ولاشك أن لأصحاب الحسين وأنصاره وأهل بيته كالعباس وعلي الأكبر والقاسم وحبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجه وزهير بن القين وغيرهم الدور الفاعل في صنع النصر ومقارعة المحتلين والطامعين ومهددي الأمن والسيادة.
كانت زينب (ع) للحسين (ع) وزيرة والناطق الإعلامي باسم الثورة وحملت بعد انتهاء المعركة لواء المعسكر الثقافي الإعلامي المقاوم.
لم تكن زينب بنت علي (ع) إمرأة كباقي النساء، إذ أن أباها علي وأمها فاطمه وهي أخت الحسنين سيدي شباب أهل الجنة.
كانت نافذة البصيرة قائدة حركة الوعي والصبر والدفاع عن العقيدة بسلاح الكلمة الذي هو أمضى الأسلحة ومنها كلمة الحق عند سلطان جائر.
خطبت زينب خطبتين في الكوفة والشام وفجرت قنابل الرفض المحمدي العلوي الحسيني لنظام السلطة والعنجهية الأموية.
كانت الصرخة المدوية في العراق والشام وآفاق العالم التي مازالت أصداء كلماتها ترن في مسامع الإنسانية.
حطمت بكلماتها الطاغوت وأسرت من تربع على عرش السلطة.
لم تكن زينب أسيرة في مجلس يزيد كلا وألف ألف كلا. كانت الأميرة وكان يزيد أسير أوهامه لدولته التي ظن أنها ستبقى وسار على نهجه من قالوا إن دولتهم باقية وتتمدد.
أجل، إنطلقت صرخة الأميرة التي كانت بهيئة الأسيرة ومعها كلمات الامام زين العابدين (ع) إبن أخيها الحسين لتتحطم أركان السلطة الأموية.
وقفت زينب (ع) في مجلس العاصمة السياسية للنظام الدكتاتوري الفردي الوراثي البغيض وهدت ركن هذا النظام.
وكانت كلمات زينب (ع) التي مثل كل حرف منها سلاحاً فتاكاً دمر الحكم وأطاح بمن غصبوا الزعامة بغير حق.
زينب (ع) كانت عقلاً مدبراً وأميرة الوعي والحكمة والإيمان والرسالة التي من أجلها ضحى أخوها الحسين (ع) والصفوة من آله وصحبه على نهج محمد (ص).
كانت زينب أميرة ركب الآباء وكانت وزيرة الإعلام والناطق الرسمي باسم الثورة التي ألهبت ضمير كل ذي ضمير وألقت بدولة الباطل إلى حيث المصير.
كانت زينب بكلماتها التي دوت في سماء الكوفة ودمشق تطلق صرخات الحق وأسلحة ذات تقنية عالية هزت أركان الباطل.
أجل كانت زينب (ع) أميرة ولم تكن أسيرة وتبقى زينب خالدة باقية ما بقي الاسلام رافعة صرخة القيم مدافعة عن الحق والعدل والحرية، زينب (ع) أميرة وليست أسيرة.
محمد علي ابو هارون