الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ومن السنة الصادقين الصادعين بالحق شاعر اهل البيت ومحبهم المرحوم المجاهد ابراهيم بن العباس الصولي، آل الصولي نبع مهم شعراء كثيرون وقد نمر ببعض الدواوين الادبية فنرى الحسين بن الحسن الصولي ونرى فلان الصولي وهكذا ولكن الذي برع في هذا المجال وشرب نخب الانتصار والفوز في موالاة اهل البيت هو ابراهيم بن العباس الصولي رحمة الله عليه فكان شاعراً وكاتباً وخطيباً بليغاً وكان مخاصماً مقتدراً وقالوا فيه انه لو نشر شعره لما ترك لشاعر خبزاً وذلك لجودة شعره بمعنى لو نعوذ بالله كان يتسول هذا الرجل لكان يتزاحم دعاة البلاط الاموي والعباسي واروقة وقصور الباطل يتزاحمون على احتواءه ولكن حصر جهوده وقدراته في خدمة اهل البيت(ع)، ابن شهرآشوب رحمه الله يتكلم عن ابراهيم الصولي يقول انه من معالم شيعة اهل البيت وعلماءها ومادحيها وهذا ابراهيم الصولي له قصيدة من اروع قصائده ومطلع قصيدته:
ازال عزاء القلب بعد التجلد
مصارع ابناء النبي محمد(ص)
وطبعاً نقل في هذه القصيدة معاناة اهل البيت والائمة وكان الامام الرضا(ع) متأثر جداً بخصوص هاتين القصيدتين فشكر الامام الرضا شكر دعبل وشكر الصولي واعطى كل واحد منهم عشرة آلاف درهم من تلك الدراهم التي ضربت بأسمه عام 202 هـ والدراهم هذه صفحة منها مكتوب بسم الله وبالله ضرب هذا الدينار بسنة كذا وكذا وبالجانب الثاني اسماء الخمسة آل العباء واسم الامام علي بن موسى الرضا(ع) وشاهدت درهماً في متحف كان في العراق في بغداد يسمى بمتحف الحاج عبد الله الصراف الا ان البعثيين الكفرة في العراق اعداء اهل البيت استولوا على ذلك المتحف واغاروا عليه وصادروه لان صاحبه على خط اهل البيت، اعود الى الحديث عن ابراهيم الصولي قصيدته هذه التي ذكرت مطلعها ضاعت ولم يبق منها الا هذا البيت لان قصيدته هذه بل مجمل شعره ضاع نتيجة موجات الحقد على اهل البيت واتلاف التراث الذي يختص اهل البيت(ع)، اذكر من معاناة هذا الشاعر ابراهيم الصولي انه تعرض الى حالة من القرصنة او الابتزاز وموقف جداً خبيث من قبل احد خصوم الائمة مجمل القضية هكذا في مجلس المعتصم العباسي كان ابراهيم الصولي حاضراً لامر كان عنده فجأة دخل ذلك الخبيث وشخصه وكان هذا الخبيث يحفظ قصيدة ابراهيم الصولي فاراد هنا ابتزاز ابراهيم الصولي بقرصنة شيطانية همس في اذنه وهدده وقال له ادفع لي كذا مبلغ من المال والا اخبرت الخليفة بقصيدتك وانا احفظها واخذ يردد بعض ابياتها فكانت حياة ابراهيم الصولي على كف عفريت مثلما يقال، اضطر ابراهيم الصولي الى ان يستجيب الى مطلب هذا الملعون الخبيث ومن اجل حفاظ دمه وانقاذ حياته استجاب له واعطاه ذلك المبلغ ولو لم يعطه ذلك بلاشك كان سيقتل لو اطلع المعتصم على الموضوع لانه معروف بأحقاده وعداءه لاهل البيت(ع).
ذكر الشيخ الصدوق الثاني اعلى الله مقامه في كتابه عيون اخبار الرضا بيتين جميلين لهذا الشاعر ابراهيم الصولي قالهما في مدح ام الامام الرضا(ع) وهي المرحومة تكتم وهي من المؤمنات الورعات الصالحات واعظم دليل على ذلك ان الله سبحانه وتعالى اختارها اماً لثامن ائمة اهل البيت وهو الامام الرضا(ع) فيقول:
الا ان خير الناس اماً ووالداً
وجداً وآباءاً عليُّ المعظم
اتتنا به للعلم والحلم ثامناً
اماماً يؤدي حجة الله تكتم
يذكرها الشيخ الصدوق في كتابه عيون اخبار الرضا وقد ذكر المؤرخون ان للصولي ديواناً كبيراً من الشعر ومؤلفات اخرى كتبها في فقه اهل البيت وفي فضائل اهل البيت واخبارهم.
اين ذهبت هذه المؤلفات اين عصفت بها العواصف؟ المؤرخون يقولون في اواخر حياته اضطر للتكتم عليها وكان يخفيها في اماكن سرية ومن بئر الى بئر من سطوة العباسيين وعملائهم ولما توفي غابت ولا يدرى اين ذهبت.
المواجهة اتسمت بعدة طرق فمن ابياته في الحكمة مثلاً:
خل النفاق لاهله وعليك
فألتمس الطريقا
وارغب بنفسك ان ترى
الا عدواً او صديقا
مثلاً له في الموعظة والنصيحة هذان البيتان:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
الا التي كان قبل الموت يبنيها
فأن بناها بخير فاز ساكنها
ان بناها بشر خاب بانيها
وجاء في معجم الادباء عن فهرست ابن النديم بان لابراهيم الصولي ديوان رسائل وديوان شعره وكتب اخرى متعددة وربما كان غيرها قد تلفت نتيجة سطوة اعداءه، توفي ابراهيم الصولي في مدينة سامراء في العراق عام 243 ودفن في سامراء خفية ولم يعرف مكان قبره ابداً. نور الله مضجعه ببركة جهوده واعماله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******