موضوع البرنامج:
أبيات الميرزا ابوالفضل الطهراني في التشوق للمهدي (عج)
دلالات لقب "ديان دين الله" في كون الله عزوجل غالب على أمره
جريان سنة نوح (عليه السلام) في تطهير الارض من الكافرين في ظهور المهدي
اجوبة السيد محمد الشوكي عن أسئلة المستمعين
وقفة أخيرة عن كتاب الملاحم والفتن لابن حماد
الفائزون بلقاء المهدي(عج) على لسان الشيخ بهجت
*****
أبا صالح غاب الصلاح عن الورى
فحتى م نصر الله رهن التأخر
ويا نور ابصار الورى واجل من
جرى باسمه يوماً لسان مبشر
الى م؟ وحتى م النوى؟ والى متى
نرى الشمس من خلف السحاب الكنهور
وعينيك لاعين لنا تألف الكرى
وهل راقد فوق الضرام المسعر
فداك ابي يا ابن الميامين هل الى
حماك اهتداء بعد طول تحير
فاني قد استصفيت فيك هوى به
اسوم التلاقي وهو اربح متجر
أأنت برضوى ام أأنت بذي طوى؟
فقد اخطاتني بلغة المتصبر
فياطيب عيش في ظلالك ينقضي
وطيب نسيم من رياضك ينبري
عليك سلامي اين سرت واينما
انخت مطياً من عشيب ومقفر
*******
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته. اهلاً بكم ومرحباً وقد افتتحناها بابيات جميلة في التشوق لامام زماننا المهدي (ارواحنا فداه) اخترناها من قصيدة مهدوية جميلة للعالم الزاهد آية الله الشيخ ابو الفضل الطهراني رحمه الله من تلامذة المجدد الشيرازي في سامراء والمتوفى سنة (۱۳۰٦) وهو صاحب كتاب شفاء الصدور في شرح زيارة عاشوراء.
ولنا في هذه الحلقة وقفة مع دلالات لقب "ديان دين الله" من القاب مولانا الحجة بن الحسن (عليهما السلام) تليها مقارنة وبيان لاوجه الشبه والتمايز بين مولانا المنتظر ونبي الله نوح (عليهما السلام)، فيما يرتبط بتطهير الارض من الكافرين، ثم نستمع الى السيد محمد الشوكي وهو يجيب عن اسئلتكم، تلي ذلك وقفة اخيرة مع كتاب الحافظ نعيم بن حماد بشأن قضية المهدي المنتظر (ارواحنا فداه).
ثم نختم اللقاء بنقل بعض روايات الفائزين بلقاء المهدي ووصية منه (عجل الله فرجه) للمؤمنين. فالى فقرات البرنامج.
*******
القاب الشمس
عرفنا في الحلقة السابقة - مستمعينا الافاضل- معنى لقب «ديان دين الله» وهو اللقب الرابع الذي اطلقته زيارة آل ياسين المباركة على المهدي (ارواحنا فداه) فقد اتضح استناداً الى ما ذكرته كتب اللغة ان معنى هذا اللقب الشريف هو ان الله عزوجل جعل لائمة الهدى (عليهم السلام) الحاكمية والاخضاع وجعل الآخرين منقادين لهم؟
وهذا المعنى يصدق على خاتمهم المهدي (سلام الله عليه) في غيبته وفي ظهوره.
ففي عصر غيبته يشترك مع جميع آبائه الطاهرين في كون ما عرضوا له من تقتيل وتشريد واذى وخذلان لم يمنعهم من القيام بمهام تنفيذ الارادة الالهية وجعل المسيرة البشرية في اطارها العام باتجاه اظهار النور والدين الالهي على الدين كله ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون وهم (عليهم السلام) بذلك يجسدون اهم مظاهر قاعدة (والله غالب على امره) التي نطق بها القرآن الكريم.
بمعنى ان كل كيد الكافرين والظالمين والطواغيت عاجز في كل الاحوال عن ابطال حجة الله واطفاء نوره عزوجل ودرس دينه الحق، وهذا العجز من ثماد جهود ائمة الهدى (عليهم السلام) وسياستهم بامر الله لامور البشرية بالاتجاه الذي يؤدي في حصيلة الامر ومنتهاه الى اظهار الاسلام على الدين كله.
ما المعنى الذي يختص به امام زماننا عجل اله فرجه من لقب ديان دين الله فهو الظهور والتجلي الكامل لمعنى كلمة «الديان» وما تشتمل عليه من قهارية باذن الله تؤدي الى انقياد الناس وطاعتهم وذلك في عصر ظهوره (سلام الله عليه) الذي نصت النصوص الشريفة على انه يشهد اكمل صور اظهار الله لدينه على الدين كله.
واخيراً فقد ذكرت بعض كتب اللغة ان من معاني كلمة الديان هو الحاكم والقاضي، وعندما نضيفها الى دين الله يكون معنى هذا اللقب هو ان مولانا المهدي هو الحاكم والقاضي بدين الله عزوجل وهذا المعنى واضح الانطباق عليه (عجل الله فرجه) فهو امين الله في ارضه وحافظ دينه والمجاهد في اقرار حاكمية دين الله في كل شؤون العباد والبلاد.
*******
المهدي وسنن الانبياء
ايها الاخوة والاخوات تتذكرون باننا تعرفنا في هذه الفقرة من الحلقات السابقة على جريان سنة طول العمر في مولانا المهدي ونبي الله نوح (سلام الله عليهما)، وكذلك جريان سنة نوح (عليه السلام) في دعوة الناس الى الله عزوجل لفترة طويلة تقارب الالف عام، جهاراً واسراراً، اي نجفاء واعلان، جريانها في امامنا المهدي ولمدة اطول مع اشتداد عنصر الاسرار والخفاء في غيبته (عجل الله فرجه).
وقد نصت الآيات الكريمة على ان نوحاً (عليه السلام) قد طهر الارض من الكافرين بعد اتمام الحجة بدعائه الذي نقله عزوجل في كتابه الكريم في قوله حاكياً دعاء نوح (عليه السلام) قبل الطوفان:
«وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين دياراً / انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولايلدوا الا فاجراً كفاراً».
فجاء الطوفان الالهي من جوار مسجد الكوفة استجابةً لهذا الدعاء النبوي، وهذه السنة النبوية تجري مع مولانا المهدي (عجل الله فرجه) ايضاً، فهو الموعود بان يطهر الله على يديه وبحسامه الارض من الكافرين بعد اتمام الحجة وخلو اصلابهم بالكامل من نسمات مؤمنة، فقد ورد في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام) في بيان احد اسرار طول غيبة المهدي (عجل الله فرجه) ان احد اسرارها «وجود رجال مؤمنين في اصلاب قوم كافرين» فاذا خلت اصلابهم من اجيال مؤمنة واصبحوا لا يلدون الا كافراً فجاراً لا استعداد فيهم لتقبل الايمان كما حدث مع قوم نوح (عليه السلام) جرت تلك السنة وطهر الله الارض من الكافرين على ايدي المهدي وانصاره:
والسنة الاخرى ان نبي الله نوحاً (عليه السلام) قد اقام بعد الطوفان مجتمعاً ايمانياً من الذين انجاهم الله معه فاورثهم الله الارض وهذه السنة تجري مع مولانا المهدي (عجل الله فرجه) فهو يقيم المجتمع الايماني الخالص بعد ظهوره ويورث الله الارض للمؤمنين في عصره وثمة وجه مهم للتمايز بين المجتمعين ودولة مولانا المهدي وسيدنا نوح (عليهما السلام) سنتحدث عنه في الحلقة المقبلة باذن الله.
*******
اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج المخصصة للاجابة على اسئلتكم الكريمة بشأن موضوعها، نرحب في مطلع هذا اللقاء بسماحة السيد محمد الشوكي ضيفنا الكريم عبر الهاتف، اهلاً بكم سماحة السيد.
السيد محمد الشوكي: اهلاً ومرحباً بكم حياكم الله.
المحاور: سماحة السيد هنالك سؤالان ضمن مجموعة اسألة ترتبط بسؤال واحد، السؤال الاول من الاخ السيد جواد كاظم الرهيني بشأن ظاهرتي الخسوف والكسوف التي تحدث بشكل متكرر، حدثت في السنين الاخيرة، يقول السؤال هل هذه تعاد علامة من علامات ظهور او اقتراب ظهور الامام سلام الله عليه؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد، الواقع ان العلامة الاكيدة التي وردت في عدة روايات عن الائمة سلام الله عليهم في مسألة الكسوف والخسوف في توقيت الخسوف والكسوف، حدوث كسوف الشمس في وسط شهر رمضان المبارك وخسوف القمر في اواخر هذا الشهر، الذي يظهر من الرواية الشريفة ان هذه الظاهرة وحدوثها بهذا الشكل خلاف العادة التي جرت عليها هذه الظاهرة ولم تكونا منذ آدم سلام الله عليه وهو ان يكون كسوف الشمس في وسط الشهر والخسوف يكون في آخر الشهر، على النظام المعتاد لظاهرة الخسوف والكسوف تكون القضية بالعكس من ذلك فهذه المسألة هي المسألة الاكيدة والعلامة الاكيدة التي وردت فيها الروايات.
المحاور: اذن ليس كل خسوف وكل كسوف هو من علامات الظهور.
السيد محمد الشوكي: الظاهر ان هذه الظاهرة تقع في السنة التي تقع فيها الصيحة وكأنه في قرب ظهور الامام تتكثف هذه العلامات الكونية لتؤذن بظهور الامام سلام الله عليه الذي يظهر انه في نفس سنة النداء الذي يكون في شهر رمضان المبارك تحدث مثل هذه الظاهرة.
المحاور: سماحة السيد الاخ احمد كامل من النجف الاشرف ايضاً يسأل سؤال قريب من السؤال المتقدم، ما هي المناطق التي نصت الروايات الثابته السند على تعرضها لزلازل قبيل ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
السيد محمد الشوكي: الواقع ان لسان الكثير من الروايات لسان اطلاقي، تحدثت عن كثرة الزلازل قبل ظهور الامام سلام الله عليه وربما ان بعض النصوص ان في نجد مثلاً وما يحيط بها تكثر الزلازل لكن اغلب الروايات التي تحدثت عن الزلازل تحدثت عن كثرتها قبل الظهور، الذي يظهر ان هذه المفردة مفردة الزلازل هي مفردة في منظومة من البلايا التي تحل بالناس قبل الظهور يعني الزلازل الفقر، الجوع، الطاعون، كأنه هناك مجموعة من البلايا تصب على الناس قبل يوم الظهور، هناك موت احمر، موت ابيض كما ورد في الروايات، يعني بالنسبة للقتل بالسيف والقتل بالطاعون فهي هذه مفردة الزلازل مفردة الجوع، القتل الطاعون الامراض الاويئة هذه تشتد في عصر ما قبل الظهور لاجل اختبار الناس ربما عقوبة لبعض الجهات.
المحاور: بأعتبار ان قبل الظهور يشتد الموت والجوع والظلم والجور.
السيد محمد الشوكي: نعم بأعتبار وصول الى القمة تكثر فيها مثل هذه الامور.
المحاور: سماحة السيد الاخت الكريمة الساعدي تسأل ضمن مجموعة من الاسئلة سؤالها الاول تقول فيه هل ان السيد الشهيد السيد محمد صادق الصدر رضوان الله عليه هو النفس الزكية؟
السيد محمد الشوكي: الواقع اننا نواجه مجموعة من المصاديق التي ربما اريدت لها ان تنطيق على النفس الزكية، النفس الزكية طبعاً التي تقتل بظهر الكوفة لانه هناك نفسان زكيتان تقتلان احدهما في مكة المكرمة وهذا لا يفصل بينه وبين ظهور الامام عليه السلام الا اسبوعين تقريباً.
المحاور: وهذا طبعاً من العلامات الحتمية.
السيد محمد الشوكي: نعم وجداً ملاصقة للظهور، بالنسبة للنفس الزكية الثانية هي التي تقتل بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، نواجه كما قلت مجموعة من المصاديق التي حاول الكثير ان يطبقها عليها، البعض اراد ان يطبقها على السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه، بعضهم اراد ان يطبقها على السيد محمد الصدر رحمة الله عليه، بعضهم اراد ان يطبقها على سماحة السيد محمد باقر الحكيم تغمده الله بواسع رحمته، الذي اقوله ان كل علماءنا وكل شهداءنا هم اصحاب نفوس زكية وارواح زكية لكن الواقع نحن لا نملك دليلاً قاطعاً وبرهاناً صادقاً على تصديق هذه الفكرة وتطبيق هذا العنوان على احد هذه المفردات فهذا الاحتمال مفتوح اما اليقين بذلك لا يستطيع احدان يعطي دليلاً قطعياً على هذه المسألة.
المحاور: حتى ان تتوفر مجموعة من القرائن وتفيد القطع وهذا يحتاج الى دراسة مفصلة، طيب سماحة السيد محمد الشوكي شكراً لكم على هذه الفرصة وشكراً لكم مستمعينا الافاضل الى ما تبقى من فقرات البرنامج.
*******
حركة التأليف عن الامام المهدي
ايها الاخوة والاخوات لنا في هذه الفقرة من فقرات البرنامج وقفة اخيرة مع كتاب «الفتن» للحافظ الموثق عند اهل السنة نعيم بن حماد الخزاعي المتوفى سنة ۲۲۸ للهجرة. فقد اتضح من حديثنا المفصل في الحلقات السابقة عن مميزات الكتاب ومحتوياته ومنهجه جملة من الحقائق اهمها:
اولاً: ان احاديث المهدي (عليه السلام) كانت معروفة منذ الصدر الاول للاسلام وقد كان الصحابة والتابعون يرونها وما يرتبط بها كاحدى القضايا الاسلامية المهمة حتى في دائرة الوسط الاسلامي العام من خارج اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) فكيف يمكن ان تكون قضية الاعتقاد بالمهدي المنتظر نتيجة للظلم الذي تعرض له اتباع هذه المدرسة كما يدعي بعض المستشرقين واتباعهم؟!
ثانياً: ان جراة ابن حماد رحمه الله في رواية الاحاديث الشريفة المبينة لهوية المهدي المنتظر وكونه من عترة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)، وكذلك في رواية الاحاديث النبوية الصريحة في ذم ملوك بني امية وبني العباس قد جعلت هؤلاء الملوك واجهزتهم من بعض اصحاب المجاميع الحديثية يحاربون هذا الكتاب ويتجنبون النقل عنه وترويجه بين المسلمين.
ثالثاً: وبالطبع فان ما قلناه بشان اهمية هذا المصدر لا تعني بحال من الاحوال التسليم بكل ما جاء فيه او تصحيح كل ما فيه من روايات بل يجري عليه ما يجري على غيره من كتب الحديث من لزوم الاستناد الى القواعد والمعايير العلمية في تمييز الصحيح من السقيم ففيه غث وسمين، ولكن ذلك لا ينقص من قيمته العلمية على اي حال.
*******
الفائزون بلقاء الشمس
قال آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت في بعض مواعظه:
قال احد السادة: اذا تشرفتم بلقاء الامام (عليه السلام) فلا تقولوا له: ادع الله ان يرزقني بيتاً او يدفع عني المرض الفلاني الخاص بي، ونظائر هذه الطلبات فكلها ليست ذا اهمية يعتد بها.
وقال سيد آخر: كنت معتكفاً في مسجد الكوفة فرأيت مولاي الامام (عليه السلام) في عالم الرويا فقال لي:
ان الذين يأتون الى هنا من المومنين الطيبين لكن كلاً منهم يأتي سعياً لقضاء حاجة خاصة كطلب بيت او ولد وامثال ذلك وليس فيهم من ياتي من اجلي.
ثم علق آية الله الشيخ بهجت على هذه الرواية قائلاً:
ولا يحتاج الامر الى شاهد لنظائر هذه الرويا، فكل منا يفكر بحاجاته الشخصيته ولا نفكر بالامام (عليه السلام) الذي تعم بركاته الجميع.
مستمعينا الافاضل، مسك ختام هذه الحلقة، هذا المقطع الذي نقله السيد ابن طاووس في كتاب الاقبال وفيه دعاء لمولانا المهدي (ارواحنا فداه) يصلح لكل وقت وزمان:
«اللهم صل على محمد وآل محمد وادفع عن وليك وخليفتك ولسانك، والقائم بقسطك والمعظم لحرمتك والمعبر عنك والناطق بحكمك وعينك الناظرة واذنك السامعة وشاهد عبادك وحجتك على خلقك والمجاهد في سبيلك والمجتهد في طاعتك واجعله في وديعتك التي لا تضييع وايده بجندك الغالب واعنه واعن عنه واجعلني ووالدي وما ولدا وولدي ممن ينصرونه وينتصرون به في الدنيا والآخرة اشعب به صدعنا وارتق به فتقنا اللهم امت به الجور ودمدم بمن نصب له واقصم رؤوس الضلالة حتى لا تدع على الارض منهم دياراً».
*******