كما يحسن الاوضاع الاقتصادية في هذه البلدان بشكل كبير ويقضي على المؤامرات الاقتصادية الاميركية في هذه المنطقة لكن العراق لا زال يمانع فتح طرقه امام حركة ترانزيت السلع الى الخارج، فما هي أسباب حرمان العراق من هذه العوائد التجارية الضخمة ؟
يوصل ممر شرق – غرب قطبي الاقتصاد العالمي أي الصين والقارة الأوروبية ببعضهما البعض وتظهر الأهمية الاقتصادية الكبرى لهذا الممر يوما بعد يوم بعد قطع عدد من طرق الاتصالات والممرات الاقتصادية في شرق أوروبا نتيجة الصراع المحتدم في اوكرانيا، وتسعى عدة دول جاهدة لجلب هذا الممر الى أراضيها مثل تركيا وأذربيجان، وقد عبر قطار ترانزيت آت من كازاخستان الاراضي الايرانية نحو تركيا ومنها الى أوروبا، لكن الطريق من الصين الى اوروبا وموانئ البحر الابيض المتوسط ليس حصرا بتركيا وان طريق العراق نحو سوريا وموانئ البحر الابيض المتوسط هو ايضا طريق ترانزيتي هام يمكن تفعيله وتنشيطه عبر تعاون ايراني عراقي سوري ما يدرّ على هذه البلدان عوائد ضخمة ويفتح آفاقا اقتصادية أمامها.
تعاني بلدان الشرق الاوسط من ظروف اقتصادية صعبة وضغوط كبيرة على الحكومات والشعوب نتيجة الانسياق وراء المخططات الاستعمارية والمؤامرات الاميركية لحصر اقتصاديات هذه الدول في النفط ومشتقاته فقط والحؤول دون حدوث تطوير اقتصادي شامل في هذه البلدان يرفع الضغط عن كاهل شعوبها.
وتعقد الولايات المتحدة العزم على قطع أي نوع من الاتصال بين ايران والعراق وسوريا وحتى التجاري والترانزيتي منه، علما منها بأن ذلك يمنح العراق موردا آخر الى جانب الثروة النفطية ويطلق يد العراق في اتباع السياسات التي يراها مناسبة لشعبه واقتصاده ومكانته ولذلك نجد بان واشنطن تعرقل انضمام العراق لطريق شرق غرب الترانزيتي الحيوي.
ولم تستجب الحكومة العراقية حتى الان لمطلب فتح طرقه الترانزيتية امام الشحنات القادمة من ايران نحو البحر الابيض المتوسط ويربط بين ذلك وبين بدء تطبيق اتفاقية TIR على اراضيه رغم قيام البرلمان العراقي بالمصادقة على تنفيذ هذه الاتفاقية ورغم عدم الحاجة وعدم وجود الزام بتطبيق اتفاقية TIR من عبور السلع والبضائع من الاراضي العراقية، وهناك الان حجم هائل من عمليات ترانزيت السلع والبضائع يجري في الكثير من بلدان العالم من دون هذه الاتفاقية.
كما لم تلتزم الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية وحتى الان باتفاقية اتصال خطوط السكك الحديدية بين ايران والعراق عبر تدشين خط السكك الحديدية بين شلمجة الايرانية والبصرة العراقية والذي يمكن ايضا ضمه الى خطوط الترانزيت في ممر شرق غرب الاستراتيجي.
ومن المتوقع ان يقوم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيارة الى ايران قريبا ومن الافضل انهاء هذه العرقلة وازالة العوائق امام فتح طرق الترانزيت بين البلدين اثناء هذه الزيارة عبر التوافق والتفاهم بين البلدين والذي يعود بالنفع على دول المنطقة والعراق على وجه الخصوص.
تجدر الاشارة ان سفير الجمهورية الاسلامية السابق في بغداد "ايرج مسجدي" قد قال ايضا خلال العام الماضي في لقاء مع زعماء العشائر العراقية واساتذة الجامعات الذين قدموا من بغداد واربيل والانبار، ان العراق يستطيع ان يحل مكان الدول الاخرى في مجال ترانزيت السلع الى ايران، علما بان الحرب الاوكرانية لم تكن بدأت في حينها.
واضاف السفير الايراني السابق في بغداد، ان ايران والعراق لديهما قواسم مشتركة كثيرة من اجل تعزيز التعاون فيما بينهما؛ لافتا الى ترحيب الجمهورية الاسلامية بان يصبح العراق احد اكبر دول الترانزيت في المنطقة وجسرا يربط دول الغرب بالشرق.
واوضح مسجدي، بان البلدين ايران والعراق يتمتعان بموقع استراتيجي مماثل تقريبا؛ واكد، بأن "احدا لا يستطيع ان يغير هذا الواقع، ذلك ان الحقائق التاريخية والجغرافية غير قابلة للتغيير".
وفي معرض الاشارة الى مشروع الربط السككي بين البلدين، صرح السفير مسجدي ان العراق سيكون قادرا على الوصول الى الصين عبر الطريق السككي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وسيزيد من اقتداره الاستراتيجي في المنطقة.