البث المباشر

القاب «نور الله و ولي الله» هما من ألقاب الامام/ هل ان الالتقاء بالامام هو المنفذ الوحيد او القناة الوحيدة للفوز برعايته والطافه؟ / الفائزون بلقاء الامام(عج)

الثلاثاء 12 فبراير 2019 - 14:06 بتوقيت طهران

(الحلقة: 75)

موضوع البرنامج:
القاب «نور الله و ولي الله» هما من القاب الامام(عج)
هل ان الالتقاء بالامام سلام الله عليه هو المنفذ الوحيد او القناة الوحيدة للفوز برعايته عليه السلام والطافه؟
الفائزون بلقاء الامام(عج)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الخامسة والستين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نستكمل في فقرتها الاولى الحديث عن الدلالات المستفادة من تلقيب مولانا الحجة المهدي ارواحنا فداه بلقبي نور الله وولي الله.
وقد نقلنا في الحلقة السابقة ثلاثةً من النصوص الشريفة التي تصف امام العصر بوصف نور الله ويستفاد منها ان تلقيبه بهذا اللقب يشير الى حقيقة ان ظهور القيم الالهية السامية بمختلف مراتبها انما يتحقق في عصر ظهوره عجل الله فرجه ففي عصره يتحقق اقرار العدالة الالهية بأسمى صورها وتظهر المعارف وسائر الرحمات والبركات الالهية بأكمل مصاديقها واشملها. كما يفهم من تطبيق قوله عزوجل «والله متم نوره» وقوله تعالى «واشرقت الارض بنور ربها» على الامام المهدي في عصر ظهوره المبارك، وهذا مستفاد ايضاً من الحديث الشريف المروي عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه قال (ما من علم إلا وانا أفتحه وما من سرّ الا والقائم يختمه(.
وقد نقلنا في الحلقة السابقة مقطعاً من حديث طويل لامير المؤمنين عليه السلام في بيان اسمى مصاديق آية النور المباركة وقد طبق عليه السلام فيه قوله تعالى «يهدي الله لنوره من يشاء» على الامام المهدي ارواحنا فداه. ولعل في ذلك اشارةً الى عصر غيبته، لان الاهتداء الى ظهور النور الالهي فيه وكونه عليه السلام هو نور الله يكون اصعب في عصر استتاره خلف سحاب الغيبة. ولذلك فهو يحتاج الى هداية الهية خاصة تتغلب على الشكوك والصعاب التي تكتنف الثبات على الايمان به والثبات على ولايته عملياً في عصر غيبته عجل الله فرجه. وهذا المعنى اشارت اليه جملة من الاحاديث الشريفة التي تصرح بأن الثبات على ولايته عليه السلام في عصر غيبته يكون بتأييد الهي خاص للمؤمنين.

اما بالنسبة للقب ولي الله فقد ورد تلقيب مولانا المهدي عليه السلام في عدد من النصوص الشريفة، منها الحديث القدسي الذي رواه الشيخ الصدوق في كتاب الامالي مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث المعراج ان الله عزوجل وصف عبده المهدي بأنه ولي الله حقاً. كما روى الشيخ الخزاز في كفاية الاثر والصدوق في عيون اخبار الرضا عليه السلام مسنداً عن الامام الصادق والامام الجواد عليهما السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله ضمن خبر طويل ذكر فيه او ان خروج المهدي ودلائله الدالة عليه ومنها ان الله جلت قدرته ينطق بالعلم والسيف اللذين هما من مواريث الامامة فيخاطبانه اخرج يا ولي الله فاقتل اعداء الله وهما آيتان وعلامتان كما ورد في هذا الحديث النبوي الشريف.
للولي عدة معان منها القريب والمحب والنصير والمدبر لأمر شخص معين. وعندما ينسب الى الله عزوجل يصبح المعنى الاخير المنفذ لامره عزوجل فيما يرتبط بعباده وتدبير شؤونهم كما ورد في نظير قوله تعالى في سورة المائدة «انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» وقد اتفق المسلمون على نزول هذه الآية الكريمة في امير المؤمنين عليبن ابيطالب عليه السلام في حادثة تصدقه بالخاتم وهو راكع كما ان القرآن الكريم قد نسب الولي الى الله عزوجل كما في قوله تعالى «الا ان اولياء الله لا خوف علهيم ولا هم يحزنون».
وهذا اللقب اطلق على جميع ائمة الهدى عليهم السلام وهم سادات اولياء الله عزوجل ومنهم مولانا المهدي ارواحنا فداه. ويستفاد من اطلاقه عليه انه في عصر امامته سواء في غيبته او في عصر ظهوره هو المتولي من قبل الله تبارك وتعالى لتدبير شؤون خلقه طبقاً لقانون اجراء الامور بأسبابها. ولذلك تتنزل عليه الملائكة والروح في ليلة القدر بكل امر باذن الله عزوجل.
كما يستفاد من آية انطاق الله جلت قدرته للسيف والعلم ومخاطبتهم له عجل الله فرجه بالامر الالهي بأن يخرج لانهاء حاكمية اعداء الله عزوجل. يستفاد من ذلك انه عليه السلام هو نصير الله اضافةً الى كونه المتولي من قبله لامامة خلقه وتدبير شؤونهم. فجهاده هو من اسمى مصاديق نصرة الله عزوجل وهو جهاد الهي بأمر الله لا تتدخل فيه ارادة شيء غيره والمعاني الاخرى للولي تصدق على مولانا المهدي ارواحنا فداه. فهو اشد اهل زمانه حباً لله عزوجل وبالتالي فهو اقربهم اليه واكثرهم تمثيلاً لارادته واعظمهم طاعةً له.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته هنالك قضية اثرناها في الحلقة السابقة مع سماحة الشيخ باقر الصادقي استجابةً لطلبات وردت للبرنامج ترتبط بأمر اللقاء بصاحب الامر مولانا المهدي عجل الله فرجه. سماحة الشيخ باقر الصادقي اشار الى ان ثمة عوامل متعددة تحجب الانسان عن امام زمانه سلام الله عليه من هذه العوامل فقدان التهذيب، عدم الصدق في طلب رضاه سلام الله عليه وهو فيه رضا الله تبارك وتعالى، وكذلك حفظ السر وكتمان السر. طيب سماحة الشيخ باقر الصادقي لدينا سؤال فيما يرتبط بهذا الامر وهو، هل ان الالتقاء بالامام سلام الله عليه هو المنفذ الوحيد او القناة الوحيدة للفوز برعايته عليه السلام والطافه؟
الشيخ باقر الصادقي: في الحقيقة ان رعاية الامام لاتقتصر على المشاهدة له والالتقاء به...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: الامام يرعانا ويرعىالامة بشكل عام، لانه هو باب الله في الارض، هو رحمة الله يجسدها، بالشكل الواضح في الارض هو الامام المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وهو الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه. لانه لولا وجوده الآن نحن لم ننعم بهذه الارض وبهذه الدنيا.
المذيع: لاصطلمكم الاعداء.
الشيخ باقر الصادقي: بلي بلي وهناك روايات في هذا الباب، نعم حتى علمائنا حينما يشيرون الى ذكره الشريف يقولون بيمنه رزق الورى...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: الورى لفظة عامة تعني تشمل البر والفاجر.
المذيع: صحيح.
الشيخ باقر الصادقي: بيمنه رزق الورى.
المذيع: يعني لساخت الارض بأهلها لولا الحجة.
الشيخ باقر الصادقي: بلي وبوجوده ثبتت الارض والسماء. فاذن رعاية الامام في الحقيقة تشمل الجميع لكن هناك رعايات خاصة، هذه الرعايات الخاصة...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: نعم ربما يحصل عليها الانسان بالمشاهدة وربما من غير المشاهدة. الامام...
المذيع: إنا غير مهملين لـ...
الشيخ باقر الصادقي: مراعاتكم ولا ناسين لذكركم.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: يعني بلاشك...
المذيع: وفي توقيعه للشيخ المفيد ولولا ذلك لا صطلمكم الاعداء ونزلت بكم اللأواء.
الشيخ باقر الصادقي: بلي يا غائباً الشاعر يقول يا غائباً لم تغب عنا رعايته...
المذيع:نعم.
الشيخ باقر الصادقي: ولا يزال بعين اللطف يرعانا.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: يعني هو الآن اذا نريد ان نقرب الى الله عزوجل، الآن رحمته تشمل البر والفاجر.
المذيع: صحيح.
الشيخ باقر الصادقي: الامام زين العابدين يقول في الدعاء )خيرك الينا نازل وشرنا اليك صاعد ولم يزل ولايزال ملك كريم يأتيك عنا بعمل قبيح فلم يمنعك ذلك من ان تحوطنا بنعمك( هكذا الامام المعصوم الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، رعايته والطافه وعناياته عامة. نعم هناك بلاشك يعني هذه من العدالة يعني ان لايكون الجميع سواء يعني في طبعاً الانسان الذي يراقب نفسه سائراً في هذا الطريق في التهذيب والسلوك هناك سنخية بينه وبين الامام من ناحية التقوى ومن ناحية الورع ومن ناحية حفظ الامانة. الامور الاخرى بلاشك ان يكون نظر الامام وعناية الامام لهذا الشخص اكثر من غيره.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: وهذا من جملة الامور العقلية التي العقل والوجدان يحكم بذلك...
المذيع: يعني الله رحمان بكل شيء ورحيم بالمؤمنين خاصة.
الشيخ باقر الصادقي: احسنتم هذا التعبير.
المذيع: نعم يعني كلما كان الانسان اشد اجتهاداً في طاعة الله تبارك وتعالى فمن الطبيعي ان يحصل على رعاية خاصة من الامام سلام الله عليه.
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: على اي حال سماحة الشيخ، هنالك امر يستفاد من النصوص الشريفة وهو أننا مأمورون بطلب لقاء الامام سلام الله عليه...
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: اللهم ارنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، يعني هنالك في اللقاء ايضاً ثمار خاصة.
الشيخ باقر الصادقي: نعم.
المذيع: يعني بحد ذاته ولو صدق المؤمن في طلب امام زمانه فمما لاشك فيه أنه لن يحرم هذه النعمة.
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك ان دعاء المؤمن مستجاب من الله عزوجل. يصيره له فاذا كان في كل صباح هو يقرأ دعاء العهد فالله عزوجل لايحرمه حتى لو وافته المنية في بعض النصوص...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: ان الله عزوجل يرجعه في وقت خروجه.
المذيع: من وسائل الفوز بالرجعة هو دعاء العهد.
الشيخ باقر الصادقي: نعم دعاء العهد. ويلتقي الامام بلاشك ولاريب وبنفس الوقت. ان هذه الادعية التي تحثنا على لقاء الامام لاجل انشاد هذه الدولة التي هي في الحقيقة يسودها العدل وتسودها كل معاني الحرية التي ينشدها الانسان والسعادة المطلقة فلذلك الانسان يدعو الله عزوجل ان يعجل في خروج الامام متى ترانا ونراك...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: الآن الامام يرانا ولكن لانراه لعيب منا.
المذيع: او نراه ولانعرف هويته.
الشيخ باقر الصادقي: او نراه ولانعرف هويته.
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: كما تشير بعض النصوص انه ليطيء فرشكم او فراشكم.
المذيع: يعني يعيش بيننا.
الشيخ باقر الصادقي: اي يعيش بيننا وبلاشك، لكنه وتشير بعض الروايات اذا خرج كثير من الناس يقول نحن قد رأينا هذا...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي:اي يعني قد شاهدناه من قبل لكنه للمصلحة ما كان انه...
المذيع: يمكن الكشف عن هويته.
الشيخ باقر الصادقي: اي نعم.
المذيع: سماحة الشيخ، آية الله الوحيد الخراساني حفظه الله فيما ينقل عنه، يقسم قضية اللقاء بالامام سلام الله عليه الى نوعين، يقول النوع الاول هو اللقاء الاختياري، يعني كلما شاء المؤمن ان يلتقي الامام تفتح له باب اللقاء بالامام سلام الله عليه. يقول هذا النوع وهذه المرتبة من اللقاءات خاصة بالاوحدي من الناس.
الشيخ باقر الصادقي: بلاشك.
المذيع: امثال السيد ابن طاووس، السيد بحر العلوم، الشيخ ابن فهد الحلي ونظائرهم من اصحاب المقامات السامية. ولكن يقول هنالك باب آخر مفتوح لجميع المؤمنين وهو ما يسميه الباب الاضطراري عند الشعور بحاجة شديدة واضطرار للامام سلام الله عليه. يقول اذا توفرت هذه الحاجة وهذه وجدانياً يعني هذا الشعور مما لاشك فيه ان باب اللقاء بالامام سلام الله عليه تفتح امام المؤمن.
الشيخ باقر الصادقي: اي نعم وهذا ليس خاصاً. بالمؤمنين هذا القسم الثاني...
المذيع: نعم يعني عام.
الشيخ باقر الصادقي: عام حتى بكل المسلمين حتى بالذي ليس عنده ولاية لاهل البيت في حالات الاضطرار والانقطاع والاستغاثة. كما ان هناك الحالات التي تنقل في كتبنا. السيد هاشم البحراني اعلى الله مقامه وغيره نقلوا في كتب التاريخ حالات وجدانية لمجموعة من غيراهل الولاء فازوا بلقاء الامام وفرج عنهم الامام وقضى حوائجهم حينما انقطعوا...
المذيع: نعم.
الشيخ باقر الصادقي: واستغاثوا بالامام وصارت هذه الحاجة الماسة.
المذيع: هنالك قضية وهي ان للامام سلام الله عليه ايضاً سياسة وحكمة معينة من الالتقاء بالآخرين لعلنا إن شاء الله نتوفق للتحدث معكم لعرض اسئلة بشأنها على سماحتكم في الحلقة المقبلة.
الشيخ باقر الصادقي: إن شاء الله.
المذيع: جزاكم الله خيراً.
الشيخ باقر الصادقي: حياكم الله.
المذيع: نتابع مستمعينا الاكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل رواية من روايات الفائزين بلقاء مولانا الامام المهدي ارواحنا فداه تشتمل على درس مهم بشأن طريق التشرف بلقائه والرعاية الخاصة التي يوليها عليه السلام للمجتهدين في طاعة الله عزوجل وتهذيب النفس. وقد نقل هذه الرواية آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت حفظه الله ننقلها فيما يلي ملخصةً عنه...
قال كان في طهران عالم فاضل من اساتذة تدريس كتاب اللمعة وكان بين تلامذته تلميذ مغمور، ولكن كانت تظهر منه احياناً مواقف تنبيء عن سمو مقامه. وفي احد الايام اضاع الاستاذ شفرةً كان يستخدمها لبري قلمه القصبي وكان يعتزبها كثيرا وطال بحثه عنها دون جدوى وطال في المقابل تعنيفه لاطفاله وعياله وهو يتوهم انهم هم المسؤولون عن ضياعها وفي احد الايام بادر ذلك التلميذ استاذه بعد انتهاء الدرس بالقول ان الشفرة موجودة في جيب قميصك الفلاني وقد وضعتها بنفسك ونسيتها فيه فماذنب عيالك كي تسيء الخلق معهم. اثر هذه الحادثة تيقن الاستاذ من ارتباط التلميذ بأولياء الله الخاصين فاختلى به يوماً وسأله بألحاح واصرار هل تشرفت بلقاء صاحب الزمان عجل الله فرجه؟ وبسبب اصرار الاستاذ اضطر التلميذ الى اخباره بتشرفه احياناً بلقاءالامام ارواحنا فداه بعد ان اخذ عليه المواثيق بالكتمان. وعندها طلب الاستاذ من تلميذه ان يستأذن له منه بالتشرف بلقائه عليه السلام ولو لدقائق. فوافق التلميذ. لكن مرت مدة طويلة دون ان يسمع منه الاستاذ جواب طلبه. وبعد ان نفذ صبره سأل فأجاب التلميذ باستحياء قائلاً: ما على الرسول الا البلاغ المبين. لقد قال الامام لاحاجة لان نعطيك فرصة دقائق للقائنا اجتهد في تهذيب نفسك وعندها اجيئك بنفسي.
رزقنا الله واياكم احباءنا الاجتهاد في تهذيب النفس وطاعة الله عزوجل والفوز برضى مولانا وامام زماننا وفيه رضى بارئنا. اللهم آمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة