موضوع البرنامج:
"عاقبة الصبر" ابيات في المهدي للاديب ابن حماد الحلي
معنى "المقدم المأمول" من ألقاب المهدي(ع)
تفجير الارض عيوناً لاسماعيل وموسى والمهدي (عليهم السلام)
الشيخ علي الكوراني يجيب عن أسئلة المستمعين
الزاهد الكوفي يلتقي مولاه المهدي(عج) في مسجد جعفي
*****
ففي مقلتي دمع يدافع مقلتي
وفي كبدي جمر يبرد بالجمر
سأبكيك عمري يابن بنت محمد
وأسعد من يبكي عليك مدى عمري
فياغائباً في خطة القدس حاضراً
وياناظراً من حيث ندري ولا ندري
متى ينجز الوعد الذي قد وعدته
وتأتي به الأوقات من زاهد العصر
حقيق على الرحمان انجاز وعده
وتبليغه حتى نرى راية النصر
قيام امام لا محالة قائم
يقيم عماد الدين بالبيض والسمر
يقوم بحكم العدل والقسط والهدى
يؤازره عيسى ويشفع بالخضر
فيا نفس صبراً ثم صبراً على الأذى
فكم اعقبت لي النجح عاقبة الصبر
*******
الحمد لله صادق الوعد الغالب على أمره والمتم نوره ولو كره المشركون والكافرون والصلاة والسلام على امناء الله في ارضه وقادة عباده الى مرضاته محمد المصطفى وآله الطاهرين لا سيما خاتمهم المقدم المأمول المهدي الموعود بالنصر عجل الله فرجه وجعلنا من خيار انصاره ومواليه.
السلام عليكم مستمعينا الأحباء ورحمة الله وبركاته، ها نحن نلتقيكم على بركة الله وقد افتتحناها بأبيات مهدوية جميلة من قصيدة حسينية بليغة للأديب الولائي الفاضل ابي الحسن محمد بن حماد الحلي المتوفى في الحلة سنة تسعمئة للهجرة والمدفون فيها حيث له فيها قبر يزار.
اما بالنسبة لفقرات هذه الحلقة مستمعينا الافاضل، فهي:
وقفة عند لقب المقدم المأمول من ألقاب مولانا الحجة.
تفجير الارض عيوناً لاسماعيل وموسى والمهدي عليهم السلام.
الزاهد الكوفي يلتقي امام زمانه في مسجد جعفي.
واضافة لذلك لكم موعد مع سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيب عن اسئلتكم الكريمة للبرنامج.
*******
فالى الفقرة الأولى من البرنامج والتي تحمل عنوان:
القاب الشمس
المقدم المأمول هو مستمعينا الاكارم اللقب التاسع عشر من ألقاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه)، وذلك حسب الترتيب الوارد في آل ياسين المباركة، وبه تختم الالقاب الواردة في اصل الزيارة، تليها اربعة عشر لقباً اخر واردة في الدعاء المأمور بتلاوته بعد اصل الزيارة والدعاء جزء من الزيارة ومكمل لها.
وهذا اللقب الشريف يشتمل على صفتين الأولى هي «المقدم»، ولا يخفى ان هذه الصفة تصدق على ائمة الهدى جميعاً سلام الله عليهم وعلى سيدهم النبي الخاتم المصطفى محمد –صلى الله عليه وآله-، فالامام في كل عصر هو المقدم على جميع اهل عصره والا لما كان اهلاً للامامة وهذا من اصول عقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم السلام).
والمهم في هذا التقديم كونه من الله تبارك وتعالى، فالله هو الذي قدم ائمة الهدى عليهم السلام على اهل ازمانهم مثلما قدم جدهم النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) ليس على اهل عصره وحسب بل على جميع الانبياء والاوصياء (سلام الله عليهم اجمعين)...
ومادام هذا التقديم والتفضيل من الله جل جلاله، فهو تقديم مصيب للواقع حتماً فلا يقبل الخطأ ولا يقبل التغيير، فلا شك في اهلية من يقدمه الله عزوجل ويفضله لهذا التقديم والتفضيل، خلافاً لتقديم البشر لأحد او تفضيلهم له على غيره، فهو امر يحتمل الخطأ ويحتمل الصحة ولذلك أمر الله عزوجل الناس بتقديم وتفضيل من قدمه الله وتأخير من أخره، فاطاع المؤمنون حقاً هذا الامر الالهي وتخلف غيرهم عن جهل او وعي فوقعوا في مهاوي الضلال او الجحود.
اذن مولانا المهدي (عجل الله فرجه) هو المقدم الهياً لامامة اهل العصور من وفاة ابيه الامام العسكري (سلام الله عليه) والى ظهوره واقامته للدولة الالهية العالمية فهو خاتم الأوصياء او الائمة او خلفاء النبي الاكرم الاثني عشر، ومادام الامر كذلك فهذا يعني انه هو المأمول لتحقيق ما يريده الله عزوجل وما يطمح له المؤمنون سواء في عصر غيبته او في عصر ظهوره (عجل الله فرجه).
وبعبارة اوضح نقول: ان كل ما يأمله ويرجوه المؤمنون من امام زمانهم يمكن تحققه في عصر غيبته مثلما يمكن في عصر ظهوره (سلام الله عليه) وغاية الامر هو وجود اختلاف في اساليب تحقق ما يرجوه ويأمله المؤمن من امام العصر في عصر الغيبة عما هو عليه الحال في عصر الظهور، ومنشأ الاختلاف ناشىء من اختلاف ظروف الغيبة والظهور.
ان المؤمن يأمل من امام زمانه الهداية الى الله عزوجل واعانته على التقرب من الله وعبادته والفوز بشفاعته الى الله جل جلاله والتوسل به لمعالجة ما قد يعترض طريقه الى الله من عقبات روحية ذاتية او خارجية، وانقاذه من الشدائد والصعوبات وكل ذلك من الممكن ان يحصل عليه المؤمن اذا اخلص في التمسك بولاية امامه الغائب وصدق في طلب العون منه. لا فرق في ذلك بين عصري الغيبة والظهور الا في الاساليب كما قلنا.
اما بالنسبة لظهوره (عجل الله فرجه) فما يأمله المؤمنون والبشر عموماً - بأستثناء الطواغيت والظلمة والجاحدين- هو ان يقيم الدولة الالهية العادلة في كل الارض ويحقق اهداف الرسالات الالهية جمعاء في اقامة الامن والرفاه المعنوي والمادي وقيام الناس بالقسط. ومولانا المهدي (ارواحنا فداه) مأمول منه ذلك بحكم الوعود الالهية الصادقة بأن الله عزوجل سيحقق ذلك على يديه طبق ما نصت عليه محكمات الآيات الكريمة وصحاح الأحاديث النبوية.
اذن فالامام المنتظر (ارواحنا فداه) هو من أكمل المصاديق لما ورد في الاحاديث الشريفة من ان المؤمن (مأمول خيره مأمون شره)، لأن الخير الذي يؤمل منه )سلام الله عليه( شامل لجميع نواحي حياة الانسان الفردية والاجتماعية والمعنوية والمادية هذا اولاً وثانياً لأنه هو المقدم من قبل الله عزوجل لذلك وهذا يعني انه اهل لأن يكون منشأً الهياً صافياً لجميع ما يأمله الناس جميعاً من اشكال الخيرات المعنوية والمادية، وثالثاً لأن تحقق الآمال المرجوة منه حتمي لاريب في ذلك لأن الله عزوجل - وهو صادق الوعد- قد وعدنا بذلك.
*******
اعزاءنا الآن مع خبير البرنامج واجاباته عن اسئلتكم:
المحاور: سماحة الشيخ من الاسئلة التي وردت للبرنامج من الاخت فردوس من العراق على ما يبدو نعم من العراق تطلب ان تعرض هذه الاسئلة على سماحة الشيخ علي الكوراني وتشكركم على اجاباتكم السابقة، من اسئلتها تقول هل ان الآية القرآنية «ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريبا من دارهم حتى ياتي وعد الله ان الله لا يخلف الميعاد» ترتبط بالامام المهدي سلام الله عليه؟
الشيخ علي الكوراني: لا اشكال لان هذا وعد الله ويوم الحتف هو عدة آيات في القرآن الكريم والناس يتصوروها الاخرة وهي ظهور الامام سلام الله عليه وهذه منها، وردت الرواية في تفسيرها وانه الله سبحانه وتعالى يدفع الناس بعضهم ببعض حتى يأتي يوم الوعد بالنصر الاكبر وهو ظهور الامام سلام الله عليه.
المحاور: هناك ايضاً رواية الامام الجواد سلام الله عليه يستند بهذه الاية بظهور الامام المهدي عليه السلام.
الشيخ علي الكوراني: نعم نعم.
المحاور: طيب الاخت الكريمة ايضاً تسأل عن «فلا تعلم نفس ما اخفي لها من قرة اعين او من قرة عين جزاء بما كانوا يعملون» الآية اقرءها بالمضمون، هل هو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه؟
الشيخ علي الكوراني: هذه ما يخفيها الله من بشرى للمؤمنين ورد عندنا وحتى في قبورهم المؤمنين يبشرون بظهور الامام سلام الله عليه وبشرى في الدنيا ايضاً بظهور الامام سلام الله عليه، النعم التي تأني مع الامام كانت خافية على كثير من المؤمنين.
المحاور: سماحة الشيخ شكراً جزيلاً بقي سؤال واحد في رسالة الاخت الكريمة فردوس كريم حتى ننتهي من هذه الرسالة اعتقد انه وجه لكم مراراً سماحة الشيخ، هل ما يجري في العراق له علاقة بقضية الامام المهدي عليه السلام؟
الشيخ علي الكوراني: لاشك ان الاحتلال الغرب للعراق والحصار الاقتصادي والشيطان الحاكم لاهل العراق والضغوط الآن حملت النواصب على اتباع اهل البيت عليهم السلام، الامتحان الذي يجري على الناس كله لاعداد اهل العراق لاستقبال الامام روحي له الفداء.
المحاور: شكراً جزيلاً سماحة الشيخ، سؤال ورد في رسالة من الاخت الكريمة شيماء جاسم تسأل تقول ماذا يقول الشيخ الكوراني في هذا المقطع من خطبة الامام علي عليه السلام، «في شهر صفر ستظهر لكم في السماء اية جلية ومن الارض مثلها ويحدث في العشرين ما يقلق ويغلب على العراق» سماحة الشيخ إقرأ المقطع كاملاً ام وصلت؟
الشيخ علي الكوراني: لا هذه الخطبة لم يثبت سندها عند احد من علماءنا ثانياً هذا وصف لاحداث قد تكون مرت على العراق في الخلافة العباسية وهذا ليس له توقيت واتصال لظهور الامام سلام الله عليه، كل ما يمكن نأخذ فيها اولاً مسألة السند وثانياً لان وقت هذا العلامات غير منصوص.
المحاور: شكراً لكم سماحة الشيخ ظاهراً الاخت الكريمة تسأل عن ان هل في الاحاديث ايات سماوية وايات ارضية ترتبط بظهور الامام المهدي سلام الله عليه؟
الشيخ علي الكوراني: نعم نعم يردع الناس عن المعاصي، هذه الايات منها آيات كونية كان يريها الله عزوجل في الطبيعة ومنها ايات في افاق البلاد وخروج البلاد عن طاعة الطغاة، الايات السماوية هي ان طغاة ذلك الزمان الناس يخرجون عن طاعتهم.
المحاور: يعني يتمردون على طاعة الكبار، طيب سماحة الشيخ هنالك اسئلة اخرى في رسالةهذه الاخت الكريمة ورسائل اخرى نوكلها الى اللقاء المقبل وشكراً لكم ولمستمعينا لمتابعتهم لفقرات هذا البرنامج الى ما تبقى منها.
*******
نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بفقرة عنوانها:
المهدي وكرامات الانبياء
ورد في الأحاديث الشريفة وروايات قصص أنبياء الله )سلام الله عليهم( ان منشأ بئر زمزم المباركة الى جوار بيت الله الحرام هو ان الله جلت رحمته قد فجر الماء من هذه الأرض الصلبة كرامة لنبيه اسماعيل بن ابراهيم الخليل )سلام الله عليهما) لكي يروي ظمأه.
وهذه الكرامة الالهية تكررت مع نبي الله وكليمه موسى (عليهما السلام) كما صرحت بذلك الآيات الكريمة عندما امره الله عزوجل ان يضرب بعصاه الحجر فانفجرت له اثنتا عشرة عيناً.
وقد اخبرتنا الأحاديث الشريفة ان هذه المعجزة والكرامة الالهية تحصل لامامنا ومولانا المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) بعد ظهوره وعلى نطاق اوسع واشمل، ومن هذه الاحاديث ما رواه الشيخ النعماني رضوان الله عليه مسنداً عن مولانا الباقر (سلام الله عليه) انه قال:
«اذا ظهر القائم ظهر براية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه، ثم يأمر مناديه فينادي: الا يحملن رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفاً.. فيسير ويسيرون، فأول منزل ينزله يضرب الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف فيأكلون ويشربون ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة».
مستمعينا الاعزاء وقد روى مثل هذا الحديث عدد من العلماء الاجلاء كالشيخ الصدوق في كمال الدين والشيخ الكليني في الكافي وغيرهم. ولا يخفى عليكم ان كرامة تفجر الحجر عيوناً جرت لأولياء الله عزوجل وصحت الروايات بذلك كما جرى مع امير المؤمنين (عليه السلام) والامام الرضا (عليه السلام) وغيرهم، ويستفاد تكرر هذه الكرامة الالهية مع الامام المهدي (عليه السلام) في غيبته ايضاً ولكنها تكون على نطاق اوسع عند ظهوره كما لاحظنا.
*******
احدى روايات الالتقاء بالامام المهدي عجل الله فرجه في غيبته تحدثنا عن احد مصاديق ظهور هذه الكرامة، تستمعون لها في فقرتنا الختامية التي تحمل عنوان:
الفائزون بلقاء الشمس
روى الشيخ الزاهد ابوفراس ورام (رضوان الله عليه) في كتاب تنبيه الخواطر وهو من الكتب الاخلاقية المعتمدة لجلالة مقام الشيخ ابي فراس وكونه من اعلام علماء الامامية الاتقياء في القرن الهجري السادس، روى (رحمه الله) بسنده عن المدائني العلوي ان احد عباد الكوفة وزهادها قال:
كنت ذات ليلة بمسجد (جعفي) - وهو مسجد قديم بظاهر الكوفة- وقد انتصف الليل وانا بمفردي فيه للخلوة والعبادة، اذ اقبل ثلاثة اشخاص، فدخلوا المسجد، فلما توسطوا صرحته جلس احدهم مسح الارض بيده يمنة ويسره وخضخض الماء ونبع فأسبغ الوضوء منه ثم اشار الى الشخصين الآخرين باسباغ الوضوء، فتوضاءا، ثم تقدم فصلى بهما اماماً فصليت معهم مؤتماً به ويتابع هذا الشيخ الزاهد روايته قائلاً: فلما سلم وقضى صلاته بهرني حاله واستعظمت فعله من انباع الماء، فسألت الشخص الذي كان منهما عن يميني عن الرجل، فقلت له: من هذا؟
فقال: هذا صاحب الأمر، ولد الحسن (عليهما السلام)، فدنوت منه وقبلت يديه وقلت له: يا بن رسول الله ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحق؟
فقال: لا وربما اهتدى الا انه لا يموت حتى يراني.
اجل مستمعينا الافاضل وقد تحقق ما قاله الامام (عليه السلام) ورأى الشريف عمر بن حمزة امام زمانه قبيل وفاته في حادثة هي من دلائل امامة مولانا صاحب الزمان المهدي (عجل الله فرجه).
والى هنا ينتهي اعزاءنا الوقت المخصص لهذا اللقاء نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم صدق الايمان به والتمسك بولايته وولاية من امرنا بمعرفته وطاعته للنجاة من ميتة الجاهلية.
الى لقاء أخر نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******