البث المباشر

عبد الله بن عفيف الأزدي

السبت 23 فبراير 2019 - 09:50 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 470

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن ابطال الصادقين والشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الحق ومظلومية اهل البيت هو العالم والمجاهد عبد الله بن عفيف الازدي، هو من اعيان قبيلة الازد في الكوفة، هذا الرجل من خيار شخصيات الكوفة ومعروف بالزهد والعبادة وله تاريخ جهادي طويل مع الامام امير المؤمنين خصوصاً يوم الجمل وفي حرب صفين وفقد بصره في ساحات القتال، فقد عينه اليسرى في حرب الجمل واليمنى ذهبت يوم صفين وفي اواخر حياته كان في الكوفة ملازماً للمسجد ولم يكن له من الاولاد سوى بنت صغيرة تأتي صباحاً الى المسجد وتعود به ليلاً كي تصحبه الى منزله فهو اولاً بحكم موقعه وبحكم انه من خيار التابعين، من خيار اصحاب الامام امير المؤمنين وطبعاً الذي يصحب امير المؤمنين يعني يصحب النبي صلى الله عليه وآله بأعتبار ان شخصية الامام امير المؤمنين هي شخصية الرسول في عطاءها وفي كل فيوضاتها، فرجل ملازم للامام امير المؤمنين فترة من عمره معناه قاموس من الاعمال الطيبة وقاموس من الفضائل للرجل، الان قضية استشهاده هي في الواقع نتيجة موقف شجاع مدافعاً عن اهل البيت وهو بتلك الحالة التي نسميه مكفوف البصر بأصطلاحنا العامي، الاعمى الرجل الذي فاقد بصره في الواقع هو ميت الاحياء لكن همم عالية ما كان يقف امام هذه الهمم حتى بهذه الصورة التي فاقد البصر، قضية استشهاده هي كالاتي بعد مصرع الحسين صلوات الله وسلامه عليه ونقل السبايا الى الكوفة وعرضهم الى قصر الامارة في الكوفة امام الناس وبعد اسكانهم في الخربة يعني هبت حالة من الجزع ومن التململ بين اشراف الكوفة، عبيد الله بن زياد صعد المنبر يوم الجمعة في مسجد الكوفة والمسجد غاص بالناس فأفتتح خطابه بسب الامام علي والحسين سلام الله عليه وكلنا يعرف سلوك بني امية وهذه ادبياتهم المنحطة، ماذا قال؟ 
افتتح خطابه قال: الحمد لله الذي اظهر الحق واهله ونصر امير المؤمنين يزيد واشياعه وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي، لسنا بصدد قلب الاوراق وكيف ان الباطل اصبح حقاً وكيف يزيد اصبح امير المؤمنين وكيف اصبح علي والحسين كذابان هذا لسنا بصدده لكن هذا الجمع الغفير بالمسجد كان ساكتاً كأن على رؤوسهم الطير وفي هذا الوسط هذا وفي هذا الجو نهض شخصان فقط للاعتراض، شخصين فقط والمسجد كله ساكت، الشخص الاول هو المختار نهض من زاوية وصاح بصوت عالي: الحمد لله الذي اعز الحسين واهله بالجنة واذل يزيد واعوانه بالنار، في الواقع هذه كلمات كانت شبه قذائف على رأس عبيد الله بن زياد، هذا من زاوية ومن الزاوية الثانية نهض هذا البطل الذي اتحدث عنه وهو عبد الله التابعي الشريف، عبد الله بن عفيف الازدي، هذا نهض وقلت فاقد البصر صاح بصوت عالي يابن زياد ان الكذاب بن الكذاب انت وابوك ومن استعملك هذا وابوه يا لعين اتقتلون ابناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين، ابن زياد تفجر غضباً واصبح في حالة هستيريا فصاح متنكراً من هذا المتكلم فأجابه وقال: انا المتكلم يا عدو الله، اتقتل الذرية الطاهرة الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وتزعم انك على دين الاسلام، واغوثاه أين ابناء المهاجرين والانصار لينتقمون من طاغيتك اللعين بن اللعين على لسان رسول رب العالمين، هنا تفجر الموقف والتصعيد بلغ ذروته وصاح بن زياد وهو ينشطر غضباً، صاح بالشرطة وامرهم ان يقبضوا عليه لكن حالت بين الشرطة وبين عبد الله بن عفيف حالت الناس وعملوا حزاماً لصيانته وبعض قبيلته حالوا دون ذلك واخذوه الى البيت وابن زياد يصرخ ويعربد، علي بهذا الاعمى، الف بعد ذلك قوة وخلى على هذه القوة محمد بن الاشعث وداهم بيت عبد الله بن عفيف، طوقوا بيته وما كان معه الا كم واحد من اقاربه ومن قومه فبالتالي كسروا الباب واقتحموا هذه المجموعة التي جاءت لأعتقاله، اقتحموا الدار، هنا هو بيده سيفه يذب عن نفسه وابنته تخبره تقول له اتوك شمالاً، اتوك عن يمينك فهو كان يردد هذه الاهازيج:

انا بن ذي الفضل عفيف الظاهري

يبدو ان ابوه كان يعرف بالفضل عفيف

انا بن ذي الفضل عفيف الظاهري

عفيف شيخي وبن ام عامر

كم دارع من جمعكم وحاسري

وبطل جدلته مغاور

تقول المصادر جرح في هذا النضال، جرح عدداً منهم واخيراً اجهزوا عليه بكل حزن واسف، اجهزوا عليه وكانت ابنته تصرخ وتصيح، ابه ليتني اخاصم دونك هؤلاء الكفرة الفجرة ايحاط ابي ولا ناصر له ولا معين يستعين به جيء به اسيراً مقيداً الى ابن زياد، ادخلوه عليه، ابن زياد لما شاهد عبد الله بن عفيف ادخل عليه صاح: الحمد لله الذي اخزاك فرد عليه عبد الله قال: وبماذا اخزاني، والله لو فرج لي عن بصري ضاق عليكم موردي ومصدري فقال بن زياد ما تقول في فلان يعني من باب الاثارة ومن باب اللغو قال واجابه بهذا الجواب قال: يا عبد بني علج ما انت وفلان، اساء ام احسن، اصلح ام افسد، ان الله تعالى هو ولي خلقه بالحق ويقضي بينهم بالعدل، لكن سلني عنك وعن ابيك وعن يزيد وعن ابيه فقال له: ابن زياد لاسألتك عن شيء حتى تذوق الموت غصة بعد غصة فقال عبد الله: الحمد لله رب العالمين شكراً لله اني قد سألت ربي وطلبت من ربي قبل ان تلدك امك، طلبت من ربي ان يرزقني الشهادة وطلبت من ربي ان تكون الشهادة على يد العن خلقه وابغضهم اليه، هذا كان طموحي، امنيتي كانت هذه فلما كف بصري يأست من تحقق هذه الامنية لكن الان اشكر الله واحمده رزقني هذا التوفيق بعد اليأس منه يعني انا راح بصري يأست لكن الله عزوجل بهذا الموقف عرفني اليأس منه وعرفني الاجابة منه في قديم دعائي، احياناً الانسان يدعو ودعائه يتأخر وما ذاك الا لتحقق المصلحة الالهية لان المصلحة الالهية لا يعرف عنها الانسان شيئاً، هي في مكنون علم الله ومخزون علم الله سبحانه وتعالى يقول له انا اشكر الله سبحانه وتعالى الذي اعطاني هذا التوفيق بعد ما كنت يأست وعرفني الاجابة منه في قديم دعائي وكان هذا الكلام كله والرد والبدل امام جلساء بن زياد فأبن زياد صغر واصبح صغيراً بين هؤلاء فقال للجلاوزة خذوه واضربوا عنقه فأخذوه مقيداً الى منطقة معروفة بالسبخة والظاهر انها كانت منطقة جرداء يختارها ابن زياد لقتل الاولياء والمؤمنين، فأخذ الى هناك وضربت عنقه وبقي مصلوباً ليلقى الله شهيداً مع اولياءه فكانت ابنته تذهب اليه ليلاً وكان دويها يحرك عواطف الناس فيبكون لبكاءها، نسأل الله لهذا التابعي العالم الشهيد افضل الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة