فمنذ وصول محمد بن سلمان الى سدة الحكم في السعودية وهذه الدولة تواصل الدخول في مختلف الأزمات والمتاعب منها مواصلة الحرب الدموية على اليمن وقطع العلاقات السياسية مع بعض الدول وصولا الى جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بشكل فظيع داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وبما ان السعودية والإمارات المتحدة العربية متهمتان بدعم الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا عام 2016، فان العلاقات لا تكاد تكون متوتر منذ ذلك التاريخ بين الرياض و ابوظبي من جهة و انقرة من جهة أخرى، واستمر هذا التوتر بين هذه الجهات دون ان ينتهي حتى سمع العالم بالجريمة الفظيعة التي حدثت قبل فترة في القنصلية السعودية في إسطنبول.
في هذه الاثناء أصرت تركية على ضرورة كشف تفاصيل حادثة قتل الصحفي السعودي وطالبت السعودية بالكشف عمن ارتكب الجريمة، دون ان يواجه الطلب التركي تلبية من قبل السعودية.
وفي هذا السياق علمت وكالة تسنيم الدولية للأنباء من مصدر استخباري تركي ان محمد بن سلمان بذل خلال الفترة الأخير جهودا جبارة من أجل اقناع تركية لإنهاء ملف خاشقجي ولكن على ما يبدو فان هذه الجهود تواجه رفضا قاطعا من قبل الرئيس التركي.
حيث أكد هذا المصدر لوكالة تسنيم، انه وفقا للمعلومات التي وصلتنا من بعض المصادر المقربة من آل سعود ووزير الخارجية الاماراتي، فان محمد بن سلمان بذل جهودا متعددة بغية إقناع تركية عبر بعض الوسطاء ان تغلق ملف قتل خاشقجي سريعا.
واكد المصدر ان محمد بن سلمان يسعى من خلال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان يقنع الرئيس السوداني عمر البشير بالتوسط لكي يطلب من الرئيس التركي غض النظر عن ملف قتل خاشقجي وذلك إزاء إطلاق سراح عدد لافت من قيادات وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين في مصر من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأشار هذا المصدر ان الرئيس التركي قد رفض بشكل صريح وقاطع اقتراح محمد بن سلمان والذي نقل اليه من قبل عمر البشير على هامش مراسم افتتاح مطار إسطنبول الجديد.
واكد المصدر ان تصريحات اردوغان اثناء مشاركته في قمة مجموعة العشرين (G20) في الارجنتين وإصراره على كشف تفاصيل قضية قتل خاشقجي اثناء زيارته للبارغواي تدل على رفضه للاقتراح الذي تلقاه من ولي العهد السعودي والذي نقل اليه عبر الرئيس السوداني بشكل مباشر.
وصرح اردوغان خلال زيارته للبارغواي ان السعوديون لم يتعاونوا مع تركيا من اجل الكشف عن تفاصيل قضية قتل خاشقجي، وهدد الرئيس التركي خلال هذه الزيارة انه في حال واصلت السعودية الإصرار على عدم التعاون فيما يخص قضية قتل خاشقجي فانه سيضطر الى مطالبة المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة بتقديم الدعم من أجل الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة.