موضوع البرنامج:
دلالات لقب الشريد الطريد من القاب الامام(عج)
كيف نتعامل مع فتن آخر الزمان؟
آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي من الفائزين بلقاء الامام(عج)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على صفوة الله وخيرته محمد وآله الطاهرين اللهم صل وسلم وزد وبارك على بقيتك في ارضك الذي رضيته لنفسك الطيب الطاهر نور الارض وعمادها ورجاء هذه الامة وسندها الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الناصح الامين المؤدي عن النبيين وخاتم الاوصياء النجباء الطاهرين الشريد الطريد الموعود بالنصر والظهر الذي وعدت بأن تملأ الارض به قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً اللهم عجل فرجه واجبي به الارض يا ارحم الراحمين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في الحلقة الثالثة والخمسين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج نخصص فقرتها الاولى لاستلهام بعض دلالات لقب الشريد الطريد من القاب مولانا وامام زماننا الحجة ابن الحسن العسكري ارواحنا فداه وهو لقب ورد ذكره في الاحاديث الشريفة خاصة المروية عن الامامين امير المؤمنين والباقر سلام الله عليهما كما تكرر مضمونه في احاديث اخرى كثيرة تصرح بأن الامام المهدي عجل الله فرجه سيتعرض باستمرار وطوال عصرالغيبة الى ان يحين ظهوره المبارك الى حملات من المطاردة يشنها ضده بصورة خفية ومعلنة الطواغيت والظلمة والجبابرة وآخرهم السفياني الذي يرسل جيشه الى المدينة المنورة بعد أن يحصل على اخبار بوجود الامام متخفياً فيها ويدخل جيش السفياني المدينة المنورة بحثاً عنه عليه السلام ويرتكب فيها مجزرة فضيعة ويقتل فيها نفساً زكية ظناً منه أنه المهدي فيخرج الامام ارواحنا فداه متخفياً الى مكة المكرمة متعوزاً بها وكل ذلك قبل ظهوره العلني عجل الله فرجه فيطارده جيش السفياني الى أن يصل الى منطقة البيداء بين مكة والمدينة فيخسف بجيش السفياني فيها وعندما يصل خبر الخسف الى مكة يعلن الامام المهدي بدء ثورته الاصلاحية عبر خطبته التي ذكرتها الاحاديث الشريفة.
وما تقدم هو خلاصة لما ذكرته الاحاديث الشريفة التي صرحت بان ظهور السفياني والخسف بجيشه في البيداء هما من العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي ارواحنا فداه وقد يستفاد من عموم الاحاديث الشريفة المتحدثة عن السفياني أن مسار تحركه العسكري يعبرعن حركة يقف وراءها الغرب واليهود للقضاء على الامام المهدي سلام الله عليه بعد أن تظهر في السنة التي تسبق ظهوره بوادر الاعداد لخروجه ويكثر الذين يرونه، فالسفياني يأتي كما تذكر الاحاديث الشريفة من الروم وهو يحمل صبغة وخلفية ناصبية متعصبة ضد مدرسة اهل البيت عليهم السلام ويسلط على الشامات ويبدأ تحركه العسكري بهجوم كاسح على العراق مرتكباً ابشع المجازر بحق اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام ومعلوم أن العراق هو عاصمة الدولة المهدوية ومنها يتوجه الى المدينة المنورة ومكة المكرمة ضمن سياق مطاردة الامام المهدي عليه السلام كما تقدم ولم تذكر الاحاديث الشريفة تحركاً عسكرياً للسفياني خارج اطار السعي للقضاء على الامام ارواحنا فداه.
من هنا نلاحظ أن الاحاديث الشريفة تعتبر لقب الشريد الطريد من الصفات البارزة المميزة للمهدي الحقيقي سلام الله عليه وتبين أن هذه الصفة ملازمة له طوال غيبته ولذلك نلاخط أن الائمة المعصومين سلام الله عليهم كانوا يعرفون المهدي بهذه الصفة عندما يسألون عنه فمثلاً روى الصدوق في كمال الدين وغيره مسنداً عن امير المؤمنين عليه السلام أنه قال: صاحب هذا الامر الشريد الطريد الفريد الوحيد وفيه مسند عن عيسى الخشاب قال قلت للحسين بن علي عليهما السلام انت صاحب هذا الامر؟ قال لا ولكن صاحب الامر الشريد الطريد الموتور بأبيه.
وفي غيبة النعماني مسند عن الباقر عليه السلام وقدسئل متى الفرج فقال: إن الشريد الطريد الفريد الوحيد هو صاحب الرايات، وفي كمال الدين مسند عن الامام الباقر عليه السلام ايضاًضمن حديث شبه القائم المهدي بالانبياء وقال: وأما شبهه من موسى عليه السلام فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الاذى والهوان الى أن اذن الله عزوجل في ظهوره ونصره وايده على عدوه، وفي حديث آخر: في صاحب هذا الامر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف و سنة من محمد صلى الله عليه وآله فأما من موسى فخائف يترقب، وعن الكاظم عليه السلام وقد سئل عن صاحب الامر فقال هو الطريد الغريب الغائب عن اهله الموتور بأبيه، وفي حديث آخر هو الخامس من ولدي له غيبة يطول امدها خوفاً على نفسه.
وعلى ضوء ما تقدم يتضح مستمعينا الافاضل احد اسرار مانلاحظه في الادعية المروية عن اهل بيت النبوة عليهم السلام من كثرة الدعاء من الله تبارك وتعالى بحفظ الامام المهدي ارواحنا فداه ودفع اخطار الظالمين والجبابرة عنه عليه السلام نظير ماورد في دعاء الفرج المشهور اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا، وماورد في دعاء عصر الغيبة المروي في كثير من المصادر المعتبرة من قوله: اللهم اعذه من شر جميع ماخلقت واحفظه من خلقه وعن يمينه وعن شماله بحفظك الذي لايضيع من حفظته به واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك وماورد في دعاء العهد المعروف :واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين وماورد في الدعاء له عجل الله فرجه المروي عن الامام الرضا عليه السلام: اللهم ادفع عن وليك واجعله في عنفك الذي لايرام والبسه درعك الحصين وماورد في زيارته ارواحنا فداه: اللهم اعذه من شركل باغ وطاغ وامنعه من أن يوصل اليه بسوء.
ونظائر هذه الدعوات والنصوص الشريفة تنبه المؤمنين الى أن الاخطار تهدد باستمرار إمامهم المنتظر لذلك فأن عليهم أن يتوجهوا باستمرار الى بارئه وبارئهم وربه وربهم لكي يحفظه من هذه الاخطار ومن بأس المعتدين والباغين والطاغين وفي ذلك ثمرة اخرى مهممة للغاية وهي أن هذا التوجه يعزر التوحيد الخالص في قلوب المؤمنين وينبههم باستمرار الى أن الامركله بيد الله جلت قدرته فلايمكن لأي باغ أوطاغ أوعاد أن يغلب الله عزوجل فالله هو الغالب على أمره ويبعدعنهم غبار اليأس الذي يمكن أن تثيره مشاهده ضخامة امكانات وقوى الطاغين والجبابرة.
هذا من جهة ومن جهة اخرى فأن التوجه الى الله بالدعاء لحفظ امام زماننا ارواحنا فداه يرسخ ارتباط المؤمنين بأمامهم وحبهم له وحرصهم على سلامته واجتنابهم لكل مايعرضه للخطر وفتح اعين الظالمين عليه وكشف اسرار آل محمد صلى الله عليه وآله ولايخفى أن حفظه عليه السلام يعني حفظ الامل الالهي والرسالة الالهية والتنجيز الالهي الموعود بأنهاء الظلم واقامة العدل وفتح آفاق الحياة الكريمة للبشرية جمعاء على يديه عجل الله تعالى فرجه الشريف.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم اهلاً بكم احباءنا في هذه الفقرة من فقرات البرنامج نرحب بكم وبضيفنا الكريم فيها سماحة السيد محمد الشوكي اهلاً بكم ومرحباً سماحة السيد.
سماحة السيد محمد الشوكي: اهلاً ومرحباً بكم حياكم الله.
المذيع: مستمعينا الافاضل هذه هي الحلقة الرابعة التي نتحدث في هذه الفقره عن موضوع كيف نتعامل مع الفتن في آخر الزمان واشتدادها قبيل ظهور الصاحب ارواحنا له الفداء سماحة السيد محمد الشوكي بين جملة من الحقائق فيما يرتبط بوصايا الاحاديث الشريفة للمؤمنين فيما يرتبط بالتعامل مع الفتن، سماحة السيد في نهاية الحلقة السابقة تقدمت الاشارة الى تأكيد الاحاديث الشريفة على الانطلاق من اليقينيات عند اشتداد الفتن وعدم العمل بالمتشابهات بل التوقف عندها ما المقصود بهذه القضية؟
سماحة السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الحقيقة اشرنا في الحلقة السابقة كما تفضلتم الى أن اهم عامل من عوامل الوقوف بوجه الفتن او السلامة من اهواء الفتن هو أن يعي الانسان الفتنة واصحاب الفتنة واهدافها وطبيعتها بصورة اجمالية المسأله الثانية هو ما اشرتم اليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما تحدث عن تلك الفتن التي هي كقطع الليل المظلم يتبع اولها آخرها الحقيقة لم يترك الامة لتتيه في دوامة تلك الفتن وفي تياراتها العاتية وانما أوضح السبيل وبين العصمة التي عتصم بها العباد او يعتصم بها العباد من هذه الفتن العصمة القرآن الكريم واهل البيت سلام الله عليهم اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، في القرآن الكريم وفي روايات اهل البيت كما أنه في القرآن هناك محكمات و متشابهات كذلك في كلمات اهل البيت سلام الله عليهم هناك محكمات ومتشابهات كثير من الفتن إنما تنطلق من فهم خاطيء لحديث من الاحاديث او لآية من الآيات القرآنية اوتأوليها بغيرما اراد الله واراد رسوله والائمة سلام الله عليهم.
المذيع: كما في فتنة الخوارج تاريخياً ان الحكم الالله.
سماحة السيد محمد الشوكي: وهذه قضية الهية محكمة في الحقيقة يعني آية من آيات كتاب الله أن الحكم الا لله لكن تأويلها كان تأويلاً خاطئاً فالحقيقة هناك لدينا محكمات في كتاب الله في روايات اهل البيت هناك امور أجمعت عليها الامة اجمع عليها العلماء من قبيل دع ما يريبك الى مالايريبك.
المذيع: نعم.
سماحة السيد محمد الشوكي: أنت قف على الارض الصلبة يعني انت واقف على هناك ارض صلبة وهناك ارض هشة من الممكن أن تنزلق قدمك فيها لتهوي في اسفل سافلين لاتمشي على الارض الهشة امامك ارض صلبة اما إن تقف عليها ولا تمشي على تلك الارض الهشة اولا تتابع المسير فيها كذلك هناك يقينيات ينبغي أن نتوقف عندها و أن لانتعداها الى غيرها كل امر القيس علينا فهمه كل امر إلتبس علينا فهمه فالتكل علمه الى اهله اولاً فاسألوا اهل الذكر إن كنتم.
المذيع: لا تعلمون.
سماحة السيد محمد الشوكي: لا تعلمون اهل الذكر هم اهل البيت عليهم السلام وايضاً يمكن أن ينطبق على العلماء الواعين العلماء الربانيين العلماء الذين يفكرون بمصلحة الاسلام وبمصلحة المسلمين إن وجدنا حلاً فيها والا فاسكتوا عما سكت الله عنه دائماً الانسان عندما يطلب ماوراء اليقين ماوراء الثابت ماوراء في الحقيقة هوممن يبتغي الفتنة وهذا ما اشارت اليه الآية القرآنية في قضية المحكمات والمتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويلها.
المذيع: نعم.
سماحة السيد محمد الشوكي: كانه الانسان الذي يطلب هذه المتشابهات هو انسان مفتون او من طلاب الفتنة.
المذيع: او من مثيري الفتنة البعض يثيرون الفتن بتقديم تأويلات غيرصحيحة للنصوص المتشابهه هنالك حديث عن الامام الباقر عليه السلام مروي في امالي الشيخ الطوسي وكذلك في الكافي قال عليه السلام ضمن هذا الحديث وهو يتحدث عن عصر الفتن: وانظروا ما امرنا وما جاءكم عنا فان وجدتموه في القرآن موافقاً فخذوا به وإن لم تجدوه موافقاً فردوه هذا الامر من القواعد الثابتة الشاهد هنا وإن اشتبه الامر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا فان كنتم كما اوصيناكم ولم تعدو الى غيره فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً يعني القضية دائماً الرجوع الى اليقينيات الرد الى الامور الثابتة.
سماحة السيد محمد الشوكي: التوقف عند الشبهات او التي يلتبس بها الامر الحق بالباطل فأن من الورع في الحقيقة الورع شدة الورع ليس أن تترك الحرام فقط شدة الورع أن تقف عند الشبهات كما ورد في بعض الاخبار الشريفة شدة الورع أن يقف الانسان عندما يشتبه عليه الامر.
المذيع: نعم.
سماحة السيد محمد الشوكي: وفي الحقيقة هناك امور اخرى يعني يمكن أن نشيراليها لا ادري يسمح الوقت أم لاء.
المذيع: لا اعتقد أن الوقت المخصص لهذه الفقرة انتهى لو سمحتم سماحة السيد نوكل الحديث عنها أن شاء الله الى الحلقة المقبلة شكراً جزيلاً لكم.
سماحة السيد محمد الشوكي: شكراً لكم.
المذيع: نتابع اعزاءنا المستمعين تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بنقل رواية اخرى من روايات الفائزين برعاية خاصة من امام العصر ورواتهم من الثقاة المعروفين فقد نقلها آية الله السيد الشهيد دستغيب في كتابه القصص العجيبة الذي صرح فيه بأنه لاينقل فيه الا ما صح لديه عن آية الله السيد الشهيد اسد الله المدني احد شهداء المحراب الاجلاء عن آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي احد مراجع التقليد في النجف الاشرف الذي رجع اليه المؤمنون في التقليد بعد وفاة السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
قال السيد الشاهرودي في احدى السنين ذهبت مع المرحوم الحاج العبايجي رحمه الله من الكاظمية بقصد زيارة ائمة سامراء عليهم السلام مشياً على الاقدام وبعد أن زرنا السيد محمد عليه السلام في منطقة بلد سرنا باتجاه سامراء وبعد مسيرة فرسخ استولى الاعياء والتعب على المرحوم العبايجي وسقط على الارض وقد فقد القدرة على الحركة وقال لي إن موتي حتمي وانا عاجز عن متابعة المسير الى سامراء او العودة ولايمكنك أن تفعل لي شيئاً واذا بقيت معي فأن ذلك القاء للنفس في التهلكة وهو حرام فيجب عليك متابعة المسير وحدك وانقاذ نفسك فقد سقط واجبك تجاهي، ويتابع السيد الشاهرودي حديثه قائلاً تركته وأنا آسف عليه وسرت وحدي الى أن وصلت سامراء في اليوم التالي ففوجئت بوجوده في محل اقامة الزوار وقد وصل قبلي وهو في كامل السلامة والعافية فألححت عليه بالسؤال عن حقيقة ماجرى له فقال كنت متهيئاً للموت بعد أن تركتني بالامس وأنا عاجز عن اي حركة بعد حين سمعت وقع اقدام ففتحت عيني ورأيت شخصاً جليلاً بزي اعرابي عادي و بيده عنان حمار وقد وقف قرب رأسي وقال لي انهض لكي اوصلك الى مقصدك فقلت لااستطيع النهوض فالألم قد استشرى في كل بدني فرفعني بيده وكنت اشعر بالحيوية في كل عضو من بدني تمر يده عليه واجلسني على الحمار واخذ يقوده ورجوته أن يركب معي فأبى وأثناء الطريق انتبهت الى شال اخضر يتحزم به فاستحييب من ركوبي وهذا السيد من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي راجلاً فترجلت ورجوته أن يركب الحمار وما أن قلت ذلك حتى غاب عن بصري فجأة ووجدت نفسي في محل اقامة الزوار في سامراء.
وفي هذه الرواية الموثقة اشارة الى رعاية وتكريم واغاثة امام زماننا لزوار مراقد آبائه عليهم السلام وخاصة المشاة منهم رزقنا الله واياكم احباءنا رؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة ونصرته في غيبته وظهوره عجل الله فرجه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******
*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر