الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن الصادقات المخلصات لبيت الرسالة، لبيت الوحي واشتهرت بصدقها و ولاءها لآل رسول الله هي المرحومة شطيطة، على كل في التاريخ لم نعثر لا على لقبها ولا على اسم والدها ولا على المنطقة التي تسكنها ولا على تاريخ ولادتها، هذه المرأة الحديث عنها عذب جداً وكانت مورد عواطف الامام موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه وكذلك بناءاً على روايات ايضاً عاصرت الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه يعني من هذا نعرف انها عاشت في القرن الثاني الهجري، هذه المرأة في الواقع يرد اسمها كمضرب للامثال في كثير من الاحاديث والقصص وطبعاً وقت البرنامج لا يستوعب لكن هناك مثل واحد رائج يتعلق بشطيطة وهو درهم شطيطة، ما هي قضية درهم شطيطة؟ هذا اصبح مثلاً يستشهد به مثلاً في مقام الانفاق ان الانسان ليستقل الانفاق وان كان جزئياً ومن صفات الاولياء كما يقول الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه «استقلوا كثير الخير من نفسه ويستكثر قليل الخير من غيره» هذه من صفات الكمال ان الانسان اذا اعطى الف دينار هو ويقول شيء جزئي اعطيته لكن اذا واحد اعطاه درهماً لايستحقره بالعكس ويستكثر قليل الخير من غيره، والله الرجل اكرمني، عموماً ايها الاخوة والاخوات ان اهل البيت يستشهدون بدرهم شطيطة يريدون يبرهنون لي ولأمثالي ان المسألة ليست في الكم وانما في الكيف، كيف وكم، كمية وكيفية، قرص من الخبز تراه ما فيه طعم لكن احياناً لقمة من هذا الرغيف لذيذ فيه نكهة رائعة هذه كيفية، كل عمل له كيفية وله كمية، له حجم وله روح، اهل البيت، الاسلام، الله سبحانه وتعالى يتعامل على الكيف لا الكم، مرة كانت تمطر امام باب بيتنا كلما اريد ان افتحها باب خشب في النجف، تعد واحد يمكن وزنه مئة وخمسين كيلو اراد ان يفتحها لم يقدر، تعد واحد ضعيف دفعها وفتحها، القضية ليست قضية حجم القضية قضية مضمون، لانحتقر القلة او الصغر او المظهر وهكذا الحجم والمبلغ، انا اتي الى هذا المثل واوضحه اكثر وما هي قضيته، مصدره من أين ومنشأه من أين؟ هو ليس مثلاً وانما حالة يضرب بها المثل وقعت، هذه المرأة شطيطة هي من المؤمنات بلغت مراحل الكمال والايمان وعاصرت الامام الصادق وعاصرت بعده الامام الكاظم سلام الله عليهما وكان الائمة، اعتاد الائمة ان يرسلوا الجباة، جابي يروح الى فلان مدينة وفلان مدينة هؤلاء يجمعون الزكاة، الاخماس، وحتى الاستفتاءات والاسئلة واجوبة الاسئلة يعني نقدر نسميهم اصحاب بريد، مؤتمنين على الاموال وتقاة وليس ناس عاديين فجاء الجابي الى تلك المدينة التي فيها شطيطة، كان في المسجد يستقبل الاخماس، هذا يعطي الف وهذا يعطي خمسمئة وهذا يعطي ستمئة وهذا يعطي مئة وخمسين، جاءت هذه شطيطة اعطته صرة صغيرة وهو لا يدري ما بها وقالت هذه اعطيها لمولاي الامام باب الحوائج موسى بن جعفر، هذا الجابي جاء ووصل لخدمة الامام من نيشابور ونيشابور بلد قديم وكانت من البلاد التي تمول اهل البيت، هنا اكثر من نكتة انا اريد من الاخوة والاخوات المستمعين والمستمعات ان ينتبهوا اليها مثلاً هذا الجابي اخرج مبلغ ستمئة درهم الامام قال له هذا ارجعه لم اخذه، اخرج مثلاً مبلغ اخر الامام قال هذا ايضاً ارجعه ثم قال الامام هات درهم شطيطة، يقول من كلام الامام فهمت ما هو في الصرة يقول اخرجت الصرة، ليس مجاناً وليس من فراغ صاروا هؤلاء ائمة لنا لا، على كل يقول فتح الامام الكاظم هذه الصرة واذا بها درهم وفيها قطعة قماش كتبت للامام هذه قطعة القماش انا حكتها من خالص حلالي واريد ان تبقى عندك وتذكرني بالدعاء كتذكار، بيدي انا حكتها وهذا الدرهم عندي اخماس لان هي كانت تحوك جوارب او كذا وتبيعها وتقتات منها، يقول الامام اخذ هذا الدرهم قال هذا فيه البركة ثم يقول الجابي ظلت في نفسي ان أسأل الامام لماذا هذه الاموال انا ناقلها ومتحمل عنائها، يقول ادرك الامام ما في نفسي قال هذا ابو الستمئة هذا لاحاجة لنا بأمواله هذا يغش السمن ولا اريد فلوسه، طيب هذا الثاني قال الامام هذا يلعب بالمكيال، هذا الثالث؟ قال هذا جالس في محل فيه شيء من الغصب فهذه الاموال لا اريدها لا نحتاج هكذا الاموال ولا نأخذها حقيقة هذا ماذا يعطينا من استفادة نستفيد من هذا ان الانسان لايفرح انه اعطيت حقوقاً كذا الف هذا ليس دليل الدليل ان تكون الحقوق من اموال استوفيت بطرق حلال وبطرق سليمة، على اي حال لنأتي الى شطيطة، الامام بكل احترام اخذ قطعة القماش لان الائمة كانوا يشجعون على التهادي يعني واحد يقدم هدية للاخر، النبي صلى الله عليه واله يقول «تهادوا تحابوا» عندنا مثلاً في الجمهورية الاسلامية يوم الاب يوم الام يوم الزوجة يوم الاخ، لطيف مناسبات حلوة، يوم الاب الولد يشتري هدية لأبوه اذا لم يكن موجود ابوه يقرأ له الفاتحة ويهدي له ركعتين صلاة او سورة ياسين، يوم الام يروح يأخذ هدية لأمه اذا ما موجودة يزور قبرها يدعو لها يصلي لها، يوم الزوجة الزوج يهدي لزوجته، الزوجة تهدي لزوجها لطيف هكذا حالة وهكذا الاصدقاء ««تهادوا تحابوا»الامام قبل الهدية بأستأناس هنا يقولون الهدية كانت تساوي خمسة دراهم الامام قابلها بشعور اوسع فقدم لها هدية من باب فحييوا بأحسن منها وكتب لها من ضمن الهدية انه سيحضر لدى تجهيزها تقول الروايات لما ماتت حضر الامام الكاظم تجهيزها ورش في لحدها شيئاً من تراب قبر الحسين سلام الله عليه، نسأل الله ان يجعل هذه المرأة مثلاً تقتدي بها المؤمنات الصادقات وهنيئاً لها على هذه العاقبة وأسأل الله لها الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******