البث المباشر

اسماعيل ابن محمد الحميري وشعره في أهل البيت(ع)

الخميس 7 فبراير 2019 - 18:41 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع الصادقين: الحلقة 110

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على ‌محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
من الصادقين الذين حقاً صدق بما عاهد الله عليه هو شاعر اهل البيت السيد الحميري، اسماعيل بن محمد الحميري. طبعاً هو ليس بعلوي، اسمه سيد لا بالنسب كما في مصر او بعض البلاد يسمون الانسان سيد، السيد الحميري عرف بهذه الصفة لانه سيد الشعراء في عهده وحقيقةً سيد الشعراء في عهده بحيث يروى ان الامام الصادق(ع) التقاها يوماً فقال له يا اسماعيل سمتك امك سيداً ووفقت في ذلك او ووفقت بذلك وانت سيد الشعراء الحميري كان ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة وكان همه الاول نشر فضائل اهل البيت وبالخصوص الامام امير المؤمنين، طبعاً‌ بأعتبار ان ذلك رمز الدفاع عن مبادئ الاسلام وليست مسألة‌ تحيز وانما رمز الدفاع عن كرامة الاسلام وقيم الاسلام الاصيلة كان هذا ينحصر في التحدث عن امير المؤمنين وعن اهل البيت بأعتبارهم القناة او الفم الصحيح او السليم الذي يعكس جوهر الاسلام النقي يروي ابو الفرج الاصفهاني في كتابه الاغاني ان السيد الحميري وقف يوماً في احد النوادي الغاصة بالناس وصاح ايها الناس من جاء بفضيلة لعلي بن ابي طالب ولم اقل فيها شعراً‌ فله فرسي هذا، وما عليه كأنه كان محمل ببعض المواد كل من يحدثني بفضيلة لأمير المؤمنين انا لم انظم فيها انا اعطيه الفرس بما عليها، فتسابق الناس كما يروي صاحب الاغاني، هذا يحدثه وهو يروي له شعراً ذاك يروي فضيلة وهو يروي شعره في ذلك وهكذا حتى اصبح الناس ينظرون اليه بدهشة وطبعاً قصده الاول كما قلت هو الدفاع عن الحق، الدفاع عن الواقع كبح الباطل، له هذا البيت في هذا الاطار مثلاً يقول:

أيارب اني لم ارد بالذي به

مدحت علياً غير وجهك فأرحم

جميل للانسان حينما يعمل عملاً طيباً او يصنع حسنة يقصد بذلك تقربه الى ‌الله، رجاء الخالق سبحانه وتعالى، اول قدم لما يرفعها الانسان في اي عمل عليه ان يقصد بذلك القرب الى الله، هذا السيد الحميري(رض) يبين بأنه لم يمدح علياً لمزاج او لتحيز او لتكتل او لاي التفاف:

أيارب اني لم ارد بالذي به

مدحت علياً‌ غير وجهك فأرحم

وقال المؤرخون انه شوهد حمال مثقلاً حامل على ظهره حمل من الكتب من المؤلفات فسأل الحمال ماذا تحمل قال ميميات السيد الحميري، هذا يدل على ان الرجل ترك تراثاً كبيراً بحيث هذه قصائده التي تنتهي الى الميم لابد قافيتها الميم فاشتهرت بالميميات مثل قصائد ابن ابي الحديد المعروفة بالعلويات السبع هذا قصائد خاصة في مدح آل البيت تنتهي قافيتها بالميم فسمع بشار، هنا هذه النكتة اجمل فلما قال الحمال احمل ميميات السيد الحميري سمع بشار الشاعر فقال لولا ان هذا الرجل يعني يقصد السيد الحميري شغل عنا بمدح بني هاشم لا تعبنا كان يسبب لنا ازعاج.
واروي خلال هذه الدقائق القصيرة هذه الملاحظة عن السيد الحميري يروي بعضهم قال كنا جلوساً عند ابي عمر بن العلا فتذاكرنا السيد الحميري يقول في الصدفة حضر هو وتجاذبنا اطراف الحديث يمين وشمال بين الاحداث والزرع والقصص فنهض السيد الحميري مشمئزاً‌ قلنا لماذا يا ابا هاشم فقال وهذه من روائع ابياته:

اني لأكره ان اطيل بمجلس

لاذكر فيه لآل بيت محمد

لا ذكر فيه لاحمد ووصيه

وبنيه ذلك مجلس قصف ردي

ان الذي ينساهم في مجلس

حتى يفارقه لغير مسدد

واذا الرجال توسلوا بوسيلة

فوسيلتي حبي لآل محمد

وسبحان الله هذا حبه وتعلقه بآل البيت فصله عن والديه وكانا يلعنانه وكان هو ايضاً يرد عليهم يعني هذا كان يلاحظ ابويه كانا ناحبيين، كان يسمعهم في الليل يصلون صلاة الليل ويبدأون الصلاة وينتهون الصلاة بلعن اميرالمؤمنين، فلما استبصر سبحان الله والله من عليه بهذا الفيض وطبعاً هذا ببركة الامام الصادق وكان يردد ابياته:

تجعفرت باسم الله والله اكبر

وايقنت ان الله يعف ويغفر

ودنت بدين غيرما كنت دائناً

به ونهاني سيد الناس جعفر

فأني الى الرحمن من ذلك تائب

واني قد آمنت والله اكبر

غرضي ان هذا لما استبصر ومال صوب اهل البيت صوب الاسلام النقي فتبرئ منه فكان ينظم في ذلك:

لعن الله والدي جميعاً

ثم اصلاهما عذاب الجحيم

شتما غدوةً علياً...

والى ‌آخر ابياته في هذا المجال لكن هذا الذي اريد التأكيد عليه ان هذا الشاعر البطل من اشهر قصائده هناك قصيدة العينية، العينية‌ وهي يذكر فيها قضية يوم الغدير ويقسم الناس يوم القيامة‌ كيف مثلاً فئة باكية وفئة منتكسة وفئة كذا وفئة مرفوعة الرأس بسبب ولاءها لاهل البيت:

وراية يتبعها حيدر

مطلع القصيدة هذه

لأم عمر باللوى مربع

طامسة اعلامها بلقع

هذه من روائع الادب هذه القصيدة‌ انشدت بحضرة الامام الصادق عند الامام الصادق في محضر الامام وكانت بعد ايام من مصرع زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين، وكان الامام الصادق متأثر ويدخلون عليه بعض المؤمنين يواسوه ويقدمون له التعازي فدخل السيد الحميري والقى هذه القصيدة التي فيها في الواقع تسكين لخاطر الامام الصادق:

لام عمر باللوى مربع

طامسة اعلامها بلقع

الامام بارك له هذا الموقف وايضاً اروي هذه الملاحظة يروي الرواة‌ ان الامام الرضا(ع) شاهد النبي بالمنام شاهده وطبعاً رؤيا الائمة‌ غير رؤيا سائر الناس لا رؤيا الائمة يعول عليها وتعتبر مصدر، فالامام الرضا شاهد النبي في المنام مع عليً وفاطمة‌ والحسن والحسين وشاهد السيد الحميري واقف يلقي هذه القصيدة‌ العينية:

لام عمر باللوى مربع

طامسة اعلامها بلقع

والامام الرضا يشاهد الابتهاج عند اهل العباء الخمسة‌ النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين، فلما انتهى السيد الحميري التفت النبي الى‌ الامام الرضا وقال احفظ هذه القصيدة ومر محبينا بحفظها واعلمهم ان من حفظها يعني لان يحفظها كشعر لا يعني يتفهم معاينها، من حفظها بقصد الولاء، يقصد التركيز على معاينها من حفظها وادام قراءتها ضمنت له الجنة وهذه الرواية يرويها صاحب البحار وغيره وطبعاً هي تكون سبب هداية لان هذه القصيدة اذا قرأها احد من بدايتها الى نهايتها وتمعن بمعاينها هي رسالة هذه القصيدة رسالة في الواقع وما من شك كما يقول النبي ضمنت له الجنة لان يتفهم معاينها ويتأثر بها أياً كان يستبصر. 
وقال المؤرخون بعد وفاة السيد الحميري سنة ‌ 197 ببغداد بعث الاكابر والاشراف سبعين كفناً‌ يتنافسون على‌ تكفينه بسبب تعلقه بآل البيت رحمة الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة