البث المباشر

العلم العراقي ودعوات التغيير

الأحد 1 يناير 2023 - 12:05 بتوقيت طهران
العلم العراقي ودعوات التغيير

طالعت مقالاً يخص العلم العراقي وألوانه وعبارة "الله أكبر" المكتوبة في وسطه، واعتبر الكاتب ذلك "عاراً على رجال الدين وجميع الساسة العراقيين وبالذات الشيعة".

ووصف العلم الحالي بأنه علم البعث المقبور وأن ألوانه متناشزة!! ولكن الحقيقة أن ألوان أعلام الدول ليست عاراً على علماء الدين والساسة ولا هي وحي منزل، ولكنها لا تتبدل بسهولة وسرعة، فمعظم أعلام بلدان العالم ودول المنطقة لا ولم تتغير منذ عشرات السنين، إلا في حالة تفكك الدول الفيدرالية ونشوء دول اخرى جديدة محلها، كما هو الحال بالنسبة ليوغسلافيا والإتحاد السوفيتي والسودان وجيكوسلوفاكيا.

ولا أعلم لماذا هذه المبالغة وهذا الاصرار على كون العلم الحالي يمثل العار، بالعكس فالعلم العراقي يحمل شعار "الله أكبر" وهو يزيدنا فخراً بأننا نستظل براية خفاقة هي راية "الله أكبر" وكل من يغره الشيطان بأن يمس علمنا بسوء (نار او دوس او تمزيق وما شابه) تردعه تلك الجملة من أن يهين علم العراق ويسيء لرمز الوطن.  

ولو لاحظنا (مثلاً) فإن علم لبنان لم يتغير منذ عقود، وعلم ايران بقيت ألوانه الثلاثة الرئيسية لم تتغير بين عهد الشاه المقبور وعهد الجمهورية الاسلامية، بل اضيفت له عبارة (لا إله إلا الله ☫) وجملة (الله أكبر) كشريط على حاشية الالوان مكتوبة ٢٢ مرة لترمز ليوم انتصارها (٢٢بهمن).

وكما هو معلوم فإن في ايران (كما العراق) مسيحيين وزرادشت ويهود وغالبية من المسلمين؛ شيعة وسنة، وفيها مكونات قومية عديدة كالاكراد والعرب والفرس والاتراك والبلوش وغيرهم ومع ذلك ظل العلم الايراني كما هو منذ 44 عاما ولحد الان لم يتغير مطلقاً.

وهكذا أعلام الدول التي تحترم نفسها كمصر وبلاد الشام والدول الخمس الكبرى وحتى بلدان الخليج الفارسي، فلماذا هذا النزعة نحو تغيير العلم والإلحاح على تغييرة و إثارة هذا الموضوع بين الفينة والاخرى بلا ضرورة، ودون داع، وإشغال الرأي العام بهذه الأمور.

ومازلت أتذكر أبيات الشاعر العراقي الراحل جميل صدقي الزهاوي، والتي كنا نقرأها في الاصطفاف الصباحي منذ المرحلة الابتدائية، إذ يقول فيها:
عـش هكَذا في عـلوٍّ أَيُّها العلمُ  *********  فإننا بك بعد اللَه نعتصمُ
عـش للعـراق لواء الحكم تكلؤه  *********  عين العناية من شعب له ذمم
إِنِ احتُقرتَ فإنَّ الشعب محتَقَـرٌ  *********  أَو احتُرِمتَ فإن الشعب محترَمُ
يا أَيُّها العَلمُ المحبوب شارتُه  *********   إنّا لك اليوم بالإجماع نَحترِمُ

بقلم: د. رعدهادي جبارة / باحث ودبلوماسي سابق

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة