ونقلت وسائل الإعلام في أمريكا اللاتينية علاوة على الصحافة الكوبية خبر تقدم التجارب السريرية الخاصة بالمرحلة الثالثة، وهي التجارب الأخيرة قبل الانتقال إلى استعمال الدواء مباشرة. واعتبرت منظمة الصحة الأمريكية (تضم دول القارة الأمريكية) أن كوبا حققت تقدما مدهشا لكونها تبلور وتطور خمسة لقاحات مرة واحدة، ويوجد اثنان في المرحلة الأخيرة، وهما سوبيرنا 02 وأبدلا.
وصرح خوسي مويا ممثل هذه المنظمة الأمريكية لجريدة "الباييس" الإسبانية يوم الثلاثاء “حالة كوبا لا تعتبر معجزة، فخلال الثلاثين سنة الأخيرة، طورت كوبا لقاحات منها لقاح ضد هيباتيتيس ب الأكثر استعمالا في القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية”.
وكشفت التجارب السريرية في المراحل الثلاث عن نجاح اللقاحين وخاصة سوبيرنا 02 في مواجهة فيروس كورونا.
وتعتقد المختبرات التي تشرف على تطوير اللقاحين أنه مع حلول يوليو المقبل قد تبدأ عملية تلقيح الشعب الكوبي بالكامل.
وقالت ليينا موراليس مديرة العلوم والبحث التكنولوجي في وزارة الصحة الكوبية إنه قد يتم تلقيح ساكنة العاصمة هافانا (1.7 مليون نسمة) ابتداء من مايو المقبل في حالة المصادقة النهائية على اللقاح. وإيمانا بنجاعة لقاح سوبيرنا 02، فقد قامت وزارة الصحة بتلقيح معظم العاملين في هذه الوزارة، وفق الصحافة الكوبية هذه الأيام.
ويوجد اهتمام من طرف دول أمريكا اللاتينية باللقاح الكوبي وخاصة من دول مثل فنزويلا والأرجنتين وأساسا المكسيك التي تجد صعوبات كبيرة في الحصول على اللقاحات لتلقيح شعبها خاصة في ظل عدم تلقي هذا البلد مساعدات من الجار الغني، الولايات المتحدة.
وتتميز كوبا، البلد المحاصر، بنظام صحي متين وصناعة أدوية متطورة، حيث نجحت في تطوير لقاح مضاد لالتهاب السحايا نهاية الثمانينات، وطورت لقاحات أخرى تصدرها إلى أمريكا اللاتينية والدول الأفريقية وبعض الدول الآسيوية.
وستكون كوبا أول دولة من أمريكا اللاتينية ستطور لقاحا خاصا بها متقدمة على دول من حجم البرازيل، وستنضم إلى نادي الدول التي طورت لقاحا خاصا بها وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا. وإذا حصلت على مصادقة منظمة الصحة العالمية، قد يتحول إلى لقاح رئيسي في أمريكا اللاتينية، لا سيما وأن كوبا تؤكد قدرتها على تصنيع مئة مليون حقنة نهاية 2021.
وأكد خبراء منظمة الصحة العالمية عن مؤشرات إيجابية بشأن اللقاحات التي تطورها كوبا، لكن يجب الانتظار لمعرفة نتائج التجارب السريرية الأخيرة، للترخيص باستعمالها عالميا.