البث المباشر

العالم السيد علي خان الموسوي

الإثنين 11 فبراير 2019 - 12:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 213

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في مجال الحديث عن الصادقين يرد الكلام على رمز من رموز الصادقين وهو العالم والزعيم والمتقي والشاعر والكاتب السيد علي خان الموسوي المشعشعي ينتهي نسبة الى الامام موسى بن جعفر(ع) بتسعة عشر واسطة، وهو من اولاد السيد احمد ابن الامام الكاظم المدفون بشيراز المعروف بشاه چراغ له مزار كبير وقبة ذهبية وله مكارم وهو الذي اعتق الف مملوك في سبيل الله تأسياً بجده امير المؤمنين وجده الامام زين العابدين وهو الذي قال فيه صاحب نخبة المقال «شاه چراغ احمد بن الكاظم، اعتق الفاً كسيد الاعاظم» السيد علي خان المشعشعي كان زعيماً ‌في خوزستان ومرجعاً عاماً للطائفة يقول عنه السيد نعمة الله الجزائري وهو من مفكري اهل البيت ومن اصحاب التراث واصحاب القلم وله موسوعات يقول كانت بيني وبين السيد علي خان الفة ومودة واختلفت اليه زماناً فرأيته غزير العلم والمعرفة وكان متحلياً‌ بالآداب والعيادة والصلاح وكان قوي الحافظة يحفظ من الشعر ما لا يحصى، وكنت حينما احضر مجلسه لا اسمع منه اي كلام سوى قال الله تعالى وقال رسول الله وقال امير المؤمنين وهذه طبعاً من رموز الكمالات للانسان حينما يقيد حديثه لانه مسألة اللسان واطلاق العنان للسان من المسائل الخطيرة ومن المسائل المهمة لذلك، الله سبحانه وتعالى يقول: «ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد» احفظ لسانك فلا تقول فتبتلي ان البلاء موكل بالمنطق، ان دلت فأنما تدل على ان المرحوم السيد علي خان بلغ مرحلة من تهذيب النفس، يقول السيد نعمة الله الجزائري ما سمعت منه كلام سوى قال الله، قال رسول الله وقال امير المؤمنين ويقول لما دخلت عليه ذات مرة رأيت كريمته بيضاء وهذا كان بخلاف العادة لان السيد علي خان كان يخضب لحيته "يخضب الحناء" وهذا مستحب وسيرة الائمة والصلحاء والمقربين سألته لماذا لم تخضب هذه المرة؟ فقال بلى كنت اخضب ولكن هذه المرة اردت ان اكتب في تفسير القرآن فأستخرت بكتاب الله اكتب ام لا فخرجت الآية: «وان له عندنا لزلفى وحسن مأب» فعلمت انه قد قرب اجلي فشرعت بكتاب تفسير مختصر بسرعة وتركت الخضاب لألقى الله بشيبة بيضاء، يقول السيد نعمة الله بعد كلامه هذا توفي بعام واحد، المرحوم السيد علي خان المشعشعي تصانيفه عديدة قدم للمكتبة الاسلامية والفكر الاسلامي عطاء مثلاً من كتاباته وتأليفه المهمة نور المبين وهو في اثبات النص على امامة امير المؤمنين(ع) وعنده كتاب ادبي اسمه "خير المقال في مدح النبي والآل" يشرح فيه بعض القصائد التي قيلت في آل الرسول يعني قصائد غيره، اما قصائده فله ديوان شعر كبير اسمه "خير الجليس ونعم الانيس" كما ان له كتب اخرى من قبيل شرح الصمدية او شرح الصحيفة وآخر مؤلف كتبه هو تفسير القرآن سماه منتخب التفاسير، بدأ بكتابته بوفاته بسنة وانتهى الى سورة الرحمن وادركه الاجل، اما عطاءه على صعيد الادب يقول في بعض مقاطع شعره، يقول في آل البيت(ع):

وصير وسيلتك المصطفى

الامين ابا القاسم المؤتمن

وصنو الرسول ومن قد علا

علي كتفه يوم كسر الوثن

طبعاً‌ يشير الى يوم هدم الاصنام يوم فتح مكة لما اراد النبي رجلاً يكسر الاصنام استدعى امير المؤمنين وصعد الى اعلى الكعبة وحطم هبل ونزلت الآية: «وقل جاء الحق وزهق الباطل، ان الباطل كان زهوقاً» احد الادباء يقول:

علا علي كتف النبي فأنتهى

الى جوار من اليه المنتهى


يقول السيد علي خان رحمة الله عليه:

وبضعته وامامي الشهيد

ومن بعد الذكر امامي الحسن

وبالعترة الغر ارجو النجاة

فجبهم لي اوفى الجنن

عنده دو بيتات يعني بيتين بيتين ايضاً جميلة اختطفت منها هذين البيتين يقول: 

وصيرت خير المرسلين وسيلتي

والزمت نفسي صمتها ووقارها

وعترته خير الانام وفخرهم

وانى يشق العالمون غبارها

فعلاً لا يستطيع احد ان يدرك قيمة اهل البيت وكنه اهل البيت فهم اسرار الله في الارض، المرحوم السيد علي خان المشعشعي جرت بينه وبين بعض حساده صراعات دامية ‌لانه كان زعيماً‌ ولكنه انتصر عليهم ويقول في ذلك: 

ولما ابوا الا العداوة والقل

تروا بهم منا الحديد المذرب

انا الاسد الوثاب ان صالت العدا

ولكنني لله ارضى واغضب

وهذا ايضاً من عناصر تهذيب النفس وعناصر التقوى، ان يكون غضب الانسان المؤمن لله ورضاه لله وهذا نكران الذات، النبي(ص) يقول من ملك نفسه عند الغضب حرم الله جسده على النار، يقول السيد علي خان ولكنني لله ارضى ‌واغضب:

ومن كان حب الطهر احمد حصنه

وعترته هيهات يخشى ويرهب

وان ولاهم عصمة ‌لوليهم

ويغدو وفي نعمائه يتقلب

ولو لا لم يكن الا ولاءهم وحبهم

كفاني بهذا نسبة حين انسب

اي شرف اعلى من هذا الشرف وهو الانتماء لاهل البيت، الانتماء بالعقيدة والمبادئ والانتماء بالنسب، قرأت له ابياتاً في الحكمة والموعظة وما احوجنا الى‌ الحكمة والموعظة وقد قالها المرحوم السيد علي خان المشعشعي حينما فرقت الايام والمنايا بينه وبين احبابه سوى‌ على صعيد الهجرة او الموت، الموت هوالمفرق الذي لا وصال بعد تفريقه يقول:

يقول افي كل يوم لي حبيب مودع

وطرف على فقد الاحبة يدمع

اشيع من اهوى واعلم انني

لروحي، لا لضاعنين اشيع

لعمرك ان العيش بعد رحيلهم

وفرقتهم مالم يؤوب مضيع

توفي رحمة الله عليه عام 1058 هجرية حوالي قبل ثلاثمئة وخمسين سنة واكثر يبقى ملفه مشعاً بجليل اعماله وجميل عطاءه تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة