نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـدعاء (علقمة او صفوان) وهو دعاء يقرأ بعد زيارة الامام علي(ع) والامام الحسين(ع) وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع تلتحم الادعية خلاله مع التوسل بالامامين عليهم السلام او وساطتهما في انجاز حاجات العبد من الله تعالى.
يقول الدعاء وهو في المقاطع الختامية مخاطباً الامامين عليهم السلام (اني انقلب عنكما منتظراً لتنجز الحاجة وقضائها ونجاحها من الله بشفاعتكما الى الله في ذلك).
ان هذا المقطع من الدعاء ينطوي على جملة نكات يجدر بنا ان نلاحظها فما هي؟
ان هذا المقطع يزاوج اولاًَ بين توجهين حيث ان الدعاء نفسه يقرأ بعد زيارة الامامين عليهما السلام وهذا يقتادنا الى ملاحظة جانب الزيارة الى جانب الدعاء ولذلك نجد توجهين احدهما وهو الاصل التوجه الى الله تعالى، في الدعاء لكن بما ان هذا الدعاء موظف لقراءته بعد الزيارة حينئذ فان تقديم الامامين عليهم السلام واسطة او شفاعة الى الله تعالى في انجاز حاجات قارئ الدعاء يفرض مسوغاته وهذا ما حدث فعلأً.
اما النكتة الثانية فهي ان قارئ الدعاء او الزائر يرسل توسلاته مشفوعة برجائه الكبير وانتظاره تحقيق طلبه بثقة حيث يقول انقلب عنكما منتظراً لتنجيز الحاجة وقضائها ونجاحها، هنا يتعين علينا ان نقف عند العبارات المتقدمة الثلاث وهي تنجز الحاجة قضاء الحاجة، نجاح الحاجة، هذه العبارات الثلاث لها نكاتها واهميتها الكبيرة مما يتعين على قارئ الدعاء ان ينتبه عليها وهذا ما نبدأ به الان.
ان قارئ الدعاء قد يقف حائراً بين ثلاثة معان يجدها متقاربة او متماثلة مع انها ليس كما يتصور كيف ذلك؟
العبارة تقول ان العبد ينتظر:
اولاً: تنجز الحاجة.
ثانياً: قضاء الحاجة.
ثالثاً: نجاح الحاجة والسؤال هو ما هو الفرق بين تنجز الحاجة وبين قضائها وبين انجاحها؟ هذا ما نبدأ بتوضيحه...
اما تنجز الحاجة فيعني تحقيقها ولكن التحقيق مجمل من حيث خصائصه فقد تتحقق الحاجة بعد زمن طويل مثلاً وقد تتحقق ولكنه ليس بتمامها وقد تتحقق ولكنه تتعثر في مراحل او تعود ثانية بعد حين وهكذا.
لذلك فان قارئ الدعاء ينتظر تحقق حاجته بافضل مستوياتها التي يتطلع اليها.
انه يتوسل:
اولاً: بان تأخذ الحاجة طريقها الى التحقق.
ثانياً: ان يتم تحققها عاجلاً لان العبارة تقول انقلب عنكما منتظراً أي يطلب تسريعها كما هو واضح.
ثالثاً: انه يتوسل بان تحقق نجاحاً تاماً من حيث الاشباع لان عدم تحققها بالنحو التام والشامل لا يجعلها ناجحة بل غير مكتملة كما هو واضح ايضاً.
بعد ذلك نواجه تاكيدات جديدة لما سبق من التوسل فالدعاء يقول فلا اخيب. ثم يقول ولا يكون منقلبي منقلباً خائباً خاسراً بل يكون منقلبي منقلباً راجحاً مفلحاً منجحاً مستجاباً بقضاء جميع حوائجي.
ان هذه الفقرة من الدعاء تظل من احفل الادعية بالاسرار وبالنكات المتنوعة التي تتضمنها فهي اولاً تحدد ثلاثة مستويات من تحقق الحاجة وهي الراجح والمفلح والناجح فما المقصود من هذه التعبيرات الثلاثة؟ هذا اولاً، ثانياً تسبق هذه التوسلات المرتبطة بتحقق الحاجة ما هي الضد من ذلك أي تتحدث عن عدم الخيبة اولاً وعدم الخسران ثانياً، وهذا بدوره يحتاج الى توضيح.
واخيراً يؤكد الدعاء فقرة مستجاباً بقضاء جميع حوائجي ان هذه الموضوعات تحتاج الى توضيح مفصل وهذا ما نعدك في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يحقق فعلاً جميع حاجاتنا في الآخرة والدنيا، وان يوفقنا الى زيارة المعصومين عليهم السلام وان يوفقنا دوماً الى ممارسة مهمتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.