البث المباشر

الشهيد حبيب بن مظاهر الاسدي

الثلاثاء 19 فبراير 2019 - 09:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 409

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اركان الصادقين وحواري الحسين سلام الله عليه ابو القاسم الصحابي الشهيد حبيب بن مظاهر الاسدي رضوان الله تعالى عليه، من العناصر الوقادة في واقعة كربلاء وهو رجل مسن وقور يتسم بالجمال والهيبة ومعروف بالكوفة بانه من قراء القرآن وحفاظه، عاصر الرسول صلى الله عليه وآله من صغر سنه واخذ من النبي انواع العلوم وانواع المعرفة ثم عاشر الامام علياً واخذ منه الاحاديث ومختلف المعرفة وساند الامام في مختلف الحروب التي شنها خصوم الحق بوجه الامام امير المؤمنين وكان له دور مشرف، وله دور مشرف يوم كربلاء وقبل كربلاء في الكوفة يوم وصل مسلم بن عقيل الى الكوفة فالقى الخطب للترحيب به، وفي خطوة نرجع الى الوراء نرى ان حبيب بن مظاهر ماهي بداياته وحياته، يبدو ان عامل الغيب كان يرعاه برعاية خاصة المرحوم المجلسي اعلا الله مقامه في البحار يقول بان النبي مر ومعه جماعة على اطفال يلعبون فنظر النبي الى طفل منهم ثم دعاه، اتى الغلام فاذا النبي يقبل جبهته، هذه لها دلالة بل اكثر من دلالة، مجموعة اطفال بينهم النبي ينتقي واحد ثم يقبله هذه مسالة فيها تأمل فاستأثر اصحاب النبي بهذا المنظر، سألوا النبي يا رسول الله هذا يقرب لك؟ 
قال: لا، هل تعرفه من قبل؟ 
قال: لا، ما هي السابقة معه؟ 
قال: نعم عندي سابقة معه، هذا الطفل لا اعرف ما اسمه لكن اعرف شكله مرة رأيته قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله رأيت هذا الغلام ذات يوم يمشي خلف ولدي الحسين ويقبل التراب من تحت اقدامه ثم اردف قائلاً ولقد اخبرني جبرئيل ان هذا الغلام هو من انصار ولدي الحسين، هنا اذكر رواية وارجع مرة ثانية، عبد الله بن عباس واقعاً كنز مخزون رجل عاش مع النبي مع امير المؤمنين واخذ من النبي لقطات جداً حساسة، قالوا لعبد الله بن عباس ما بالك لم تذهب الى كربلاء او تشترك في نصرة الحسين قال لهم ويلكم ان اصحاب الحسين لا يزيدون واحداً ولا ينقصون فأسماءهم مدونة في السماء وفي عالم الذر، هذه الرواية تجمعها مع كلام الرسول صلى الله عليه وآله لما يقول اخبرني جبرئيل ان هذا الغلام هو من انصار ولدي الحسين، وفعلاً النبي لا ينطق عن الهوى وما يقوله رسول الله يطبق بحذافيره، في رجال الكشي في باب ايثار حبيب بن مظاهر واخلاصه ومصداقيته يقول انه يوم عاشورا تمازح حبيب مع اصحابه، ملاطفة او مطايبة يوم عاشوراء فقال له برير بن خضير الهمداني كان يقال له سيد القراء في الكوفة قال له من باب العتاب هذه ليست ساعة مزاح يا حبيب لم تتلاطف في هذا الوقت فقال حبيب واي موضع احق من هذا بالسرور والله ما بيننا وبين معانقة الحور العين الا ان يميل علينا هؤلاء او نميل عليهم ونذهب الى ذلك العالم عالم الراحة والنعيم، فماذا يسمى هذا؟ يسمى هذا عالم العرفان العملي، هذه اعلى درجات الايمان هذا جسده يعيش في عالمنا ولكن عقليته ومضمونه يعيش جواً آخر لما يقول له ما بيننا وبين الحور العين يعني ماذا؟ يعني الموت، الموت هو الفاصل الذي يمنعنا، نعم نعود كيف اتى حبيب الى كربلاء هو في الكوفة يتخفى الروايات تقول لما وصل الحسين الى كربلاء وزع الرايات، جر الحسين راية عالية ووضعها وافردها جنباً قالوا يا ابا عبد الله لمن هذه الراية فقال ادخرتها لرجل سيصلني، تبين ان الحسين كان قد كتب له رسالة وحبيب يتغدى في الكوفة في بيته واذا بالباب تطرق فتح الباب واذا بالمسلم بن صرد الخزاعي اعطى له رسالة قال له هذه من الحسين فتحها حبيب واذا اول كلمة من الحسين كتب له من الحسين بن علي الى اخيه النجيب حبيب بن مظاهر اما بعد يا حبيب فقد نزلنا كربلاء وبانت من هؤلاء الخيانة كما خانوا بأبي سابقاً وبأخي فاذا وصلك كتابي هذا عجل الي في المسير، قرأ الرسالة وترك الاكل وترك كل شيء وتجهز وقفل مسافراً صوب ابي عبد الله الحسين، يقولون صار اليوم الثامن والازمة تشتد والخناق يضيق على الحسين، الحسين عليه السلام كان ينظر بين الخيام والصحراء قال اصحابه كأن الحسين ينتظر احداً، في هذه الاثناء اذا بسوادة من بعيد اقتربت واذا بحبيب بن مظاهر جاء بزوجته واولاده ولما وصل سلم على الحسين ولم يجلس قال مولاي دلني على خيمة اختك الحوراء زينب، الحسين اخذه الى باب خيمة الحوراء زينب وقف في باب الخيمة وهو يسلم، السلام عليكم يا اهل بيت النبوة وموقع الرسالة، فصاحت الحوراء زينب، من المسلم؟ 
قال: انا خادمكم حبيب بن مظاهر. 
سمعت الحوراء زينب قالت له: انت حبيب وعلى ما كان ابي أمير المؤمنين يذكرك اناء الليل. 
يقول لها حبيب: هل انت الحوراء زينب آه آه لوجدك يا زينب يوم تحملين على بعير ضالع ورأس اخيك امامك وكأن برأسي هذا معلقاً بلبان الفرس تضربه بركبتيها. 
قالت له: نعم سمعت هذا من ابي امير المؤمنين، الاصحاب عرفوا ان الراية التي افردها الحسين عليه السلام كانت لهذا الرجل لذلك ترى ان وصية الحسين للامام زين العابدين يدفن بني هاشم في مقبرة ويخرج واحد منهم وهو علي الاكبر. 
قال له: تضعه عند رجلي، قتيل يرق له من يرى ولده عند رجليه، اما بالنسبة للانصار اوصى الحسين الامام السجاد ان تدفنهم بمقبرة واحدة الا واحداً وهو حبيب بن مظاهر افرد له قبراً خاصاً، الان تدخل الى حرم الحسين (اللهم ارزقنا زيارة الحسين) ترى قبراً خاصاً وضريحاً خاصاً لحبيب بن مظاهر، يقولون الامام الصادق مال بوجهه يقول له السلام عليك ايها العبد الصالح، آخر ما اقول لما استشهد حبيب الروايات تقول هد ذلك حسيناً فقال عند الله احتسبه ونفسي واصحابي. أسأل الله له الدرجات العالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة