البث المباشر

جابر الجعفي(رض)

الأحد 17 فبراير 2019 - 09:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 348

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن اعاظم الصادقين ومشاهيرهم تلميذ الامام الباقر والامام الصادق وحبيب الامام الصادق وامين اسراره المرحوم جابر الجعفي(رض) لم تذكر المصادر مكان وتاريخ ولادته الا انها تتفق انه كان ثقة الائمة ومن حملة كنوز اخبارهم وقد عدّه ابن شهر آشوب انه باب للامام الباقر(ع) والباب يعني المدخل كما سورة الفاتحة باب للقرآن المدخل لمعرفة القرآن باب الامام الباقر جابر بن يزيد الجعفي اي الوسيط الذي من خلاله تفهم شخصية الامام الباقر وورد فيها مثلاً قول الشاعر:

ازائر اكناف الحمى ابدأ بمسلم

وعجل بعليً كهف كل منيل

فأن علي المرتضى باب احمد

وباب حسين مسلم بن عقيل

احد الزوار يزور العباس(ع) وزاره قبل الحسين وعلى خلاف السيرة المتبعة جرت ان يزار الحسين اولاً ثم العباس لكن هذا الشاعر خالف هذه السيرة وزار العباس اولاً وعلل ذلك بقوله وهذا جميل يخاطب العباس(ع):

قصدتك قبل ابن النبي محمد

وادمع عيني كالحيابن صبابها

لانك من اهل الحوائج بابه

وهل يقصدون الدار الا ببابها

اذن ابن شهر آشوب يعرف جابر الجعفي بانه باب الامام الباقر(ع) اي انه المدخل علومهم واسرارهم وفي المستدرك عن الحسين بن حمدان عن الامام الصادق(ع) انه قال انما سمي جابر الجعفي بجابر لانه يجبر المؤمنين بعلمه وهو بحر لا ينضب وهو الباب في دهره والحجة على الخلق من حجج الله ويقال انتهى علم الائمة ‌الى اربعة نفر اولهم سلمان المحمدي والثاني جابر الجعفي والثالث السيد الحميري والرابع يونس بن عبد الرحمن وقد اشتبه البعض حين مر بأسم جابر فظنوا انه جابر بن عبدالله الانصاري لا انما هو جابر بن يزيد الجعفي(رض) تحدث جابر ذات مرة فقال حدثني مولاي الامام الباقر سبعين الف حديثاً لم احدث بها احداً هذا وكان جابر يحدث بأخبار اهل البيت حتى شكك البعض به وربما دفع هذا التشكيك بعضهم مثلاً شخص اسمه زياد بن ابي الحلال اراد ان يستفسر من الامام الصادق واللفتة‌ الجميلة هنا يقول زياد دخلت على الامام الصادق وبعد لم افتح الموضوع واذا بالامام ابتدأني هو قائلاً رحم الله جابر الجعفي ينقل عنا بصدق وامانة ولعن الله فلاناً فأنه كان يكذب علينا. 
هذا وقد عاصر جابر الجعفي الامام الباقر ثمانية عشر سنة وتشرف بخدمته يقول جابر قررت السفر وانا لا ادري التقي بالامام الباقر ام لا وهل الدنيا تجمعنا بعض يوم ام لا فودعته وقلت سيدي افدني بكلمة تكون عندي خاطرة واستفيد منها فقال الامام بعد ثمانية عشر سنة يا جابر قلت سيدي انكم بحر لا ينزف وليس له قعر فقال الامام يا جابر اينما التقيت شيعتنا ابلغهم سلامي وقل لهم يقول امامكم محمد الباقر انه لا قرابة بيننا وبين الله عزوجل ولا يتقرب اليه الا بالطاعة، يا جابر من اطاع الله واحبنا فهو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا شيئاً يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلته تريد التحول عنه وهل الدنيا الا دابة ركبتها في منامك فأستيقظت واذا انت على فراشك غير راكب يا جابر ان الدنيا عند ذوي الالباب كفيء الضلال، ويروي عبدالله بن الفضل الهاشمي قال كنت عند الامام الصادق(ع) فدخل المفضل بن عمر فلما بصر الامام به ابتسم وقال والله يا مفضل اني احبك واحب من يحبك يا مفضل لو عرف جميع اصحابي ما تعرفه انت ما اختلف اثنان وهنا يشير الامام الى فهم المفضل وتعمقه بالامور، هنا المفضل يبادر الامام قال سيدي انا اخشى ان اعطيتني موقعاً فوق ما استحق فقال له الامام هل انت بالمنزلة التي انزلك الله بها، هنا يسأل المفضل من الامام الصادق يقول سيدي فما منزلة جابر الجعفي منكم فقال الامام منزلته منا منزلة سلمان من جدي رسول الله هذه مثل كلمة الامام امير المؤمنين في مالك الاشتر كان لمالك كما كنت لرسول الله ويروي المجلسي(رض) في الجزء التاسع والستين ان قوماً من المؤمنين جاءوا جابر الجعفي يسألونه ان يعينهم في بناء مسجدهم فردهم قائلاً ما كنت لاعين في بناء‌ شيء ويقع منه رجل مؤمن ويموت فلم يستوعبوا ذلك منه وظنوا به بخلاً وربما كذباً ولما اشتغلوا في الحفر والبناء زلت قدم احد البنائين سقط ومات لا اله الا الله هذا لا من باب علم الغيب، علم الغيب من اختصاص الله هذه الكشي يذكرها في رجاله، ولكن من باب المؤمن ينظر بنور الله ونقرأ في وصية الامام الباقر لجابر يقول الامام الباقر واعلم يا جابر انك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك اهل بلدك وقالوا انك رجل سوء لم يحزنك ذلك ولو قالوا انك رجل صالح لم يسرك ذلك يعني بمعنى ان رضى الناس وسخط الناس ليس بدليل اذا كنت تراقب سخط الناس ورضى الناس لا تكون لنا ولياً اعرض نفسك يا جابر على ما في القرآن فأن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده راغباً في ترغيبه خائفاً من تخويفه اثبت وابشر فأنه لا يضرك ما قيل فيك يا جابر ان المؤمن معنيٌّ بمجاهدة نفسه ليغلبها هواها وختاماً اذكر ان جابر الجعفي هو احد الذين حضروا تجهيز الامام زين العابدين مع الامام الباقر وهو الذي حزن لما عاين آثار الجامع والقيود في رجلي الامام السجاد وسأل الباقر عن ذلك فأخبره انه من اغلال بني امية توفي جابر الجعفي(رض) عام 128 هـ تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة