البث المباشر

الشيخ جعفر بدر الدين الصائغ

السبت 23 فبراير 2019 - 10:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 488

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن رجالات الصادقين المخلصين لأهل البيت، الاوفياء لخط اهل البيت هو الشهيد المجاهد المغترب الشيخ جعفر بدر الدين الصائغ رضوان الله تعالى عليه، هذا الرجل من الصادقين وكان يفترض ان اتكلم عنه قبل هذا الموعد بكثير لانه له حق علينا وعلى كل من هو في هذا الجو، المرحوم الشهيد الشيخ بدر الدين الصائغ هو من مواليد جنوب لبنان وقد ولد عام 1929 ميلادية، ولد في بلدتهم، مدينتهم اسمها قانا، قانا هذه المنطقة معروفة بما قدمت من شهداء عزل من السلاح، قصفتهم اسرائيل عام 1996 بالقنابل العنقودية وحينما لاذوا بمكتب الامم المتحدة قصف الصهاينة ذلك المكتب فأستشهد وجرح اكثر من مئتين من الشيوخ والاطفال والنساء وكانت امريكا تبعث بهذه القنابل فقط لأسرائيل رغم انها ممنوعة ومحظورة دولياً لكن تضع امريكا القرارات كلها تحت الاقدام وتزود الصهاينة بهذا السلاح الممنوع لتقصف المسلمين ومناطق الشيعة في لبنان وتذبح وتسفك دماء الفلسطينيين.
الشيخ جعفر الصائغ رضوان الله تعالى عليه الشهيد نشأ هناك في قانا وتربى في كنف والده الذي هو ايضاً احد كبار علماء لبنان ومجتهديها فلما اكمل المقدمات تحول الى النجف الاشرف برفقة والده وهناك في النجف درس على كبار رجالها امثال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، امثال السيد محسن الحكيم رضوان الله عليه والسيد محسن الحكيم كان يعتمد عليه بمهام متعددة لتمثيله، يمثل السيد الحكيم داخل مدن العراق، خارج مدن العراق، السيد الحكيم كان يعبر عنه انه لسان الاسلام، كان الشيخ الشهيد جعفر الصائغ كان خطيباً بليغاً، جهوري الصوت يعني لما يخطب يقرع القلوب ويؤثر بشكل عجيب في تعبئة المشاعر يعني هذه من خصوصياته رضوان الله تعالى عليه، ايضاً درس الفلسفة عند المرحوم العبقري الشيخ عبد الكريم الزنجاني الفيلسوف الكبير وكان دوره ايضاً نشيطاً وكبيراً في تعزيز مرجعية الامام الراحل السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليه، بعد وفاة المرحوم البروجردي اعلا الله مقامه صار تجمع جماهيري وتجمعت الحوزة بكاملها في صحن امير المؤمنين وانا كنت حاضراً وخطابه مسجلاً في ذهني وذاكرتي من اوله الى آخره، القى خطاباً يعني في تلك اللحظة وفي تلك البرهة كان بحاجة الى كل كلماته، الجو، نعم القى خطاباً في الصحن ادهش اهل العلم حتى الجمهور الحوزوي وكل اساتذته الذي كان حاضراً تأثروا وتفاعلوا.
الشهيد الشيخ جعفر الصائغ نشاطه متميز في اقامة المشاريع الخيرية في امكنة متعددة مثلاً انا اتذكر هو احد العناصر الفاعلة في انشاء المدرسة العلمية اللبنانية في النجف الاشرف في منطقة خان المخضر عام 57 يعني ميلادية، في مختلف البلدان اسس مدارس ومؤسسات، مثلاً مدرسة الامام علي في منطقة سن الفيل، جمعية الامام علي في بيروت، جمعية الامام علي في قانا، كان يقيم المهرجانات الدينية في مناسبات اهل البيت، في احتفالات يوم الغدير، في المبعث، شهر رمضان وكان يؤسس المساجد، واحدة من نشاطاته مثلاً كلية الامام علي في منطقة الغبيري، اما جهاده رحمه الله هذا الذي اريد التأكيد عليه لعب دوراً رائداً وشجاعاً في صد المد الشيوعي في العراق اواخر الخمسينات وبداية الستينات، كان يلقي الخطب النارية ويعني بالتالي اصبح هدفاً للتصفية من قبل الشيوعيين واضطر رحمه الله الى ان يهاجر من النجف وعاد الى لبنان.
رجع الى النجف الاشرف ايام البعثيين الكفرة ووقف موقفاً صلباً في دعم الامام الخميني رضوان الله عليه في النجف الاشرف ضد الشاه واعوان الشاه، وقف بصرامة لدعم الامام الخميني وكان يجهر بفضح الشاه واعوانه حتى جاء البعثيين الكفرة وصاروا يضايقونه، مثلاً انا شاهدته عن حس، جاءوا بجنازة يا اخي، جنازة احد علماء لبنان الى النجف الى الحرم ووضعوا الجنازة في الحرم للصلاة عليها في هذا الصحن الشريف فصعد المنبر هذا العالم واذا القى خطاباً هز اركان الصحن، هذه العبارات الرنانة يخاطب امير المؤمنين ويقول يا ابا الحسن ان هذا جندي من جنودك حمل رسالتك ثمانين عاماً حتى اثقلت كاهله اداء مهامها واليوم جاءك مضرج الاكفان ليقول لك هل وفيت وليقول لك عظم الله لك الاجر بما حل بحوزتك العلمية واستمر، جلاوزة الامن، جلاوزة البعث الكافر كانوا في حالة هستيريا وهو مستمر حتى نحن قلنا الان كلنا يمسكوا بنا لكن الله نجانا، هو اكمل خطابه وهو اقتادوه الى التحقيق وسحبوا جوازه وتعرض للاستجواب عدة مرات.
هذا العالم الجليل اخر المطاف ترك العراق لانه ضيق من قبل هؤلاء العفالقة الكفرة فحط رحله في افريقيا وصار هناك ينشر دعوة الاسلام وخط اهل البيت ورسالة اهل البيت وكان تقريباً مقر نشاطه يتحرك من ساحل العاج وكان يتحرك على عواصم متعددة يدرس، يخطب، يؤلف الجمعيات، يقيم مواكب العزاء ايام محرم وصفر، ليالي استشهاد امير المؤمنين واسس هناك مجموعات من الموالين والمؤمنين وبعث العديد منهم للدراسة في مدينة قم المقدسة لكن لايفوتني ان اذكر ان الحركة البهائية البغيضة والتبشير الوهابي البغيض جعل هذا الشيخ المجاهد مضايقاً وملاحقاً من قبل هذه الشراذم خصوصاً هو كان يفشي خطط البهائيين والوهابين على حد سواء ويكشف حقيقة امرهم ان هؤلاء ممولين من وراء البحار لهدم الاسلام ولأعطاء صورة كريهة عن الاسلام، البهائية بأباحتهم والوهابية بهذه العقلية المتخلفة وقطع الرؤوس والقتل والدمار والفزع والسلوك المتخلف الجاف، هذه اي ضربة للاسلام اسوء من هذه الضربة فهو كان هناك يكشف عن الصورة الطبيعية للاسلام ولخط اهل البيت، السلوك الاريحي والشفاف والجميل لكلام الاسلام، للغة الاسلام، لغة اهل البيت، لغة التوادد بعيداً عن العنف، بعيداً عن سفك الدماء، بعيداً عن العداوات والكراهية.
له احد عشر مؤلفاً، مؤلفات عديدة، حذروه مراراً وقالوا انك مهدد من الوهابية ومن البهائية ما كان يعتني لانه كان شجاعاً، آخر المطاف استشهد رحمه الله يوم 16 /8 /1996 في ابيجان عاصمة ساحل العاج حيث كان يهم بالدخول الى سكنه في المسجد المذكور الذي بناه انهالوا عليه ضرباً وكان مريضاً اضافة الى كبر سنه، كان يستغيث فضربوه حتى سقط على الارض شهيداً في سبيل الله وفي سبيل نشر رسالة اهل البيت ونقل جثمانه الى لبنان لنقله الى النجف الاشرف لكن عصابة البعث الكافر رفضت ذلك فنقل الى حرم السيدة زينب في دمشق ووري الثرى بجوار عقيلة اهل البيت، تغمده الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة