البث المباشر

السيد أمين الضرغامي

السبت 23 فبراير 2019 - 09:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 467

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. ومن لباب الصادقين المخلصين الذين خدموا خط اهل البيت لساناً وقلماً هو الخطيب اللسن والعالم العامل الشريف الامين الضرغامي قدس الله نفسه، في مصر غالباً تعارف الناس هناك على وصف سلالة الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالشريف يعني السيد يسموه شريف انا للسيد الشريف غلام فأذا كنت للشريف غلاماً فأنا الحر والزمان غلامي هذا السيد الامين الضرغامي هو رقم مبارك، هو من مواليد القاهرة، منطقة المقطم زرتها ودعيت فيها انا وتحدثت فيها عدة احاديث، عدة محاضرات الى ان قبض علي وابعدت من هناك عام 73، المهم لم اتعرف على تاريخ ولادته وما عثرت في مكان او مصدر له ترجمة خاصة به لكن من هنا وهناك، في الزوايا وفي الهوامش جمعتها وبالاضافة الى ما سمعت من كبار السن في الازهر وفي حرم السيدة زينب بالقاهرة وجمعت ما في ذهني يعني خلال هذه الدقائق وان شاء الله نكون مخلصين وان تكون النية لخدمة ديننا واهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
الامين الضرغامي القرائن والشواهد تشير الى انه كان معاصراً للمرحوم السيد جمال الدين الاسد آبادي الذي اشتهر بالافغاني وكان ايضاً معاصراً للمرحوم الشيخ محمد عبده والشيخ محمد عبده طبعاً تلميذ مقرب للسيد جمال الدين الافغاني فهو الامين الضرغامي هذا الخطيب كان له دوراً نشطاً ومشاريع ذات قيمة عالية في نشر مذهب اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم خصوصاً في منطقة مصر وفي منطقة المقطم بالذات ثم لاننسى وهنا يطيب لي ان اذكر بأن الارضية في مصر ترحب بفكر اهل البيت وحديث اهل البيت يعني ما ان اتحدث عن اهل البيت او افجر الكلام في اهل البيت الا واجد الانسجة كلها تنسجم معي وطبعاّ هذا ربما يعزى بسبب الحكم الفاطمي الذي امتد مئتين وسبعين عاماً او المؤسسات والمقامات التي شيدت لأهل البيت كالسيدة نفيسة بنت الامام الحسن المجتبى كذا ابنة الامام الصادق كذلك مشهد الحوراء زينب سلام الله عليها، مسجد رأس الحسين حتى اتخطر انه في عام 1973 حينما كنت هناك في مصر، في القاهرة كنت الاحظ منطقة المقطم وهي تعج بمظاهر الولاء لأل البيت سلام الله عليهم، معظم المنطقة موالون لأل البيت ولعل الفضل يعود في ذلك الى مجموعة من خدمة اهل البيت وأحدهم هو الامين الضرغامي فيعني كان امراً طبيعياً في منطقة المقطم انا اقف على محل مثلاً يبيع السندويشة او محل آخر يبيع الملابس وغيرهم واسمع شريط كاسيت للمرحوم الوائلي رضوان الله تعالى عليه هذا كله الغرس غرسه افراد كان لهم دورهم المهم من جملة هؤلاء هو الامين الضرغامي ثم تلاحظ هناك اسماء اهل البيت المنتشرة هذا كله يدل على الدور الفاعل للامين الضرغامي، هذا العالم الجليل له دور على صعيد القلم يعني له مساهمات ثقافية مهمة في مواضيع وابحاث اما مستقلة او كانت تنشر في مجلة العروة الوثقى، هذه المجلة او هذه الجريدة توزع بعدة لغات في اوربا والشرق الاوسط وطبعاً في ذلك الوقت اصدر الشيخ محمد عبده شرحه في نهج البلاغة وهي خطب الامام امير المؤمنين ثم كتب تفسيره المشهور تفسير المنار، كل هذا ساهم في تنمية الجو الثقافي مما اغاض المتغربين والذين يدورون في فلك الحضارة الغربية، ابعد هؤلاء من مصر الى فرنسا بما فيهم المرحوم الخطيب الامين الضرغامي، ابعد مع السيد الاسد ابادي ومع الشيخ محمد عبده وبقوا في فرنسا وبعد ذلك انتقلوا الى ايطاليا ثم عادوا الى مصر، لما عاد الى مصر واصل منهجه في مجال القلم والخطب وكانت في منطقة المقطم بالذات مجالس تعقد لأهل البيت لكن لا كمجالسنا وانما على شكل منتديات يتولى فيها الخطابة والقاء المحاضرات من يكون هناك لديه الكفاءة او احياناً انشاد الرثاء، رثاء اهل البيت ويذكر هنا الامين الضرغامي رحمه الله قصته مع الشيخ محمد عبده يقول والكلام له رحمه الله يقول قرأت في احد هذه المجالس في منطقة المقطم قصيدة للسيد حيدر الحلي وهذه القصيدة من القصائد المأثورة والمشهورة ومطلعها: ان لم اقف، طبعاً هو يستنهض بها الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه.

ان لم اقف حيث جيش الموت يزدحم

فلا مشت بي في طرق العلا قدم

من حامل لولي الامر مألوكة

تطوى على نفثات كلها ورم

اعيذ سيفك ان تصدى حديدته

ولم تكن فيه تجلى هذه الغمم

جرائم اذنبتهم ان تعاجلهم

بالانتقام فهلا انت منتقم

الامين الضرغامي يقول لما قرأت هذه القصيدة تفاعل الحاضرون واخذت الجوانب تهتز والمشاعر تجيش والدموع تنهمر وكان من ضمن الحضار الشيخ محمد عبده، الكلام لازال للامين الضرغامي رحمة الله تعالى عليه، يقول وصلت الى هذه الابيات:

جرائم اذنبتهم ان تعاجلهم

بالانتقام فهلا انت منتقم

وحمل امك قدماً اسقطوا حنقاً

وطفل جدك في سهم الردى فطم

طبعاً السيد حيدر الحلي يقصد بذلك الشهيد المحسن وعبد الله الرضيع، يقول الامين الضرغامي فعج المجلس بالبكاء وانتهينا وخرجت وتفرق المستمعون، يقول بعد ان خرجت لاحظت ان الشيخ محمد عبده ينتظرني في الطريق و ما ان وصلت اليه الا اشار طيب الله انفاسك ثم قال: هذه عجيب قصيدة رائعة وانا حقيقة تلذذت بسماعها.
قلت: نعم هذه قصيدة لأحد شعراء النجف الاشرف، شعراء الحلة، من شعراء العراق المهمين. 
قال لي: في القصيدة ورد بيت هذا البيت فيه قتل الطفل؟ 
يقول السيد الضرغامي: تحيرت يعني كيف سأجيبه، تجنباً لأن لايتأزم الحديث، تغاملت عن البيت وهو يلح يقول: لا هناك بيت انت قرأته، اخيراً يقول قرأته فقال مالمقصود يا السيد الامين بصدر البيت وحمل امك؟ 
يقول تظاهرت بعد علمي فحرك الشيخ محمد عبده رأسه متأثراً وبنفس عميق قال لي: انا اعرف ذلك، انا اعرف انه هو محسن الزهراء فاطمة وانا اعلم من تسبب في اسقاطه وبالتالي طوينا الحديث وانتهى.
في الواقع كنت اتمنى ان اعثر على ترجمة مفصلة لهذا الخطيب البارع غير اني قلت اخذت ذلك ما لقطات متناثرة هنا وهناك، توفي في مصر ودفن هناك في مقبرة الاشراف تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة