موضوع البرنامج:
ابيات للشيخ سلمان البحراني
كلام للشيخ آية الله الوحيد الخراساني في الانتفاع بوجود الامام الغائب
اجابات للسيد محمد الشوكي عن اسئلة المستمعين
زيارة الاستغاثة بصاحب الزمان وآثارها
******
متى انظر الرايات والنصر خلفها
وقد امها يسعى لدى الغور والنجد
متى انظر الأعلام يقدمها فتىً
بغرته الشمس المضيئة تستهدي
متى يا متى عيني ترى وثبةً له
فأظهر من عزمي الهمامي ما عندي
واصبحت من قومي رجالاً اعزةً
يخالون مر الحتف احلى من الشهد
يحيون بالأسياف رحباً بمثلما
يحيون للأضياف فيه وللوفد
اذا سمعوا صوت المنادي من السما
سما للسما من تحتهم قسطل الجرد
على جبل رأس ترى جبلاً رسى
وبدراً ببرج السرج في هيكل نهد
*******
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله سادات أولياء الله. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته. اخترنا لمطلعها ابياتاً للشاعر الولائي المرحوم سلمان البحراني يتشوق فيها لظهور المهدي (عجل الله فرجه) ويذكر بعض صفات انصاره وشجاعتهم وكرمهم، نشير الى معنى بعض مفرداتها الغريبة كقوله (سما للسما من تحتهم قسطل الجرد) فهو يعني ارتفاع الغبار اي (القسطل) من تحت ارجل خيولهم (الجرد) في اشارة الى بسالتهم القتالية. اما الهيكل النهدي فهو الوضاء، والبيت الأخير يشير الى ظهور نور الامامة في القمة.
*******
مستمعينا الاعزاء، في حلقة هذا اليوم من البرنامج ننقل لكم اولاً كلاماً بليغاً لأحد العلماء الأعلام بشأن الإنتفاع بالامام الغائب، ثم يجيب ضيف البرنامج على بعض اسئلتكم، تلي ذلك فقرة عن زيارة الإستشفاع ببقية الله الى الله عزوجل، فالى الفقرة الاولى التي اخترنا لها عنوان:
«أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء».
ثم انتقل حفظه الله الى بيان سبل الاستفادة من الامام في غيبته (عجل الله فرجه) فقال: فكذلك الاستفادة من الامام الذي هو الواسطة للفيض الالهي [فإنها] تتيسر بطريقين: الأول، التزكية فكراً وخلقاً وعملاً، [قال تعالى]: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين»، [وجاء في الحديث الشريف] «اما تعلم ان امرنا هذا لا ينال الا بالورع».
اما الطريق الثاني للفوز بالبركات المهدوية الخاصة، فقد بينه آية الله الشيخ وحيد الخراساني مشيراً الى كثرة الوقائع المعاصرة والتأريخية الدالة عليه، قال: الثاني الاضطرار والانقطاع عن الأسباب المادية، وكم من المضطرين الذين تقطعت بهم السبل، توسلوا الى الله تعالى بغوث الورى واستغاثوا به (سلام الله عليه) فأستجاب الله لهم؟
*******
ايها الأخوة والأخوات، الميكرفون ننقله الآن الى زميلنا وهو يعرض في اتصال هاتفي بعض اسئلتكم على ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي:
المحاور: سماحة السيد عبر البريد الالكتروني وصلتنا رسالة من الاخ ابو محمد، يسأل عن علاقة الاحتلال الامريكي للعراق يكون العراق عاصمة دولة الامام المهدي، ما هي ابعاد هذه العلاقة؟ تفضلوا.
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صلي على محمد وآل محمد، الواقع اننا ينبغي ان ننظر الى القضية من زاوية اشمل ومن افق اوسع، الولايات المتحدة الامريكية لديها مشروع للمستقبل وهذا المشروع ايضاً مشوب بشيء من الغرور بالقدرات الذاتية التي تمتد بالولايات المتحدة والدول الليبرالية الاخرى الى التطلع الى حكم المستقبل نحن نعرف ان الولايات المتحدة والمعسكر الغربي بعد ان خرج منتصراً من الحرب الباردة، هناك اصبح لديهم شيء من الغرور الكبير بالقوة التي لديهم فراحوا يتصورون انهم هم حكام العالم وانهم هم الذين يحكمون العالم في المستقبل لهذا نقرأ كثير من الكتابات التي كتبت في هذا المجال فمثلاً نهاية التاريخ لفرانسيلسكو كوياما الذي يقول بأن الصراع الا يدلوجي قد انتهى وان البشرية وصلت الى اوج تطورها والى النمط الامثل في الحكم وبالتالي فالحضارات الاخرى اما ان تلتحق بالنموذج الغربي وبركب الحضارة الغربية او تبقى في التاريخ، يعني خارجة عن دائرة الفعل الحضاري، هذا نوع من حب الخلود او وهن الخلود، يعني هناك من يتصور من الغربيين ان الحضارة الغربية حضارة خالدة لا ينازعها منازع لكن في المقابل هناك دراسات اخرى ترى بأن الحضارة الغربية ان كانت هي اليوم اللاعب الاساس في الساحة العالمية وستكون كذلك في المستقبل القريب لكن هذا ليس معناه انه لا يوجد ندلها يمكن ان يقارعها ويقاومها ولهذا طرحت هناك نظرية صراع الحضارات بالنسبة الى الانداد الاخرى، الند الاكثر تأثيراً هو الاسلام، المشروع الاسلامي لانه المشاريع الاخرى، الصين مثلاً بعتبرند اقتصادي ندتكنولوجي اما كند حضاري، كند يملك رؤية حضارية عالمية شمولية، الاسلام هو صاحب هذه النظرة، لهذا هم يرون ان المستقبل سوف يشهد بزوغ نجم الاسلام وعودة الاسلام بقوة الى الساحة هذا من جهة، طبعاً هذا مرتبط بقضية الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي سوف يعيد الاسلام الى الساحة مرة اخرى بقوة وفاعلية وعنفوان، هذا التصور مدعوم بنصوص توارتية وبمدارس مذهبية في الحضارة الغربية يعني هذا ما نسمع عنه في الصهيونية المسيحية او ماشابه ذلك، التيار الجديد الذي يمثله كواجهه سياسية الان الصقور الجمهوريون في الولايات المتحدة الامريكية، هذه نظرة واضحة، نظرة من زاوية دينية، النظرة الاولى كانت ربما قائمة على اساس المصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لكن هذه النظرة الاخرى قائمة على اسس دينية وقضية معركة هر مجدون والمسيح قادم وماشابه ذلك من الامور الاخرى، تزوج المشروعان المشروع السياسي الاقتصادي الستراتيجي والمشروع الديني المذهبي الادارة الامريكية تمثل الان كلا النمطين هي تعتبر نفسها قائدة العالم ذو القطب الواحد وهي تعتبر نفسها منظمة الى ذلك التيار الديني المذهبي الذي يؤجج قضي المستقبل لصالح اليهود طبعاً والنصارى فهذا التيار قطعاً قد لا يكون في نظر مباشر بخصوص الامام المهدي سلام الله عليه لكن ينظر الى القضية ككل، عودة الاسلام كما نرى مقترنة بعودة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
المحاور: كلمة كلينتون عفواً صاحب صراع الحضارات حول ان المستقبل لمحمد صلى الله عليه وآله.
السيد محمد الشوكي: نعم هناك تصريح انه كثير من اللاعب الاساسي للمستقبل العالمي يشبع ظمأ الناس قد تكون هي الديانة المسيحية لكن هو يصرح ويقول ان الفصرانية وعيسى قد يكون له حظ ولكن الحظ الاوفر لمحمد صلى الله عليه وآله ولدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا ليس فقط له ولكن لغيره من المفكرين الغربيين، لو اردنا ان نستعرض كلماتهم في هذا المجال لرأينا انها تؤكد ان المستقبل هو يسير نحو الدين، نحو العودةالى الروح ، الى المعنويات، الاتجاه الى الغيب، وبالتالي الاتجاه الى الاسلام، لان الاسلام هو الذي يمثل اطروحة حضارية شاملة وان المسيحية قد تملأ جانباً من الفراغ الروحي الذي يعيشه الناس ولكن المسيحية لا تمتلك رؤية حضارية شاملة للحياة، الاسلام يغطي كل مفاصل الحياة وكل زوايا الحياة.
المحاور: والاسلام ايضاً سماحة السيد من خلال اطروحة العقيدة المهدوية بأعتبار ان الدولة العالمية التي يقيمها الامام المهدي سلام الله عليه تمثل في الواقع نموذجاً حضارياً كاملاً للدولة العالمية، اليس كذلك؟
السيد محمد الشوكي: بلا شك هي الدولة العالمية العادلة والكاملة يعني العادلة والتي تحقق العدل لكل الناس والكاملة التي لا نقص فيها في اي جانب من جوانبها، يعني لا تهمل مثلاً الجانب الروحي على الجانب المادي او تهمل الجانب الاقتصادي على الجانب التنموي وماشابه ذلك من الجوانب الاخرى، هي عادلة وكاملة وهي دولة عالمية، طبعاً ربما ينظر اولئك الغربيون الى بعض التفاصيل المتعلقة بالامام المهدي سلام الله عليه لا اقل انهم يخضعونها للدراسة ودراسة نتائجها ولدراسة مؤثراتها وتأثيراتها على الشعوب وطموح الشارع الاسلامي فقد يدرسون هذه القضية من هذه الجوانب ومن هذه الزاوية وهذا امر غير مستبعد وان كنا لا نملك تفاصيل كثيرة عن ذلك.
*******
شكراً لكم اعزاءنا وانتم تتابعون هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب نذكركم هنا بوسائل التواصل معنا بأسئلتكم ومساهماتكم واقتراحاتكم فمنها بريدنا الالكتروني وهو: [email protected].
او بريدنا العادي وهو: (ايران - طهران - ص. ب ٦۷٦۷).
حلقات البرنامج تجدونها مذخورةً على موقع الاذاعة في شبكة الانترنت وعنوانه هو: www.arabic-irib.ir.
*******
اما الآن - احباءنا المستمعين- فالى فقرة روائية عملية وعبادية اخترنا لها عنوان:
زيارة الاستغاثة الى الله ببقية الله
مستمعينا الأكارم، روت مجموعة من مصادرنا الحديثية المعتبرة زيارةً لمولانا الامام المهدي )ارواحنا فداه) تمثل وسيلةً للإستشفاع به الى الله عزوجل لقضاء الحوائج المهمة ولكشف ما يمر علي الانسان بين الحين والآخر من شدائد او هموم تعد حالات ملازمةً للحياة الدنيا وهذه الزيارة تعرف بزيارة الاستغاثة بصاحب الزمان.
ومن الثابت في الكتب العقائدية - ايها الاخوة والاخوات- ان اللجوء والاستغاثة بامام العصر (سلام الله عليه) هو لجوء واستغاثة بالله، لأنه عزوجل امرنا بالتقرب اليه بأبتغاء الوسيلة، ولذلك كانت اعمال التوسل والاستغاثة بأولياء الله عزوجل من الاعمال العبادية التوحيدية الخالصة.
وقد حفلت تجارب المؤمنين بكثير من مصاديق الاثار العملية لبركات التوسل الى الله بزيارة الاستغاثة المذكورة بصاحب الزمان (عليه السلام) ننقل لكم لاحقاً نموذجاً لها سجلته المصادر المعتبرة.
جاء في كتاب قبس المصباح مسنداً عن العبد الصالح الشيخ ابو جعفر محمد بن علي الصدوق (رضوان الله عليه) وهو المولود بدعاء مولانا المهدي (عجل الله فرجه) كما نقلنا ذلك في حلقات سابقة ونقلنا ايضاً ما ذكره في مقدمة كتابه اكمال الدين انه الف هذا الكتاب بأمر الامام المهدي (عليه السلام).
نقل هذا العالم الجليل عن بعض اساتذته انه قال: كربني امر ضقت به ذرعاً، ولم يسهل في نفسي ان افشيه لأحد من اهلي واخواني، فنمت وانا به مغموم فرأيت في النوم رجلاً جميل الوجه حسن اللباس طيب الرائحة.... فقلت في نفسي الى متى اكابد همي وغمي ولا افشيه لأحد من اخواني؟ وهذا شيخ من مشايخنا العلماء، لأذكر له ذلك، فلعلي اجد لي عنده فرجاً...
[وقبل ان أبوح له بما في قلبي] ابتدأني قائلاً:
ارجع فيما انت بسبيله الى الله تعالى واستعن بصاحب الزمان عليه السلام وإتخذه لك مفزعاً فإنه نعم المعين وهو عصمة اوليائه المؤمنين.
قال الشيخ: ثم اخذ الرجل بيده اليمنى وقال: زره وسلم عليه واسأله ان يشفع لك الى الله تعالى في حاجتك.
فقلت له: علمني كيف اقول، فقد انساني همي بما انا فيه كل زيارة ودعاء، فتنفس الصعداء وقال: لا حول ولا قوة الا بالله ومسح صدري بيده وقال: حسبك الله لا بأس عليك تطهر وصل ركعتين وقم وانت مستقبل القبلة تحت السماء وقل...
نعم اعزاءنا المستمعين ثم علمه زيارة الاستغاثة المذكورة في المصادر المعتبرة ولما قام بهذا العمل العبادي جاءه الفرج اسرع مما كان يحسب، قال (رحمه الله) في تتمة الرواية:
«فأنتبهت وانا موقن بالروح والفرج»... ثم تطهرت وبرزت تحت السماء وصليت ركعتين قرأت في الأولى بعد الحمد كما عين لي «انا فتحنا لك فتحاً مبيناً»، وفي الثانية بعد الحمد «اذا جاء نصر الله والفتح». فلما سلمت قمت وانا مستقبل القبلة وزرت ثم دعوت لحاجتي واستغثت بمولاي صاحب الزمان ثم سجدت سجدة الشكر واطلت فيها الدعاء ... ثم قمت وصليت وردي، وعقبت بعد صلاة الفجر... فلا والله ما طلعت الشمس حتى جاءني الفرج مما كنت فيه، ولم يعد الي مثل ذلك بقية عمري، ولم يعلم احد من الناس ما كان ذلك الأمر الذي اهمني الى يومي هذا والمنة لله وله الحمد كثيراً...
اما نص هذه الزيارة مستمعينا الأعزاء، فهو مسك ختام هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، وقد نقله العلماء في عدة من المصادر المعتبرة، وهو ان يقول المستغيث بعد الركعتين وهو قائم مستقبل القبلة حيثما كان، يقول مخاطباً امام زمانه:
«سلام الله الكامل التام، الشامل العام، وصلواته الدائمة وبركاته القائمة، على حجة الله ووليه في ارضه وبلاده، وخليفته على خلقه وعباده، وسلالة النبوة وبقية العترة والصفوة، صاحب الزمان، ومظهر الايمان ومعلن احكام القرآن، مطهر الأرض، وناشر العدل في الطول والعرض، الحجة القائم المهدي، والامام المنتظر المرضي، الطاهر ابن الائمة الطاهرين، الوصي ابن الأوصياء المرضيين، الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين.
السلام عليك يا امام المسلمين والمؤمنين، السلام عليك يا وارث علم النبيين، ومستودع حكمة الوصيين، السلام عليكم يا عصمة الدين، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين، السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان، يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن امير المؤمنين وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن الحجج على الخلق الجمعين، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء.
اشهد انك الامام المهدي قولاً وفعلاً، وانك تملأ الارض قسطاً وعدلاً فعجل الله فرجك وسهل مخرجك وقرب زمانك، وكثر انصارك واعوانك وانجزلك ما وعدك فهو اصدق القائلين «ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين».
يا مولاي يا صاحب الزمان، يا ابن رسول الله حاجتي - كذا وكذا- [ويذكر الزائر هنا حاجته ثم يقول] فأشفع لي في نجاحها، فقد توجهت اليك بحاجتي لعلمي ان لك عند الله شفاعةً مقبولةً ومقاماً محموداً، فبحق من اختصكم لأمره وارتضاكم لسره وبالشأن الذي بينكم وبينه، سل الله تعالى في نجح طلبتي واجابة دعوتي وكشف كربتي».
*******