البث المباشر

المؤمل هو لقب من القاب الامام/ الفائزون بلقاء الامام / الامام في ديوان الشعر العربي/ قضايا ترتبط بفتن آخر الزمان

الأربعاء 6 فبراير 2019 - 14:59 بتوقيت طهران

(الحلقة:60)

موضوع البرنامج:
المؤمل هو لقب من القاب الامام(ع)
الفائزون بلقاء الامام(ع)
الامام في ديوان الشعر العربي
قضايا ترتبط بفتن آخر الزمان

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته كالانتفاع بالشمس إن سترها سحاب).

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة على خير خلق الله محمد وآله الاطهار اللهم صل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر وحفه بملائكتك المقربين واجعلنا من انصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته وأرنا في آل محمد مايأملون وفي عدوهم ما يحذرون إله الحق آمين.
السلام عليكم أيها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الخمسين بعد الثلاثمائة من حلقات هذا البرنامج الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا عبره لأداد بعض حقوق مولانا وإمام زماننا المهدي المؤمل عجل الله تعالى فرجه الشريف.
والمؤمل هو من القاب مولانا المهدي، لقبه به والده الامام الحسن العسكري سلام الله عليه. فقد روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده أن الامام العسكري قال: "حين ولد نجله الحجة عليهما السلام، زعم الظلمة أنهم يقتلونني ليقطع هذا النسل فكيف رأوا قدرة الله، وسماه المؤمل". والمؤمل هو الذي يتأمله غيره وقد أشير في دعاء الندبة الى أن المهدي عليه السلام هو أمنية المؤمنين، بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة وخير المأمول من ظهور المهدي عليه السلام هو ما يتأمله آل محمد صلى الله عليه وآله لأنه أشمل وأجمع مما يأمله أي خطً فكري أو شخص غيرهم، فهم مظهر الرحمة والكمالات الالهية الواسعة ولذلك فأن ما يأملونه هو تحقق ما يعود بالخير العميم على جميع الموجودات ويحقق الاهداف الالهية السامية من خلق الجن والانس وازالة جميع مظاهر وجذور الشرور ولذلك نلاحظ أن الفصل الخاص بالامام المهدي من الصلوات الكبيرة على المعصومين الاربعة عشر، المروية عن الامام العسكري عليهم السلام اجمعين، تعلمنا في آخرها أن نطلب من الله عزوجل أن تكون أمانينا فيما يرتبط بظهور المهدي عليه السلام هي ما يأمله آل محمد صلى الله عليه وآله فنقول : وأرنا في آل محمد ما يأملون.

ايها الاخوة والاخوات لمضمون فقرة الفائزين بلقاء مولانا صاحب الزمان القائم المؤمل ارواحنا فداه في هذه الحلقة إرتباط وثيق بالدلالات المستفادة من لقب المؤمل والتي أشرنا اليها آنفاً. ولذلك نقدمها الآن ونؤخر فقرة قضية الامام المهدي في ديوان الشعر العربي إلى نهاية الحلقة وقد اخترنا لهذه الحلقة روايتين قصيرتين لكنهما تحملان دلالة وتنبيهات مهمة لكل الذين يتشوقون لظهور الامام المهدي عجل الله فرجه وكلتا الروايتين في زمن قريب من أيامنا نستمع لهاتين الروايتين ضمن موعظة لآية الله الشيخ محمد تقي بهجت.
قال احد السادة ممن يكثر من زيارة مسجد جمكران: "رأيت الامام في مسجد جمكران فقال لي قل لمخلصي محبينا أن يدعو لنا وغاب عن نظري فجأة". وتابع آية الله بهجت موعظته قائلا:ً وكان هذا السيد قد رأى مولانا المهدي قبل اسبوع من تلك الحادثة في عالم الرؤيا ولكن مع الأسف إن الجميع يذهبون الى مسجد جمكران سعياً لقضاء حوائجهم الشخصية غافلين عن طلبات الامام عليه السلام إذ يطلب منهم أن يدعو الله عزوجل له بتعجيل فرجه. هذا ما افصح عليه السلام عنه بنفسه لذلك السدي يعني العبد الصالح الشيخ ابراهيم الحائري الذي فاز أثناء اعتكافه في مسجد الكوفة بلقاء الحجة المهدي ارواحنا فداه لقد قال له ما مضمونه إن الذين يأتون إلى هناهم من شيعتنا الطيبين وكل منهم جاء طالباً قضاء حاجة معينة كطب دار أو ولد أو زوج او قضاء دين ولكن من منهم جاء من أجلي. وختم آية الله بهجت موعظته قائلاً لذلك ينبغي لكل من يذهب الى هذه الاماكن المقدسه كمسجد جمكران ان يكون أهم مطالبه هو ان يدع الله بتعجيل فرج الامام عجل الله فرجه فهو واسطة نزول الفيض".

وعلى ضوء ما تقدم تتضح مستمعينا الافاضل إحدى الصفات المهمة لانصار المهدي و منتظريه الحقيقيين ارواحنا فداه وهي أن يكون انتظارهم وتأميلهم لظهوره والتفاعل الوجداني الصادق مع قضيته سلام الله عليه أن يكون كل ذلك قائماً على اساس محوري وبالدرجة الاولى، وطلب الخير للبشرية جميعاً بل وللخلائق كافة. لان ظهوره عليه السلام يحقق الخير لها جيمعاً فلا ينبغي للمؤمن المهدوي أن يحصر تمنيه وتأمله لظهور المهدي عجل الله فرجه في دائرة آماله الشخصية وازماته الذاتية، بل ينبغي له ان يدعو بالفرج الالهي لانقاذ البشرية وخلاصها من الازمات التي تعصف بها وهذه من صفات المؤمن المتخلق بالاخلاق الالهية فهو يحب الخير للخلق جميعاً.
وإلى هذه الحقيقة ينبه الامام الصادق عليه السلام في الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين والكليني في الكافي مسنداً عن عمار الساباطي عنه عليه السلام وفيه بين الامام مقامات مؤمني العصور التي تسبق قيام دولة اهل البيت عليهم السلام وفضلهم وعندها قال عمار الساباطي: (جعلت فداك فما نتمنى إذن أن نكون من اصحاب القائم عليه السلام في ظهور الحق ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك افضل اعمالاً من اعمال اصحاب دولة الحق، فقال عليه السلام: مستنكراً هذا المنطق: سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله عزوجل الحق والعدل في البلاد ويحسن حال عامة الناس ويجمع الله الكلمة ويؤلف بين القلوب المختلفة ولا يعصى الله في ارضه وتقام حدود الله في خلقه ويرد الحق الى اهله فيظهروه حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخلق).

وروى الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص حديثاً آخر ذكر فيه الامام الصادق عليه السلام ثواب وفضل الثابتين على إيمانهم في ظل حاكمية أئمة الجور فسأله الراوي: (فما نتمنى القائم عليه السلام، يعني فلماذا؟ إذا كان على هذا، فقال عليه السلام: سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل وتأمن السبل وينصف المظلوم).
وبناءً على هذه الحقيقة فان مما ينبغي للمؤمن هو أن يدعو الله عزوجل بتعجيل الفرج المهدوي المبارك في مختلف أحواله وحالاته سواءٌ كان مبتلى أم معافى في يسر ونعماء او في شدة وخراء فلا يحصر توجهه إلى الدعاء وتمني حصول الفرج المهدوي بالاوقات التي ينزل به هو شخصياً بلاء أو شدة.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم وبضيفنا الكريم في هذه الفقرة سماحة السيد محمد الشوكي. سماحة السيد اهلاً بكم.
السيد محمد الشوكي: اهلاً ومرحباً بكم حياكم الله.
المذيع: مستمعينا الافاضل تصل بين الحين والآخر رسائل للبرنامج تتحدث عن مجموعة من الفتن والامور التي تثير الغموض فيما يرتبط بتكاليف المؤمنين في عصر الغيبة قضية الفتن وكيف نتعامل معها من القضايا المهمة التي تناولتها الاحاديث الشريفة. هذا هو موضوع الحديث مع سماحة السيد محمد الشوكي في هذه الحلقه وفي حلقات أخرى لاحقة. سماحة السيد محمد الشوكي، هنالك كثير من الاحاديث الشريفة تحدثت عن قضايا ترتبط بفتن آخر الزمان يستفاد منها على نحو الاجمال بأنه كلما اقترب الظهور ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه كلما اشتدت الفتن كيف تفهمون هذه الظاهره؟
السيد محمد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
المذيع: صلوات الله عليهم اجمعين.
السيد محمد الشوكي: حقيقةً موضوع الفتن كان ولايزال من المواضيع الاجتماعية الهامة التي تعيشها المجتمعات على مختلف طبقاتها وعلى مختلف مذاهبها ومشاربها. الفتنة في الحقيقة إذا ما رجعنا الى معناها اللغوي هي الاختبار.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: فتنه أي إختبره وبالتالي، الله عزوجل يختبر الانسان بمجموعة أشياء، إنما أموالكم واولادكم فتنة، قد يختبره يفتتنه بماله قد، يفتتنه بولده، قد يفتتنه بعلمه، قد يفتتنه بمنعيه، وحديثنا ليس عن تلك الفتن التي يعيشها الانسان بصورة فردية في الحقيقة وإنما حديثنا عن ما يعبر عنه في الروايات الشريفة مضلات الفتن.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: وهو الذي أمرنا بالتعوذ منه.
المذيع:نعم.
السيد محمد الشوكي: في الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله سمع شخصاً يقول (اللهم إني اعوذ بك من الفتنة) قال: "لا تقل ذلك فأن الولد فتنة وإن المال فتنة ولكن قل اللهم إني اعوذ بك من مضلات".
المذيع: الفتن.
السيد محمد الشوكي: الفتن فحديثنا هو مضلات الفتن او مجموعة الاحداث التي يعيشها المجتمع والتي يلتبس فيها الحق بالباطل ولايهتدي الناس إلى اوجه الحق والهدى هذه الفتن كانت في زمان الانبياء السابقين، كانت في زمان الرسالة في بداية انطلاقتها، في زمان الائمة سلام الله عليهم، وستكون في عصرنا. هذا وما بعد عصرنا إلا أنه ما أشرتم اليه من أن أخر الزمان حمأة الفتن تشتد.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: وهذا ماوردت به روايات شريفة كثيرة وذلك يرجع إلى سببين اساسيين. السبب الاول يرجع الى الظرف الموضوعي بحد ذاته، يعني اولاً ابتعاد الناس عن الرسالة وعن صاحب الرسالة وعن عصر الرسالة الذي يؤدي شيئاً فشيئاً الى الابتعاد عن قيم الرسالة بطبيعة الحال.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: عدم وجود الرقيب بصورة ظاهرة يعني كان الامام موجوداً، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم موجوداً يمكن أن يتعامل بصورة أو أخرى مع تلك الفتن يحجمها يحدد مساراتها.
المذيع: او يرجع اليه مباشرةً عندالفتنة، المؤمنون كانوا يرجعون الى الائمة في زمن الظهور في زمن حضورهم عليهم السلام، مثلاً يسألون ماذا أفعل تجاه حركة فلان أو ماذا نفعل في تجاه مثلاً الحركة الفلانية؟
السيد محمد الشوكي: بوصلة حركة الامة موجودة ظاهرة يعني فأذن الظرف الموضوع الذي يتمثل بابتعاد الناس عن عصر الرسالة عن قيم الرسالة ابتعادهم عن رمز الرسالة وحافظ الرسالة الذي هو النبي او الامام هذا من جملة الاسباب المهمة التي تؤدي الى اشتداد الفتن، بالاضافة الى تطور الحياة تطور الحياة بكل ما يعني هذا التطور يترك اسقاطاته الكثيرة على موضوع الفتن، يعني هذا التطور بحد ذاته يؤدي الى حالة من النزاع بين الناس شئت أم أبيت. الحياة اصبحت معقدة كما هو واضح ليست بسيطةً كما في السابق. متطلبات الحياة رغبات الحياة، الحصول على الرزق، اصبح بشق الانفس، مثلاً في بعض الاحيان بالاضافة الى أنه الحياة ازدادت فيها وسائل الفساد والافساد. يعني في الزمان السابق كان الانسان ربما يبحث عن الفساد فلا يجد الفساد، ولكن الفساد هو الذي يبحث عن الانسان في زماننا هذا، يلاحق الانسان في المدرسة، يلاحق الانسان في البيت، يلاحق الانسان حتى في عقر داره. هذا ايضا ًله جانب مهم، الجانب الآخر هو مايرتبط بمسألة التمحيص.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: وكثير من الروايات، الفتن الواردة في آخر الزمان وردت بعنوان التمحيص.
المذيع: يعني اعداد الجيل الذي يساهم مباشرةً في نصرة الامام المهدي سلام الله عليه.
السيد محمد الشوكي: نعم اولاً فرز، اولاًعملية فرز وبناء.
المذيع: نعم.
السيد محمد الشوكي: عملية الفرز يعني يفرز الانسان الصالح من الانسان الطالح. الانسان المؤمن عن غير الانسان المؤمن. فاذا جاء الامام المهدي سوف يكون فرقاناً او الناس قد افترقت في الحقيقة. لأنه المحن والفتن والابتلاءات تفرز الانسان المؤمن الصلب الايمان، القوي الايمان، عن الانسان الذي ايمانه ايمان هش. الانسان المؤمن سوف يحافظ على ايمانه، على استقامته، على دينه. الانسان غير المؤمن او الانسان المؤمن صاحب الايمان الهش سوف يسقط في الفتنة وبالتالي تفرز جبهتان: الجبهة المؤمنة الصلبة والجبهة التي غير مؤمنة او التي ايمانها ايمان بسيط و ايمان هش.
المذيع: نعم سماحة السيد يمكن أن نستفيد في نهاية هذه الفقرة قضيةً مهمة مما تفضلتم به وهي أن اشتداد الفتن هو بحد ذاته بشارة وعلامة لقرب الفرج، ولكن بالنسبة للتعامل معها ينبغي التعرف علىجملة من القضايا المهمة لكي نكون من الناجين من فتن آخر الزمان.
السيد محمد الشوكي: ان شاء الله.
المذيع: هذا هو موضوع الحديث ان شاء الله في الحلقة المقبلة، سماحة السيد شكراً جزيلاً.
السيد محمد الشوكي: شكراً لكم.
المذيع: للشاعر الشهير الشهيد أبي الحصن علي ابن العباس ابن جريح المعروف بلقب ابن الرومي، قصيدة عصماء رثى بها الثائر الطالبي يحيى ابن عمر العلوي الذي ثار ضد بني العباس ايام المتوكل والمستعين، وفي هذه القصيدة يصور هذا الشاعر مظالم بني العباس وما جنوه على الامة المحمدية ويبشر بانقراض دولتهم واقامة دولة الحق على يد الامام المهدي المنتظر عليه السلام الذي رمز اليه بأوصاف من قبيل امام الحق والثائر في منطوى الغيب دون تصريح بأسمه بسبب شدة الاوضاع التي عاصرها هذا الشاعر سنة ثلاث وثمانين ومائتين أي في بدايات الغيبة الصغرى.
والغريب أن ابن الرومي هو مفيد جريح الرومي الذي كان من موالي بني العباس، لكن ابن الرومي نفسه عادى بني العباس لما عرف انحرافهم و والى آل محمد صلى الله عليه وآله لما عرف أن الحق معهم وفيهم والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وقد قضى ابن الرومي مسموماً بسبب ولائه للعترة الطاهرة. فقد دس له السم القاسم ابن عبيد الله وزيد المعتضد العباسي.
قال رحمه الله في بعض ابيات قصيدته في رثاء الثائر يحيى العلوي مخاطباً بني العباس بعد أن ذمهم على ظلمهم لاهل البيت عليهم السلام.

غررتم اذا صدقتم ان حالةً

تدوم لكم والدهر لونان أخرج

لعل لهم في منطوى الغيب ثائراً

سيسمولكم والصبح في الليل مولج

فيدرك ثارالله انصار دينه

ولله اوس آخرون وخزرج

ويقضي امام الحق فيكم قضاءه

تماماً وماكل الحوامل تخدج

نظاري فأن الله طالب وتره

بني مصعب لن يسبق الله مدلج

لعل قلوباً قد اطلتم غليلها

ستظفر عنكم بالشفاء فتثلج

ويشير ابن الرومي في البيت الاول الى حتمية ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه وازالة دول الجور فيما يشير في البيت الثاني الى غيبته عليه السلام وأن ظهوره سيكون بعد غيبة. اما البيت الثالث فيصرح بأن ما انزله الجائرون من ظلم بأهل البيت النبوي عليهم السلام هو ثأر الله والله مدرك تأره حتماً بأنصاره المخلصين وبامام الحق المهدي المنتظر عجل الله فرجه جعلنا الله وإياكم لنصرة مولانا صاحب الزمان في غيبته وعند ظهوره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة