لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها الدعاء الموسوم بـ (دعاء علقمة او صفوان)، وهو الدعاء الخاص في تلاوته بزيارة الامام علي(ع) والحسين(ع) وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يقول (اللهم احيني حياة محمد وذريته او امتني مماتهم، وتوفني على ملتهم)، ثم يقول (واحشرني في زمرتهم ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين ابداً في الدنيا والاخرة).
في هذا المقطع من الدعاء جملة نكات منها انه يتضمن التوسل بالله بان يحيينا حياة محمد وذريته وكذلك مماتهم ووفاتهم حيث حدثناك عن هذا الجانب في لقاء سابق، ولكن الفقرة الجديدة من المقطع تقول (واحشرني في زمرتهم ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين في الدنيا والاخرة)، والنكات التي نعتزم ان نحدثك عنها هي فقرة واحشرني في زمرتهم، وفقرة ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين ابداً في الدنيا والاخرة.
ولنبدأ بفقرة واحشرني في زمرتهم، فماذا نستلهم منها؟
من الطبيعي عندما يتوسل الدعاء بان يحيينا الله تعالى على حياة محمد(ص) وذريته عليهم السلام، وكذلك مماتهم ووفاتهم فهذا يعني ان نحيا على الرعاية التي يرعى الله تعالى محمداً وذريته عليهم السلام، وان يميتنا ويتوفانا على ذلك، اي ان تختم حياتنا بالايمان او بالخير الذي يطبع مماة ووفاة محمد(ص) وذريته عليهم السلام.
بيد ان النكتة الجديدة هي الفقرة القائلة واحشرني في زمرتهم حيث يمكنك ان تتساءل قائلاً ان الحشر هو غير الحياة الدنيوية والممات والوفاة فيها، انه من الممكن ان يحيا الشخص مبادئ محمد(ص) وذريته وان ينتقل من الحياة الى الاخرة مؤمناً بهم عليهم السلام اي الختام بالخير ولكن هل يعني ذلك ان يحشر واياهم في الموقع الابدي الذي يحتلونه عليهم السلام؟ وهذا ما يتطلب تأملاً.
الملاحظ ان النصوص الشرعية الواردة عن المعصومين عليهم السلام تشير الى مجاورتهم عليهم السلام كما قد تشير احياناً الى الحشر معهم كما لاحظنا في النص الذي نتحدث عنه ولكن الحشر هنا ورد بانه في زمرتهم اي جماعتهم وهذا يعني ان جماعتهم وهم المنتسبون الى مبادئهم غير شخصياتهم(ع) وفي الحالين فان الحشر مع جماعتهم يظل بغض النظر عن المجاورة او المواقع ذاتها مما هو مبعث السرور والتوفيق والامل الذي لا نهاية لعظمته.
وعندما نتجه الى الفقرة الثانية وهي ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين ابداً في الدنيا والاخرة، نجد انها تحفل بتساؤلات او نكات يتعين الوقوف عندها ترى ما هي الاستخلاصات التي يمكننا ان نقف عندها؟
الملاحظ هنا هو التوسل بالله تعالى بالا يفرق بيننا وبينهم عليهم السلام في الدنيا وكذلك في الاخرة، والسؤال ان الحديث هو عن الحشر في زمرتهم ولذلك نتساءل لماذا ورد التوسل بالا نفترق عنهم في الدنيا ايضاً؟
هذا سؤال وسؤال آخر هو ما هي النكات البلاغية التي نستلهمها من عبارة طرفة عين، فهذه العبارة هي صورة استعارية او رمزية لها دلالاتها دون ادنى شك، وهي تحفل بنكات لا مناص من الاشارة اليها.
والمهم هو ان نفصل الحديث عن هذين الجانبين اي عدم الفرقة بيننا وبينكم في الدنيا بالاضافة الى الاخرة ودلالة ما تعنيه عبارة طرفة عين ابداً وهذا ما نؤجل الحديث عنه الى لقاء آت ان شاء الله تعالى.
ختاماً نكرر توسلاتنا بالله تعالى ان يحشرنا مع محمد(ص) وذريته عليهم السلام ولا يفرق بيننا وبينهم طرفة عين ابداً وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.