البث المباشر

القاسم بن الإمام موسى بن جعفر(ع)

السبت 23 فبراير 2019 - 09:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 472

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن رجالات الصادقين الصامدين هو العالم الجليل والمحدث عن اهل البيت القاسم بن الامام موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه ولم نعثر على تاريخ ولادته، هناك مقام كبير وقبة شاهقة ومزار يتردد عليه الالاف من الناس يومياً في منطقة تسمى بالمدحتية بين الديوانية والحلة وهذا المزار معروف بالقاسم بن الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه.
طبعاً الامام الكاظم بأبي هو وامي اكثر الائمة نسلاً، الامام الكاظم عليه السلام من الذكور عنده سبعة عشر ومن الاناث ثمانية عشر فخمسة وثلاثين اولاد الامام موسى بن جعفر وبين هؤلاء الاولاد كان القاسم سلام الله عليه يعني اذا استثنينا الامام الرضا سلام الله عليه بين هؤلاء البقية كان القاسم عليه الصلاة والسلام يحظى بمنزلة خاصة عند والده الامام الكاظم حتى بعض الروايات تقول ان الامام الكاظم عليه السلام لفرط حبه لولده القاسم كان يقول لو كانت الامامة بيدي لجعلتها فيه، هذا ننتزع منه معنى كبير وهو ان الامامة ليست هي من صنع انسان بالغاً ما بلغ وانما تعيين الامام امر الاهي بحت كما قال سبحانه وتعالى «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ».
السيد ابن طاووس في كتابه مصباح الزائر يذكر روايات، من هذه الروايات احاديث مفادها ان زيارة القاسم بن الامام الكاظم لاتقل ثواباً واجراً عن زيارة العباس سلام الله عليه او زيارة علي الاكبر عليه الصلاة والسلام كما يذهب العلامة الشيخ باقر القرشي الى اكثر من ذلك يذكر في كتابه حياة الامام موسى بن جعفر احاديث تفيد ان زيارته تضاهي زيارة الحسين عليه السلام في ثوابها، هذا العالم البار والمحدث وهو القاسم بن الامام موسى بن جعفر هو في الواقع من ضحايا حملة الابادة العباسية للائمة واولاد الائمة، بعد استشهاد الامام الكاظم عليه السلام اخذ هارون الرشيد يلاحق يطارد ما بقي من اولاد الامام الكاظم وكأن القضية بهذه الصورة اما ان يخضعوا لسلطانه ويتعاونوا معه ويقروا بخلافته او يقتلهم، يسجنهم فأضطر بعضهم الى التخفي، بعضهم لجأ الى مناطق نائية في العالم، من هؤلاء الذين اضطروا الى التخفي القاسم سلام الله عليه يعني قضى قسطاً من عمره في المزارع، في الاحياء النائية وتذكر السير انه كان يوماً من الايام يتمشى على ضفة او ترعة او نهر من انهار الفرات في حي سكني في هذه منطقة المدحتية هناك وكان متحيراً اين يلجأ، اين يذهب، غير ملابسه، غير وضعه يعني يظهر بمظهر مزارع فهو يتمشى على ضفة النهر والخوف والفزع يملأ مشاعره واذا تفاجأ بطفلتين صغيرتين تتشاجران واذا واحدة تقول لا وحق الامير صاحب بيعة الغدير ما كان الامر مثلاً كذا فلما سمع القاسم ذلك كأن ماءاً بارداً اثلج قلبه واستفسر من الطفلة عن من اقسمت به، هذا من؟ بنية من هذا وحق الامير صاحب بيعة الغدير؟ 
قالت ذاك هو زوج فاطمة، فاطمة الزهراء وابو السبطين فأستقر نفسياً ثم ارشدته الى منزل والدها، الظاهر ابوها من اعيان الحي، من وجهاء الحي فأقام هناك عندهم فترة وانشدت اليه العواطف لما يتمتع به من فضل، من كمال، من نجابة، من تقوى حتى رغبوه بالزواج وبالتالي تزوج منهم ورزق ابنة والغريب ان كل هذا جرى وهذه التطورات حصلت ولم يعرفوا اسمه الحقيقي ولا نسبه يعني هو ما افصح لشدة حذره لكن مع هذا الوضع كله هو مراد للكل، الكل يحبوه والناس تتفداه، لذلك الخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي او شيخ الخطباء عنده قصيدة مطولة في صفة او في معالم هذا العالم الجليل القاسم بن الامام موسى بن جعفر يقول، لنستمع الى المرحوم اليعقوبي طبعاً القصيدة طويلة هذا منها: 

فيا بنفسي وبأهلي افتدي

سليل موسى واخ المولى الرضا

القاسم الندب الذي في وجهه

سنا النبي والوصي قد اضا

ذاك الذي فيه وفي اباءه

جميع حاجات البرايا تقتضى

لم انسه في كل حي خائفاً

لم ير الا شانئاً او مبغضا

حتى قضى ما بين قوم ما

دروا بأنه ابن فاطم والمرتضى

وبعد سنوات من اقامته هناك مرض مرضاً يعني طال به المرض وحس بدنو اجله، استدعى كبار الحي واخبرهم بأنتسابه لرسول الله وانه ابن الامام الكاظم فأبدوا حزنهم واسفهم على التقصير بحقه وبالتالي توفي هناك ودفن في بيته، في سكنه، في حجرته التي كان يسكن بها وبنوا على قبره بنية صغيرة ويقع قبره في منطقة تسمى بالمدحتية، طبعاً كان بناء القبر هذا عادي لكن احد علماء النجف الاشرف وهو العالم الجليل والشاعر السيد محمد القزويني تبنى اعمار بعض مقابر ومقامات اولاد الائمة، فعلاً يعني كان هذا في الثلاثينيات، ارسل هذا الضريح، الشباك، ضريح جميل ونصب على القبر، كان عام 1320 هجرية وكان على الضريح قد كتب للامام القاسم الطهر الذي قدس روحاً، طبعاً للامام امام بشكل مجازي يعني في العراق، في الشارع وفي المجمعات الشعبية يسمون حتى اولاد الائمة نروح للامام فلان، نعم كما هو المذاهب الاخرى الامام ابو حنيفة، الامام عبد القادر، وتوالت بعد ذلك التبرعات من اصحاب الخير وقام احد كبار رجالات الحلة الوجهاء من آل مرجان فأشترى بعض المناطق واضافها الى صحن القاسم وبنى له صحناً كبيراً هذا مجمل مختصر عن حياة القاسم الذي يعرف بباب الحوائج ايضاً يقصده الناس يتذرعون ويتشفعون به الى الله في قضاء حوائجهم. أسأل الله له الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة