
من ادعية انصار الامام المنتظر
صنيعة الله في خليقته
كماله والجمال ميزها
تبارك الله خط دائرة
من عارضيه والخال مركزها
ظلت عيون الانام شاخصة
رامت لحاقاً به فاعجزها
زالت فولا المهدي يركزها
هداه لم تستطع لتركزها
شقت غيوم الظلام طلعته
حين بدت شمسه وابرزها
منحت قلبي مدحاً لمعشره
ولم ادع قوة لاكنزها
شفت برود الجلال سابغة
على علاه والمجد طرزها
عاد بك الله يابن رحمته
لتجمع الخلق او لتفرزها
غبت فبانت دلائل لك لم
تكد ترى العالمين معجزها
فانت لله في الملأ عدة
بالحق لابد ان سينجزها
ما قصدته الورى فخيبها
ولا رجت نيله فاعوزها
*******
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خلفاء الله محمد وآله الطيبين الطاهرين، لا سيما امام زماننا وقرة عيوننا خاتم الاوصياء بقية الله المهدي ارواحنا فداه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ها نحن نلتقيكم على بركة الله في لقاء آخر من برنامج شمس خلف السحاب.
مطلع هذه الحلقة احبائنا كان ابياتاً مختارة من قصيدة في بيان بعض فضائل مولانا امام العصر الحجة بن الحسن سلام الله عليه وهي للاديب الولائي والعالم الفاضل الشيخ محمد السماوي المتوفى سنة ۱۳۷۰ للهجرة.
اما الفقرات الاخرى في هذه الحلقة فقد انتخبنا لها العناوين التالية:
- وصايا مهدوية لمن يريد ان يكون مهدوياً
- رواية في روايات اللقاء بشمس الله المهدوية
- من ادعية انصار الامام المنتظر
*******
اذن كونوا معنا احبائنا والفقرة الاولى من البرنامج التي تحمل العنوان التالي:
وصايا مهدوية لمن يريد ان يكون مهدوياً
يفهم من رواية كتاب الاحتجاج لرسالة الامام المهدي ارواحنا فداه الاولى للشيخ المفيد رضوان الله عليه ان الامام(ع) ذيلها بكلمات كتبها بخطه الشريف، تشتمل بدورها على عدة وصايا مهدوية مباركة، والعبارة التي كتبها الامام بخطه هي قوله عليه السلام: (هذا كتابنا اليك، ايها الاخ الولي، والمخلص في ودنا الصفي والناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه ولا بما ضمناه احداً، واد ما فيه الى من تسكن اليه، واوص جماعتهم بالعمل عليه ان شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين).
تشتمل الكلمات النورانية المتقدمة مستمعينا الاكارم على عدة وصايا للمؤمنين من امام العصر بقية الله المنتظر عجل الله فرجه، وها نحن نتناولها بايجاز ضمن النقاط التالية:
الوصية الاولى: الاهتمام بتعميق الاخلاص لله عز وجل في مودة المؤمنين لمحمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام.
هذه الوصية يحملها وصف الامام الحجة عليه السلام الشيخ المفيد بقوله الاخ الولي والمخلص في ودنا الصفي، والمراد ان تكون مودة المؤمن لهم عليهم السلام حباً مخلصاً في الله عز وجل لانه تبارك وتعالى هو الذي امر بمودتهم في محكم كتابه وكذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وفي احاديث كثيرة.
ويلاحظ هنا ان التدبر في العبارة المتقدمة يعرفنا بحقيقة ان الاخلاص في مودتهم عليهم السلام هو مفتاح فوز المؤمن بكرامة تشريفه عليهم السلام له بمنزلة الرضى به اخاً وولياً وكذلك هو مفتاح التطهر الروحي والقلبي الذي يجعل المؤمن جديراً بان يصفه الامام ارواحنا فداه بوصف الصفي رزقنا الله واياكم اعزاءنا هذه الكرامة العزيزة.
اما الوصية الثانية: فهي التي يشتمل عليه وصف مولانا المهدي عليه السلام للشيخ المفيد بقوله والناصر لنا الوفي، ففي هذا القول دعوة مهدوية للمؤمنين بنصرة محمد وآله عليهم السلام في عصر الغيبة ايضاً بملاحظة ان الشيخ المفيد المخاطب بالرسالة هو من علماء عصر الغيبة الكبرى.
اما كيف تتحقق نصرتهم عليهم السلام في عصر الغيبة فلذلك مصاديق عدة مستمعينا الافاضل عرفتنا بها الاحاديث الشريفة اهمها احياء امرهم عليهم السلام والعمل في اطار اهدافهم وقيمهم وتعريف الاخرين بها.
والوصية الثانية: التي يشتمل عليها النص المتقدم مستمعينا الافاضل هي التأكيد على المؤمنين ان يطلبوا من الله عز وجل الحفظ والرعاية بحكم كثرة وتنوع الاخطار التي يتعرض لها اهل الحق.
اما الوصية الرابعة: فهي المستفادة من امر الامام للشيخ المفيد بحفظ الرسالة وفي ذلك تأكيد مشدد بان يحرص المؤمنون على حفظ الاسرار المرتبطة بحركة الامام المهدي ارواحنا فداه والتي يعين كشفها اعداء الله على عرقلة هذه الحركة المقدسة او تهديد حياة قائدها عجل الله فرجه.
واخيراً فان الوصية الخامسة: في هذا النص المبارك تتمثل في ايصال وصايا الامام الى المؤمنين الثقاة وحثهم على العمل والالتزام بها، وهذه الوصية مستفادة من امره عليه السلام للشيخ المفيد رحمه الله بايصال رسالته الى من يسكن اليه ان يثق به وكذلك ان يوصي جماعة المؤمنين بالعمل بها.
رزقنا الله واياكم اعزائنا صدق الالتزام وحسن العمل بوصايا امام زماننا وحبيب قلوبنا المهدي ارواحنا فداه، اللهم آمين.
*******
اما الآن فننتقل ونحن نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب الى ضيف البرنامج سماحة الشيخ الكوراني والاجابة عن اسئلتكم للبرنامج في الاتصال الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا والسلام على سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ من الاخ صائب احمد من النرويج وصلنا السؤال التالي ويرجوا ان تكون الاجابة مفصلة تقريباً، يقول ما هي صفات اليماني هل ان خروجه يكون من العراق ام من ايران ام من اليمن؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، الاحاديث الواردة عن اهل البيت عليهم السلام في اليماني صريحة انه من اليمن وفي ايضاً منها في صنعاء وهو يحكم اليمن وهؤلاء الذين يدعون انهم يمانيين من بلد اخر جائني احد اسمه سيد حيدر يدعي انه هو اليماني ولعلي اقنعته او افحمته، اليماني شخص يرسله الامام سلام الله عليه ويحكم اليمن ورايته راية هدى يعني مرسل من قبل الامام صلوات الله وسلامه عليه يحكم ويدعو الى الامام ويلتف حوله اهل اليمن على اختلاف مذاهبهم يلتفون حوله يحبونه كقائد وينصر الامام سلام الله عليه، الاحداث التي تكون في اليمن عندنا نص انه قبل اليماني يخرج قبله كاسر عينه بصنعاء شخص ايضاً محاولة فاشلة محاولة انقلاب مثلاً قبله هذه ايضاً تكون وردت فيها رواية، واذا اردنا ان نقرأ بعض نصوص اليماني وفيها تصريح على انه من اليمن هؤلاء الاخوة الذين يقولون اليماني فلان او فلان ما عندنا مانع ونتمنى ان يكون فلان او فلان من الاحياء ولكنه ما يمكن لانه في نصوص انه اليماني من اليمن نصوص بغيبة الطوسي بغيبة النعماني وهذا الذي قلته لكم انه يخرج قبله كاسر عينه بصنعاء وهو من المحتومات اليماني من العلامات الحتمية لظهور الامام سلام الله عليه وظهوره يكون في رجب في الفترة التي يتغير فيها نظام الحكم في اليمن وفي سوريا، واليماني يدعو الى الامام سلام الله عليه ويجب على الناس ان تطيعه يعني وجوب الاطاعة، بل عندنا رواية صحيحة رواية العيس بن القاسم وهي صحيحة ويستدل به فقهائنا بالفقه وهي تقول انه وجب على كل مؤمن طاعته ومن التوى عليه فهو الى النار لانه يدعو الى الحق والى صاحبكم يدعو الى الامام سلام الله عليه، واحاديثه كثيرة واليماني لا يمكن ان يكون من غير اليمن ابداً يكون يمانياً ودور اليماني الاساس انه يمهد للامام سلام الله عليه وعندما يظهر الامام في وقت ظهوره يكون هناك اضطراب صراع قبائل في الحجاز وفراغ سياسي اليماني يدخل ويأخذ مكة للامام روحي له الفداء.
المحاور: جزيل الشكر لكم سماحة الشيخ علي الكوراني، وكذلك للاخ صائب من النرويج، مستمعينا الافاضل تفضلوا مشكورين لمتابعة ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
*******
نتابع اعزائنا من اذاعة طهران تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بتقديم احدى روايات الفوز بلقاء شمس الله المهدوية:
من روايات اللقاء بشمس الله المهدوية
تناقل عدد من العلماء قصة وصية الامام المهدي ارواحنا فداه المؤكدة على الاهتمام برعاية المؤمنين والتي وجهها للمرجع الديني التقي السيد ابي الحسن الاصفهاني رضوان الله عليه.
ونحن ننقل لكم اعزائنا هذه القصة ملخصة من كتاب كرامات الصالحين لآية الله المؤرخ الشيخ محمد الرازي رحمه الله وقد نقلها بدوره عن آية الله الشيخ محمود الحلبي رحمه الله الذي قال: كنت من المنتقدين لطريقة السيد الاصفهاني في قيادة العالم الشيعي، وبقيت على ذلك الى ان وفقني الله لزيارة المشاهد المشرفة في العراق ولقائي بالسيد الاصفهاني قدس سره، كان لقاءاً خاصاً وصريحاً وعرضت فيه على السيد انتقاداتي وانتقادات الاخرين لطريقته في الزعامة، لقد استقبل السيد هذه الانتقادات برحابة واستمع لحديثي بسعة صدر واجاب على تلك الانتقادات الواحدة تلو الاخرى وانهى حديثه بالقول: انني مأمور بانتهاج هذه الطريقة، فقلت مستغرباً: مأمور؟ ومن الذي اصدر الامر لسماحتكم؟
اجاب: ومن الذي تتوقع ان ائتمر بامره؟
قال: اهو مولانا امام العصر ارواحنا فداه؟ اومأ بالايجاب ونهض وفتح صندوقاً واخرج منه مكتوباً وسلمه لي ولكن حدث ما لم اتوقعه، لقد اضطربت وتغير حالي بمجرد امساكي بهذا المكتوب وقبل فتحه لكي اعرف ما فيه!
وعلى أي حال فتحت الظرف اخرجت ما بداخله، كان ورقة كتبت عليها العبارة التالية: يا سيد ابا الحسن، ارخص نفسك، واجلس في دهليز بيتك ولا ترخ سترك واعن واغث شيعتنا وموالينا، نحن ننصرك ان شاء الله المهدي.
وقبل ان نتابع هذه القصة نشير الى ان معنى ارخص نفسك واجلس في دهليز بيتك ولا ترخ سترك هو الامر بان يكون ذليلاً على المؤمنين متواضعاً للناس ويفتح بابه دون ستر وحجاب للتعرف على حوائجهم والسعي لقضائها وتقديم العون لهم بمختلف اشكاله وقدر الامكان.
وبعد هذا التوضيح نتابع اعزائنا المستمعين نقل ما حكاه اية الله الشيخ محمود الحلبي حيث اضاف: سألت السيد الاصفهاني، من الذي سلمكم هذا التوقيع الشريف؟
اجاب: وصلني بواسطة رجل عابد تقي اسمه الشيخ محمد الكوفي وهو ثقة ممدوح من مختلف الجوانب، فاستأذنت من السيد الاصفهاني باستنساخ هذا المكتوب فاذن لي شريطة ان لا اطلع عليه احداً ما دام على قيد الحياة.
ونختم هذا اللقاء بمقطع دعائي من الرواية الثانية لزيارة آل ياسين التي امرنا امام زماننا بتلاوتها، وهذا الدعاء هو من غرر الادعية المعينة على القرب من الله عز وجل اخترنا له عنواناً هو: من ادعية انصار الامام المنتظر: (اللهم اني اسألك باسمك الذي خلقته من ذاتك، واستقر فيك فلا يخرج منك الى شيء ابداً، ايا يكنون، ايا مكون ايا متعال ايا متقدس ايا مترحم، ايا متراف، ايا متحنن اسألك كما خلقته غضاً ان تصلي على محمد نبي رحمتك وكلمة نورك، ووال هداة رحمتك، وآملاً قلبي نور اليقين، وصدري نور الايمان، وفكري نور الثبات، وعزمي نور التوفيق، وذكائي نور العلم، وقوتي نور العمل ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء، وسمعي نور وعي الحكمة ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام، ونفسي نور قوة البراءة من اعداء محمد واعداء آل محمد حتى القاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد).
ثم تختم الزيارة بمخاطبة ولي العصر الامام المهدي ارواحنا فداه قائلين، بمرآك ومسمعك يا حجة الله دعائي فوفني منجزات اجابتي، اعتصم بك معك، معك، سمعي ورضاي يا كريم.
تقبل الله اعمالكم شكراً لكم على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب استمعتم لها من اذاعة طهران الى لقائنا المقبل نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******