موضوع البرنامج:
أبيات السيد جعفر مرتضى العاملي في التوسل الى الله بالمهدي(عج)
معنى لقب "بقية الله" من ألقاب المهدي
اختلاف الناس تجاه الامام المنتظر عن ظهوره (عجل الله فرجه)
السيد محمد الشوكي يجيب عن سؤال بشأن أدعياء المهدوية
الحاج محمد الرازي يفوز بلقاء المهدي في اليقظة والمنام
****
صفوة الخلق معدن المكرمات
سابق السابقين بالخيرات
قولك الفصل حكمك العدل يامن
لك عزم امضى من المرهفات
لك مجد ادى الذرى منه اوفت
في علاها على ذرى النيرات
قد تحدرت من ارومة عز
ومن الطاهرين والطاهرات
سيدي انت رحمة للبرايا
قد غمرت الوجود بالبركات
انت للمؤمنين واحة امن
انت سيف على رقاب الطغاة
انت في ظلمة الجهالات نور
بل منار الهدى لكل الهداة
سيدي عاثت الهموم بقلبي
ورمتني باعظم النكبات
ودهتني دهيا الفراق فاصبحت
اسير الهموم والكربات
ليس الاك من يداوي جراحي
فجراحي اعيت جميع الاساة
هب لقلبي حياته وتعاهد
بالندى كل زهرة في حياتي
وامسح البوس عن عيوني وهدهد
بالسنا خاطري وبالبسمات
سيدي جئت اطلب الرفد فاعطف
واستجب لي وافعم بالطهر ذاتي
اتراني احظى بقربك يوماً
اتراني اراك قبل وفاتي
*******
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته «الانتظار المر» هو عنوان قصيدة للسيد جعفر مرتضى العالمي نشرها في كتابه (دراسة في علامات الظهور والجزيرة الخضراء) والابيات التي استمعتم اليها انفاً انتخبناها لكم من هذه القصيدة التي خاطب فيه السيد العاملي مولاه ومولى العالمين المهدي (عجل الله فرجه) اما بالنسبة لباقي فقرات هذه الحلقة من برنامجكم هذا فنستعرضها سريعاً قائلين: سنحاول في الفقرة الاولى منها الاجابة عن سؤال عرضناه في الحلقة السابقة بشأن معنى لقب «بقية الله» وهو من اشهر القاب مولانا المهدي (ارواحنا فداه) فما هو المعنى الذي ينبغي ان يحمله قلب المؤمن وهو يخاطب امامه او يزوره او يسلم عليه بهذا اللقب؟
في الفقرة الثانية اعزاءنا نتحدث عن اوجه الشبه بين مولانا المهدي ونبي الله صالح (عليهما السلام) فيما يرتبط باختلاف الناس تجاههما عند ظهورهما بعد جريان سنة الغيبة عليهما.
في الفقرة الثالثة سيجيب ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي على بعض الاسئلة التي تردنا منكم بشأن موضوعات البرنامج.
اما الفقرة الختامية فهي تشتمل على رواية لطيفة وقصة فوز احد العباد الصالحين بروية الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لامام زمانه (عليه السلام) في اليقظة قبل المنام!
مستمعينا الاكارم نقرأ في دعاء الندبة الذي يستحب تلاوته في عصر الغيبة هذه العبارة التي يندب بها المؤمن امام العصر (عليه السلام): «أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية»، فما معنى هذا اللقب من القاب مولانا المهدي؟ هذا ما نحاول الاجابة عنه في الفقرة التالية وعنوانها:
القاب الشمس
عرفنا في الحلقتين السابقتين - مستمعينا الافاضل- ان لقب «بقية الله» هو من اهم القاب مولانا الحجة المهدي (ارواحنا فداه) وقد خص من بين القابه الاخرى بانه اللقب الذي يسلم به عليه فيخاطبه المؤمن عند ظهوره خاصة بعبارة «السلام عليك يا بقية الله».
وقد اكدت الاحاديث الشريفة المنشأ القرآني لهذا اللقب الشريف ولذلك لابد من العودة الى كتاب الله لمعرفة معنى هذا المصطلح لكي نعرف بالتالي معناه ودلالاته.
لقد ورد هذا المصطلح مرة واحدة فقط في كتاب الله وذلك ضمن رواية آيات سورة هود لقصة نبي الله شعيب (عليه السلام) مع قومه حيث جاء فيها:
«والى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان اني اراكم بخير واني أخاف عليكم عذاب يوم محيط / ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولاتعثوا في الارض مفسدين / بقيت الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ».
وقد ذكر المفسرون ان المراد من تعبير «بقية الله» هو الشي الباقي الثابت الذي لازوال له مما هو عند الله عزوجل من الثواب او البركة التي يجعلها في الاعمال او في الرزق او في عطاياه ونعمه، هذا الشيء الخاص هو خير من اي خير يكون فيه الانسان من النعم الظاهرية التي كان قوم شعيب يتنعمون ببعضها ولكن الشرط هو ان هذه البركة الالهية الخاصة تكون خيراً للناس اذا كانوا مؤمنين لا يعثون في الارض مفسدين والا كانت سبباً لدمارهم ومحق باطلهم ولن يكون احد حينئذ قادراً على حفظهم منها.
وعلى ضوء هذه الحقيقة القرآنية مستمعينا الاكارم يتضح ان معنى لقب «بقية الله» عند اطلاقه على الامام هو ان الامام يمثل النعمة الربانية الخاصة والباقية والثابتة عند الله عزوجل والتي تفوق جميع النعم الظاهرية في بركاتها وآثارها، ولذلك فقد ورد عن ائمة العترة النبوية (عليهم السلام) تفسير قوله عز من قائل: «ثم لتسألن يومئذ عن النعيم» ان المراد من النعيم هنا هو الامام والتمسك بولايته، والاحاديث بهذا المعنى كثيرة، نظير قول امير المؤمنين (عليه السلام) في الاحتجاج: «... فهم العباد المكرمون وهم النعيم الذي يسأل العباد عنه، لان الله انعم بهم على من اتبعهم من اوليائهم»، وفي حديث الباقر (عليه السلام): «انما يسألكم عما انتم عليه من الحق» وفي حديث الصادق (عليه السلام): «يسألكم عما انعم به عليكم بمحمد وآل محمد» وقوله «نحن اهل البيت النعيم الذي انعم الله بنا على العباد... وهو النعمة التي لا تنقطع...»، وقول الرضا (عليه السلام) «النعيم حبنا اهل البيت ومولاتنا...» وقوله (عليه السلام): «النعمة التي لا تنقطع» يتضمن معنى «البقية» وهو الشي الثابت الذي لا ينقطع، فكانه تفسير للآية الكريمة.
وهذا المعنى مستمعينا الاعزاء عام يشمل جميع اهل البيت (عليهم السلام) اما وجه التأكيد على اختصاص مولانا المهدي (عجل الله فرجه) بهذا اللقب، فلعله يرجع الى ان ظهور البركات العظيمة لوجود الامام يتحقق في عصر دولته باوضح صورة واكملها هذا من جهة ومن جهة اخرى فان ترسيخ معنى كون الامام (عليه السلام) هو «بقية الله» ونعمته الكبرى في عصر غيبته يمهد السبيل امام المؤمن لتقوية الارتباط به والتمسك بولايته والانتفاع من بركاته واداء حقوقه.
*******
اما الآن احباءنا المستمعين فننتقل الى الفقرة التالية من فقرات برنامج شمس خلف السحاب وعنوانها هو:
المهدي وسنن الانبياء
عرفنا في الحلقة السابقة - مستمعينا الافاضل- ان من السنن التي جرت في نبي الله صالح وبقية الله المهدي (عليهما السلام) هي سنة الغيبة وسنة اختلاف الناس في مواقفهم عند ظهورهما الى عدة طوائف بين جاحد ومشكك ومؤمن به فقد اخبرتنا النصوص الشريفة عن جريان هاتين السنتين مع صالح النبي (عليه السلام) كما اخبرتنا مسبقاً عن جريان كلتا السنتين مع خاتم الاوصياء المهدي (عجل الله فرجه). وقد تحققت السنة الاولى اي سنة الغيبة.
اما بالنسبة لاختلاف الناس فيه عند ظهوره (ارواحنا فداه) فقد صرحت به عدة من الاحاديث الشريفة، فمثلاً روى النعماني في كتاب الغيبة مسنداً عن الامام الصادق (عليه السلام) فقال: «لو قد قام القائم (عليه السلام) لانكره الناس لانه يرجع اليهم شاباً موفقاً لايثبت عليه الا مؤمن قد اخذ الله ميثاقه في الذر الاول»، وعنه (عليه السلام) قال: «... يخرج اليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً»، وفي رواية ثالثة قال: «ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثنتين وثلاثين سنةً حتى ترجع عنه طائفة من الناس...».
وفي غيبة النعماني ايضاً عن الصادق (عليه السلام) قال: «اذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الامر من كان يرى انه من اهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر».
وصرحت احاديث اخرى بان من الذين ينكرون المهدي ويحاربونه كثير من اصحاب الظاهر الديني من مختلف الاتجاهات والطوائف.
وقد حدثتنا الاحاديث الشريفة - اعزاءنا- بان اظهار نبي الله صالح عند ظهوره لآية «ناقة الله» ادى الى ايمان بعض الناس به ولكن بقي بعضهم على جحودهم وافكارهم وهذه السنة النبوية تجري ايضاً مع مولانا المهدي (عجل الله فرجه) فقد ذكرت كثير من احاديث النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وائمة عترته الطاهرة (عليهم السلام)، ان الامام المهدي يظهر كثيراً من الآيات لاتمام الحجة على مختلف الطوائف بانه هو المهدي الموعود والامل المنتظر.
والملاحظ في هذه الاحاديث الشريفة تاكيدها على انه (عليه السلام) يظهر من الآيات مايتم الحجة على جميع الطوائف والاديان، فهو مثلاً يستخرج لاهل الكتاب نسخ التوراة والانجيل الاصلية ويحكم بينهم على ضوئها، كما انه يخرج لخلص اصحابه عهوداً خاصةً يعلمون انها لا توجد سوى عند ولي الله الاعظم، كما انه يخرج للمسلمين وللموحدين عامةً مواريث الانبياء (عليهم السلام) نظائر عصا موسى وخاتم سليمان وعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه وغير ذلك، من الآيات التي تثبت لكل من يطلب الحق هويته وعندها يهلك من يهلك بجحوده ويحيى من يحيى باتباعه (عليه السلام) مع توفر كامل البينة.
*******
أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع القضايا المهمة المرتبطة بقضية مولانا المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) مع سماحة السيد محمد الشوكي وهو يجيب عن الاسئلة ان تصلنا منكم فيما يرتبط بموضوع الامام المهدي (سلام الله عليه) اهلاً ومرحباً بكم:
المحاور: السيد الشوكي رسالة الاخ اثير كاظم من العراق اشتملت على اربعة اسئلة اجبتم على الاول منها في الحلقة السابقة هنالك وهي في الواقع ايضاً اسئلة مهمة. سؤاله الثاني يقول هل صحيح سوف يظهر اكثر من شخص يدعي انه هو الامام اذن ما هي صفات الامام المهدي (عليه السلام) يشير الى انه كيف نميز المهدي الحقيقي عن ادعياء المهدوية؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين.
الواقع انه كما اشار الاخ الى ان هناك مجموعة من الروايات في مصادرنا الشيعية الامامية وكذلك في مصادر ابناء السنة اشارت الى مجموعة او الى مجموعة طوائف تدعي كذبا وزورا بعض المقامات، هناك رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تنقل سبعون كذاب قبيل ظهور الامام (سلام الله عليه) طبعاً الرواية تقول انه قبيل الدجال ولكن نعرف هناك تقارن بين الفترتين هناك بعض الاخبار تشير الى ثلاثين كذابا والدجال يكون هو رقم ثلاثون يعني آخر القائمة هناك روايات ايضاً في مصادرنا تشير الى اثني عشر مدعيا ايضا وربما تحددهم انهم ممن ينتمون الى هذه العائلة وهذه الاسرة اسرة بني هاشم.
او يدعون ذلك نعم انتم تعرفون حتى في ثورة صاحب الزنج كان هناك ادعاء ينتمي الى هذه العائلة لاستغلال عواطف الناس. هذه المجموعات تستغل الاوضاع التي يعيشها المجتمع وتعيشها الامة، الامة قبل ظهور الامام (سلام الله عليه) تعيش جو خانق وظرف خانق جدا على جميع المستويات، على المستوي الديني، الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، على المستوى الاقتصادي فقر وازمات اقتصادية على المستوى الكوني، على مستوى السلم والحرب ايضاً هناك ازمات كثيره هناك حروب، هناك موتاً، موت احمر وموت ابيض وموت بالطاعون وموت بالسيف.
المحاور: يعني تملأ ارض ظلماً وجوراً.
السيد محمد الشوكي: هذا العنوان العام الذي اشارت اليه الروايات ان الارض تملأ ظلماً وجوراً فهذا الظرف الخانق هذا الظرف المتداعي يجعل الناس تنشد الى كل دعوة اصلاح والى كل امل الى كل بارقة امل تتطلع الى الامام المهدي (سلام الله عليه) هؤلاء، يستغلون عواطف الناس يستغلون انشداد الناس يستغلون ربما حتى بعض الاخبار التي تطبق هنا وهناك على عناوين مختلفة لاجل امتيازات معينة وقد رأينا الكثير كما راى العالم الشيعي ايضاً وغير العالم الشيعي الكثير من هذه الدعوات على امتداد التاريخ سواء فيما يتعلق بإدعاء المهدوية او ما يتعلق بادعاء البابوية وما شابه ذلك من امور اخرى، اذن القضية انه هذه القضية واضحة في الاخبار تحدثت عنها اما انه كيف يميز الانسان؟ بعض الاخبار تحدثت عن ان هذه الحركات تطرح شعارات ربما متقاربة شعارات جذابة وخلابة بحيث يشتبه امرها على الناس و لا يعرف الانسان اي من اي، الشخص عندما يسمع هذه الحالة يتأثر ويحزن فيسئل من الامام اظن الامام الصادق (عليه السلام). فكيف نعرف؟ يعني الواقع، ويشير الامام (عليه السلام) الى كوة في البيت تدخل منها الشمس واشعة الشمس ويقول ان امرنا ابين من هذه الشمس عليه.
المحاور: سماحة السيد تعبير ان امرنا ابين من هذه يحتمل ان تكون في اشارة الى من عرف خصوصيات مدرسة اهل البيت بطبيعة منهجهم (عليهم السلام) طبيعة خصوصياتهم، هذا الشخص يكون عليه من اليسير تميز المهدي الحقيقي عن غيره؟
السيد محمد الشوكي: لاشك ان الجانب المعرفي له دور في التمييز والجانب الايماني ايضاً له دور في التميز لان الانسان اذا ما آمن واتقى وعمل صالحاً والله - عزوجل- يعطي فرقانا و يفرق به بين الحق والباطل ويلهمه علم ذلك اما بالنسبة الى تميز الامام وعلامات الامام المهدي (سلام الله عليه) كما هو واضح في الاخبار له سماء الشخصية يعني تتعلق بشخصه لا بشخصيته من قبيل خصائص جسده (سلام الله عليه) كونه الجسم جسم اسرائيلي كما ورد في بعض الاخبار يعني يكون جسماً شيء في شيء من القوة والضخامة واللون ربما لون عربي، ربما في شيء من السمره وبعض الاخبار طبعا تقول هناك لونه ابيض مشهوب بالحمرة بعضها تقول لونه لون عربي كونه مربوعاً لا بالطويل الشافح ولا بالقصير اللازق كما ورد في بعض الاخبار كونه اجل الجبين، اقنى الانف على كل حال اثلج الثنايا عريض ما بين المنكبين هذه موجودة في الاخبار التي شخصت وحددت بعض خصائص الامام (سلام الله عليه) هذا بالاضافة الى ان الامام (عليه السلام) بطبيعة الحال لما يظهر سوف يرافق ظهوره بعض العلامات العامة كما ذكرنا وبعض الدلائل الخاصة التي يقيمها (سلام الله عليه). وكما في قضية الامام (سلام الله عليه) مع الحسن كما اظن عندما يغرس له عصا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالبداية يظهر شيء من تكذيبي ويقول لها انا احق بالامر منك طبعا في بعض الاخبار انه انما يقول ذلك لكي يثبت بجماعته والرجل مؤمن بالقضية ولكن لكي يثبت من معه فيغرس الامام (سلام الله عليه) عصا رسول الله التي هي من ارثه وتورق هذه العصا فهناك من قبيل هذه الامور الكثير من الدلائل الخاصة التي سوف يقوم ويقوم بها الامام يقدمها الامام (سلام الله عليه) بالاضافة الى الدلائل العامة والآيات العامة التي تحدثنا عنها.
المحاور: السيد محمد الشوكي شكراً جزيلاً.
السيد محمد الشوكي: حياكم الله.
المحاور: وشكراً لكم احباءنا الى ما تبقى من فقرات البرنامج.
*******
شكراً لكم احباءنا على متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وحان موعدكم الآن مع فقرتها الختامية وهي فقرة:
الفائزون بلقاء الشمس
نقل آية الله النهاوندي في كتابه القيم (العبقري الحسان في احوال صاحب الزمان) عن الميرزا المتعبد الحاج محمد الرازي (رحمه الله) الذي كان من مجاوري مرقد امير المؤمنين (عليه السلام)، القضية التالية قال:
كنت شديد الشوق للقاء مولاي بقية الله المهدي (ارواحنا فداه) وكنت كثيراً ما اقول في نفسي: لو كنت من شيعته حقاً لوفقني الله للفوز برويته في اليقظة او في عالم الرويا الصادقة وكان هذا الامر يوذيني كثيراً باعثاً في القلق والاضطراب.
بقيت على هذه الحال مدة الى وفقني الله لزيارة ثامن الائمة علي الرضا (عليه السلام) وبعد عودتي الى النجف الاشرف زارني المهنئون لي على توفيقه الزيارة وسلامة العودة وبعد ايام من عودتي رأيت في عالم الرويا شخصاً يقول لي: ان امام العصر (عليه السلام) قد جاء الى النجف الاشرف، فسألته: واين هو الآن؟ قال: في المسجد الهندي.
سررت - وانا في عالم الرويا- بهذا الخبر وذهبت على عجل الى هذا المسجد للتشرف بلقائه، لكنني عندما دخلت المسجد شاهدت الامام (عليه السلام) في زاوية وقد احتشد الناس حوله وبكثافة لايمكن معها لاحد الاقتراب منه، فداخلني الياس وقلت في نفسي هكذا حال الناس في كل امر يتقدمون ويمنعون غيرهم عنه الوصول، واثر ذلك رايت الامام (عليه السلام) يرفع راسه ويمر ببصره على المحتشدين ولما وقعت عينه المباركة علي اشار الي ان اتقدم نحوه، وعندها فتح المحتشدون الطريق لي فاقتربت منه (عليه السلام)، فتلطف بي وقال لي بنبرة رحيمة رؤوفة:
لقد جئنا لزيارتك عند عودتك من زيارة مشهد ودخلنا عليك في الطابق العلوي من منزلك لكنك لم تعرفنا!!
يقول الحاج محمد الرازي: شعرت بالخجل لما سمعته من الامام (عليه السلام) لانني ادركت ان ذلك الرجل البهي الذي دخل علي مع المهنئين بعودتي من الزيارة والذي لم اعرفه يومئذ وظننت انه احد النجفيين جاء يزورني رجاءً للثواب فقد كان يرتدي ملابسهم العادية، ذلك الرجل هو مولاي ومولى العالمين روحي فداه.
انتبهت من النوم فسجدت شكراً لله على هذه النعمة العظمى، نعمة فوزي بلقاء مولاي في اليقظة وفي المنام.
*******
في نهاية هذه الحلقة نذكركم احباءنا بان بامكانكم متابعة حلقات هذا البرنامج على موقع الاذاعة في شبكة الانترنت وعنوانه هو: www.Arabic-irib.ir.
كما نرحب شاكرين بمساهماتكم في برنامجكم هذا بمختلف انواعها من الاسئلة والاقتراحات والمشاركات يمكنكم ارسالها لنا عبر البريد الالكتروني للاذاعة وهو: [email protected].
وان شئتم ارسالها عبر البريد العادي فان من عناويننا عنوان:
ايران طهران ص. ب ٦۷٦۷/۱۹۳۹٥.
نستودعكم الله اعزاءنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******