البث المباشر

بكاره الهلالية والجهاد مع الامام الحق

الخميس 7 فبراير 2019 - 20:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 130

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
في طليعة الصادقين وعلى ‌المستوى النسوي هناك بعض العناصر من النساء المناضلات وفي الواقع ضربت كل واحدة منهن اروع الامثلة في صدقها لما عاهدت الله عليه، بالنسبة الى ولاءها لاهل البيت والدفاع عن الحق ومواجهة‌ الطغاة، من هذه العناصر هناك مجموعة من النساء المناضلات كان يلاحقهن معاوية وطبعاً ‌هنا انوه الى ‌حالة وهي حالة النكاية والانتقام التي اشتهربها معاوية فبعد مصرع الامام امير المؤمنين، بعد استشهاد الامام امير المؤمنين كان يتصور البعض ان المواجهة انتهت بين معاوية واهل البيت الا ان معاوية يبدو انه فتح صفحة جديدة ليكشف حقداً آخر كان مدفوناً داخله وهو مطاردة ‌اصحاب امير المؤمنين والانتقام منهم والنكاية بهم في اي ظرف من الظروف، يعني لم يفلت من هذا لا المرأة ولا المسن ولا المريض ولا الجريح ولا غير ذلك، فهناك مجموعة من النساء ايضاً‌ كان يلاحقهن معاوية لانهن نصرن امير المؤمنين، اما ببيت من الابيات او بحركة ‌من الحركات، من هذه النساء مثلاً بكارة ‌الهلالية او من هذه النساء مثلاً‌ اروى ‌بنت الحارث الهمداني وغير ذلك وربما يأتي الحديث عنهن في لقاءات اخرى ان شاء الله.
فاحدى النساء اللاتي تركن يوم صفين وكان لها دور كبير، وطبعاً هذه المرأة هي بكارة الهلالية.
هذه بقيت في معركة صفين حتى نهاية الحرب وكل فصول المعارك كان لها دور كبير في تشجيع المقاتلين، في تزويد المقاتلين بالمؤن في اهازيجها التي كانت ترددها وكانت تعبأ المشاعر بالمعنويات فهذا طبعاً ‌سجل لها موقعاً خطيراً عند معاوية فقال المؤرخون انه بعد نهاية الحرب وبعد استشهاد الامام امير المؤمنين كان معاوية يلاحقها عبر الجوائز، يعطي الجوائز ويعلن الجوائز لمن يلقي القبض عليها، حتى ‌قبض عليها. وهنا نقف لنشاهد دور هذه المرأة الجهادي في مجال آخر فلما ادخلت علي معاوية في مجلسه وكان مجلسه غاصاً ‌بالناس ويحضر عن يمينه وعن شماله اوباشه واراذله وازلامه، هذه الزمر الخبيثة، فلما اوقفت بين يدي معاوية في وسط المجلس امرها معاوية ان تجلس، قال: اجلسي وكان مروان حاضراً فأراد مروان ان يطبق محضره الخبيث، الانسان مرة له محضر طيب، اذا كانت طينته طيبة وبالعكس اذا كانت طينته خبيثة كمروان بن الحكم فاراد ان يزيد النار لهيباً‌ واراد ان يكشف عن سوء محضره فصاح مروان بصوت عال يا امير اتذكر يوم كانت تحرض الناس عليك فتقول يا زيد دونك فأستثر من دارنا سيفاً حماماً في التراب دفينا. وما ان سكت مروان حتى انبرى عمر بن العاص ليكشف عن سوء محضره ايضاً قال يا امير وانا اذكرها يوم صفين حينما كانت تقول: اترى ‌بن هند للخلافة مالكاً‌ هيهات ذلك وما اراد بعيد، هذا سكت واذا ينهض سعيد بن العاص وهذا ايضاً يكشف عن سوء سريرته صاح يا امير أليست هذه المرأة التي هي امامك هي التي كانت تنادي بصوت عالي لما انتهت اليك الخلافة قد كنت آمل لو اموت ولا ارى ‌فوق المنابر من امية خاطباً في كل يوم لا يزال خطيبهم وسط الجموع لآل احمد عائباً.
طبعاً‌ هؤلاء الثلاثة كانوا غايتهم تفجير حقد معاوية والتقرب اليه ثم ايجاد انكسار في شخصية هذه المرأة وفي تدمير نفسيتها وبنفس الوقت التملق للطاغية لكن لنرى ‌موقف هذه المرأة، في الواقع ان هذه المرأة لم تعبأ كل هذه الكلمات رغم انها كلمات مهمة لان هؤلاء كانوا يستحضرون اهازيجها واقوالها وكلماتها، تعاملت هذه المرأة مع هذا الموقف بكل جرأة وصمود، ثبتت وما ظهر عليها اي نوع من الرعب او الخوف وكل الانظار كانت متوجه اليها، وكل يرى انعكاس هذا الكلام واذا بها تنطق صاحت يا معاوية لقد نبحتني كلابك واعتورتني فقصرت محجتي وكثر عجبي ووالله لا خير في العيش بعد مولاي امير المؤمنين.
هنا معاوية يحتفظ بأعصابه ولم يتكلم شيئاً ‌واخفى ‌حقده واراد ان مثلاً‌ يأمر هذه المرأة بالانصراف وهي كانت إمرأة مسنة التفتت هذه المرأة الى ‌هؤلاء الثلاثة وهاجمتهم كالصقر حتى ‌اعجزتهم وهي تنادي يا معاوية لقد كفرت بالنعمة واسأت لابن عمك على الصحبة وتسميت بغير اسمك واخذت غير حقك ولقد كفرتم بما جاء به رسول الله فأتعس الله منكم الجدود واصغر منكم الحدود. فنهض اليها عمر بن العاص قال ايتها العجوز الضالة اقصري من كلامك، فصاحت ويحكم من هذا ، قيل لها هذا عمربن العاص.
قالت اتكلمني يابن اللخناء، اربع على‌ ضلعك والله ما انت من قريش ولقد ادعاك ستة منهم كل واحد يزعم انه ابوك ولقد رأيت امك في مكة مع كل عبد عاهر فأتم به فأنك بهم اشبه ثم صاحت بمعاوية والله ما عرضني بهؤلاء غيرك، يعني انا لست بالمستوى ‌الذي اتحدث مع هؤلاء انما هؤلاء بمستوى اهبط تقول: يا معاوية والله ما عرضني بهؤلاء غيرك.
معاوية يريد ان يتخلص منها فقال لها لقد اذنت لك بالانصراف فخرجت من المجلس ومعاوية يلبس ثوب الفشل، وهنا اذكر ايضاً‌ هذه اللقطة، ان معاوية بعد ما خرجت هذه المرأة من مجلسه غضب على بن العاص ودار بينهما مشادة كلامية وبدأ معاوية يتهكم على ‌بن العاص ومروان وقال لهما انتما السبب في اثارتها وتجرأها علي، يبدو انه نال منها جزاءاً مناسباً، انتما السبب في اثارتها وتجرأها علي فأسمعتماني ما اكره، قال المؤرخون ان معاوية لم يواصل الجلوس بعد ذلك في المجلس، طبيعي لما نقرأ في التاريخ عن موقف هذه المرأة او قلت ان هناك نساء‌ عينات اخرى كأروى بنت الحادث او بنت الحارث هذه المرأة من النساء التي اشتهرت بحب علي والدفاع عنه او مثلاً هناك إمرأة من هذه النساء في سجل الصادقين كأم البراء بنت صفوان هذه رغم انها كانت كبيرة السن، طاعنة في العمر، احضرها معاوية وصار يسخر منها، لما احضرت في مجلسه قال لها كسلت بعد نشاط وكبرت بعد طول شتات فاين انت عن يوم صفين اذ تقولين اسرع جوادك مسرعاً مشمراً‌ للحرب غير معرد بفرار، اجب الوصي ودب تحت لواءه والق العدو بصارم بتار.
فكان معاوية لما يلقي ابياتها ستصاب بهلع انما هي كانت تبتسم ونهض بعض المرتزقة وهو يخاطب معاوية يا امير انها رثت علياً يوم قتل فقال معاوية ويحك ما قالت، قالت الشمس كاسفة لفقد امامنا خير الخلائق والامام العادل يا خير من ركب المطي ومن مشى فوق التراب لمحتف ولناعل.
فتعجب معاوية قائلاً: قاتلك الله ما تركت مقالاً لاحد فقالت بصوت عال تعس شانئ علي فخلى سبيلها معاوية خشية الفضيحة فخرجت وهي منتصرة ومعاوية يلبس اثواب الخيبة والفشل. هؤلاء ايضاً او هذه النساء في طليعة سجل الخالدين الصادقين الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحق ومقارعة الباطل فصلوات الله وسلامه عليهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة