موضوع البرنامج:
دلالات لقب وارث الانبياء من القاب المهدي(عج)
الرد على محاولات تحجيم الاعتقاد بفاعلية المهدي(عج) في عصر غيبته ارواحنا فداه
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة السبعين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نفتتحها بالحديث عن دلالات لقب «الوارث» من القاب مولانا الحجة المهدي ارواحنا له الفداء وقد لقبته النصوص الشريفة بهذا اللقب وبصيغ عدة اولاها صيغة «وارث الانبياء» او صيغة «المنتهى اليه مواريث الانبياء» وقد ذكرت الاحاديث الشريفة انه عليه السلام سيصدع بمضمون هذا اللقب في الخطبة الاولى التي سيلقيها عند ظهوره واعلان حركته في المسجد الحرام في مكة المكرمة.
اجل فقد روى السيد علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة بالاسناد عن الفضل بن شاذان عن ابن محبوب رفعه الى الامام الباقر عليه السلام انه قال ضمن حديث عن الخسف بجيش السفياني وخروج المهدي عجل الله فرجه (والقائم يومئد بمكة مستجيراً بها يقول: انا ولي الله وانا اولى بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله فمن حاجني في آدم فأنا اولى الناس بآدم ومن حاجني في نوح فأنا اولى الناس بنوح ومن حاجني في ابراهيم فأنا اولى الناس بأبراهيم ومن حاجني في محمد فأنا اولى الناس بمحمد ومن حاجني في النبيين فأنا اولى الناس بالنبيين ان الله تعالى يقول: «ان الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذريةً بعضها من بعض والله سميع عليم» فأنا بقية آدم وخيرة نوح ومصطفى ابراهيم وصفوة محمد(.
وقد رويت مستمعينا الافاضل في المصادر المعتبرة مجموعة من الاحاديث الشريفة تذكر نماذج عديدة من مواريث الانبياء التي توجد لدى الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف مثل عصا موسى وتركة داوود وصاع يوسف ومكيال شعيب ودرع داوود وخاتم سليمان وتاجه ورحل عيسى وسيف محمد صلى الله عليه وآله وعلى الانبياء والمرسلين جميعاً وكذلك هراوة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وخاتمه وبرده ودرعه ورايته وقميصه الذي اصيب به وهو يرتديه في معركة احد. كما يستفاد من بعض الاحاديث الشريفة أنه عجل الله فرجه لديه النسخ الاصلية غير المحرفة من الكتب السماوية كالتوراة والانجيل وصحف ادريس وابراهيم كما أن لديه المصحف الذي جمعه اميرالمؤمنين عليه السلام بعيد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله. نستمع معاً الى نماذج من هذه الاحاديث الشريفة.
روى النعماني في كتاب الغيبة مسنداً عن الصادق عليه السلام أنه قال ليعقوب بن شعيب: أنا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه فقال يعقوب: بلى فدعا عليه السلام بقنطر ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره فاذا في كمه الايسر دم فقال عليه السلام: هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان عليه يوم ضربت رباعيته وفيه يقوم القائم.
وفي كتاب العدد القوية للشيخ الحلي عن الصادق عليه السلام قال : كأنني بالقائم على ظهر النجف لابس درع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ينشر راية رسول الله فاذا نشرها اضاء لها ما بين المشرق والمغرب.
وفي الكافي وغيبة النعماني مسنداً عن الصادق عليهم السلام أنه قال ضمن حديث: وخرج صاحب الامر من المدينة الى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت «اي راوي الحديث»: ما تراث رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام: سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده وقضيبه ورايته ولامته وسرجه.
وفي كتاب الغيبة عن الفضل بن شاذان مسنداً عن الصادق عليه السلام أنه قال ضمن حديث: فعند ذاك يخرج القائم عهداً من رسول الله صلى الله عليه وآله.
وروى الشيخ النعماني ايضاً في كتاب الغيبة والصدوق في علل الشرائع مسنداً عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال ضمن حديث: وأنما سمي المهدي لأنه يهدي الىأمر خفي ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عزوجل من غار بأنطاكيا ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الانجيل بالأنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل القرآن بالقرآن ويجمع اليه اموال الدنيا من بطن الارض وظهرها فيقول للناس تعالوا الى ما قطعتم فيه الارحام وسفكتم فيه الدماء الحرام وركبتم فيه ما حرم الله عزوجل، فيعطي شيئاً لم يعطه احد كان قبله ويملأ الارض عدلاً وقسطا ونوراً كما ملئت ظلماً وجواً وشراً.
وفي كتاب غيبة النعماني وغيره مسنداً عن الصادق عليه السلام قال : كانت عصى موسى، قضيب آس من غرس الجنة أتاه بها جبرئيل لما توجه تلقاء مدين وهي وتابوت آدم في بحيرة طبريا ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم اذا قام عليه السلام، وفيه ايضاً مسنداً عن الباقر عليه السلام قال: اذا ظهر القائم عليه السلام ظهر براية رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ثم يأمر مناديه فينادي ألا لا يحمل رجل منكم طعاماً ولا شراباً ولا علفا، فيقول اصحابه أنه يريد أن يقتلنا ويقتل دوابنا من الجوع والعطش فيسير ويسيرون معه فأول منزل ينزله يضرب الحجر يعني حجر موسى عليه السلام فينبع منه طعام وشراب وعلف فيأكلون ويشربون ودوابهم حتى ينزلوا النجف بظهر الكوفة.
وفي رواية القطب في الخرائج عن الباقر عليه السلام قال: اذا قام القائم بمكة واراد ان يتوجه الى الكوفة نادى مناديه الا لا يحمل احد منكم طعاماً ولا شرابا ويحمل حجر موسى الذي ابجست منه اثنتي عشرة عينا فلا ينزل منزلاً ألا نصبه فانبجست منه العيون فما كان جائعاً شبع ومن كان ضمآناً روي فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف.
ويستفاد من روايات ونصوص اخري ايها الاخوة والاخوات ان الله عزوجل يجري على يدي وليه المهدي ارواحنا فداه معجزات الانبياء السابقين عليهم السلام مثل روح الله المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام الذي كان يشفي الاكمه والابرص فمثلاً روى القطب الراوندي في الخرائج وغيره عن الامام الباقر عليه السلام قال: من ادرك قائم اهل بيتي من ذي عاهة بريء ومن ذي ضعف قوى، وفي كمال الدين والكافي عن الامام الباقر عليه السلام ايضاً قال: اذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به احلامهم.
وفي كمال الدين ايضاً مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث ذكر فيه ذا القرنين جاء في جانب منه: وان الله عزوجل مكن له في الارض وآتاه من كل شيء سببا وبلغ المشرق والمغرب وان الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي ويبلغه شرق الارض وغربها حتى لا يبقى سهل ولا موضع من سهل ولاجبل وطأه ذو القرنين الا وطأه.
هذه مستمعينا الاكارم طائفة من الاحاديث الشريفة التي تعيننا على فهم دلالات لقب «الوارث» او «وارث الانبياء» من القاب مولانا الحجة المهدي ارواحنا فداه ندعوكم الى متابعة البرنامج في حلقته المقبلة كي نسجل معاً ابرز واهم هذه الدلالات التي تعرفنا ببعض مراتب ومقامات امام زماننا سلام الله عليه.
اما الآن فمع الفقرة التالية وحوار مع ضيف البرنامج.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة من فقرات البرنامج واهلاً بضيفنا الكريم فيها سماحة الشيخ باقر الصادقي.
الشيخ باقر الصادقي: اهلاً وسهلاً ومرحباً بكم.
المذيع: سماحة الشيخ عبر البريد الالكتروني وصلتنا مجموعة من المساهمات فيما يرتبط بموضوع وقضية الامام المهدي سلام الله عليه احدى هذه المساهمات اثارت قضية تقول بأن الامام المهدي سلام الله عليه والاعتقاد بقضية الامام المهدي سلام الله عليه هي من القضايا الغيبية والدخول فيها قد يوقع الانسان المؤمن ببعض المطلبات. لذلك يدعو هذا الاخ الى ان نقتصر في الايمان بها على مستوى شبيه بالاعتقاد بالسيد المسيح سلام الله عليه ورفعه الى السماء وأنه سينزل في آخر الزمان عيسى بن مريم سلام الله عليهما ويؤازر القضية المهدوية والامام المهدي سلام الله عليه، ان نكتفي بالاعتقاد في قضية الامام المهدي بهذه الحدود ما هو تعليقكم على هذا الرأي تفضلوا.
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم. اعتقد ان في هذا الشيء الذي طرحه الاخ يعني فيه جنبة نحن نؤمن بها أنه قضية الايمان بالامام المهدي من الغيب صحيح، لكن أنه كأيماننا بنزول عيسى بن مريم على هذا الاجمال فقط بهذه الصورة يعني أنه أفهم من كلام الاخ أنه لادور للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. الآن على دار التكوين وعلى دار الوجود وليس له مهام وليس له أي مشاركات وليس له أي شيء بهذا الاجمال والحال ان هناك خلال غيبة الامام مجموعة امور مارسها الامام ولازال الامام صلوات الله وسلامه عليه يمارس امور اخرى اشارت لها الروايات ما قام به بعض المؤمنين في حالات الاستغاثة بالامام وحضور الامام لهؤلاء الاشخاص وقضاء حوائجهم ومن هذا الباب قصة الحاج على وغير قصة الحاج على ما شاء الله من القصص الكثيرة فمعناها أنه ان نؤمن بجانب الغيب فقط بهذا المستوى وأن الامام في الحقيقة ليس له اي دور.
المذيع: يعني تعطيل فاعليه الامام.
الشيخ باقر الصادقي: نعم هذا تعطيل فاعلية الامام نفهم من هذا الكلام.
المذيع: يعني خلاف النصوص الشرعية التي تقول بأنه شمس خلف السحاب.
الشيخ باقر الصادقي: بلي.
المذيع: يعني نفترض ان الشمس لها تأثيراً ودوراً في استمرار الحياة على الارض.
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك بلاشك مامن حركة ما من سكنة في الحقيقة الاشياء التي نحن نحصل عليها لانحصل عليها من الامور الخيرة الا ببركة الامام صلوات الله وسلامه عليه. يعني له اثر بلاشك، ولذلك ورد في دعاء الندبة وهب لنا رضاه ورأفته ورحمته ودعاءه وخيره ماننال به سعةً من رحمتك. يعني فقط الدعاء افرض مثلاً لا توجد مشاركات هناك...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: اي نعم.
المذيع: يعني هو في الحقيقة يمارس مهام الامامة.
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك.
المذيع: ولكن غاية الامر ان طبيعة الممارسة لهذه المهام خفية علينا...
الشيخ باقر الصادقي: خفية علينا باعتبار المصلحة لأنه ينبغي ان يكون تحركه تحركاً خفياً.
المذيع: نعم والا هو حسب الاحاديث الشريفة يطأ فرشكم.
الشيخ باقر الصادقي: بلي بلي.
المذيع: كما حال حالكم معه في احد الاحاديث الشريفة حال اخوة يوسف مع يوسف سلام الله عليه كانوا يتعاملون معه يعني حتى مسألة التعامل كذلك كانت موجودة...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: لكن غاية الامر انه لا يعرفون...
الشيخ باقر الصادقي: لا يعرفونه نعم نعم.
المذيع: بان هذا يوسف.
الشيخ باقر الصادقي: اي بلي هذا الكلام في الحقيقة الايمان والاعتقاد كما ذكر الاخ...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: بهذا الاجمال هذا يؤئي بنا الى شيء خطر في الحقيقة في العقيدة.
المذيع: هو الاخ يطرح هذا المبرر او هذا المسوغ أنه قد يوقع الانسان في حرج ويقول بأن الامر يخرج عن نطاق القدرة العقلية البشرية يعني ادراك مثلاً ان الامام يقوم بمهام الامامة واقعاً هل أن هذا الامر بهذه الصيغة يخرج عن نطاق العقل البشري؟
الشيخ باقر الصادقي: لا لااعتقد. يعني في بعض الامور نعم ممكن مثلاً نحن لاندركها مثلاً لكن هل كل الامور بهذا الاجمال؟
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: لا هذا لا يمكن ذلك.
المذيع: والا مثلاً الآن اذا قلنا بأنه بمجرد عدم ادراك انه كيف نؤمن بقضية دور الملائكة في الوجود...
الشيخ باقر الصادقي: نعم ونحن لا نرى الملائكة.
المذيع: لا نري الملائكة ولا نعرف شيئاً عن كيفيات قيامها.
الشيخ باقر الصادقي: نعم لكن نؤمن بأن هناك مجموعة امور تقوم بها.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: والقرآن ذكر هذا المعنى.
المذيع: نعم فاذن لا يوجد مانع بأن يكون الامام المهدي سلام الله عليه يقوم بأدوار اعلى حتى من قضية الملائكة دون ان نعرف نحن هذه الادوار.
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: وهذا لا يعني ايضاً تعطيل.
الشيخ باقر الصادقي: بلي لا يعني ونحن نؤمن بقيادة الامام يعني هذه قضية مهمة أن الامام فعلاً قائد. الآن يقود لكن غاية الامر للمصلحة الآن غائب الامام...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: والا هو قائد فعلي حقيقي. الامام صلوات الله وسلامه عليه ويمارس مهام وادوار وهذه المهام والادوار نحن لا ندرك بعضها لكن لا تعني أنها غير موجودة.
المذيع: سماحة الشيخ هل يمكن القول بأن غيبة الامام المهدي سلام الله عليه هي في مقابل الظهور وليس في مقابل الحضور يعني هو حاضر سلام الله عليه؟
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك هو حاضر.
المذيع: في غيبته وفي ظهوره.
الشيخ باقر الصادقي: هو حاضر بلاشك حاضر لايمكن ان نتصور لحظة هي عدم ظهوره لانه لولاه لساخت الارض بأهلها.
المذيع: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً.
الشيخ باقر الصادقي: شكراً لكم.
المذيع: انتهى احباء نا الوقت المخصص لهذا اللقاء فالى موعد لقائنا المقبل نستودعكم الله بكل خير داعينه عزوجل ان يجعلنا واياكم من خيار موالي وانصار امام زماننا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. اللهم آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******