النازيون الجدد هم جماعة متطرفة في اوكرانيا، بادرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي أي ايه" الى تسليحهم وتوفير الدعم لهم تماما، كما فعلت في السبعينيات في افغانستان ما أدى فيما بعد الى ظهور تنظيم القاعدة المتطرف.
وبدأت "سي أي ايه" بتدريب النازيين الجدد في اوكرانيا وخاصة كتيبة آزوف منذ عام 2015، ولتسهيل الأمور قام الكونغرس الاميركي بحذف قانون منع التعاون مع النازيين الجدد في اوكرانيا بضغط من البنتاغون في عام 2016.
وأورد موقع "ياهو نيوز" في شهر يناير الماضي أي قبل شهر من بدء العملية الروسية في اوكرانيا ان "سي أي ايه" تدرب منذ عام 2015 جماعات اوكرانية على قتل الروس.
واضاف الموقع، ان مسلحين يعملون لصالح "دائرة القوات البرية" في "سي أي ايه" يدربون جماعات اوكرانية على قتل الروس للتحضير لمرحلة ما بعد ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا.
هذا التقرير أيده تقرير آخر لصحيفة "واشنطن بوست" نشر في يوم 5 مارس والذي قال بأن هؤلاء يتدربون لشن هجمات على الجنود الروس بعد غزو روسيا لاوكرانيا وانهم ينتمون لكتيبة آزوف.
وخلال الاسابيع الماضية انتشرت صور كثيرة عن وصول الاسلحة الغربية المرسلة الى اوكرانيا الى يد كتيبة آزوف المنتمية للنازيين الجدد الذين تتحدث عقيدتهم عن حرب صليبية نهائية بهدف "الاسترجاع"، بمعنى انهم يعتقدون بوجوب قيام اوكرانيا بالسيطرة على دول شرقي اوروبا تحت حكم ذوو البشرة البيضاء "الاستعلائيون"، تماما كما كان يفعل النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد كتبت صحيفة "جروزاليم بوست" الصهيونية في 21 ابريل الحالي ان صواريخ "ماتادور" المضادة للدروع شوهدت بيد اليمينيين المتطرفين الاوكرانيين، كما نشرت كتيبة آزوف نفسها صورا عن امتلاك عناصرها لصواريخ " NLAW" المضادة للدبابات لاول مرة.
وتظهر المعلومات المتوفرة ومنها تصريحات الساسة الاميركيين المقربين الى دائرة القرار بأن اميركا والدول الغربية يريدون من خلال دعم النازيين الجدد تكرار السيناريو الذي نفذوه في افغانستان تحت اسم "عمليات سايكلون" التي قررت فيها "سي أي ايه" تسليح ودعم الجماعات المتطرفة لمواجهة النفوذ السوفيتي ما أدى في النهاية الى ظهور تنظيم القاعدة الارهابي.
وبعد بدء العملية الروسية في اوكرانيا نشرت مجلة "فارين أفيرز" مقالا تحت عنوان "الانتفاضة الاوكرانية القريبة" بقلم دوغلاس لاندين وهو أحد عناصر "سي أي ايه" المتقاعدين والذي خدم في آسيا الوسطى، جاء فيه "ان بوتين سيواجه انتفاضة دامية وطويلة ستمتد الى حدود الدول الاخرى ويمكن ان تتحول الى اضطرابات واسعة يمكن ان تضرب باقي الدول الحليفة لروسيا".
ونظرا للنتائج الكارثية لدعم "سي أي ايه" للجماعات الارهابية في الماضي فان اتباع هذه السياسة مجددا في اوكرانيا يمكن ان يكون له مردود وتبعات امنية واسعة في القارة الاوروبية وكذلك في داخل اميركا نفسها، فهناك جماعات نشطة من البيض المتطرفين في داخل الولايات المتحدة يمكن ان يتحولوا الى تهديد أمني خطير عبر استلهام التجربة الجارية في اوكرانيا.
وقد حذرت الاجهزة الامنية الاميركية في اوائل عام 2020 من ظهور شبكة للمتطرفين البيض، عابرة للحدود، واعتبرت ذلك "الكارثة المقبلة" بعد جائحة كورونا، كما اعلن مركز "سوفان" الامني الشهير ايضا بان اوكرانيا تتحول شيئا فشيئا الى احد اقطاب انتشار المتطرفين البيض الذين يستلهمون النموذج الداعشي والقاعدة.