البث المباشر

القضية المهدوية في الابيات الشعرية المنسوبة للامام الصادق/ التوسم والتثبيت في الأمور من امهات صفات المهدويين/ شأن دعاء الندبة/ الفائزون برؤية الإمام

السبت 2 فبراير 2019 - 13:56 بتوقيت طهران

(الحلقة:41)

موضوع البرنامج:
القضية المهدوية في الابيات الشعرية المنسوبة للامام الصادق (ع)
التوسم والتثبيت في الأمور من امهات صفات المهدويين
شأن دعاء الندبة
الفائزون برؤية الامام (عج)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (والذي بعثني بالنبوة انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كالانتفاع بالشمس ان سترها سحاب).

خبير البرنامج: الشيخ محمد السند

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية طيبة واهلاً ومرحبا في الحلقة الحادية والثلاثين بعد ثلاثمائة من حلقات برنامجكم هذا، وفيها ننقلكم في فقرتها الاولى الى موضوع قضية المهدوية في الابيات الشعرية المنسوبة للامام الصادق عليه السلام. وفي الفقرة الثانية نتحدث عن صفة التوسّم والتثبت في الامور وهي من امهات صفات المهدويين الذي حثت النصوص الشريفة على التحلي بها.
وفي الفقرة الثالثة نتابع حوارنا مع ضيف البرنامج بشأن دعاء الندبة ونختم اللقاء بالفقرة الرابعة ورواية اخرى من روايات الفائزين بلقاء امام زماننا عجل الله تعالى فرجه ورزقنا الله واياكم رؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة.
ونبدأ اعزائنا بالفقرة الاولى وقد رويت عدة من الابيات الشعرية عن الامام الصادق سلام الله عليه لها ارتباط بقضية الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف منها البيت المعروف الذي روته كثيراً من المصادر المعتبرة والذي يصف الدولة المهدوية بانها دولة اهل البيت عليهم السلام، وانها تكون في آخر الدهر.
روي الشيخ الصدوق في كتاب الآمالي مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام انه كان يقول: لكل اناس دولةٌ يرقبونها، ودولةُ هدى في آخر الدهرِ تظهرُ.
ويلاحظ في الرواية قول الراوي، كان يقول: ويستفاد من ذلك ان الامام الصادق عليه السلام كان يكرر انشاد هذا البيت، الامر الذي يشير الى اهمية مضمونه، هذا اولاً.
وثانياً فان المستفاد من هذا البيت هو ان ظهور المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف يكون بعد ان تستنفذ البشرية تجربة جميع المدارس والتيارات الاخرى. وترى فشلها في حلّ ازماتها، وتحقيق العدل لها، فتتوجه الى مدرسة اهل البيت عليهم السلام الذين رأت عدلهم في الدولتين المحمدية والعلوية، وهذا المعنى ورد في حديث آخر رواه الشيخ النعماني في كتاب الغيبة مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام، انه قال: ما يكون هذا الامر (يعني ظهور المهدي) حتى لا يبقى صنفٌ من الناس الاّ وقد ولّوا على الناس حتى لا يقول قائل انّا لو ولينا لعدلنا. ثم يقوم القائم بالحق والعدل. كما ورت المصادر المعتبرة ثلاثة ابيات اخرى عن الامام الصادق عليه السلام تبيّن استمرار خط الامامة في مدرسة اهل البيت عليهم السلام رغم كلّ حروب الابادة والتشريد التي عرضوا لها.
جاء في هذه الابيات التي رواها عنه سفيان الثوري قوله عليه السلام:

لا اليسرُ يطرؤنا يوماً فيبطرنا

ولا لازمة دهراً نظهر الجزعا

ان سرّنا الدهر، لم نبهج لصحته

او ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا

مثل النجوم على مضمار اولنا

اذا تغيّب نجم آخر طلعا

كما روت المصادر المعتبرة ابياتاً منسوبة للامام الصادق عليه السلام تحذر من الجزع واليأس من رحمة الله ومن الفرج مهما طال الامد، واشتد الصعاب وارتباطها بالقضية المهدوية واضح.
يقول عليه السلام في هذه الابيات:

فلا تجزع وان عسرت يوماً

فقد ايسرت في زمن طويلِ

ولا تيأس فان اليأس كفرٌ

لعل الله يغني عن قليلِ

ولا تظنن بربك ظنّ سوءٍ

فان الله اولى بالجميلِ

المذيع: ولنا في الحلقة المقبلة وقفةٌ انشاء الله تعالى مع ابياتٌ اخرى مروية عن الامام الصادق عليه السلام لها ارتباط بالقضية المهدوية، اما الان فننتقل الى الفقرة الثانية الخاصة بصفات انصار المهدويين جعلنا الله وايّاكم منهم.
روي الفضل بن شهذان في كتاب الغيبة مسنداً عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: كأني انظر الى القائم واصحابه في نجف الكوفة، كأن على رؤوسهم الطّير، قد فنيت ازوادهم، وخلقت ثيابهم، قد اثّر السجود بجباههم، اليوث بالنهار، رهباناً بالليل، كأن قلوبهم زبر الحديد، يعطى الرجل منهم قوة اربعين رجلا، لا يقتل احداً منهم الاّ كافر او منافق، قد وصفهم الله تعالى بالتوسّم في كتابه العزيز بقوله: )انّ في ذلك لآيات للمتوسمين(.
وهذا الحديث الشريف يشتمل على عدة من صفات انصار المهدي (ارواحنا فداه) الاّ مورد الحديث في هذه الحلقة وهو الفقرة الاخيرة منه التي تحدد احدى الصفات المهمة للمهدويين وهي كونه من المتوسمين الذين مدحهم الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز. وقد جاء في تعريف المتوسمين انهم المتفكرون، المتفرسون الذين يتثبتون في نظرهم، حتى يعرفوا حقيقة الشيء بسمته، وقيل ان المتوسّم هو الذي ينظر بنور الله وان المصداق الاجل للمتوسمين هم ائمة العترة النبوية عليهم السلام كما نصت على ذلك جملة من الاحاديث الشريفة. فهم عليهم السلام اصحاب اعلى المراتب من التحلي بصفة التوسّم، ثم يأتي اتباعهم ومواليهم في المراتب اللاحقة كلٌّ بحسب مرتبته من القرب الالهي.
ويستفاد من النصوص الشرعية ان انصار المهدي يتحلون بمراتب عالية من التوسم والنظر بنور الله ويتثبتون في مواقفهم، وينطلقون من الامور اليقينية في تحركاتهم، ويتجنبون الشبهات والامور التي لا يمتلكون فيها حجة شرعية واضحة، ويستعينون بالله لمعرفة حقائق الامور كما هي، ولذلك فلا يشتبه عليهم شيء، ولذلك فهم لا يقتلون الاّ كافراً او منافقاً، ولا يقتل احدٌ منهم الاّ كافرٌ او مؤمنٌ كما ورد في الحديث الشريف لانهم لا يدخلون في الفتن التي يختلط فيها الحابل بالنابل.
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الافاضل اهلاً بكم ومرحبا في هذه الفقرة من فقرات شمس خلف السحاب، موضوع الحديث في هذه الفقرة كما المتابعون له منذ الحلقة السابقة، هو عن دعاء الندبة. استضفنا للحديث عن هذا الدعاء سماحة الشيخ محمد السند.
طيب محمد السند بعد الترحيب بسماحتكم، هل ثمة قضايا اخرى ترتبط بأمر سند دعاء الندبة تبيّن اعتباره او تؤيد اعتباره؟
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً بسم الله الرحمن الرحيم، نعم، هناك نقاط اخرى لابد من اضافتها، الاولى: هي ان هذا السند اذاً متصل وغير منقطع كما مرّ علينا وانه موجود مودع في المصادر الاخرى. يضاف الى ذلك، وكذلك كتب ابن طاووس وكذلك ما نقله من طريق آخر بعد المجلسي عن كتاب العتيق يختلف عن طريق المشهدي وعن طريق ابن طاووس، مما يدلل على عدة طرق لهذا الحديث، تتعاضد وتتظافر مع بعضها البعض. يضاف الى ذلك نكتة اخرى، وهي انه بشكل عام كتب المزار لدى الامامية غفيرة وكثيرة جداً. ومن باب ذكر النبذة فقط ان عوض بزرك الطهراني رحمة الله عليه في الذريعة يذكر في مادة مزار عن كتب المزار القديمة للاصحاب ستة واربعين كتاباً.
المذيع: ما شاء الله...
الشيخ محمد السند: ولم يصل الينا الان الاّ قلة قليلة لكن المتقدمين من الاصحاب ممن كتبوا كتب المزار في الواقع لديهم مادة ثرة ومكتبة غنية بالمصادر المتصلة.
المذيع: نعم، يعني حتى المتوفر الآن بين ايدينا يعود الى فترة مبكرة، الآن مزار الشيخ المفيد مثلاً موجود مطبوع..
الشيخ محمد السند: وعلى نمطين مزار كبير ومزار صغير.
المذيع: نعم، اذاً فكرة او طريقة كتابة المزارات قديمة يعني قد تبدأ مع عصر الغيبة الصغرى او لعله متأصلة.
الشيخ محمد السند: نعم، متأصلة بل هي تتقادم حتى الى عهد الصادقين عليهم السلام.
المذيع: ما شاء الله يعني في حياة الائمة؟
الشيخ محمد السند: نعم، اذاً كتب المزار بحمد الله بوفرة وافرة حتى ان احد الشرّاح لكتاب النجاشي حيث ان النجاشي رحمة الله عليه ذكر في كتابه الفهرس المعروف كتاب النجاشي ذكر ثمانية عشر كتاباً في المزار. الاّ ان احد الشراح وهو المرحوم الابطحي في كتابة تأديب المقال استدرك عليه الى ما يصل الى ثلاثة واربعين كتاب مزار وصلت الينا اسماؤها غير التي لم تصل الينا اسماءها، لذا عندما نرى السيد ابن طاووس في كتبه التي هي موسوعة في الادعية والزيارات ينقل عن مصادر غير مصادر المشهدي محمد بن المشهدي، مما يدل اذاً كثرة وتعدد ووفرة المصادر التي كانت لدى ابن طاووس في مكتبته الغنية الحية، كما ذكرها بزرك وايّد ذلك السيد الخوئي ان ابن طاووس يتوفر في مكتبته على مائة ونيف مصنّف فقط في الدراية والرجال. فكيف بكتب المزار والادعية والحديث. هناك آلاف مؤلفة لذا اذاً ليس من الصحيح المسارعة في تنفيد سند او ما شابه ذلك قبل دراسة هذه العناصر الموضوعية في علم الحديث والدراية ومصادر التراث. والا سوف يكون حكماً عجولاً غير مدروس على موازين درائية وحديثية.
هذا من جانب آخر، اذاً الحديث بحمد الله يوجد له عدة طرق وعدة مصادر هناك نقطة اخرى ان اجيال علماء الامامية ومراجع الطائفة العملية المتجذرة لديهم بشكل ضارب الى قرون عديدة وقديمة حتى تذكر في تراجيمهم واحوالهم الشخصية انهم كيف كانوا يمارسون الطقوس والآداب الشرعية ومنها ينبه على دعاء الندبة.
المذيع: اذاً هل هو دليل ظاهري سماحة الشيخ يعني عمل العلماء ووجوه العلماء ووجوه الامامية بتلاوة هذا الدعاء هو تأكيد آخر على اعتباره؟
الشيخ محمد السند: على اعتباره، حتى ان الشيخ الانصاري في المكاسب في بحث الشروط والمحشين المكاسب من مراجع الطائفة يستدلون بشواهد لغوية من دعاء الندبة ويرسلون اعتبار ارسال المسلّمات، نعم، كلمة الشرط والشروط وكيف التعبير الذي جرى استعماله، هذا كله عن سند الدعاء واعتباره.
المذيع: يعني يستدلون النقطة الاخيرة التي ليست واضحة بالنسبة اليّ استدلوا بكلمات الدعاء..
الشيخ محمد السند: بكلمات الدعاء.
المذيع: في بيان بعض المطالب؟
الشيخ محمد السند: في بيان بعض المباحث المهمة جداً الفقهية فرقا عدة فقهية وهي قاعدة الشروط، المهم عند شروطهم هذه قاعدة جداً مهمة في ضاربة بفروعها في كل المعاملات استدلوا على معنى الشرط، هل الشرط ابتدائي الشرط أو لا، بما في دعاء الندبة.
المذيع: نعم، وهذا لا يمكن الاّ ان يكون النص هو مورد قبول؟
الشيخ محمد السند: نعم، هو موضع اعتبار لديهم.
المذيع: لا يمكن الاستدلال بنص..
الشيخ محمد السند: اضف نقطة لا تفوتني نعم وان كنت بان هذا ليس استقصاء لكل نقاط اعتبار الدعاء. قوة مضمون الدعاء..
المذيع: نعم، ليست في الحقيقة ان تكون هذه ايضاً نقطة مستقلة في الحديث عن اعتبار دعاء الندبة، وهو انه مضمون الدعاء لا يمكن ان يصدر الاّ عن معصوم.
الشيخ محمد السند: نعم..
المذيع: هذه لو سمحتم النقطة تكون انشاء الله محور الحديث في الحلقة المقبلة.
الشيخ محمد السند: نعم، كما ستبين انشاء الله بشكل مفصل، مما يدلل على انه هذا يوثق بصدور الحديث.
المذيع: شكراً جزيلاً لسماحة الشيخ محمد السند على ما بيّنه.
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً.
المذيع: وشكراً لكم مستمعينا الافاضل الى ما تبقى من فقرات البرنامج.
المذيع: بعض الذين يطلبون لقاء الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قد لا يكون لهم هدف من تحمل كثير من المشاق من اجل ذلك سوى رؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة والحصول على حالة من الاطمئنان القلبي بوجوده عليه السلام واستجابة لآمال مواليه. ولعل من مصاديق ذلك هذه الرؤية التي اخترناها لهذه الحلقة.
نقل هذه الرواية العلامة الشيخ الحائري المازندراني في كتابه القيم (العقل والامامة) حيث قال: كان اخي المرحوم العلامة الشيخ علي من كبار المجتهدين والمؤلفين في مدينة كربلاء وهي مسقط رأسنا وموطننا وقد دفعه عشقه للتشرف برؤية الامام ولي العصر عجل الله تعالى فرجه قبل حدود ستين عاماً، اي في حدود سنة ۱۳۳۰ هجري الى الالتزام بدورة الاربعينية من التعبد الخالص لله تعالى بهدف الفوز بذلك.
وكان ورده الخاص هو على مدى اربعين يوماً بلياليها بحالة من الذكر القلبي لامام زمانه والدعاء له عليه السلام وعدم الغفلة عن ذلك مادام يقظاً ولا للحظة واحدة، والاستمرار على ذلك في حال العبادة والدعاء والتدريس فضلاً عن شؤونه العادية، وقد الزم نفسه بهذا التكليف الشاق حتى اثر عليه في منامه ايضاً.
وفي يوم الاربعين الذي كان يترقب تحقق امله فيه وقد صادف يوم عرفة او زيارة الاربعين والترديد من الناقل.
ذهب الشيخ علي الى حرم الامام الحسين عليه السلام للصلاة والزيارة والدعاء وانتظار التشرف برؤيته. واختار لنفسه مكاناً في الرواق صلى فيه وجلس للدعاء مواصلاً لذكره القلبي لمولاه عليه السلام.
وكانت امامه عدة قطع من التربة الحسينية غير تربته الشخصية فرأى فجأة سيداً جليلاً بزي اهل الحجاز اسمر اللون وعيناه واسعتان وشفافتان وبراقتان وهو يرتدي عمامة صغيرة خضراء وعباءة صوفية صفراء خفيفة. فاختار من بين القطع الحسينية تربة الشيخ الشخصية فرفعها ووضعها امامه وقام للصلاة، فاعترض اخي الشيخ علي قائلاً: هذه تربتي الشخصية؟ فلم يجبه السيد وصلى ركعتين خفيفتين بهذه التربة ثم قال: تربة الحسين عليه السلام لا تملّك. اضطرب اخي من هيبة وجلالة هذا السيد الوقور، لكنه أجاب قائلاً: لكن هيئة التربة تملّك، يعني شكل التربة والمصنوع منها. فلم الامام عليه السلام وغادر المكان فوراً. وعندها انتبه اخي وقال في نفسه: وي كأنه هو الامام ولي العصر روحي فداه فنهض فوراً للبحث عنه، فلم يعثر على اجدٍ بهذه المواصفات وسأل عند آخرين فأجمعوا على انهم لم يروا سيداً بهذه الشمائل.
المذيع: واضح مما نقله الشيخ الحائري المازندراني ان الصفات المذكورة لمن التقاه اخوه الشيخ علي تنطبق على الصفات المذكورة في الاحاديث الشريفة للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كما ان في ملابسات اختفاءه غير العادي، ما يؤيد كونه هو الامام المنتظر سلام الله عليه رزقنا الله واياكم رؤية طلعته الرشيدة والغرة الحميدة ووفقنا لنصرته والتمسك بولايته في غيبته وظهوره اللهم آمين. نستودعكم الله اعزائنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

*يمكن الاستفادة من البرنامج مع ذكر المصدر

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة